السعوديّة حاولت سحب الدعم الروسي للأسد... هل نجحت؟
2 مشترك
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة السورية
صفحة 1 من اصل 1
السعوديّة حاولت سحب الدعم الروسي للأسد... هل نجحت؟
في إجتماع مهمّ جمعه أخيراً بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حاول المسؤول السعودي القوي، الأمير بندر بن سلطان، أن يُقنع القيادة في موسكو، بسحب ورقة حماية النظام السوري عبر استخدام حقّ النقض في مجلس الأمن ضد أيّ قرار يدينه، وبعدم التمسّك بالرئيس السوري بشار الأسد، في مقابل تعهّدات بتوقيع صفقة أسلحة ضخمة مع روسيا (تردّد أنّها بقيمة 15 مليار دولار أميركي)، وبعدم منافسة الغاز الروسي المصدّر إلى أوروبا، من قبل أيّ من دول الخليج، وليس من قبل المملكة العربيّة السعودية وحدها. فهل نجحت هذه المحاولة الجدّية لسحب الدعم الروسي للأسد؟
قبل الإجابة على هذا السؤال، لا بد من عرض سريع لأبرز مطالب روسيا من المنطقة عموماً ومن سوريا بالتحديد.
أولاً: تُشكّل سوريا وحدها مصدراً مهمّاً لصادرات الأسلحة الروسية بنسبة تبلغ 9 % من مجمل هذه الصادرات. وبالتالي، ترغب روسيا بضمان استمرار عقودها العسكرية مع سوريا في حال تغيير النظام هناك، خاصة وأنّه توجد فواتير ماليّة كبيرة غير مُسدّدة من جانب دمشق، علماً أنّ موسكو حسمت جزءاً كبيراً منها، كمبادرة دعم للنظام السوري الحالي.
ثانياً: وظّفت شركات روسية في السنوات القليلة الماضية مبالغ استثمارية ضخمة في سوريا، بلغت قيمتها نحو 20 مليار دولار أميركي، وذلك في مجال التنقيب عن النفط والغاز. وتتنافس شركة "غاز بروم" الروسية بقوّة مع شركات خليجيّة وأبرزها شركة "آفاق" القطريّة للغاز. وبحسب الكثير من الخبراء، من سيُسيطر على سوريا، سيتحكّم بكثير من أنابيب نقل الغاز الأساسية إلى العالم، أيّ أنّه سيتحكّم فعلياً بأهم مصدر للطاقة في القرن الواحد والعشرين! وبالتالي تخشى "روسيا الاتحادية" التي هي المُصدّر الأوّل للغاز في العالم (تُصدّر نحو 420 مليار طن من الغاز السائل سنوياً)، أن تخسر توظيفاتها المالية في سوريا، وكذلك دورها المستقبلي في تمرير الغاز إلى أوروبا بأسعار منافسة.
ثالثاً: تملك موسكو قاعدة عسكريّة في ميناء طرطوس السوري، تمثّل الموقع البحري الأخير المتبقّي لروسيا في منطقة البحر الأبيض المتوسّط. وبالتالي، تطالب موسكو بضمانات بإبقاء "موطئ قدم" لها في المنطقة، للحفاظ على تنقّلاتها البحريّة وصولاً إلى المحيط الأطلسي عبر مضيق جبل طارق، وإلى البحر الأسود عبر مضيق البوسفور، وإلى البحر الأحمر عن طريق قناة السويس. وأهمّية هذه القاعدة تتجاوز مسألة التنقّل البحري، وهي تدخل في إطار الإجراءات الهادفة إلى مواجهة الدرع الصاروخي الأميركي في تركيا، والقواعد العسكرية الأميركية في المنطقة.
رابعاً: تشكّل روسيا، مع حليفتيها الإقليميّتين إيران وسوريا، توازناً دولياً مع الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربيّة، بالنسبة إلى العديد من مسائل المنطقة. وبالتالي، تخشى موسكو في حال سحب دعامة دمشق منها، أن تفقد قدرتها على التأثير في سياسة الشرق الأوسط ككل.
ويمكن القول إنّ مبادرة الأمير السعودي بندر تستجيب لمطلبين من مطالب روسيا الأساسيّة في الشرق الأوسط، أيّ مسألة استمرار تصدير السلاح، ومسألة استمرار بيع الغاز. لكن رئيس جهاز الاستخبارات السعودي لا يستطيع تلبية المطلبين الآخرين لموسكو، وهما مسألة ضمان بقاء القاعدة العسكرية في ميناء "طرطوس"، وبالتالي ضمان التواجد العسكري البحري الروسي في المنطقة، وكذلك مسألة خسارة حليف مهم لروسيا في المنطقة، باعتبار أنّ أيّ نظام سوري جديد سيتّخذ من موسكو موقفاً عدائياً، ردّاً على تعاملها المنحاز لصالح النظام ضد معارضيه.
أكثر من ذلك، إنّ موسكو تتطلّع لأن تبادل أيّ تنازل في الملف السوري، مباشرة مع واشنطن. ومطالبها ليست إقليمية فحسب، بل تشمل ملفّات دوليّة عالقة، أبرزها:
أوّلاً: ملف الدرع الصاروخي الأميركي.
ثانياً: ملف القواعد العسكرية الأميركية في أفغانستان وغيرها من الدول الآسيوية.
ثالثاً: ملف ضم دول أوروبا الشرقيّة إلى الإتحاد الأوروبي وإستخدام عملة "اليورو".
رابعاً: ملف "الشيشان" وغيرها من دول البلقان التي ترغب بالإنفصال والإستقلال عن "روسيا الإتحاديّة".
خامساً: ملف المعامل النوويّة التي تقوم إيران بتطويرها.
وممّا تقدّم، قد تكون واشنطن هي وحدها القادرة على القيام بتسوية مع موسكو، وليس أيّ دولة خليجيّة مهما عظم شأنها ومهما كانت قدراتها المالية كبيرة. وبما أنّ العلاقات الروسيّة – الأميركية الحالية هي في مرحلة توتّر شديد، إلى درجة دفعت بالرئيس الأميركي باراك أوباما إلى إلغاء زيارته إلى موسكو في أيلول المقبل، وإلى عدم إدراج أيّ برنامج لقاء مباشر مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، على هامش قمّة مجموعة "العشرين" التي ستُعقد في مدينة "سان بطرسبورغ" الروسية في 5 و6 أيلول المقبل، يمكن الإستنتاج أنّ مصير المبادرة السعودية لا تلبّي مطالب موسكو، وهي بالطبع لم تنجح! وهذا الفشل لن يتحوّل إلى نجاح في المستقبل، إلا في حال ترافقت التعهّدات الخليجيّة، مع تعهّدات أميركية بشأن باقي المطالب الروسية. وحتى اليوم، لا معطيات بهذا الشأن من جانب الإدارة الأميركيّة.
السهم الناري- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي
رد: السعوديّة حاولت سحب الدعم الروسي للأسد... هل نجحت؟
تعازينا لأمريكا .. سوريا هي ملاك الرحمة للمُسلمين
يبدو أن أمريكا اليوم غاضبة ولشدة غضبها رفض رئيسها مُلاقاة الرئيس الرّوسي فلاديمير بوتن، في القمة التي كانت مُبرمجة شهر سبتمبر “أيلول” القادم، وأمريكا الغاضبة جدّا، يلتقي وزيرا خارجيتها ودفاعها بنظرائهما الروسيين في واشنطن، لتدارس أمهات القضايا، وتنسيق المواقف فيما بين البلدين، فأمريكا الغاضبة جدا، تعلم بشكل كبير جدا، أن هامش اللعب اليوم، لم يعد كما كان عندما كانت أمريكا هي الشرطي والدركي الوحيد في العالم، وما كُنّا لنقف على الحالة الأمريكية هذه، لولا تطورات الأوضاع في سوريا وقرب الإنسحاب الأمريكي من أفغانسان، أي بمعنى آخر، أن رواية الأمريكي سنودن الذي منحته روسيا حق اللجوء السياسي المُؤقت، والتي تسترت وراءها أمريكا لإلغاء حضور أوباما إلى القمة السالفة الذكر، ما هي في الحقيقة سوى الشجرة التي تُغطي الغابة، والغابة اليوم تتمثل في الإنحصارات الأمريكية على شتى المُستويات، والتي يُريد صقور البيت الأبيض التغطية عليها ليس إلاّ… قد يرى البعض أنني أبالغ في موقفي هذا، وقد يقول قائل، إن أمريكا العُظمى لا تطأطئ رأسها أبدا، وأن ما يجري اليوم هو مجرد مُناورة لإعادة التموقع من جديد، لكن الحقيقة برأي غالبية المُحلّلين، أن الأمريكيين وبغبائهم إنساقوا وراء الأوهام التي سوّقتها لهم إسرائيل وجماعة أمراء المشيخات الخليجية، من أنه من المُمكن جدّا إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط، بما يُرضي الأمريكيين والصهاينة وأعراب سايس بيكو، وأن مفتاح هذا التغيير يتجسد في إسقاط سوريا، وتحييد دورها المُقاوم، لكن فاجعة الأعراب والأمريكيين كانت أكبر من المُتوقع، فسوريا التي دمّر مُرتزقة الأعراب بنياتها التحتية ومُقدّرات شعبها المُقاوم، إستطاعت بفضل تجدّرها وامتداد تاريخها لعُمق الحضارة الإنسانية، ليس فقط أن تهزم هذا المشروع الأمريكوصهيوني في بلاد الشام وكفى، بل إنها أحبطت المُؤامرة برُمّتها في العالم العربي والإسلامي، وجعلت الأمريكان يغرقون في مُستنقع قد لا يخرجون منه سالمين، فسوريا الأبيّة المُقاومة، ساهمت في إعادة تحريك الوعي القومي العربي، وأعادت الشعب المصري إلى دوره التاريخي المُقاوم، ما عجّل بإسقاط جماعة الإخوان الخائنين المُتآمرين المُتحالفين مع الصهاينة، وفي الوقت نفسه، نبّهت الشعب التونسي والليبي لحجم المُؤامرة المُحاكة ضدّهما، ما جعلهما يتحركان بقوة، لإزاحة زبالة “ثُوار النّاتو” وتخليص الشعبين التونسي والليبي من قبضة أذناب الصهاينة والأمريكيين، وهو ما يعكسه حجم التحرك الشعبي في هاذين البلدين، والذي يُبشّر بقُرب ساعة الحسم، هذا الحسم الذي كان الرّوس سبّاقين لتوقُّعه، ومن ثمّة، إنحازوا إلى إرادة الشعوب، بل إعتبر رئيسهم بوتين أن ما حدث في ليبيا هو حرب صليبية بإمتياز، الأمر الذي يجعلنا نقف مليّا أمام المُفارقة العجيبة التي تعيشها سوريا وليبيا في آن واحد، فمن جهة نجد أنّ مُنفّذي المُؤامرة ضدّهما وضدّ العالم الإسلامي يرفعون شعارات “الله أكبر”، وفي المُقابل نرى أنهم ينفّذون ما عجز عن تنفيذه الصهاينة والصليبيون، فالدمار الذي لحق بلاد الشام وليبيا من قبل جماعات التكفير الوهابية، ما كُنّا نتصوّر يوما أنّ الصهاينة والأمريكيين قادرون على تحقيقه، وهذا ما يفتح أمامنا العديد من زوايا وخانات التساؤل، لأيّ هدف ولأيّ مُبتغى دُمّرت سوريا وليبيا، ولا يزال التحرّش قائما ضدّ مصر والجزائر وتونس والعراق … لغرض تدميرها هي الأخرى؟ هل كلّ ذلك بهدف إقامة الخلافة الإسلامية، وأيّ خلافة هذه تقوم على أنقاض الدول والحضارات وبسفك دماء مئات الآلاف من المسلمين؟ برأيي أن المشروع قد إنكشف اليوم، وبعد الذي قدّمته سوريا من تضحيات جسام، لا يُمكننا إلاّ أن ننتظر انهيار الكيان الصهيوني، ومن ورائه الدولة التابعة، أي أمريكا، التي شاء القدر أن يحكمها بُلهاء، لا يزنون وِزر أعمالهم، ويتبعون الصهاينة وهُم “عُمي لا يُبصرون”، فأمريكا اليوم، وبعد أن إرتضت أن تكون تابعا مُخلصا للصّهاينة ستكون أولّ وأكبر ضحية لآل صهيون والقاعدة التي صنّعتها بإسم الإسلام لتدمير العالم الإسلامي، فأمريكا ظنّت أنه بتشويه الإسلام، ستحُدّ من نُفوذه، وبتحالفها مع الأعراب ستُحقّق مُبتغاها، لكن أمريكا الجاهلة بعُمق الحضارة العربية الإسلامية، حفرت عن وعي أو دون وعي، قبرا لحضارتها في الشرق الأوسط، والعالم الإسلامي، وفسحت المجال للرّوس الذين حاربتهم بالقاعدة بدعوى أنهم مُلحدون، لاسترجاع مناطق نُفوذهم الحيوية، فأمريكا إذن ومن هذا المُنطلق، وبمُحاربتها الإسلام بالإسلامويين، باعتبار أنّها من أهل الكتاب، تكون قد عجّلت بنهايتها، وكشفت للعالم أجمع، أنّها والصهاينة وجماعات الإخوان المسلمين والتكفيريين والوهابيين والتقتيليين، قد أكّدوا للبشرية أنهم لا دين لهم ولا ملّة، وأنّ دفاعهم عن المُسلمين، إنّما ينطلق من رغبة جامحة تصبو لإبادة المُسلمين لا غير، كما جعلتنا نتأكد اليوم، أن الرّوس الذين قدّموهم لنا في العالم العربي الإسلامي، على أنهم كفرة مُلحدُون، هم أحرص الناس على حُرية الشعّوب، بما فيها حُريّة الدين والمُعتقد، ومن هنا أرى أنه حان الوقت للأمريكيين أن يُراجعوا استراتيجيتهم تُجاه المُسلمين، قبل فوات الأوان، لأن الرهان على إنجاح المُخطّط الصهيوني الذي لا يتعدّى أعضاؤه بضعة ملايين، سيُؤدي بأمريكا مُستقبلا لخسارة أكثر من مليار مُسلم، وهو ما أظنّ أن الرّوس وعوا له منذ أمد بعيد، وبالتالي فإن القادم من الأيام في حال تواصل سياسة العداء للعرب والمُسلمين، سيُعجّل بسقوط الإمبراطورية الأمريكية وأتباعها من مشيخات الذُّل والنّذالة، وإذاك نقول للأمريكان: ” تعازينا الحارّة..فالحياة للأبقى والأقوى، وسوريا هي ملاك الرحمة للمُسلمين”.
خاص بانوراما الشرق الاوسط
يبدو أن أمريكا اليوم غاضبة ولشدة غضبها رفض رئيسها مُلاقاة الرئيس الرّوسي فلاديمير بوتن، في القمة التي كانت مُبرمجة شهر سبتمبر “أيلول” القادم، وأمريكا الغاضبة جدّا، يلتقي وزيرا خارجيتها ودفاعها بنظرائهما الروسيين في واشنطن، لتدارس أمهات القضايا، وتنسيق المواقف فيما بين البلدين، فأمريكا الغاضبة جدا، تعلم بشكل كبير جدا، أن هامش اللعب اليوم، لم يعد كما كان عندما كانت أمريكا هي الشرطي والدركي الوحيد في العالم، وما كُنّا لنقف على الحالة الأمريكية هذه، لولا تطورات الأوضاع في سوريا وقرب الإنسحاب الأمريكي من أفغانسان، أي بمعنى آخر، أن رواية الأمريكي سنودن الذي منحته روسيا حق اللجوء السياسي المُؤقت، والتي تسترت وراءها أمريكا لإلغاء حضور أوباما إلى القمة السالفة الذكر، ما هي في الحقيقة سوى الشجرة التي تُغطي الغابة، والغابة اليوم تتمثل في الإنحصارات الأمريكية على شتى المُستويات، والتي يُريد صقور البيت الأبيض التغطية عليها ليس إلاّ… قد يرى البعض أنني أبالغ في موقفي هذا، وقد يقول قائل، إن أمريكا العُظمى لا تطأطئ رأسها أبدا، وأن ما يجري اليوم هو مجرد مُناورة لإعادة التموقع من جديد، لكن الحقيقة برأي غالبية المُحلّلين، أن الأمريكيين وبغبائهم إنساقوا وراء الأوهام التي سوّقتها لهم إسرائيل وجماعة أمراء المشيخات الخليجية، من أنه من المُمكن جدّا إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط، بما يُرضي الأمريكيين والصهاينة وأعراب سايس بيكو، وأن مفتاح هذا التغيير يتجسد في إسقاط سوريا، وتحييد دورها المُقاوم، لكن فاجعة الأعراب والأمريكيين كانت أكبر من المُتوقع، فسوريا التي دمّر مُرتزقة الأعراب بنياتها التحتية ومُقدّرات شعبها المُقاوم، إستطاعت بفضل تجدّرها وامتداد تاريخها لعُمق الحضارة الإنسانية، ليس فقط أن تهزم هذا المشروع الأمريكوصهيوني في بلاد الشام وكفى، بل إنها أحبطت المُؤامرة برُمّتها في العالم العربي والإسلامي، وجعلت الأمريكان يغرقون في مُستنقع قد لا يخرجون منه سالمين، فسوريا الأبيّة المُقاومة، ساهمت في إعادة تحريك الوعي القومي العربي، وأعادت الشعب المصري إلى دوره التاريخي المُقاوم، ما عجّل بإسقاط جماعة الإخوان الخائنين المُتآمرين المُتحالفين مع الصهاينة، وفي الوقت نفسه، نبّهت الشعب التونسي والليبي لحجم المُؤامرة المُحاكة ضدّهما، ما جعلهما يتحركان بقوة، لإزاحة زبالة “ثُوار النّاتو” وتخليص الشعبين التونسي والليبي من قبضة أذناب الصهاينة والأمريكيين، وهو ما يعكسه حجم التحرك الشعبي في هاذين البلدين، والذي يُبشّر بقُرب ساعة الحسم، هذا الحسم الذي كان الرّوس سبّاقين لتوقُّعه، ومن ثمّة، إنحازوا إلى إرادة الشعوب، بل إعتبر رئيسهم بوتين أن ما حدث في ليبيا هو حرب صليبية بإمتياز، الأمر الذي يجعلنا نقف مليّا أمام المُفارقة العجيبة التي تعيشها سوريا وليبيا في آن واحد، فمن جهة نجد أنّ مُنفّذي المُؤامرة ضدّهما وضدّ العالم الإسلامي يرفعون شعارات “الله أكبر”، وفي المُقابل نرى أنهم ينفّذون ما عجز عن تنفيذه الصهاينة والصليبيون، فالدمار الذي لحق بلاد الشام وليبيا من قبل جماعات التكفير الوهابية، ما كُنّا نتصوّر يوما أنّ الصهاينة والأمريكيين قادرون على تحقيقه، وهذا ما يفتح أمامنا العديد من زوايا وخانات التساؤل، لأيّ هدف ولأيّ مُبتغى دُمّرت سوريا وليبيا، ولا يزال التحرّش قائما ضدّ مصر والجزائر وتونس والعراق … لغرض تدميرها هي الأخرى؟ هل كلّ ذلك بهدف إقامة الخلافة الإسلامية، وأيّ خلافة هذه تقوم على أنقاض الدول والحضارات وبسفك دماء مئات الآلاف من المسلمين؟ برأيي أن المشروع قد إنكشف اليوم، وبعد الذي قدّمته سوريا من تضحيات جسام، لا يُمكننا إلاّ أن ننتظر انهيار الكيان الصهيوني، ومن ورائه الدولة التابعة، أي أمريكا، التي شاء القدر أن يحكمها بُلهاء، لا يزنون وِزر أعمالهم، ويتبعون الصهاينة وهُم “عُمي لا يُبصرون”، فأمريكا اليوم، وبعد أن إرتضت أن تكون تابعا مُخلصا للصّهاينة ستكون أولّ وأكبر ضحية لآل صهيون والقاعدة التي صنّعتها بإسم الإسلام لتدمير العالم الإسلامي، فأمريكا ظنّت أنه بتشويه الإسلام، ستحُدّ من نُفوذه، وبتحالفها مع الأعراب ستُحقّق مُبتغاها، لكن أمريكا الجاهلة بعُمق الحضارة العربية الإسلامية، حفرت عن وعي أو دون وعي، قبرا لحضارتها في الشرق الأوسط، والعالم الإسلامي، وفسحت المجال للرّوس الذين حاربتهم بالقاعدة بدعوى أنهم مُلحدون، لاسترجاع مناطق نُفوذهم الحيوية، فأمريكا إذن ومن هذا المُنطلق، وبمُحاربتها الإسلام بالإسلامويين، باعتبار أنّها من أهل الكتاب، تكون قد عجّلت بنهايتها، وكشفت للعالم أجمع، أنّها والصهاينة وجماعات الإخوان المسلمين والتكفيريين والوهابيين والتقتيليين، قد أكّدوا للبشرية أنهم لا دين لهم ولا ملّة، وأنّ دفاعهم عن المُسلمين، إنّما ينطلق من رغبة جامحة تصبو لإبادة المُسلمين لا غير، كما جعلتنا نتأكد اليوم، أن الرّوس الذين قدّموهم لنا في العالم العربي الإسلامي، على أنهم كفرة مُلحدُون، هم أحرص الناس على حُرية الشعّوب، بما فيها حُريّة الدين والمُعتقد، ومن هنا أرى أنه حان الوقت للأمريكيين أن يُراجعوا استراتيجيتهم تُجاه المُسلمين، قبل فوات الأوان، لأن الرهان على إنجاح المُخطّط الصهيوني الذي لا يتعدّى أعضاؤه بضعة ملايين، سيُؤدي بأمريكا مُستقبلا لخسارة أكثر من مليار مُسلم، وهو ما أظنّ أن الرّوس وعوا له منذ أمد بعيد، وبالتالي فإن القادم من الأيام في حال تواصل سياسة العداء للعرب والمُسلمين، سيُعجّل بسقوط الإمبراطورية الأمريكية وأتباعها من مشيخات الذُّل والنّذالة، وإذاك نقول للأمريكان: ” تعازينا الحارّة..فالحياة للأبقى والأقوى، وسوريا هي ملاك الرحمة للمُسلمين”.
خاص بانوراما الشرق الاوسط
larbi- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 32946
نقاط : 67999
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
مواضيع مماثلة
» المتغيرات الميدانية في سورية مع بدء الدعم الحربي الجوي الروسي ضد داعش1-10-2015
» السفير الروسي في لبنان يشرح الموقف الروسي من أي اعتداء على سوريا
» الاخبارية الليبية| الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمته بمناسبة عيد النصر الروسي على النازية
» إنها السعوديّة … بالأدلة الأميركيّة والرسميّة
» عندما «تُهدّد» السعوديّة أمـيركا!
» السفير الروسي في لبنان يشرح الموقف الروسي من أي اعتداء على سوريا
» الاخبارية الليبية| الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمته بمناسبة عيد النصر الروسي على النازية
» إنها السعوديّة … بالأدلة الأميركيّة والرسميّة
» عندما «تُهدّد» السعوديّة أمـيركا!
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة السورية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:32 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة سجلات الأعمال الإحصائية للبلدان العربية|قطاع التامين:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:31 pm من طرف ايمان محمد
» دورة إدارة وبرمجة وتخطيط وجدولة وضبط المشاريع بإستخدام الحاسب الالي MS Project و بريمافيرا:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:23 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة تخطيط وتطبيق مكاتب إدارة المشاريع والتحضير لشهادة مدير مشاريع محترف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:19 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة إدارة إتصالات ومخاطر وتوريدات المشاريع|إدارة المشاريع:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:16 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة تطبيقات الحوكمة فى القطاع المصرفى Governance|البنوك والمالية:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:07 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة مبادىء وإعداد القوائم المالية فى القطاع المصرفى|البنوك قطاع المصارف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:04 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة إدارة وتحصيل الإشتراكات التأمينية|البنوك قطاع المصارف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:02 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة استراتيجيات وتقنيات اعداد وادارة العقود والحد من المخاطر المالية والقانونيةالقانون والعقود:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 2:57 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة الأســـس الفنيـــة لصياغــــة عقـــود المقـــاولات الإنشائيـــــة|القانون والعقود:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 2:54 pm من طرف ايمان محمد