الضربة العسكرية ستوجع اوباما على الحالتين

دخل قرار توجيه الضربة الى سوريا امس الأربعاء مرحلة جديدة بعد ان صوّتت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي لمصلحة توجيه ضربات محدودة للنظام السوري، لكن الرئيس الأميركي باراك اوباما لا يزال في انتظار الضوء الأخضر من الكونغرس الذي سيجتمع اعضاؤه في 9 ايلول الجاري لحسم الموضوع.
بالرغم من اصرار الرئيس اوباما شن ضربة عسكرية على سوريا الا انه يريد موافقة الكونغرس بالرغم من ان الدستور الأميركي لا يلزمه بذلك لكنه لا يريد دفع ثمن الضربة غالياً لإتخاذه القرار بالرغم من معارضة الكونغرس الأميركي، ويريد تجنب ما حصل في العراق مع الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن، الذي شن هذه الضربة العسكرية براً وجواً وكلفته حياة الكثيرين من الجنود الأميركيين وطالت مدتها كثيراً وكانت الكلفة باهظة وفقد تأييد الرأي العام الأميركي.
لكن السؤال الاهم، ما الذي سيحدث في حال شنت الولايات المتحدة الضربة عسكرية على سوريا؟
الرئيس اوباما قد سبق وارجأ التدخل العسكري لأسباب عديدة ابرزها رفض بريطانيا والمانيا وروسيا الهجمة التي من الممكن ان هذه المواقف هي التي دفعت اوباما الى إمكان توجيه ضربة محدودة.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد حذر الاثنين من خطر اندلاع "حرب إقليمية" في حال توجيه ضربة عسكرية غربية إلى نظامه، متوعدا باريس بـ"تداعيات سلبية" على المصالح الفرنسية.
الدول الحليفة لسوريا وجهت تهديدات الى فرنسا والولايات المتحدة واسرائيل في حال اتت الهجمة العسكرية، ونوه من تداعياتها ونتائجها على الدول المشاركة. هذه التهدديات هي التي لا تزال تؤخر الضربة العسكرية وهي التي من الممكن ان تكون قد دفعت بريطانيا الى رفضها خوفا من نتائجها.
نتائج متوقعة في حال الضربة العسكرية على سوريا:
• تدخل ايران عسكرياً ضد اسرائيل
• تدخل روسيا سياسياً لحل الأزمة
• تصدي حزب الله للهجمة الأميركية والغربية
• تأثر البلدان المجاورة اقتصاديا وامنيا
• مدة الضربة لن تقل عن شهرين
• نتائجها خطرة ومصيرها مجهول
هذه التوقعات من الممكن ان تكون نتائجها غير ذلك كليا: مثل حرب عالمية ثالثة، او امتداد الضربة لمدة طويلة وتأثر لبنان بشكل كبير وحصول حرب مع اسرائيل.
بالاضافة الى ان هذه الضربة قد تؤثر على الدول المستوردة للنفط بما فيها الولايات المتحدة بسبب احتمال تذبذب سعر النفط وعرقلة انتعاش الاقتصاد العالمي والحاق الضرر بنمو الاقتصادات الناشئة.
على الحالتين هذه الضربة ستخسر اوباما بسبب معارضة الكثير من الرأي الأميركي لها، وبسسب التكلفة الباهظة التي ستتكبدها الإدارة الأميركية في الهجمة كما حصل في العراق، واذا لم تتم الضربة سيؤثر ذلك سلبيا على صورة اوباما امام حلفائه والشعب المؤيد للضربة، وسيخسر ايضاً من رهبته كرئيس اكبر واقوى دولة في العالم.
"الضربة المحدودة" لن تسقط بشار الأسد بما ان هذا هدف الولايات المتحدة الاستراتيجي وأقصى ما ستجنيه من ورائها هو اعطاء إدارة أوباما "السلم" لتهبط منه بسلام بعدما أعلنت أن استخدام الكيماوي يمثل "خطا أحمر".
واذا كانت الضربة موسعة فسيكون انتقام سوريا وحلفائها قوياَ واحتمالية حصول حرب مع الدول الحليفة لاميركا المجاورة لسوريا كبيرة جداً.
الادارة الأميركية تقول ان هدفها اليوم هو فرض حل ديبلوماسي في سوريا وتحقيق سلام دائم، لكن واشنطن قد فشلت في فرض الوفاق والسلام في الدول التي تدخلت فيها عسكريا في الماضي القريب مثل العراق وأفغانستان وبعد فشل مؤتمر جينيف 1 وعدم إمكانية التوصل إلى عقد اجتماع جينيف 2.
ويبقى السؤال : هل ستكون الضربة العسكرية على سوريا بحجم الوعود الأميركية؟ وهل سيكون الرد السوري بحجم التوقعات الأميركية؟ وهل ستتدخل ايران وروسيا وتفي بوعودها في حال حصلت هذه الضربة؟