الحلقة 1.. محمية قطر.. الدور والهدف قطر فيروس أمريكي لتعطيل عمل المنظومة الدولية
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى فضائح الخونة و النعاج
صفحة 1 من اصل 1
الحلقة 1.. محمية قطر.. الدور والهدف قطر فيروس أمريكي لتعطيل عمل المنظومة الدولية
القواعد الأمريكية تلتهم 40٪ من مساحة قطر ويتشدق حمد بدعم «ثوار» سيارات الدفع الرباعي!؟
كيف يمكن أن نطلق على مشيخة مثل قطر اسم دولة، وكيف يمكن للاستراتيجيين احتساب قواها الشاملة، إذا كانت مساحتها أقل من ربع مساحة محافظة سورية كحمص، وإذا كان عدد سكانها الأصليين لايزيد عن عدد سكان مدينة سورية صغيرة، وإذا كان هذا الكيان يجلس في حضن قاعدتين من أكبر القواعد الأمريكية خارج حدود الولايات المتحدة الأمريكية.. بعد أن كان آل ثاني يجلسون في أحضان الإنكليز؟
عند الحديث عن قوة الدولة أو عن ضعفها يلجأ الاستراتيجيون لحساب القوى الشاملة للدولة، هذه القوى التي تشمل القوة العسكرية، والاقتصادية وعدد السكان، وما تملكه من أطباء ومهندسين وعلماء، ومن أحزاب سياسية، ويدخل في إطارها الإنتاج الزراعي والصناعي، وتنوع مصادر الدخل والقوة الديبلوماسية، دون أن تغفل المساحة والحدود وعدد السكان، ووسائل الإعلام وغيرها.
وقد أكد الكثير منهم أن الدولة كي تصبح دولة مؤثرة وفاعلة وتستحق احتساب قواها الشاملة يجب أن تكون مساحتها مليون كم2 وعدد سكانها لا يقل عن عشرين مليون نسمة.. هذا ما أكده ماهان وماكيندر وعلماء الجيوبولتيك الآخرون، وهذا التقويم للدول ربما هو ما دفع دول الاستعمار القديم إلى تقسيم دول الشرق العربي في اتفاقية سايكس_ بيكو إلى أقسام ظنوا أنها لن تصبح دولاً من حيث المساحة، ولا من حيث عدد السكان.. إجمالاً دول الشرق العربي كسورية، والعراق وغيرها أصبحت بعدد سكان يتجاوز عشرين مليون نسمة لكل منها، وحققت شرطاً من أحد شرطي التسمية كدولة.... وهنا نستطيع احتساب القوى الشاملة في سورية أو العراق...
ووفق هذا المنظور كيف يمكن أن نطلق على مشيخة مثل قطر اسم دولة، وكيف يمكن للاستراتيجيين احتساب قواها الشاملة، إذا كانت مساحتها أقل من ربع مساحة محافظة سورية كحمص، وإذا كان عدد سكانها الأصليين لايزيد عن عدد سكان مدينة سورية صغيرة، وإذا كان هذا الكيان يجلس في حضن قاعدتين من أكبر القواعد الأمريكية خارج حدود الولايات المتحدة الأمريكية.. بعد أن كان آل ثاني يجلسون في أحضان الإنكليز؟
وبالتالي فإن القوى الشاملة لقطر يمكن أن تؤخذ من أنها تتكئ على استعمار أمريكي مباشر لأراضيها ويمكن لهذه القوة الاستعمارية أن تقف في وجه من يريد استعمار قطر مستقبلاً، كما يمكن أن يتم تصنيف أميرها وغيره من أبناء ولد ثاني بأنهم ليسوا أكثر من نواطير للغاز الذي أعمى بصرهم وبصيرتهم وبدل أن يحققوا تنمية اقتصادية واجتماعية لأبناء الشعب القطري، اتجهوا إلى استيراد العمالة والخبرات والخدم للميسورين، فيما ترك فقراء قطر إلى مصيرهم الذي قد لا يختلف عن مصير الشعب السعودي الذي يعيش 20% منه تحت خط الفقر مع أن السعودية تصدر ما يزيد عن تسعة ملايين برميل نفط يومياً وبالتالي فعلينا أن نطرح العديد من الأسئلة حول القوى الشاملة لقطر من قبيل:
كم هو عدد الجيش القطري، وكم عدد الأطباء والمهندسين، والمنشآت الصناعية، ومساحة الأراضي الزراعية، سؤال يتبادر للذهن عندما يتنطح الحمدان لقيادة الجامعة العربية، وتزعم ما يسمى العمل العربي المشترك..
إن القوة الظاهرية لقطر هذه المشيخة «المجهرية» في المساحة وفي عدد السكان، وحتى في عدد قواتها العسكرية، وأفراد جيشها الذين ينتمون إلى جنسيات مختلفة ليشكلوا ما يشبه الشركات الأمنية أكثر مما يسمى جيشاً.. هذه القوة ما هي إلا دور وظيفي رسمته الولايات المتحدة لهذه المشيخة منذ عقدين من الزمن على الأقل بعد انقلاب حمد على والده عام 1995م, ليحّول قطر من محمية بريطانية إلى محمية أمريكية..
قاعدة عسكرية أمريكية
وعلى اعتبار أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت ولا تزال تترنح من نشوة التربع على القطب الأوحد في العالم بعد انهيار جدار برلين عام 1989 وتفكك الاتحاد السوفيتي وإعلان غورباتشوف انتهاء الحرب الباردة، كان لابد من إجراءات احترازية لضمان استمرار السيطرة على منابع الطاقة في الخليج الذي كان أحد الأسباب المباشرة لحرب الخليج الثانية التي تم شنها بحلف دولي تحت لافتة تحرير الكويت من احتلال صدام حسين، تلك الحرب التي انتهت بتحرير الكويت وفرض عقوبات اقتصادية وسياسية مع حظر جوي على جنوب وشمال العراق وكذلك تدمير ما تبقى من قوة الجيش العراقي، مع شل الاقتصاد والعديد من مناحي الحياة في العراق.. بينما كانت النتيجة الأهم لتلك الحرب تكثيف الوجود العسكري الأمريكي على اليابسة وفي قواعد عسكرية كبيرة في دول الخليج قاطبة، حيث أبرمت الولايات المتحدة الأمريكية اتفاقية للتعاون الدفاعي المشترك مع الكويت في عام 1991 تم بمقتضاها منح الكويت تسهيلات واسعة للقوات الأمريكية وقد وصل عدد العسكريين الأمريكيين إلى 25 ألف عسكري أمريكي في الكويت وفي عام 1992 أبرمت قطر اتفاقية منحت بموجبها تسهيلات للقوات الجوية والبحرية الأمريكية، وفي نهاية 1996 أي بعد انقلاب الشيخ حمد على حكم والده خليفة بدأت الولايات المتحدة الأمريكية تشييد «معسكر السيلية» وفي عام 2001 أعطت قطر لأمريكا حق استغلال قاعدة العيديد الجوية، التي تعتبر من أكبر القواعد العسكرية الأمريكية خارج حدودها..
هذه الاتفاقيات وغيرها من اتفاقيات عسكرية مع قطر ومع غيرها من دول الخليج وإماراته ومشيخاته عززت الوجود العسكري لدولة تساوي قوتها العسكرية قوة الـ 14 دولة التي تليها قوة، وهذا أيضاً ما أعطى الأمل لسيطرة الولايات المتحدة على العالم، بعد أفول النجم السوفيتي وبعد إحكام سيطرتها على منابع النفط وعلى معظم المناطق الاستراتيجية في العالم، وبعد الانصياع الدولي الكبير الذي أبداه معظم قادة العالم تجاهها باستثناء مجموعة قليلة من الدول كان من أبرزها سورية التي تتوسط منظومة دول المقاومة والممانعة والتي كانت في مقدمة الدول التي تقرر أن يطولها العقاب الأمريكي على وزر تراكمي ارتكبته إبان الحرب الباردة...
وفي السياق ذاته بدأ الدور القطري يظهر شيئاً فشيئاً كمستثمر ووسيط، وأحياناً كداعم وهمي للمقاومة، بينما برزت قناة الجزيرة بشكل متزامن مع السيطرة الأمريكية على قاعدة العيديد والمباشرة بتشييد قاعدة السيلية عام 1996 لتصبح محطة الجزيرة الفضائية أكبر بكثير من المشيخة ذاتها، وربما أكبر بكثير من دول خليجية بعينها.. وعلى الرغم من ادعاء قطر ومسؤوليها ملكية المحطة وإدارتها إلا أن المحطة وأدوارها كانت تشير إلى أنها الذراع لقاعدتي العيديد والسيلية الأمريكيتين، وبالتالي فإن قوة التأثير الإعلامي للمحطة لم يكن بسبب السياسات التحريرية، وشراء الكوادر البشرية من معّدين وفنيين ومذيعات ومذيعين فقط وإنما لأنها تستند إلى قوة عسكرية أمريكية في قطر وفي غيرها من مشيخات وإمارات دول الخليج.. حيث استطاعت القناة ومنذ انطلاقتها الأولى أن تنبش كل ما تجاوزه العرب من أحقاد عرقية وطائفية وسياسية وتضعه على الملأ لإعادة إنتاجه وتسويقه من جديد، بينما شرعنت القناة عملية الحوار والتواصل مع مسؤولي الكيان الصهيوني الغاصب تنفيذاً لشعار المحطة في اعتماد «الرأي والرأي الآخر» ومافعلته الجزيرة القطرية الجالسة في أحضان العيديد والسيلية، فعلته قطر المشيخة بافتتاح المكتب الاقتصادي الإسرائيلي في الدوحة ضاربة عرض الحائط بكل ما أجمع عليه العرب في مؤتمرات القمة من مؤتمر لاءات الخرطوم عام 1967 مروراً بمؤتمرات القمم اللاحقة، وكانت قطر تتصرف في إعلامها وفي اقتصادها وفي علاقاتها السياسية ككيان لا علاقة له بالعروبة، وكممثل حصري للمشروع الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة، بينما كانت الجزيرة أيضاً الشاشة التي أتاحت لقادة القاعدة والتنظيمات التكفيرية أن تسرح وتمرح على شاشتها، وبدأ الناس يتعرفون شيئاً فشيئاً على المتطرفين التكفيريين الذين يقيمون في لندن وفي غيرها من عواصم أوروبية....
وقد لعبت قطر بنجاح الدور المرسوم لها أمريكياً وإسرائيلياً، حيث شغلت القواعد العسكرية الأمريكية أكثر من 40% من أراضيها وشكلت تلك القواعد مراكز الانطلاق والإمداد في مغامرات المحافظين الجدد عند غزو أفغانستان في أعقاب أحداث الحادي عشر من أيلول عام 2011. وكذلك عند غزو العراق في شهر آذار 2003، ولاتزال قطر القاعدة الأمريكية المتقدمة التي يمكن استخدامها في أي عدوان محتمل على إيران... إيران التي وقفت ومنذ نجاح ثورتها بقيادة الإمام الخميني عام 1979 إلى جانب الحقوق العربية وضد إسرائيل التي تحتل الأراضي العربية، وترفض تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة بالصراع العربي الإسرائيلي.
وعلى اعتبار أن عدد سكان قطر هو أقل من مليوني إنسان أكثر من نصفهم من العمالة الوافدة، وباعتبارها تعوم فوق ثروات هائلة من الغاز فقد تراكمت لديها ثروة طائلة، معظمها مودع في المصارف الأمريكية، بينما يتم استثمار الباقي لتعطيل حركة الحياة في العديد من دول العالم ووفق الرغبة الأمريكية التي تعتبر دور قطر مشابهاً تماماً لدور الفيروسات التي يمكن أن تعطل منظومات المعلوماتية حول العالم، ذلك لأن أمريكا تدرك تماماً أن امتلاكها للقوة العسكرية الضخمة، ووجود «إسرائيل» في المنطقة كقاعدة متقدمة لم يعد كافياً بعد صعود قوة إيران وسورية والمقاومة اللبنانية، هذه القوة التي كانت العامل الأهم في عرقلة المشروع الأمريكي في إنتاج شرق أوسط جديد تكون فيه «إسرائيل» المكوّن الأهم من نسيج المنطقة، والمسيطر عليه اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً... فكان لابد من توظيف ملكة التآمر المتأصلة لدى الحمدين للدخول على خط جميع المنازعات العربية _ العربية وكانت نتائج ذلك التدخل تعقيد تلك المنازعات بدل إنهائها، لتنجح دبلوماسية الشيكات القطرية حتى في قيادة ما يسمى العمل العربي المشترك، والسيطرة على الجامعة العربية، مع إقصاء الدول الفاعلة عربياً لمصر والجزائر والعراق، وحتى المملكة العربية السعودية، وكذلك تعليق دور سورية في اجتماعات الجامعة وصولاً إلى منح مقعد سورية في الجامعة إلى ائتلاف الدوحة الذي أوشك أن يتفسخ بعد تكليف الأمريكي غسان هيتو تشكيل حكومة شكلية وبأموال الشعب القطري الذي يتم سفحه يميناً ويساراً وفي قيادة قطر للجامعة العربية تعود إلينا الصورة من صحراء العرب، صورة حمار يقطر قافلة من الإبل، مع احترامنا لجميع من اعترضوا على التآمر القطري داخل أروقة الجامعة وخارجها.
عبقرية دفتر الشيكات في الدبلوماسية القطرية
كثير من المراقبين لا يرون أي معجزة في مايبدو ظاهرياً أنه تعاظم للدول القطري ويعزونه إلى عامل واحد هو: الوفرة المالية غير المسبوقة لقطر، ويذهب البعض إلى حد القول إن الدوحة أرست نوعاً جديداً من الدبلوماسية يمكن تسميته «دبلوماسية دفتر الشيكات» ويؤكدون أن ما ساعد على بروز هذا النوع الجديد من الدبلوماسية هو توظيف القوى الفاعلة على الساحة الدولية وفي مقدمتها أمريكا هذه الملاءة المالية القطرية وبما يخدم المشروع الأمريكي الإسرائيلي، وعجز أمريكا مالياً في الوقت الحاضر نتيجة الأزمات المالية والاقتصادية التي باتت تعانيها بعد مغامراتها العسكرية في كل من أفغانستان والعراق.
وفي دراسة كتبها مدير معهد كارينغي للشرق الأوسط «بول سالم» ونشرها في نهاية 2012 ذكر أن التأثير الذي تتمتع به قطر يدفع إلى التساؤل حول تأثير الإعلام، وقدرة المال في العالم، حيث بالاستناد إلى النفوذ الكبير لقناة الجزيرة اكتشفت قطر حسب دراسة بول سالم أنه بإمكانها أن تكون لاعباً محورياً في منطقة تتغيّر وخاصة أن هذا التغيير يصب في مصلحة أمريكا وإسرائيل.
قطر وإسرائيل داعما الإرهاب
جاء في تقرير «إكتيفيست بوست» أن تدخل الناتو في ليبيا أدى إلى إحياء الجماعة الإسلامية في ليبيا المؤلفة من متحدي القاعدة وإحدى الجماعات الإرهابية المدرجة على قائمة الإرهاب لدى وزارة الخارجية الأمريكية، وهي اليوم بفضل دعم الناتو لديها الجنود والميزانية والسلاح ويمتد نفوذها من الغرب إلى جمهورية مالي ومن الشرق إلى سورية، يتابع التقرير: إن «حكومة الإسلام العالمية» التي ما فتئ المحافظون الجدد في الغرب يخوّفون أطفالهم منها بدأت تتبلور من خلال المؤامرات الأمريكية_السعودية_ الإسرائيلية والقطرية، ليس على أساس العقائد الإسلامية لأن المسلمين في الحقيقة هم الذين يدفعون الثمن الباهظ «للحرب الحقيقية ضد الإرهاب المدعوم غربياً» مع الإشارة إلى أن الجماعة الإسلامية في ليبيا واستناداً إلى التقرير ذاته تقوم حالياً بالقتال في سورية نيابة عن الناتو لإسقاط نظام الحكم، وقد اعترف مركز مكافحة الإرهاب التابع لأكاديمية «وست بوينت» العسكرية الأمريكية بأن الجماعة الإسلامية في ليبيا توحدت مع تنظيم القاعدة منذ عام 2007 وأن السلاح الذي وصل إليها من داعمي الإرهاب يتم استخدامه من المتطرفين في المغرب وفي مالي وفي سورية أيضاً.
إن ما فعلته قطر منذ بداية الأزمة في سورية من قيادة معسكر التآمر الذي يضم كل من السعودية وتركيا وممثلي الإرهاب العالمي وأدواته، إنما ينبع من طبع متأصل في التآمر لدى حكام المشيخة وبشكل خاص من حمد الذي لم يشعر بأي عقدة من الذنب عندما انقلب على والده خليفة ولم يسمح له بالعودة إلى المشيخة بعد الزيارة الأخيرة للإمارات، وبالتالي فإن ما فعلته من تقديم الإغراءات والرشاوى المالية للدول التي يمكن أن تشترك بالتآمر على سورية، وكذلك الإغراءات التي يتم تقديمها للمنشقين من عسكريين ومدنيين وتأمين أكثر من 34 فندقاً حول العالم لاستقطاب هؤلاء الذين قرروا أن يبيعوا أنفسهم بأبخس الأثمان، وشاركوا القوى الامبريالية في التآمر على شعبهم، وكذلك تمويل الحملات الإعلامية للمحطات الفضائية التي انخرطت في التآمر على سورية كل ذلك لا يعني على الإطلاق بأن مشيخة قطر قد أصبحت دولة مؤثرة في المنطقة كما يريد الحمدان الإيحاء في ذلك، وحتى دفعهم لعشرات المليارات من الدولارات كرشاوى للدول وللأفراد، وحتى لبعض المنظمات الدولية، لا يمكن أن يجعل من هذه المشيخة أكثر من فيروس تم تصنيعه أمريكياً للتأثير السلبي في حركة المنظومة الدولية، مع قدرة أمريكا وفي أي وقت على تعطيل عمل هذا الفيروس في اللحظة التي تريد..
لقد حاولت الولايات المتحدة الأمريكية ومنذ تزعمها القطب الأوحد في العالم العمل على توحيد الفئات والطبقات المتحالفة معها تحت قيادة واحدة، والعمل أيضاً على إنهاء الدولة القومية مع تفتيت الوحدات الاجتماعية في دول العالم الثالث والانكفاء إلى ما دون القومية الوطنية باتجاه القبلية، والعشيرة، وربما إلى الأفخاذ والبطون.. ووفق هذا المنظور فإن أمريكا لن تعمد على تفتيت قطر لأن قطر ليست دولة مع التأكيد بأنه عند الانتهاء من أدوارها التآمرية ستلقي بحكامها في محرقة العملاء وإذا أرادت التفتيت، فعندها ستحافظ على الكيان المكاني للمشيخة وبما يتناسب وحاجة القواعد العسكرية الأمريكية فيها أما قبيلة آل ثاني فسوف تمزقها إلى أفخاذ وبطون، وتتحالف مع أصغر عميل جديد من أحفاد آل ثاني بعد فحص جيناته والتأكد من أنه سليل عائلة تتأصل فيها نزعة الخيانة والتآمر التي تجعله أكثر عدوانية من العقرب الذي يلدغ نفسه عندما لا يجد من يلدغه.
جنون العظمة بشهادة شلقم!
لقد أصيبت قطر بجنون العظمة بكل ما تعنيه هذه العبارة من معان، وهذا ليس رأياً شخصياً لكاتب، أو لمواطن عادي اكتوى بالدور المشبوه الذي مارسته وتمارسه مشيخة قطر وإنما لمندوب ليبيا في الأمم المتحدة الذي ذرف دموع الفرح على مرأى ومسمع العالم الذي كان يتابع إصدار قرار مجلس الأمن رقم (1973) تاريخ 17/3/2011 الذي تم بموجبه فرض الحظر الجوي على ليبيا وأعتقد أن الجميع يتذكر دموع عبد الرحمن شلقم الذي انشق بعد أسابيع من انشقاق «الدباشي» نائبه في بعثة الأمم المتحدة بعد أن اعتقد واهماً في حينها أن ذلك القرار المدعوم قطرياً وخليجياً سيجلب للشعب الليبي المنّ والسلوى لكنه بعد أشهر عديدة من سقوط الجماهيرية في أيدي المسلحين الذين قتلوا القذافي بطريقة تنحطّ لتكون جريمة حرب وبإشراف رجال من الاستخبارات الفرنسية، شلقم هذا نزع كل ما بقي من أوراق التوت التي يتستر بها حمدا المشيخة عندما كشف عن دور مشيخة قطر بدعم الإسلاميين المتشديين في بلاده ومدهم بالأموال والسلاح مطالباً إياها بالكف عن التدخل في الشؤون الداخلية لبلاده، بينما كان مسلحو القاعدة وغيرها من منظمات تكفيرية مدعومة من قطر تحاصر العديد من وزارات الدولة في طرابلس ومن تلك الوزارات «الخارجية – والعدل» ومن ثم وزارة الدفاع التي اضطر وزيرها لتقديم استقالته احتجاجاً على أفعال هؤلاء المسلحين، المدعومين قطرياً.. وأجبر رئيس الوزراء الليبي بتاريخ 8/5/2013 على الإعلان عن نيته إجراء تعديل وزاري قريب...
وفي الأسبوع الأول من شهر أيار 2013 نقلت وكالة «سانا» عن عبد الرحمن شلقم قوله في تصريح صحفي على هامش مؤتمر «ميدايز» في مدينة طنجة بالمغرب: إن هناك حقائق على الأرض هي أن قطر تقدم المال والسلاح لبعض الأطراف الإسلامية، وتحاول التدخل في أمور لا تعنيها، مؤكداً أن ليبيا ترفض هذه الممارسات رفضاً قاطعاً. وسبق أن قال شلقم: إن قطر مصابة بجنون العظمة وتتوهم بأنها تقود المنطقة.
إن ما قاله شلقم حول جنون العظمة القطري يردده الكثير من السياسيين في موريتانيا وتونس ومصر واليمن وغيرها من دول تجرعت مرارة التآمر القطري.
وبعد
إن النجاحات المزيفة التي حققتها الولايات المتحدة الأمريكية باستخدام الخنجر القطري في كل من تونس، ومصر، وليبيا، باتت تتكشف أمام المواطنين في تلك الدول، وأدرك الجميع أن ما جرى لم يكن ربيعاً بل هو تنصيب للمتطرفين في سدة الحكم مع دعم مالي قطري وسعودي لإسباغ الشرعية عليهم وبالتالي فإن شوارع تلك الدول باتت تغلي للتخلص من حكّامهم الجدد الذين لم يجلبوا لهم سوى الفقر والقهر والفوضى وانعدام الأمان بعد أن ازدادت سطوة المتطرفين المدعومين أمريكياً وقطرياً، والذين سرقوا ويسرقون الأمن والأمان من المواطن التونسي، والمواطن الليبي والمواطن المصري...
أما في سورية وعلى الرغم من التكاليف الكبيرة التي دفعناها في الدفاع عن الدولة أمام هذه الهجمة الأمريكية الإسرائيلية القطرية فإن تحالف الجيش والشعب والقيادة قد فوّت الفرصة على الفيروس القطري، ويؤسس لولادة عالم جديد متعدد القطبية تنحسر فيها الهيمنة الأمريكية، وتبطل عمل فيروساتها المجهرية كقطر.
وهذا ما ستحاول تشرين دراسته واستخلاص العبر والنتائج منه في سلسلة من الدراسات التي سنقوم بنشرها تباعاً، وعلى امتداد شهر تقريباً.
كيف يمكن أن نطلق على مشيخة مثل قطر اسم دولة، وكيف يمكن للاستراتيجيين احتساب قواها الشاملة، إذا كانت مساحتها أقل من ربع مساحة محافظة سورية كحمص، وإذا كان عدد سكانها الأصليين لايزيد عن عدد سكان مدينة سورية صغيرة، وإذا كان هذا الكيان يجلس في حضن قاعدتين من أكبر القواعد الأمريكية خارج حدود الولايات المتحدة الأمريكية.. بعد أن كان آل ثاني يجلسون في أحضان الإنكليز؟
عند الحديث عن قوة الدولة أو عن ضعفها يلجأ الاستراتيجيون لحساب القوى الشاملة للدولة، هذه القوى التي تشمل القوة العسكرية، والاقتصادية وعدد السكان، وما تملكه من أطباء ومهندسين وعلماء، ومن أحزاب سياسية، ويدخل في إطارها الإنتاج الزراعي والصناعي، وتنوع مصادر الدخل والقوة الديبلوماسية، دون أن تغفل المساحة والحدود وعدد السكان، ووسائل الإعلام وغيرها.
وقد أكد الكثير منهم أن الدولة كي تصبح دولة مؤثرة وفاعلة وتستحق احتساب قواها الشاملة يجب أن تكون مساحتها مليون كم2 وعدد سكانها لا يقل عن عشرين مليون نسمة.. هذا ما أكده ماهان وماكيندر وعلماء الجيوبولتيك الآخرون، وهذا التقويم للدول ربما هو ما دفع دول الاستعمار القديم إلى تقسيم دول الشرق العربي في اتفاقية سايكس_ بيكو إلى أقسام ظنوا أنها لن تصبح دولاً من حيث المساحة، ولا من حيث عدد السكان.. إجمالاً دول الشرق العربي كسورية، والعراق وغيرها أصبحت بعدد سكان يتجاوز عشرين مليون نسمة لكل منها، وحققت شرطاً من أحد شرطي التسمية كدولة.... وهنا نستطيع احتساب القوى الشاملة في سورية أو العراق...
ووفق هذا المنظور كيف يمكن أن نطلق على مشيخة مثل قطر اسم دولة، وكيف يمكن للاستراتيجيين احتساب قواها الشاملة، إذا كانت مساحتها أقل من ربع مساحة محافظة سورية كحمص، وإذا كان عدد سكانها الأصليين لايزيد عن عدد سكان مدينة سورية صغيرة، وإذا كان هذا الكيان يجلس في حضن قاعدتين من أكبر القواعد الأمريكية خارج حدود الولايات المتحدة الأمريكية.. بعد أن كان آل ثاني يجلسون في أحضان الإنكليز؟
وبالتالي فإن القوى الشاملة لقطر يمكن أن تؤخذ من أنها تتكئ على استعمار أمريكي مباشر لأراضيها ويمكن لهذه القوة الاستعمارية أن تقف في وجه من يريد استعمار قطر مستقبلاً، كما يمكن أن يتم تصنيف أميرها وغيره من أبناء ولد ثاني بأنهم ليسوا أكثر من نواطير للغاز الذي أعمى بصرهم وبصيرتهم وبدل أن يحققوا تنمية اقتصادية واجتماعية لأبناء الشعب القطري، اتجهوا إلى استيراد العمالة والخبرات والخدم للميسورين، فيما ترك فقراء قطر إلى مصيرهم الذي قد لا يختلف عن مصير الشعب السعودي الذي يعيش 20% منه تحت خط الفقر مع أن السعودية تصدر ما يزيد عن تسعة ملايين برميل نفط يومياً وبالتالي فعلينا أن نطرح العديد من الأسئلة حول القوى الشاملة لقطر من قبيل:
كم هو عدد الجيش القطري، وكم عدد الأطباء والمهندسين، والمنشآت الصناعية، ومساحة الأراضي الزراعية، سؤال يتبادر للذهن عندما يتنطح الحمدان لقيادة الجامعة العربية، وتزعم ما يسمى العمل العربي المشترك..
إن القوة الظاهرية لقطر هذه المشيخة «المجهرية» في المساحة وفي عدد السكان، وحتى في عدد قواتها العسكرية، وأفراد جيشها الذين ينتمون إلى جنسيات مختلفة ليشكلوا ما يشبه الشركات الأمنية أكثر مما يسمى جيشاً.. هذه القوة ما هي إلا دور وظيفي رسمته الولايات المتحدة لهذه المشيخة منذ عقدين من الزمن على الأقل بعد انقلاب حمد على والده عام 1995م, ليحّول قطر من محمية بريطانية إلى محمية أمريكية..
قاعدة عسكرية أمريكية
وعلى اعتبار أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت ولا تزال تترنح من نشوة التربع على القطب الأوحد في العالم بعد انهيار جدار برلين عام 1989 وتفكك الاتحاد السوفيتي وإعلان غورباتشوف انتهاء الحرب الباردة، كان لابد من إجراءات احترازية لضمان استمرار السيطرة على منابع الطاقة في الخليج الذي كان أحد الأسباب المباشرة لحرب الخليج الثانية التي تم شنها بحلف دولي تحت لافتة تحرير الكويت من احتلال صدام حسين، تلك الحرب التي انتهت بتحرير الكويت وفرض عقوبات اقتصادية وسياسية مع حظر جوي على جنوب وشمال العراق وكذلك تدمير ما تبقى من قوة الجيش العراقي، مع شل الاقتصاد والعديد من مناحي الحياة في العراق.. بينما كانت النتيجة الأهم لتلك الحرب تكثيف الوجود العسكري الأمريكي على اليابسة وفي قواعد عسكرية كبيرة في دول الخليج قاطبة، حيث أبرمت الولايات المتحدة الأمريكية اتفاقية للتعاون الدفاعي المشترك مع الكويت في عام 1991 تم بمقتضاها منح الكويت تسهيلات واسعة للقوات الأمريكية وقد وصل عدد العسكريين الأمريكيين إلى 25 ألف عسكري أمريكي في الكويت وفي عام 1992 أبرمت قطر اتفاقية منحت بموجبها تسهيلات للقوات الجوية والبحرية الأمريكية، وفي نهاية 1996 أي بعد انقلاب الشيخ حمد على حكم والده خليفة بدأت الولايات المتحدة الأمريكية تشييد «معسكر السيلية» وفي عام 2001 أعطت قطر لأمريكا حق استغلال قاعدة العيديد الجوية، التي تعتبر من أكبر القواعد العسكرية الأمريكية خارج حدودها..
هذه الاتفاقيات وغيرها من اتفاقيات عسكرية مع قطر ومع غيرها من دول الخليج وإماراته ومشيخاته عززت الوجود العسكري لدولة تساوي قوتها العسكرية قوة الـ 14 دولة التي تليها قوة، وهذا أيضاً ما أعطى الأمل لسيطرة الولايات المتحدة على العالم، بعد أفول النجم السوفيتي وبعد إحكام سيطرتها على منابع النفط وعلى معظم المناطق الاستراتيجية في العالم، وبعد الانصياع الدولي الكبير الذي أبداه معظم قادة العالم تجاهها باستثناء مجموعة قليلة من الدول كان من أبرزها سورية التي تتوسط منظومة دول المقاومة والممانعة والتي كانت في مقدمة الدول التي تقرر أن يطولها العقاب الأمريكي على وزر تراكمي ارتكبته إبان الحرب الباردة...
وفي السياق ذاته بدأ الدور القطري يظهر شيئاً فشيئاً كمستثمر ووسيط، وأحياناً كداعم وهمي للمقاومة، بينما برزت قناة الجزيرة بشكل متزامن مع السيطرة الأمريكية على قاعدة العيديد والمباشرة بتشييد قاعدة السيلية عام 1996 لتصبح محطة الجزيرة الفضائية أكبر بكثير من المشيخة ذاتها، وربما أكبر بكثير من دول خليجية بعينها.. وعلى الرغم من ادعاء قطر ومسؤوليها ملكية المحطة وإدارتها إلا أن المحطة وأدوارها كانت تشير إلى أنها الذراع لقاعدتي العيديد والسيلية الأمريكيتين، وبالتالي فإن قوة التأثير الإعلامي للمحطة لم يكن بسبب السياسات التحريرية، وشراء الكوادر البشرية من معّدين وفنيين ومذيعات ومذيعين فقط وإنما لأنها تستند إلى قوة عسكرية أمريكية في قطر وفي غيرها من مشيخات وإمارات دول الخليج.. حيث استطاعت القناة ومنذ انطلاقتها الأولى أن تنبش كل ما تجاوزه العرب من أحقاد عرقية وطائفية وسياسية وتضعه على الملأ لإعادة إنتاجه وتسويقه من جديد، بينما شرعنت القناة عملية الحوار والتواصل مع مسؤولي الكيان الصهيوني الغاصب تنفيذاً لشعار المحطة في اعتماد «الرأي والرأي الآخر» ومافعلته الجزيرة القطرية الجالسة في أحضان العيديد والسيلية، فعلته قطر المشيخة بافتتاح المكتب الاقتصادي الإسرائيلي في الدوحة ضاربة عرض الحائط بكل ما أجمع عليه العرب في مؤتمرات القمة من مؤتمر لاءات الخرطوم عام 1967 مروراً بمؤتمرات القمم اللاحقة، وكانت قطر تتصرف في إعلامها وفي اقتصادها وفي علاقاتها السياسية ككيان لا علاقة له بالعروبة، وكممثل حصري للمشروع الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة، بينما كانت الجزيرة أيضاً الشاشة التي أتاحت لقادة القاعدة والتنظيمات التكفيرية أن تسرح وتمرح على شاشتها، وبدأ الناس يتعرفون شيئاً فشيئاً على المتطرفين التكفيريين الذين يقيمون في لندن وفي غيرها من عواصم أوروبية....
وقد لعبت قطر بنجاح الدور المرسوم لها أمريكياً وإسرائيلياً، حيث شغلت القواعد العسكرية الأمريكية أكثر من 40% من أراضيها وشكلت تلك القواعد مراكز الانطلاق والإمداد في مغامرات المحافظين الجدد عند غزو أفغانستان في أعقاب أحداث الحادي عشر من أيلول عام 2011. وكذلك عند غزو العراق في شهر آذار 2003، ولاتزال قطر القاعدة الأمريكية المتقدمة التي يمكن استخدامها في أي عدوان محتمل على إيران... إيران التي وقفت ومنذ نجاح ثورتها بقيادة الإمام الخميني عام 1979 إلى جانب الحقوق العربية وضد إسرائيل التي تحتل الأراضي العربية، وترفض تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة بالصراع العربي الإسرائيلي.
وعلى اعتبار أن عدد سكان قطر هو أقل من مليوني إنسان أكثر من نصفهم من العمالة الوافدة، وباعتبارها تعوم فوق ثروات هائلة من الغاز فقد تراكمت لديها ثروة طائلة، معظمها مودع في المصارف الأمريكية، بينما يتم استثمار الباقي لتعطيل حركة الحياة في العديد من دول العالم ووفق الرغبة الأمريكية التي تعتبر دور قطر مشابهاً تماماً لدور الفيروسات التي يمكن أن تعطل منظومات المعلوماتية حول العالم، ذلك لأن أمريكا تدرك تماماً أن امتلاكها للقوة العسكرية الضخمة، ووجود «إسرائيل» في المنطقة كقاعدة متقدمة لم يعد كافياً بعد صعود قوة إيران وسورية والمقاومة اللبنانية، هذه القوة التي كانت العامل الأهم في عرقلة المشروع الأمريكي في إنتاج شرق أوسط جديد تكون فيه «إسرائيل» المكوّن الأهم من نسيج المنطقة، والمسيطر عليه اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً... فكان لابد من توظيف ملكة التآمر المتأصلة لدى الحمدين للدخول على خط جميع المنازعات العربية _ العربية وكانت نتائج ذلك التدخل تعقيد تلك المنازعات بدل إنهائها، لتنجح دبلوماسية الشيكات القطرية حتى في قيادة ما يسمى العمل العربي المشترك، والسيطرة على الجامعة العربية، مع إقصاء الدول الفاعلة عربياً لمصر والجزائر والعراق، وحتى المملكة العربية السعودية، وكذلك تعليق دور سورية في اجتماعات الجامعة وصولاً إلى منح مقعد سورية في الجامعة إلى ائتلاف الدوحة الذي أوشك أن يتفسخ بعد تكليف الأمريكي غسان هيتو تشكيل حكومة شكلية وبأموال الشعب القطري الذي يتم سفحه يميناً ويساراً وفي قيادة قطر للجامعة العربية تعود إلينا الصورة من صحراء العرب، صورة حمار يقطر قافلة من الإبل، مع احترامنا لجميع من اعترضوا على التآمر القطري داخل أروقة الجامعة وخارجها.
عبقرية دفتر الشيكات في الدبلوماسية القطرية
كثير من المراقبين لا يرون أي معجزة في مايبدو ظاهرياً أنه تعاظم للدول القطري ويعزونه إلى عامل واحد هو: الوفرة المالية غير المسبوقة لقطر، ويذهب البعض إلى حد القول إن الدوحة أرست نوعاً جديداً من الدبلوماسية يمكن تسميته «دبلوماسية دفتر الشيكات» ويؤكدون أن ما ساعد على بروز هذا النوع الجديد من الدبلوماسية هو توظيف القوى الفاعلة على الساحة الدولية وفي مقدمتها أمريكا هذه الملاءة المالية القطرية وبما يخدم المشروع الأمريكي الإسرائيلي، وعجز أمريكا مالياً في الوقت الحاضر نتيجة الأزمات المالية والاقتصادية التي باتت تعانيها بعد مغامراتها العسكرية في كل من أفغانستان والعراق.
وفي دراسة كتبها مدير معهد كارينغي للشرق الأوسط «بول سالم» ونشرها في نهاية 2012 ذكر أن التأثير الذي تتمتع به قطر يدفع إلى التساؤل حول تأثير الإعلام، وقدرة المال في العالم، حيث بالاستناد إلى النفوذ الكبير لقناة الجزيرة اكتشفت قطر حسب دراسة بول سالم أنه بإمكانها أن تكون لاعباً محورياً في منطقة تتغيّر وخاصة أن هذا التغيير يصب في مصلحة أمريكا وإسرائيل.
قطر وإسرائيل داعما الإرهاب
جاء في تقرير «إكتيفيست بوست» أن تدخل الناتو في ليبيا أدى إلى إحياء الجماعة الإسلامية في ليبيا المؤلفة من متحدي القاعدة وإحدى الجماعات الإرهابية المدرجة على قائمة الإرهاب لدى وزارة الخارجية الأمريكية، وهي اليوم بفضل دعم الناتو لديها الجنود والميزانية والسلاح ويمتد نفوذها من الغرب إلى جمهورية مالي ومن الشرق إلى سورية، يتابع التقرير: إن «حكومة الإسلام العالمية» التي ما فتئ المحافظون الجدد في الغرب يخوّفون أطفالهم منها بدأت تتبلور من خلال المؤامرات الأمريكية_السعودية_ الإسرائيلية والقطرية، ليس على أساس العقائد الإسلامية لأن المسلمين في الحقيقة هم الذين يدفعون الثمن الباهظ «للحرب الحقيقية ضد الإرهاب المدعوم غربياً» مع الإشارة إلى أن الجماعة الإسلامية في ليبيا واستناداً إلى التقرير ذاته تقوم حالياً بالقتال في سورية نيابة عن الناتو لإسقاط نظام الحكم، وقد اعترف مركز مكافحة الإرهاب التابع لأكاديمية «وست بوينت» العسكرية الأمريكية بأن الجماعة الإسلامية في ليبيا توحدت مع تنظيم القاعدة منذ عام 2007 وأن السلاح الذي وصل إليها من داعمي الإرهاب يتم استخدامه من المتطرفين في المغرب وفي مالي وفي سورية أيضاً.
إن ما فعلته قطر منذ بداية الأزمة في سورية من قيادة معسكر التآمر الذي يضم كل من السعودية وتركيا وممثلي الإرهاب العالمي وأدواته، إنما ينبع من طبع متأصل في التآمر لدى حكام المشيخة وبشكل خاص من حمد الذي لم يشعر بأي عقدة من الذنب عندما انقلب على والده خليفة ولم يسمح له بالعودة إلى المشيخة بعد الزيارة الأخيرة للإمارات، وبالتالي فإن ما فعلته من تقديم الإغراءات والرشاوى المالية للدول التي يمكن أن تشترك بالتآمر على سورية، وكذلك الإغراءات التي يتم تقديمها للمنشقين من عسكريين ومدنيين وتأمين أكثر من 34 فندقاً حول العالم لاستقطاب هؤلاء الذين قرروا أن يبيعوا أنفسهم بأبخس الأثمان، وشاركوا القوى الامبريالية في التآمر على شعبهم، وكذلك تمويل الحملات الإعلامية للمحطات الفضائية التي انخرطت في التآمر على سورية كل ذلك لا يعني على الإطلاق بأن مشيخة قطر قد أصبحت دولة مؤثرة في المنطقة كما يريد الحمدان الإيحاء في ذلك، وحتى دفعهم لعشرات المليارات من الدولارات كرشاوى للدول وللأفراد، وحتى لبعض المنظمات الدولية، لا يمكن أن يجعل من هذه المشيخة أكثر من فيروس تم تصنيعه أمريكياً للتأثير السلبي في حركة المنظومة الدولية، مع قدرة أمريكا وفي أي وقت على تعطيل عمل هذا الفيروس في اللحظة التي تريد..
لقد حاولت الولايات المتحدة الأمريكية ومنذ تزعمها القطب الأوحد في العالم العمل على توحيد الفئات والطبقات المتحالفة معها تحت قيادة واحدة، والعمل أيضاً على إنهاء الدولة القومية مع تفتيت الوحدات الاجتماعية في دول العالم الثالث والانكفاء إلى ما دون القومية الوطنية باتجاه القبلية، والعشيرة، وربما إلى الأفخاذ والبطون.. ووفق هذا المنظور فإن أمريكا لن تعمد على تفتيت قطر لأن قطر ليست دولة مع التأكيد بأنه عند الانتهاء من أدوارها التآمرية ستلقي بحكامها في محرقة العملاء وإذا أرادت التفتيت، فعندها ستحافظ على الكيان المكاني للمشيخة وبما يتناسب وحاجة القواعد العسكرية الأمريكية فيها أما قبيلة آل ثاني فسوف تمزقها إلى أفخاذ وبطون، وتتحالف مع أصغر عميل جديد من أحفاد آل ثاني بعد فحص جيناته والتأكد من أنه سليل عائلة تتأصل فيها نزعة الخيانة والتآمر التي تجعله أكثر عدوانية من العقرب الذي يلدغ نفسه عندما لا يجد من يلدغه.
جنون العظمة بشهادة شلقم!
لقد أصيبت قطر بجنون العظمة بكل ما تعنيه هذه العبارة من معان، وهذا ليس رأياً شخصياً لكاتب، أو لمواطن عادي اكتوى بالدور المشبوه الذي مارسته وتمارسه مشيخة قطر وإنما لمندوب ليبيا في الأمم المتحدة الذي ذرف دموع الفرح على مرأى ومسمع العالم الذي كان يتابع إصدار قرار مجلس الأمن رقم (1973) تاريخ 17/3/2011 الذي تم بموجبه فرض الحظر الجوي على ليبيا وأعتقد أن الجميع يتذكر دموع عبد الرحمن شلقم الذي انشق بعد أسابيع من انشقاق «الدباشي» نائبه في بعثة الأمم المتحدة بعد أن اعتقد واهماً في حينها أن ذلك القرار المدعوم قطرياً وخليجياً سيجلب للشعب الليبي المنّ والسلوى لكنه بعد أشهر عديدة من سقوط الجماهيرية في أيدي المسلحين الذين قتلوا القذافي بطريقة تنحطّ لتكون جريمة حرب وبإشراف رجال من الاستخبارات الفرنسية، شلقم هذا نزع كل ما بقي من أوراق التوت التي يتستر بها حمدا المشيخة عندما كشف عن دور مشيخة قطر بدعم الإسلاميين المتشديين في بلاده ومدهم بالأموال والسلاح مطالباً إياها بالكف عن التدخل في الشؤون الداخلية لبلاده، بينما كان مسلحو القاعدة وغيرها من منظمات تكفيرية مدعومة من قطر تحاصر العديد من وزارات الدولة في طرابلس ومن تلك الوزارات «الخارجية – والعدل» ومن ثم وزارة الدفاع التي اضطر وزيرها لتقديم استقالته احتجاجاً على أفعال هؤلاء المسلحين، المدعومين قطرياً.. وأجبر رئيس الوزراء الليبي بتاريخ 8/5/2013 على الإعلان عن نيته إجراء تعديل وزاري قريب...
وفي الأسبوع الأول من شهر أيار 2013 نقلت وكالة «سانا» عن عبد الرحمن شلقم قوله في تصريح صحفي على هامش مؤتمر «ميدايز» في مدينة طنجة بالمغرب: إن هناك حقائق على الأرض هي أن قطر تقدم المال والسلاح لبعض الأطراف الإسلامية، وتحاول التدخل في أمور لا تعنيها، مؤكداً أن ليبيا ترفض هذه الممارسات رفضاً قاطعاً. وسبق أن قال شلقم: إن قطر مصابة بجنون العظمة وتتوهم بأنها تقود المنطقة.
إن ما قاله شلقم حول جنون العظمة القطري يردده الكثير من السياسيين في موريتانيا وتونس ومصر واليمن وغيرها من دول تجرعت مرارة التآمر القطري.
وبعد
إن النجاحات المزيفة التي حققتها الولايات المتحدة الأمريكية باستخدام الخنجر القطري في كل من تونس، ومصر، وليبيا، باتت تتكشف أمام المواطنين في تلك الدول، وأدرك الجميع أن ما جرى لم يكن ربيعاً بل هو تنصيب للمتطرفين في سدة الحكم مع دعم مالي قطري وسعودي لإسباغ الشرعية عليهم وبالتالي فإن شوارع تلك الدول باتت تغلي للتخلص من حكّامهم الجدد الذين لم يجلبوا لهم سوى الفقر والقهر والفوضى وانعدام الأمان بعد أن ازدادت سطوة المتطرفين المدعومين أمريكياً وقطرياً، والذين سرقوا ويسرقون الأمن والأمان من المواطن التونسي، والمواطن الليبي والمواطن المصري...
أما في سورية وعلى الرغم من التكاليف الكبيرة التي دفعناها في الدفاع عن الدولة أمام هذه الهجمة الأمريكية الإسرائيلية القطرية فإن تحالف الجيش والشعب والقيادة قد فوّت الفرصة على الفيروس القطري، ويؤسس لولادة عالم جديد متعدد القطبية تنحسر فيها الهيمنة الأمريكية، وتبطل عمل فيروساتها المجهرية كقطر.
وهذا ما ستحاول تشرين دراسته واستخلاص العبر والنتائج منه في سلسلة من الدراسات التي سنقوم بنشرها تباعاً، وعلى امتداد شهر تقريباً.
السهم الناري- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي
مواضيع مماثلة
» الحلقة 1.. محمية قطر.. الدور والهدف قطر فيروس أمريكي لتعطيل عمل المنظومة الدولية
» الحلقة 13: محمية قطر.. الدور والهدف.. الدور القطري في الأزمة اليمنية تمويـل وتحـريض وتـآمر على وحدة البلاد
» الحلقة 2.. محمية قطر.. الدور والهدف نشأة قطر.. العائلة ـــ الدور ـــ المحيط الإقليمي.. من التبعية العثمانية ـ البريطانية إلى التبعية الأميركية ـ الإسرائيلية
» الحلقة 12: محمية قطر.. الدور والهدف.. تخريب ليبيا مثالاً قطر والسعي المحموم للتصهين أكثر من «إسرائيل»
» الحلقة 18: محمية قطر.. الدور والهدف .. ما خفي وما ظهر من جبل تآمر الحمدين شراء الذمم في القمم.. شيكات قطرية بلا رصيد وطني
» الحلقة 13: محمية قطر.. الدور والهدف.. الدور القطري في الأزمة اليمنية تمويـل وتحـريض وتـآمر على وحدة البلاد
» الحلقة 2.. محمية قطر.. الدور والهدف نشأة قطر.. العائلة ـــ الدور ـــ المحيط الإقليمي.. من التبعية العثمانية ـ البريطانية إلى التبعية الأميركية ـ الإسرائيلية
» الحلقة 12: محمية قطر.. الدور والهدف.. تخريب ليبيا مثالاً قطر والسعي المحموم للتصهين أكثر من «إسرائيل»
» الحلقة 18: محمية قطر.. الدور والهدف .. ما خفي وما ظهر من جبل تآمر الحمدين شراء الذمم في القمم.. شيكات قطرية بلا رصيد وطني
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى فضائح الخونة و النعاج
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 4:41 pm من طرف عبد الله ضراب
» صلاح الدين الايوبي
الخميس نوفمبر 21, 2024 10:36 pm من طرف larbi
» جنائية الدولية تصدر أمري اعتقال ضد نتنياهو وغالانت
الخميس نوفمبر 21, 2024 4:06 pm من طرف larbi
» الى فرسان اليمن
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:52 pm من طرف larbi
» كلمة مندوب الجزائر في مجلس الأمن بعد الفيتو الأميركي ضد قرار وقف الحرب على غزة
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:34 pm من طرف larbi
» كلمة الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:32 pm من طرف larbi
» مقتل جندي و إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك جنوب لبنان
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 7:00 pm من طرف larbi
» مقتل جندي إسرائيلي و جرحى من لواء غولاني بمعارك جنوب لبنان
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:48 pm من طرف larbi
» بيان المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع بشأن استهداف سفينة في البحر الأحمر
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:37 pm من طرف larbi
» كتائب القسام تستهدف قوة إسرائيلية متحصنة بإحدى العمارات..و قنص ضابط برتبة نقيب
الأحد نوفمبر 17, 2024 10:29 pm من طرف larbi