أنواع المياه الواردة في القرآن الكريم
صفحة 1 من اصل 1
أنواع المياه الواردة في القرآن الكريم
ذكر القرآن الكـريـم ثلاثة وعشرين نوعا من المياه لكل منها طبيعتها الخاصة .
والماء في لغة الجذور من ( م ا هـ ) كما قال صاحب القاموس المحيط : الماءُ والمهُ والماءَةُ، وهَمْزَةُ الماءِ مُنْقَلِبَةٌ عن هاءٍ: م، وسُمِعَ: اسْقِنِي ماً، بالقَصْرِ ، ج: أمْواهٌ ومِياهٌ،
وعِندي مُوَيْهٌ ومُوَيْهَةٌ. والماوِيَّةُ: المِرْآةُ ، ج: ماوِيٌّ، وامرأةٌ. ومن المشهورات باسم مشتق من الماء : ماوية زوج حاتم الطائي ، والماء له مسميات كثيرة واشارات وفيرة في لغة القوم : ريـــر – بلال – غيث – مطر – زلال .......الخ .
وماهَتِ الرَّكِيَّةُ تَماهُ تَمُوهُ تَمِيهُ مَوْهاً مَيْهاً مُوُوهاً ماهَةً مَيْهَةٌ، فهي مَيِّهَةٌ، كَكَيِّسَةٍ، ماهَةٌ: كَثُرَ ماؤُها، وهي أمْيَهُ مِمَّا كانَتْ وأمْوَهُ، وانواع الماء الواردة في الكتاب العزيز هي ...
(1) الماء المغيض :
وهو الذي نزل في الأرض وغاب فيها وغاض الماء : غـارَ جزئياً وقل ونقص ،(لاحظ المشاكلة والتداخل ، بين : غاب – غاص – غاض - غار – غاط ..) .
قال تعالى في سورة هود \ 44:
( وغيض الماء وقضى الأمر ) .
(2) الماء الصـديــد :
وهو شراب أهل جهنم ، الصديد هو القيح ، ورأيتهم في الخليج يسمونه ( المَـدّ ) وهو اسم صحيح جذوريا ، وأصل الصديد الامتناع والهجران ، وصَدِيدُ الجُرْحِ: ماؤُه الرقيقُ المختلط بالدم قبل أَن تَغْلُظ المِدَّة.
وفي الحديث: يُسْقَى من صَدِيدِ أَهلِ النارِ؛ وهو الدم والقيح الذي يسيل من الجسد؛ ومنه حديث الصدِّيق في الكفن: إِنما هو للمُهْلِ والصَّدِيدِ؛ ابن سيده: الصديد القَيْح الذي كأَنه ماء وفيه شُكْلةٌ.
وقد أَصَدَّ الجرحُ وصَدَّدَ أَي صار فيه المِدَّة.
والصَّدِيدُ في القرآن: ما يَسِيلُ من جلود أَهل النار، وقيل: هو الحَمِيم إِذا أُغْلِيَ حتى خَثُرَ.
وصديد الفِضَّةِ: ذؤابَتُها، على التشبيه، وبذلك سُمِّي المُهْلَةُ.
وقال أَبو إِسحق في قوله تعالى: ويُسْقَى من ماءٍ صَدِيدٍ: يَتَجَرَّعُه؛ قال: الصديد ما يسيل الدمُ المختلط بالقيح في الجُرْح.
قال تعالى في سورة ابراهيم\ 16:
(من ورائه جهنم ويسقى من ماءٍ صديد) .
(3) مــاء المهـل :
الماء المهل لعله القطران أو ماء ومذاب فيه بعض
من المعادن أو هو زيت مغلي .
يقول تعالى في سورة الكهف \ 29 :
( وإنْ يستغيثوا يغاثوا بماءٍ كالمهـل يشوي الوجوه، بئس الشراب وساءت مرتفقا) .
وقال ابن منظور في مادة (مهل) : والمُهْلُ اسمٌ يجمع مَعْدِنِيَّات الجواهر.
والمُهْل ما ذاب من صُفْرٍ أَو حديد، وهكذا فسر في التنزيل، والله أَعلم.
والمُهْل والمُهْلة: ضرْب من القَطِران ماهِيُّ رَقِيق يُشْبه الزيت، وهو يضرِب إِلى الصفرة من مَهاوَتِه، وهو دَسِم تُدْهَن به الإِبل في الشتاء؛ قال: والقَطِران الخاثر لا يُهْنَأُ به، وقيل: هو دُرْدِيُّ الزيتِ، وقيل: هو العَكَر المُغْلى، وقيل: هو رَقِيق الزيت، وقيل: هو عامَّته؛ وأَنشد ابن بري للأَفوه الأَوْدِي: وكأَنما أَسَلاتُهم مَهْنوءةٌ بالمُهْلِ، من نَدَبِ الكُلومِ إِذا جَرى شبَّه الدمَ حين يَبِس بِدُرْدِيّ الزيت.
وقوله عز وجل: يُغاثوا بماء كالمُهْل؛ يقال: هو النُّحاس المذاب.
وقال أَبو عمرو: المُهْل دُرْدِيُّ الزيت؛ قال: والمُهْل أَيضاً القَيْح والصَّدِيد.
ومَهَلْت البعيرَ إِذا طليته بالخَضْخاض فهو مَمْهول؛
(4) مـاء الأرض (المياه الباطنية) :
الذي خُلق مع خلق الأرض , ويظل في دوره ثابتة حتى قيام الساعة . يتبخ ويسمو في السماء ثم يتكاثف ويهطل على الارض .
يقول تعالى ، في سورة المؤمنون \ 18 :
(وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض) .
(5) الماء الطهور :
وهو العذب الطيب يطهر من العطش والداء ونقص الماء في الجسم ،
يقول تعالى في سورة الفرقان \48
( وأنزلنا من السماءِ ماءً طهورا )
(6) مـاء الشرب :
يقول تعالى في سورة النحل \ 10
(هو الذي انزل من السماءِ ماءً لكم منه شراب ) ، فهو ماء على أصل الخِلْقة ، بلا لون ولا طعم ولا رائحة .
(7) الماء الأجــاج :
شديد الملوحة وهو غير مستساغ للشراب ، قال تعالى في سورة الفرقان \ 53:
( مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج)
وورد في اللسان : وماءٌ أُجاجٌ أَي ماء ملح؛ وقيل: مُـرٌّ؛ وقيل: شديد المرارة؛ وقيل: الأُجاجُ الشديد الحرارة، وكذلك الجمع. قال الله عز وجل: وهذا مِلْحٌ أُجاجٌ؛ وهو الشديد الملوحة والمرارة، مثل ماء البحر.
وقد أَجَّ الماءُ يَؤُجُّ أُجوجاً.
وفي حديث علي، رضي الله عنه: وعَذْبُها أُجاجٌ؛ الأُجاج، بالضم: الماءُ الملح، الشديد الملوحة؛ ومنه حديث الأَحنف: نزلنا سَبِخَةً نَشَّاشَةً، طَرَفٌ لها بالفلاة، وطَرَفٌ لها بالبحر الأُجاج . والأصـل في مادة ( أ ج ج ) :
الأَجِيجُ: تَلَهُّبُ النار. وقال ابن سيده: الأَجَّةُ والأَجِيجُ صوت النار؛ قال الشاعر: أَصْرِفُ وَجْهي عن أَجِيج التَّنُّور، كأَنَّ فِيه صوتَ فِيلٍ مَنْحُور وأَجَّتِ النارُ تَئِجُّ وتَؤُجُّ أَجِيجاً إِذا سمعتَ صَوتَ لَهَبِها؛ قال: كأَنَّ تَرَدُّدَ أَنفاسِهِ أَجِيجُ ضِرامٍ، زفَتْهُ الشَّمَالْ وكذلك ائْتَجَّتْ، على افْتَعَلَتْ، وتَأَجَّجَتْ، وقد أَجَّجَها تَأْجيجاً.
وأَجِيجُ الكِيرِ: حفيفُ النار، والفعل كالفعل.
والأَجُوجُ: المضيءُ ؛ عن أَبي عمرو، وأَنشد لأَبي ذؤَيب يصف برقاً :
يُضيءُ سَنَاهُ راتِقاً مُتَكَشِّفاً، ===أَغَرَّ، كمصباح اليَهُودِ، أَجُوج
وذلك أَن البرقة إِذا برقت انكشف السحاب، وراتقاً حال من الهاء في سناه؛ ورواه الأَصمعي، راتق متكشف، بالرفع، فجعل الراتق البرق . وفي حديث الطُّفَيْلِ :
طَرَفُ سَوْطه يَتَأَجَّجُ أَي يضيء، من أَجِيج النار تَوَقُّدِها. وأَجَّجَ بينهم شَرًّا: أَوقده.
وأَجَّةُ القوم وأَجِيجُهم: اخْتِلاطُ كلامهم مع حَفيف مشيهم.
وقولهم: القومُ في أَجَّة أَي في اختلاط ؛ وقوله: تَكَفُّحَ السَّمائِم الأَوَاجِج إِنما أَراد الأَوَاجَّ، فاضطر، ففك الإِدغام. وقال أَبو عمرو: أَجَّج إِذا حمل على العدوّ، ومن جَـدَل هذا الجذر ( ج أ ج ) تقول العرب جَأَجَ إِذا وقف جُبْناً، وأَجَّ الظَّليمُ يَئِجُّ ويَؤُجُّ أَجّاً وأَجِيجاً: سُمع حَفيفُه في عَدْوِه ؛ قال يصف ناقة:
فرَاحَتْ، وأَطْرافُ الصُّوَى مُحْزَئِلَّةٌ، === تَئِجُّ كما أَجَّ الظَّليم المُفَزَّعُ
وأَجَّ الرَّجُلُ يَئِجُّ أَجِيجاً: صَوَّتَ( أصدر صوتاً)؛ حكاه أَبو زيد، وأَنشد لجميل بثينة :
تَئِجُّ أَجِيجَ الرَّحْلِ، لمَّا تَحَسَّرَتْ === مَناكِبُها، وابْتُزَّ عنها شَليلُها
وأَجَّ يَؤُجُّ أَجّاً: أَسرع؛ قال:
سَدَا بيدَيه ثم أَجَّ بسيره، === كأَجِّ الظَّليم من قَنِيصٍ وكالِب
وجاء في التهذيب: أَجَّ في سيره يَؤُجُّ أَجّاً إِذا أَسرع وهرول؛ وأَنشد: يَؤُجُّ كما أَنَّ الظَّليمُ المُنَفَّرُ .. وقال ابن بري مصححاً رواية التهذيب: صوابه تؤُج بالتاء، لأَنه يصف ناقته؛ وهي أنثى ، ورواه ابن دريد: الظليم المُفَزَّعُ.
وفي حديث خيبر: فلما أَصبح دعا عليّاً، فأَعطاه الراية، فخرج بها يَؤُجُّ حتى ركَزَها تَحْتَ الحِصْنِ. فالأَجُّ هو الإِسراعُ والهَرْوَلةُ. وفي الماء الأجاج يقول ربنا جلَّ في عُلاه :
( هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج) ، سورة فاطر\ 12 ويقول ايضـاً :
( لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون ) . سورة الواقعة \ 70
( الماء المهين :
هو الضعيف والحقير ويقصد به منى الرجل لضعف تحمل مكوناته للعوامل الخارجية
يقول تعالى في سورة السجدة \ 8
( ثم جعل نسله من سلاله من ماء مهين) ، ويقول ايضاً في سورة المرسلات \ 20:
( الم نخلقكم من ماءٍ مهين ) . وقد ورد في مقاييس ابن فارس ، في مادة ( م هـ ن ) :
الميم والهاء والنون أصلٌ صحيح يدلُّ على احتقارٍ وحَقَارةٍ في الشيء. منه قولهم مَهِينٌ، أي حقير وتافه وقيمته ضئيلة . والمَهانة: الحَقَارَة، وهو مَهينٌ بيِّنُ المَهانة.
ومن الباب المهْن: الخِدْمة، والمِهْنة. والماهِن : الخادم . ورجل مَهِينٌ من قوم مُهَناء أَي ضعيف. وقوله عز وجل: خُلِقَ من ماءٍ مَهينٍ؛ أَي من ماء قليل ضعيف.
وفي التنزيل العزيز: ((أَم أَنا خَيْرٌ من هذا الذي هو مَهِينٌ ))؛ والجمع مُهَناء، وقد مَهُنَ مَهانةً. قال ابن بري: المَهِينُ فِعْله مَهُنَ بضم الهاء ، والمصدر المَهانةٌ.
وفحل مَهِينٌ: لا يُلْقَحُ من مائه، يكون في الإِبل والغنم، والفعل كالفعل.
ونتابع الاثنين المقبل مع الحلقة الثانية من انواع المياه المذكورة في الكتاب العزيز باذنه تعالى
السهم الناري- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي
مواضيع مماثلة
» من عجائب الأرقام في القرآن الكريم
» تعرف على فوائد المأكولات المذكورة في القرآن الكريم
» النصرة توزع نسخاً مصحَّحة من القرآن الكريم في حلب
» "داعش" يعلن عن اعتزامه لتعديل آيات من القرآن الكريم
» مسابقة السعودية الدولية لحفظ القرآن الكريم الليبيون هم الفائزون الأوائل
» تعرف على فوائد المأكولات المذكورة في القرآن الكريم
» النصرة توزع نسخاً مصحَّحة من القرآن الكريم في حلب
» "داعش" يعلن عن اعتزامه لتعديل آيات من القرآن الكريم
» مسابقة السعودية الدولية لحفظ القرآن الكريم الليبيون هم الفائزون الأوائل
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:32 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة سجلات الأعمال الإحصائية للبلدان العربية|قطاع التامين:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:31 pm من طرف ايمان محمد
» دورة إدارة وبرمجة وتخطيط وجدولة وضبط المشاريع بإستخدام الحاسب الالي MS Project و بريمافيرا:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:23 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة تخطيط وتطبيق مكاتب إدارة المشاريع والتحضير لشهادة مدير مشاريع محترف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:19 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة إدارة إتصالات ومخاطر وتوريدات المشاريع|إدارة المشاريع:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:16 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة تطبيقات الحوكمة فى القطاع المصرفى Governance|البنوك والمالية:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:07 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة مبادىء وإعداد القوائم المالية فى القطاع المصرفى|البنوك قطاع المصارف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:04 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة إدارة وتحصيل الإشتراكات التأمينية|البنوك قطاع المصارف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:02 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة استراتيجيات وتقنيات اعداد وادارة العقود والحد من المخاطر المالية والقانونيةالقانون والعقود:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 2:57 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة الأســـس الفنيـــة لصياغــــة عقـــود المقـــاولات الإنشائيـــــة|القانون والعقود:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 2:54 pm من طرف ايمان محمد