خـاص: حقيقة معارك ريف اللاذقية.. وما هو الهدف الأساسي؟؟

يعتقد المتابع العادي للأحداث أن ما يجري في ريف اللاذقية هو عملية هجوم من قبل مجموعات المعارضة المسلحة المتواجدة في سلمى وريفها، على القرى التي تقع غرباً باتجاه الحفة، وهذا هو الواقع الواضح للجميع، ولكن ما من شيء يجب أن يلغي أن ريف اللاذقية بالكامل ساخن بكل جوانبه، وهنا يطرح السؤال نفسه، ويأتي الجواب ليثبت نفسه أيضاً.

“سعيد طريبوش” أحد القادة الميدانيين على رأس المجموعات التي تقاتل ضد الجيش العربي السوري في ريف اللاذقية، أعلن منذ عدة أيام أنه سيحتفل بقدوم عيد الفطر في مدينة الحفة شخصياً، وهو الأمر الذي يمهد للمتابع أن التحضير بدأ منذ بداية شهر رمضان، وجغرافية المنطقة في الريف تجعل من كلّ منطقة يتم السيطرة عليها مكاناً مناسباً للسيطرة على المنطقة الأقل ارتفاعاً منها.

بدأت الأحداث صباح يوم الأحد 4 آب 2013 في قرية “أبو مكة” – حسب ما ذكره مصدر أهلي من الريف للـ “الحدث نيوز” وليس في قرية بارودة كما يعتقد الجميع- فبعد آذان الفجر بقليل انهالت القذائف على القرية فهجر سكانها للقرية التي تليها غرباً وبعضهم ذهب إلى الأحراش، واقتربت مجموعات المعارضة المسلحة بالإضافة إلى دخول مجموعات جهادية ترفع راية الإسلام التي تم تلوينها باللون الأسود..

الخطة العسكرية التي وضعها المهاجمون من مجموعات مسلحة وجهاديين إسلاميين كانت على الشكل التالي: يتم ضرب القرية بالقذائف فيهجر أهلها ويدخلها المسلحون دون مقاومة تذكر، ومن بقي فيها يتم تصفيته، وعلى ذلك كان المحور الأساسي للعملية يتركز في خط ” بارودة – البلاطة – الحنبوشية – استربة – محيط النبي نبهان”.


وبعد الظهر كانت كل من “انباتة، بارودة، استربة” بتواجد كامل لعناصر المعارضة المسلحة والمجموعات الإسلامية الجهادية تحت مسمياتها المختلفة من ما يسمى “سرية القناصة” إلى “كتائب الحر” إضافة إلى جبهة النصرة المتمثلة في كتيبتين هما ما يسمى بـ”أنصار الشام”، و ما يسمى بـ”نصرة المظلوم”، وميليشيات القاعدة المسماة بـ”دولة العراق والشام الإسلامية”.

يتمثل الهدف الأساسي من الهجوم على ريف اللاذقية بنقطتين، الأولى: توسيع رقعة سيطرة المجموعات المسلحة على مناطق أكبر في الريف، وبالتحديد الوصول لقمة النبي يونس التي فشلت المعارضة مراراً وتكراراً في الوصول إليها، والثانية: جعل المنطقة الممتدة من الحفة إلى سلمى خالية من السكان ومن الجيش العربي السوري للتحضير الأكبر للوصول للاذقية، الأمر الذي يزيد الحيرة والغرابة، فمدينة سلمى المحاصرة لأكثر من عام ونصف خرج منها المسلحون، ووصلوا إلى 6 قرى تبعد عن الحفة مسافة ” قذيفة هاون” او صاروخ مصنوع يدوياً، وهنا يأتي الجواب من مجموعات المعارضة المسلحة نفسها، حيث نشرت صفحات التنسيقيات فيديوهات لمجموعات من الجهاديين يؤدون صلاة الفجر قبل خروجهم “من ريف إدلب” باتجاه سلمى وريف اللاذقية الممتد إلى الحفة، حيث أن إدلب المغيبة عن واجهة العمل العسكري، كانت المحرك الأساسي لتحركات المجموعات المسلحة، فريف إدلب مرتبط بريف اللاذقية ارتباط لا يقطعه سوى الأحراش التي اعتاد المسلحون الاختباء بها.

وها هو اليوم الثاني الذي يشهد اشتباكات مستمرة وصلت إلى قرى أقرب إلى الحفة، وحركة تهجير أكبر للسكان، والجيش العربي السوري مدعما باللجان الشعبية وقوات الدفاع الوطني، وكذلك مجموعات الأهالي التي رفضت أن تخرج من قراها تحمل روحاً باقية حتى الآن في تلك القرى التي ترى أن الحريق المشتعل في الريف من الواضح أن يحتاج إلى ضربة قاضية تفتت يد الإرهاب الزاحف نحو الحفة، هذا وتشير مصادر أخرى إلى أن الاشتباكات قتل تصل إلى قرية عرامو اليوم إن استمرت على ذات الوتيرة في ظل استمرار ميليشيات القاعدة المسماة بـ”دولة العراق والشام الإسلامية”بالهجوم على قمة النبي يونس التي كانت عصية في المرة الأولى ولا تزال الثقة بالجيش العربي السوري عصية في داخل الشعب “اللاذقاني” على أن تغيرها الإشاعات التي تساهم بها الحرب الإعلامية ضد الجيش العربي السوري.