خفايا الصفقة الكبرى فى الشرق الأوسط.. مخاوف من ضياع سيناء وتفتيت مصر!
3 مشترك
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العالمية والعربية
صفحة 1 من اصل 1
خفايا الصفقة الكبرى فى الشرق الأوسط.. مخاوف من ضياع سيناء وتفتيت مصر!
أرجوك لا تقرأ هذه السطور, إذا كنت- سيدي القارئ- ستكتفي بـمصمصة الشفايف أو كوب شاي ثقيل ودمتم, أو تطوي أنين الحاضر بحنين الماضي, نجتاز حالة صاخبة متوترة: يغلبنا هوانا وتلك نقيصة..
_________________________________________-
نطلق أحكاما فضفاضة وتلك مذمة, نتعامي عن الحقائق بالأوهام وتلك مهزلة, والخلاصة أن ثورة شبابنا ما حققت هدفا أو ملأت فراغا أو بلغت بالشعب غاية يرتضيها. شباب سافر بالأحلام إلي النجوم, وعاد باليأس المحترق مع الشهب!. سيل الدماء لا يزال يتدفق, صوت المعارك لا يزال يدوي, هناك عقم يجب البحث عن أسبابه. والنتيجة أن بقاء الدولة ذاتها ليس مضمونا.. مصر ياهوووه, مصر ياعااالم.. في طريقها للتفتت أو الزوال. ضربة البداية في سيناء, أخرج المتربصون خرائطهم من الخزائن إلي المناضد. رفعت راية السلام, ووضعت المشارط لصنع شرق أوسط جديد, ليس فيه كيان قوي متماسك سوي إسرائيل.!
أصابتني صدمة عندما فتح اللواء. د.مجاهد الزيات درج مكتبه, وأخرج حزمة أوراق, ومد يده بها, فإذا عنوانها:في إطار تصفية قضية فلسطين للأبد, خطة إسرائيل لإقامة دولة غزة الكبري علي أرض سيناء. وقبل أن أغوص في قراءتها,نظرت مستفهما: منذ متي هذه الخطة؟!. قال د.الزيات: إنها دراسة وضعها جيورا إيلاند مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق, عام2008, ونشرها بعد ذلك معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدني. رحت أطالع الأوراق بإمعان شديد.استعرض إيلاند كل مبادرات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين منذ مؤتمر مدريد عام1993, حتي حل الدولتين لشعبين. وحكم عليها جميعا بالفشل وعدم الواقعية, واقترح حلا نهائيا للمشكلة, خلاصته تنازل العرب عن جزء من الأرض لإسرائيل والدولة الفلسطينية, ويخرج الجميع رابحين. تتنازل مصر إلي غزة, عن720 كيلومترا من سيناءهناك اقتراحات بزيادتها لنحو4000 كم تشمل الشريط الممتد علي طول24 كيلومترا علي شاطيء البحر المتوسط من رفح حتي العريش, ويمتد جنوبا30 كم علي طول حدود مصر مع إسرائيل وغزة, بما يضاعف مساحة غزة الحالية ثلاث مرات. وفي المقابل تضم إسرائيل مساحة مماثلة من أراضي الضفة ضمن حدود الجدار العازل, وتتنازل هي لمصر عن مساحة مقاربة في صحراء النقب. ويتخلي الأردن عما يعادل5% من الضفة للفلسطينيين, ويتم تعويضه من أرض السعودية بجواره. ورأي جيورا إيلاند أن مصر ستربح فوائد, لمجرد تبادل أراض,كفك عزلتها الجغرافية شرقا, عن طريق قناة ونفق للسكك الحديدية والسيارات وحركة التجارة, إلي الأردن عبر إسرائيل, يخضع للسيادة المصرية,يتفرع إلي السعودية والعراق, ويرتبط بمطار ومرفأ العريش الفلسطيني, أيضا ضخ استثمارات ضخمة لتحلية المياه, والسماح بحصول القاهرة علي تكنولوجيا ومفاعلات نووية, وإلغاء القيود القاسية علي انتشار قواتها العسكرية في سيناء, باختصار ستتنازل مصر عن1% من أرضها, مقابل السيادة علي99% المتبقية. وبذلك تصير إسرائيل دولة يهودية محضة: تتخلص من حق العودة للاجئين نهائيا, وتنتزع أراضي استراتيجية, بتوطين الفلسطينيين في علي حدود الأردن وغزة التي يمكن توسيعها ثانية في سيناء. ومن ثم إرساء سلام دائم بين الأطراف المتصارعة. المدهش فعلا أن الوثيقة تؤكد أن مقدمات تنفيذ هذا المخطط بدأت بالفعل, وأن إشارة البدء كانت حديث الرئيس الأمريكي أوباما عنالتنازلات المؤلمةمن أجل السلام في الشرق الأوسط, في خطابه بجامعة القاهرة الموجه للعالم الإسلامي.
قلت للدكتور مجاهد الزيات: كل هذا ونحن صامتون؟! فأجابني بأسي: هذا المخطط يعود إلي خمسينيات القرن العشرين علي يد البروفيسوريتسحاق عيتسيون, ودافيد تترسكي, تنحسر عنه الأضواء أحيانا لكنه سرعان ما يطفو علي سطح الأحداث, كلما سنحت الظروف الملائمة.
بعيدا عن تهدئة الخواطر, أظن أن تلك نصف الحقيقة. النصف الآخر أن الكيان الصهيوني يسعي حثيثا لتهيئة هذه الظروف الملائمة دون كلل, فقد تذكرت تصريحات الجنرال عاموس يادلين رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أمان, عام2010 عن الدور التخريبي للجهاز في مصر باختراقات واسعة, سياسية وأمنية واقتصادية و... و تصعيد التوتر الطائفي والاحتقان الاجتماعي, ليعجز أي نظام يأتي بعد مبارك عن معالجة الانقسام والتخلف والوهن المتفشي فيها. ما أفشاه يادلين,بزهو بالغ, يتقاطع مع استراتيجية الاستنزاف المستمر ضد مصر, التي شرعها مؤسس الدولة العبرية ديفيد بن جوريون, بضمان تفوق إسرائيل استراتيجيا, وتمزيق الدول العربية المحيطة إلي دويلات صغيرة, لاسيما العراق وسوريا ومصر, بإثارة الفتن بين أهلها. والتقط الخيط في الثمانينيات المستشرق الصهيوني المتأمرك برنارد لويس- بتكليف من البنتاجون- فأطلق مشروعه الشهير بتفتيت الدول العربية والإسلامية كلها إلي كانتونات ودويلات عرقية وطائفية. وأرفق بمشروعه خرائط تشمل دولا مثل: السودان والعراق وسوريا ولبنان ومصر والسعودية وإيران.. إلخ, واعتبر لويس أن العرب والمسلمين خليط من الطوائف والكيانات الوهمية الورقية, وهم مفسدون فوضويون إرهابيون, إما أن نضعهم تحت سيادتنا أو ندعهم ليدمروا حضارتنا, فلا مانع من احتلالهم..!
البديهية التي لا يجوز إغفالها, أنه لا يمكن النظر في أمور أي كيان سياسي بعيدا عن محيطه, أو البحث في أمنه بعيدا عن جواره, أو التطلع إلي مستقبله خارج الرؤية الشاملة لعناصر القوة وموازينها, علي الحدود والتخوم وما وراءها من طموحات وتوازنات. المؤسف أن الشرق الأوسط ظل ملعبا مستباحا لكل طامع, يتبدل خطوط خريطته منذ سايكس-بيكو. منبع الخطورة الآن أن قضية السلام هي كعب أخيل لتغيير الحدود المعروفة لدول المنطقة, بفرض حل للصراع العربي-الإسرائيلي, تدفع مصر فاتورته الكبري, من أرضها وثرواتها وكرامة أبنائها.إنها طبخة مسمومة, تنضجها تل أبيب وواشنطن وآخرون علي ألسنة لهب, يحرق المنطقة بعنف مجلجل. وتناقش تفاصيلها في الخفاء, مع زعماء المنطقة من حجاج البيت الأبيض, برعاية وزير الخارجية جون كيري الذي شدد علي العمل الجدي من أجل إنهاء الصراع للأبد,بما يعني سكب الماء علي الحريق أو ترك النار تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله. في منطقة تراجعت أهميتها, بانتقال بؤرة الصراع الدولي للشرق الأقصي والمحيط الهادي, رقعة الشطرنج الجديدة للولايات المتحدة والصين والأتباع والمنافسين الطامحين.
الاستفاقة من الصدمة تستوجب العودة إلي أصول المسائل لا فروعها: إن تقلبات الشرق الأوسط مثل الأواني المستطرقة: حاضر خطر ومستقبل مجهول, تعدد ثقافي وتنوع حضاري, ثورات وثروات, حروب أهلية ومذهبيةسنية-شيعية برعاية دولية, قوي صاعدة وأخري خائرة, موازين قوي ترسخ هيمنة الصهيونية العالمية. انظر-مثلا- لانتهاء الخصام بين تركيا وإسرائيل, برعاية أمريكية, ودعك من سحابة الصيف التي انقشعت بينهما, ففي الخلفية مصالح الطرفين في إيران وسوريا والخليج والقوقاز وثروة الغاز الهائلة في البحر المتوسط- ستفقد مصر50% من احتياطي الغاز المتوقع, حال تعديل حدودها البحرية, لو قامت دولة غزة في سيناء- يوضح ألون ليئال, سفير إسرائيل في تركيا سابقا, أنه عقب الفوضي في الشرق الأوسط, وسقوط مصر, ليبيا, تونس وسوريا, فجأة تبدو تركيا كشيء ما يشبهنا قليلا: جزيرة استقرار اقتصادي وسياسي وقوة تكنولوجية.
ودون استدعاء نظرية المؤامرة, فإن دواعي الحذر القصوي تفرض لجم الجماعات الجهادية وهي جماعات مخترقة من المخابرات الإسرائيلية عن تسخين الجبهة المصرية, بإطلاق الصواريخ علي إسرائيل,من سيناء أو غزة, في وقت تعاني فيه مصر أوضاعا استراتيجية قاسية للغاية,ممايمنح إسرائيل صكا لإقناع العالم بأن سيناء منطقة إرهاب وتجارة المخدرات والبشر, لفرض الوصاية الدولية عليها. بعدها يصعد الكيان الصهيوني عدوانه الكاسح ضد سكان غزة, لكي يفروا إلي الاحتماء بسيناء, هنا يتعاطف حكامنا الإسلاميون مع هذه المأساة الإنسانية تحت ستار الأخوة الإسلامية, بمخيمات فلسطينية بسيناء, تظل إلي الأبد نارا ملتهبة, تحرق مصر وشعبها وحكامها. فالعالم لا يهمه سيادة مصر علي أراضها, إذا كانت حلا لصداع غزة, وضمانا لأمن إسرائيل. هذا المخطط الشيطاني تسنده مواقف مريبة, كتجنيس الفلسطينيين بالجنسية المصرية, أو دعوات توطينهم بشكل مؤقت, أو شرائهم أرضا في سيناء,والعروض الدولية لإقامة مدن سكنية مليونية قرب الحدود, وأخيرا مطالبة الشيخ حازم أبوإسماعيل للرئيس مرسي بضم غزة إلي مصر. وهي مواقف تصفي القضية الفلسطينية, بصورة كارثية علي مصر التي قد لا تصمد أمام الرمال المتحركة إسرائيليا وأمريكيا, وحتي فلسطينيا وإقليميا ومحليا. وسلخ سيناء سيكون بداية تمزيق مصر إلي خمس دويلات, وهو هدف إسرائيلي معلن دون مواربة,فإذا ما تفككت أرض الكنانة تبعتها سائر الدول العربية والإسلامية الأخري.
صرح د. ياسر برهامي أخيرا بأن الدعوة السلفية اتفقت مع الجماعات المسلحة بسيناء لتسليم أنفسهم وأسلحتهم لسلطات الدولة, بشرط حسن المعاملة. وعرض الاتفاق علي رئاسة الجمهورية, لكنها ردت: إحنا هنتصرف, أي أنها رفضت. هنا أقف حائرا: كيف ترفض الرئاسة أمرا يصب في مصلحة الوطن ولماذا؟!
أما المدهش فتشوش مفهوم الوطن والدولة والانتماء لدي البعض, مما يضعف مناعة المجتمع أمام مخططات الخارج, ويضغط علي الأعصاب, فترتد التفاعلات التهابا داخليا ينفجر نارا-مثل تصريح طظ في مصر-وفي هذا الشأن يري السفير.د.نعمان جلال أنه بمجيء الحكم الجديد بعد ثورة يناير, طرحت تساؤلات حول المشروع الإسلامي وأفكار الخلافة الحديثة, وتناسي أصحاب تلك المقولات تطور الفكر السياسي والقانوني الدولي, بل الفكر الإسلامي منذ العصور الوسطي الإسلامية, حيث ظهرت الدولة الوطنية, وإن كان تحت اسم الولاية آنذاك, حتي إنه عندما ضغطت الخلافة العثمانية والدول الأوروبية ضد توسع محمد علي وأجبرته علي العودة, فإنه أصر علي عدم التخلي عن سيناء باعتبارها جزءا لا يتجزأ من مصر.
إذا كان هذا أوان إعادة رسم الخرائط, فإنه محظور علي مصر أن تقامر بوجودها, الخرائط ليست قدرا. لكن المخيف كما قال الأستاذ هيكل- أن الأحداث كبيرة والرجال صغار, لذا ينبه د.نعمان جلال أن سيناء أرض مصرية مقدسة حافظ عليها الفراعنة, واستمر الحفاظ عليها عبر القرون, إلي ثورة23 يوليو, كان النهج واحدا, هو رفض أي مساس بالأراضي المصرية, خاصة في سيناء, أصر السادات علي إزالة مستعمرة ياميت الإسرائيلية, واستعاد مبارك طابا بالتحكيم, أما عبد الناصر فكان أكثر وضوحا وقوة من الجميع في رفض ضم غزة لمصر, ورفض ما يسمي الاعتبارات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين, حفظا للهوية الفلسطينية, وحماية لأمن مصر وسلامة أراضيها. المفارقة الكبري تنبع من الشتات الغريب في المشهد المصري,بينما يأتي الأداء الهزيل للنظام السياسي الذي تتمثل فاعليته الوحيدة في تكثيف الأزمات سببا إضافيا للقلق. وبحسب أندريه مالرو فإن السلطة كثيرا ما تغتال الأحلام العظيمة, بعض الحالمين تظل معهم الأحلام الكبيرة في السلطة, ولكنهم يصبحون شعراء بغير شعر. ودون تهويل أو تهوين, ستكون الآثار مروعة لو تساهلنا إزاء أي مخطط يجعل أي شبر من تراب المحروسة رهينة لدي إسرائيل أو غيرها, يستوجب فدية, عودة الأرض مقابل تراجع الحق. ودون الاستطراد في مشاهد ظاهرة بالأفق, ربما لا توجد طريقة واحدة لفهم الواقع أو مجابهة تحدياته, لكن التاريخ لن يسامح كل من يشارك في المساس بتراب مصر المقدس في سيناء أو حلايب أو شدوان أو السلوم. تروي تجربة ألمانيا أن اقتطاع أجزاء من الدولة التي أنشأها بسمارك الأكبر كان سببا في نشوب أكبر حرب عالمية مروعة, إذ يلزم أحيانا- إطفاء الحرائق بخراطيم الدم. ومن يرد رؤية الحقيقة سيراها ومن يصر علي عماه فلا هادي له..!
_________________________________________-
نطلق أحكاما فضفاضة وتلك مذمة, نتعامي عن الحقائق بالأوهام وتلك مهزلة, والخلاصة أن ثورة شبابنا ما حققت هدفا أو ملأت فراغا أو بلغت بالشعب غاية يرتضيها. شباب سافر بالأحلام إلي النجوم, وعاد باليأس المحترق مع الشهب!. سيل الدماء لا يزال يتدفق, صوت المعارك لا يزال يدوي, هناك عقم يجب البحث عن أسبابه. والنتيجة أن بقاء الدولة ذاتها ليس مضمونا.. مصر ياهوووه, مصر ياعااالم.. في طريقها للتفتت أو الزوال. ضربة البداية في سيناء, أخرج المتربصون خرائطهم من الخزائن إلي المناضد. رفعت راية السلام, ووضعت المشارط لصنع شرق أوسط جديد, ليس فيه كيان قوي متماسك سوي إسرائيل.!
أصابتني صدمة عندما فتح اللواء. د.مجاهد الزيات درج مكتبه, وأخرج حزمة أوراق, ومد يده بها, فإذا عنوانها:في إطار تصفية قضية فلسطين للأبد, خطة إسرائيل لإقامة دولة غزة الكبري علي أرض سيناء. وقبل أن أغوص في قراءتها,نظرت مستفهما: منذ متي هذه الخطة؟!. قال د.الزيات: إنها دراسة وضعها جيورا إيلاند مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق, عام2008, ونشرها بعد ذلك معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدني. رحت أطالع الأوراق بإمعان شديد.استعرض إيلاند كل مبادرات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين منذ مؤتمر مدريد عام1993, حتي حل الدولتين لشعبين. وحكم عليها جميعا بالفشل وعدم الواقعية, واقترح حلا نهائيا للمشكلة, خلاصته تنازل العرب عن جزء من الأرض لإسرائيل والدولة الفلسطينية, ويخرج الجميع رابحين. تتنازل مصر إلي غزة, عن720 كيلومترا من سيناءهناك اقتراحات بزيادتها لنحو4000 كم تشمل الشريط الممتد علي طول24 كيلومترا علي شاطيء البحر المتوسط من رفح حتي العريش, ويمتد جنوبا30 كم علي طول حدود مصر مع إسرائيل وغزة, بما يضاعف مساحة غزة الحالية ثلاث مرات. وفي المقابل تضم إسرائيل مساحة مماثلة من أراضي الضفة ضمن حدود الجدار العازل, وتتنازل هي لمصر عن مساحة مقاربة في صحراء النقب. ويتخلي الأردن عما يعادل5% من الضفة للفلسطينيين, ويتم تعويضه من أرض السعودية بجواره. ورأي جيورا إيلاند أن مصر ستربح فوائد, لمجرد تبادل أراض,كفك عزلتها الجغرافية شرقا, عن طريق قناة ونفق للسكك الحديدية والسيارات وحركة التجارة, إلي الأردن عبر إسرائيل, يخضع للسيادة المصرية,يتفرع إلي السعودية والعراق, ويرتبط بمطار ومرفأ العريش الفلسطيني, أيضا ضخ استثمارات ضخمة لتحلية المياه, والسماح بحصول القاهرة علي تكنولوجيا ومفاعلات نووية, وإلغاء القيود القاسية علي انتشار قواتها العسكرية في سيناء, باختصار ستتنازل مصر عن1% من أرضها, مقابل السيادة علي99% المتبقية. وبذلك تصير إسرائيل دولة يهودية محضة: تتخلص من حق العودة للاجئين نهائيا, وتنتزع أراضي استراتيجية, بتوطين الفلسطينيين في علي حدود الأردن وغزة التي يمكن توسيعها ثانية في سيناء. ومن ثم إرساء سلام دائم بين الأطراف المتصارعة. المدهش فعلا أن الوثيقة تؤكد أن مقدمات تنفيذ هذا المخطط بدأت بالفعل, وأن إشارة البدء كانت حديث الرئيس الأمريكي أوباما عنالتنازلات المؤلمةمن أجل السلام في الشرق الأوسط, في خطابه بجامعة القاهرة الموجه للعالم الإسلامي.
قلت للدكتور مجاهد الزيات: كل هذا ونحن صامتون؟! فأجابني بأسي: هذا المخطط يعود إلي خمسينيات القرن العشرين علي يد البروفيسوريتسحاق عيتسيون, ودافيد تترسكي, تنحسر عنه الأضواء أحيانا لكنه سرعان ما يطفو علي سطح الأحداث, كلما سنحت الظروف الملائمة.
بعيدا عن تهدئة الخواطر, أظن أن تلك نصف الحقيقة. النصف الآخر أن الكيان الصهيوني يسعي حثيثا لتهيئة هذه الظروف الملائمة دون كلل, فقد تذكرت تصريحات الجنرال عاموس يادلين رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أمان, عام2010 عن الدور التخريبي للجهاز في مصر باختراقات واسعة, سياسية وأمنية واقتصادية و... و تصعيد التوتر الطائفي والاحتقان الاجتماعي, ليعجز أي نظام يأتي بعد مبارك عن معالجة الانقسام والتخلف والوهن المتفشي فيها. ما أفشاه يادلين,بزهو بالغ, يتقاطع مع استراتيجية الاستنزاف المستمر ضد مصر, التي شرعها مؤسس الدولة العبرية ديفيد بن جوريون, بضمان تفوق إسرائيل استراتيجيا, وتمزيق الدول العربية المحيطة إلي دويلات صغيرة, لاسيما العراق وسوريا ومصر, بإثارة الفتن بين أهلها. والتقط الخيط في الثمانينيات المستشرق الصهيوني المتأمرك برنارد لويس- بتكليف من البنتاجون- فأطلق مشروعه الشهير بتفتيت الدول العربية والإسلامية كلها إلي كانتونات ودويلات عرقية وطائفية. وأرفق بمشروعه خرائط تشمل دولا مثل: السودان والعراق وسوريا ولبنان ومصر والسعودية وإيران.. إلخ, واعتبر لويس أن العرب والمسلمين خليط من الطوائف والكيانات الوهمية الورقية, وهم مفسدون فوضويون إرهابيون, إما أن نضعهم تحت سيادتنا أو ندعهم ليدمروا حضارتنا, فلا مانع من احتلالهم..!
البديهية التي لا يجوز إغفالها, أنه لا يمكن النظر في أمور أي كيان سياسي بعيدا عن محيطه, أو البحث في أمنه بعيدا عن جواره, أو التطلع إلي مستقبله خارج الرؤية الشاملة لعناصر القوة وموازينها, علي الحدود والتخوم وما وراءها من طموحات وتوازنات. المؤسف أن الشرق الأوسط ظل ملعبا مستباحا لكل طامع, يتبدل خطوط خريطته منذ سايكس-بيكو. منبع الخطورة الآن أن قضية السلام هي كعب أخيل لتغيير الحدود المعروفة لدول المنطقة, بفرض حل للصراع العربي-الإسرائيلي, تدفع مصر فاتورته الكبري, من أرضها وثرواتها وكرامة أبنائها.إنها طبخة مسمومة, تنضجها تل أبيب وواشنطن وآخرون علي ألسنة لهب, يحرق المنطقة بعنف مجلجل. وتناقش تفاصيلها في الخفاء, مع زعماء المنطقة من حجاج البيت الأبيض, برعاية وزير الخارجية جون كيري الذي شدد علي العمل الجدي من أجل إنهاء الصراع للأبد,بما يعني سكب الماء علي الحريق أو ترك النار تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله. في منطقة تراجعت أهميتها, بانتقال بؤرة الصراع الدولي للشرق الأقصي والمحيط الهادي, رقعة الشطرنج الجديدة للولايات المتحدة والصين والأتباع والمنافسين الطامحين.
الاستفاقة من الصدمة تستوجب العودة إلي أصول المسائل لا فروعها: إن تقلبات الشرق الأوسط مثل الأواني المستطرقة: حاضر خطر ومستقبل مجهول, تعدد ثقافي وتنوع حضاري, ثورات وثروات, حروب أهلية ومذهبيةسنية-شيعية برعاية دولية, قوي صاعدة وأخري خائرة, موازين قوي ترسخ هيمنة الصهيونية العالمية. انظر-مثلا- لانتهاء الخصام بين تركيا وإسرائيل, برعاية أمريكية, ودعك من سحابة الصيف التي انقشعت بينهما, ففي الخلفية مصالح الطرفين في إيران وسوريا والخليج والقوقاز وثروة الغاز الهائلة في البحر المتوسط- ستفقد مصر50% من احتياطي الغاز المتوقع, حال تعديل حدودها البحرية, لو قامت دولة غزة في سيناء- يوضح ألون ليئال, سفير إسرائيل في تركيا سابقا, أنه عقب الفوضي في الشرق الأوسط, وسقوط مصر, ليبيا, تونس وسوريا, فجأة تبدو تركيا كشيء ما يشبهنا قليلا: جزيرة استقرار اقتصادي وسياسي وقوة تكنولوجية.
ودون استدعاء نظرية المؤامرة, فإن دواعي الحذر القصوي تفرض لجم الجماعات الجهادية وهي جماعات مخترقة من المخابرات الإسرائيلية عن تسخين الجبهة المصرية, بإطلاق الصواريخ علي إسرائيل,من سيناء أو غزة, في وقت تعاني فيه مصر أوضاعا استراتيجية قاسية للغاية,ممايمنح إسرائيل صكا لإقناع العالم بأن سيناء منطقة إرهاب وتجارة المخدرات والبشر, لفرض الوصاية الدولية عليها. بعدها يصعد الكيان الصهيوني عدوانه الكاسح ضد سكان غزة, لكي يفروا إلي الاحتماء بسيناء, هنا يتعاطف حكامنا الإسلاميون مع هذه المأساة الإنسانية تحت ستار الأخوة الإسلامية, بمخيمات فلسطينية بسيناء, تظل إلي الأبد نارا ملتهبة, تحرق مصر وشعبها وحكامها. فالعالم لا يهمه سيادة مصر علي أراضها, إذا كانت حلا لصداع غزة, وضمانا لأمن إسرائيل. هذا المخطط الشيطاني تسنده مواقف مريبة, كتجنيس الفلسطينيين بالجنسية المصرية, أو دعوات توطينهم بشكل مؤقت, أو شرائهم أرضا في سيناء,والعروض الدولية لإقامة مدن سكنية مليونية قرب الحدود, وأخيرا مطالبة الشيخ حازم أبوإسماعيل للرئيس مرسي بضم غزة إلي مصر. وهي مواقف تصفي القضية الفلسطينية, بصورة كارثية علي مصر التي قد لا تصمد أمام الرمال المتحركة إسرائيليا وأمريكيا, وحتي فلسطينيا وإقليميا ومحليا. وسلخ سيناء سيكون بداية تمزيق مصر إلي خمس دويلات, وهو هدف إسرائيلي معلن دون مواربة,فإذا ما تفككت أرض الكنانة تبعتها سائر الدول العربية والإسلامية الأخري.
صرح د. ياسر برهامي أخيرا بأن الدعوة السلفية اتفقت مع الجماعات المسلحة بسيناء لتسليم أنفسهم وأسلحتهم لسلطات الدولة, بشرط حسن المعاملة. وعرض الاتفاق علي رئاسة الجمهورية, لكنها ردت: إحنا هنتصرف, أي أنها رفضت. هنا أقف حائرا: كيف ترفض الرئاسة أمرا يصب في مصلحة الوطن ولماذا؟!
أما المدهش فتشوش مفهوم الوطن والدولة والانتماء لدي البعض, مما يضعف مناعة المجتمع أمام مخططات الخارج, ويضغط علي الأعصاب, فترتد التفاعلات التهابا داخليا ينفجر نارا-مثل تصريح طظ في مصر-وفي هذا الشأن يري السفير.د.نعمان جلال أنه بمجيء الحكم الجديد بعد ثورة يناير, طرحت تساؤلات حول المشروع الإسلامي وأفكار الخلافة الحديثة, وتناسي أصحاب تلك المقولات تطور الفكر السياسي والقانوني الدولي, بل الفكر الإسلامي منذ العصور الوسطي الإسلامية, حيث ظهرت الدولة الوطنية, وإن كان تحت اسم الولاية آنذاك, حتي إنه عندما ضغطت الخلافة العثمانية والدول الأوروبية ضد توسع محمد علي وأجبرته علي العودة, فإنه أصر علي عدم التخلي عن سيناء باعتبارها جزءا لا يتجزأ من مصر.
إذا كان هذا أوان إعادة رسم الخرائط, فإنه محظور علي مصر أن تقامر بوجودها, الخرائط ليست قدرا. لكن المخيف كما قال الأستاذ هيكل- أن الأحداث كبيرة والرجال صغار, لذا ينبه د.نعمان جلال أن سيناء أرض مصرية مقدسة حافظ عليها الفراعنة, واستمر الحفاظ عليها عبر القرون, إلي ثورة23 يوليو, كان النهج واحدا, هو رفض أي مساس بالأراضي المصرية, خاصة في سيناء, أصر السادات علي إزالة مستعمرة ياميت الإسرائيلية, واستعاد مبارك طابا بالتحكيم, أما عبد الناصر فكان أكثر وضوحا وقوة من الجميع في رفض ضم غزة لمصر, ورفض ما يسمي الاعتبارات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين, حفظا للهوية الفلسطينية, وحماية لأمن مصر وسلامة أراضيها. المفارقة الكبري تنبع من الشتات الغريب في المشهد المصري,بينما يأتي الأداء الهزيل للنظام السياسي الذي تتمثل فاعليته الوحيدة في تكثيف الأزمات سببا إضافيا للقلق. وبحسب أندريه مالرو فإن السلطة كثيرا ما تغتال الأحلام العظيمة, بعض الحالمين تظل معهم الأحلام الكبيرة في السلطة, ولكنهم يصبحون شعراء بغير شعر. ودون تهويل أو تهوين, ستكون الآثار مروعة لو تساهلنا إزاء أي مخطط يجعل أي شبر من تراب المحروسة رهينة لدي إسرائيل أو غيرها, يستوجب فدية, عودة الأرض مقابل تراجع الحق. ودون الاستطراد في مشاهد ظاهرة بالأفق, ربما لا توجد طريقة واحدة لفهم الواقع أو مجابهة تحدياته, لكن التاريخ لن يسامح كل من يشارك في المساس بتراب مصر المقدس في سيناء أو حلايب أو شدوان أو السلوم. تروي تجربة ألمانيا أن اقتطاع أجزاء من الدولة التي أنشأها بسمارك الأكبر كان سببا في نشوب أكبر حرب عالمية مروعة, إذ يلزم أحيانا- إطفاء الحرائق بخراطيم الدم. ومن يرد رؤية الحقيقة سيراها ومن يصر علي عماه فلا هادي له..!
larbi- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 32979
نقاط : 68094
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
رد: خفايا الصفقة الكبرى فى الشرق الأوسط.. مخاوف من ضياع سيناء وتفتيت مصر!
اللهم إرزقنا بصلاح دين جديد
السهم الناري- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي
رد: خفايا الصفقة الكبرى فى الشرق الأوسط.. مخاوف من ضياع سيناء وتفتيت مصر!
ضياع سيناء وتفتيت مصر هو المشروع الاسرائيلى الذى عمل من اجله اليهود سنوات طوال, وها هم اليوم للاسف يقتربون من تحقيق هذا المشروع الصليبي الحاقد الذى بنى على زرع الجوسسه والخيانه بين ابناء الشعب الواحد ونشر الفتنه والتلاعب باسم الدين لنشر فتاوى كيديه باطله لاتمت للاسلام بصله , ووجدو البيئه المناسبه بمساعده الخونه واشباه الرجال الذين كانو ولازالو سوسه تاكل وتنهش وتنخر في وطننا الحبيب حتى وصلنا الى مانحن عليه , ولكن ! وبكل ثقه كلنا امل في اخواننا المصريين ويشهد كل العالم على قوميتهم ,وبعون الله سيتصدو لهذا القطار المميت بكل قوه وعزيمه وايمان بقضيه واحده وهى قضيه كل العرب ,فمصر هى الام والاساس والدعامه للوطن العربي الواحد .
الفارسه- عضو جديد
-
عدد المساهمات : 4
نقاط : 5
تاريخ التسجيل : 11/05/2013
رد: خفايا الصفقة الكبرى فى الشرق الأوسط.. مخاوف من ضياع سيناء وتفتيت مصر!
الفارسه كتب:ضياع سيناء وتفتيت مصر هو المشروع الاسرائيلى الذى عمل من اجله اليهود سنوات طوال, وها هم اليوم للاسف يقتربون من تحقيق هذا المشروع الصليبي الحاقد الذى بنى على زرع الجوسسه والخيانه بين ابناء الشعب الواحد ونشر الفتنه والتلاعب باسم الدين لنشر فتاوى كيديه باطله لاتمت للاسلام بصله , ووجدو البيئه المناسبه بمساعده الخونه واشباه الرجال الذين كانو ولازالو سوسه تاكل وتنهش وتنخر في وطننا الحبيب حتى وصلنا الى مانحن عليه , ولكن ! وبكل ثقه كلنا امل في اخواننا المصريين ويشهد كل العالم على قوميتهم ,وبعون الله سيتصدو لهذا القطار المميت بكل قوه وعزيمه وايمان بقضيه واحده وهى قضيه كل العرب ,فمصر هى الام والاساس والدعامه للوطن العربي الواحد .
larbi- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 32979
نقاط : 68094
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
مواضيع مماثلة
» آخر أيام الشرق الأوسط
» مصر وروسيا تعودان إلى الشرق الأوسط
» الفـلسـطـينـيون جـوهـرة الشرق الأوسط
» الدور المطلوب للصين في الشرق الأوسط
» لماذا تفجر أمريكا الشرق الأوسط ؟
» مصر وروسيا تعودان إلى الشرق الأوسط
» الفـلسـطـينـيون جـوهـرة الشرق الأوسط
» الدور المطلوب للصين في الشرق الأوسط
» لماذا تفجر أمريكا الشرق الأوسط ؟
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العالمية والعربية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 10:47 pm من طرف عبد الله ضراب
» كتائب القسام تستهدف دبابات وآليات جيش الاحتلال شمالي قطاع غزة
أمس في 8:34 pm من طرف larbi
» المقاومة تقتل بطل فنون قتالية إسرائيلي في كمين بلبنان
أمس في 8:32 pm من طرف larbi
» القسام تصدر بلاغات عسكرية جديدة وتستعرض عملاتها بالفيديو
أمس في 8:31 pm من طرف larbi
» مراسل التلفزيون العربي يُجمل آخر التطورات الميدانية من جبهة جنوب لبنان
أمس في 8:29 pm من طرف larbi
» من تحت الأرض" هذا ما فعله الحــزب بقوة إسرائيلية
الخميس نوفمبر 14, 2024 9:31 pm من طرف larbi
» الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 793 من عناصره ونحو 6 آلاف مصاب
الخميس نوفمبر 14, 2024 9:30 pm من طرف larbi
» إعلام إسرائيلي: انفجار مسيرة في قاعدة عسكرية بمنطقة إلياكيم ووقوع إصابات
الخميس نوفمبر 14, 2024 9:21 pm من طرف larbi
» مسيّرة لحزب الله تراوغ دفاعات إسرائيل وتسقط في إلياكيم
الخميس نوفمبر 14, 2024 9:20 pm من طرف larbi
» حزب الله يستهدف قاعدة بحرية إسرائيلية ومقاتلوها يواصلون اشتباكاتهم المباشرة في القطاع الغربي
الخميس نوفمبر 14, 2024 9:19 pm من طرف larbi