واشنطن تلوح ل أنقرة بأكراد سوريا إن استمر الأتراك بحردهم السياسي

ضمن استراتيجية التقرب ممن تصفهم بـ "أقليات" مهددة بوجودها تلجأ واشنطن إلى التقرب من أية فئة تعيش هاجس الحفاظ على بقائها، الأكراد بالنسبة لأمريكا الآن يتمتعون بجاذبية كبيرة من أجل التعاون معها، ولعّل الظروف الأمنية المقلقة في المنطقة والفوضى المنتشرة نبهت أساطين

السياسة في الإدارة الأمريكية إلى وجوب امتلاك ورقة الأكراد في المنطقة لأن لها تأثيراً على عدة دول " سوريا، إيران، تركيا، العراق" ناهيكم عن وجود إقليم مستقل هو إقليم كردستان العراق الذي يتمنى الأمريكيون تعميمه كنموذج في المنطقة لتكون هناك أقاليم أخرى مشابهة له إن لم تكن عرقية فعلى أساس الدين او المذهب.

الأكراد الآن يقاتلون ضد تنظيم "داعش" في سوريا، ويثورون على غدر السلطات التركية في أنقرة، هذا كفيل بوجودهم كقوة يمكن التعاون معها، على هذا الأساس فقد أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جنيفر بساكي إنه في إطار استراتيجية الولايات المتحدة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا، جرت اتصالات مباشرة بين مسؤول في الخارجية الأمريكية وممثلين عن حزب الاتحاد الديموقراطي، مضيفةً أن واشنطن لم تصل بعد إلى العمل على تسليح وتدريب ميليشيات كردية.

وقالت عن اللقاء بين المسؤول في الخارجية الأمريكية وممثلين للحزب الكردي السوري "لقد كان عبارة عن اجتماع خاطف".

ما صدر عن بساكي يدل على أن هناك نوايا مبينة لدى واشنطن من أجل تنظيم "الأكراد" وتأطيرهم ضمن ميليشيا خاصة يتم تدريبها وتسليحها ليكون لها دور ما خلال المرحلة المقبلة خاصةً وأن هؤلاء المقاتلين باتوا يشعرون بأنهم مهددون من كل صوب، ما الفائدة التي ستجنيها واشنطن من تدريب الأكراد وتسليحهم إن حدث ذلك؟ هل سيتم تجييرهم في الخطة الأمريكية لإسقاط الدولة السورية؟، وهل سيكونون نواة انفصالية تطالب الانضمام إلى الإقليم المركزي في العراق؟، ماذا عن تركيا وردة فعل فعلها حيال ذلك؟، هل ستقبل أنقرة بوجود ميليشيا كردية مسلحة ومدربة أمريكياً خصوصاً وأن حزب الاتحاد الديمقراطي هو فرع لعدوها اللدود "العمال الكردستاني"؟، أم ستقوم أمريكا مثلاُ بعقد اتفاقية تاريخية بين الأكراد والأتراك ليكون هؤلاء مأموني الجانب تجاه تركيا، أي بضمانة أمريكية مقابل تغيير تركيا لسياستها تجاه الأكراد وإطلاق سراح الزعيم الكردي عبد الله اوجلان لاحقاً؟

الأكراد السوريون لم يقوموا كل تلك الفترة سوى بالدفاع عن أنفسهم، هم لم يتورطوا بأية أعمال إرهابية ولم ينخرطوا في المشروع التخريبي الذي سارت به ميليشيات ضمت الكثير من السوريين، بالتالي فإن التأثير الأكبر والمخاوف التي يمكن أن يوجدوها ستكون بالنسبة للأتراك أكثر من غيرهم، فهل كان الاتصال الأمريكي بالحزب الكردي السوري ردة فعل من قبل واشنطن تجاه أنقرة التي بالغت في حردها ولم تشارك في الحلف الدولي ضد داعش؟، ردة الفعل التركية وتعاون أنقرة من عدمه بعد تلك الاتصالات هي من ستحدد الإجابة.

عربي برس - علي مخلوف