الطريق نحو “جنيف – 2″ سالكة.. والدولة “الغاضبة” عاجزة
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة السورية
صفحة 1 من اصل 1
الطريق نحو “جنيف – 2″ سالكة.. والدولة “الغاضبة” عاجزة
بهاء النابلسي
تتحرك الأمور في المنطقة على وقع مسار واحد هو مسار التسوية في سورية، والتي صارت من البديهيات المؤكدة كما يراها الكثيرون، خصوصاً في دوائر صنع القرار الدولي والإقليمي، وهو ما جزم به السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير يوم الاثنين الماضي، عندما نصح معارضي الحل السياسي في سورية باغتنام هذه الفرصة التي قد لا تبدو سانحة لهم في المستقبل، فالزمن الآتي ليس لمصلحتهم.
بعد مرور عام ونصف على مؤتمر جنيف الأول، وما حملته تلك المدة من تطورات بالغة على الصعيدين السياسي والحربي في سورية، أُعلن عن موعد مبدئي في الثالث والعشرين من تشرين الثاني الجاري لانعقاد المؤتمر الأول، لكن ماهي العوامل التي ساعدت في حصول هذه التطورات الهامّة؟ وما هي فرص نجاح جنيف الثاني الذي ستشارك فيه حوالي ثلاثين دولة، بعدما اقتصر جنيف الأول على تسع دول فقط؟
المجموعات الإرهابية التي وصل عددها إلى أكثر من ألف فصيل عاثت في الأرض خراباً، تتقاتل وتتناحر على أبسط الأمور، ثم إن “الجيش الحر” فشل في السيطرة الميدانية وترؤُّس المجموعات المسلحة، بالرغم من الدعم الهائل له من دول غربية وعربية عوّلت عليه ليكون رأس الحربة لإسقاط النظام. إضافة إلى ذلك، ظهرت مجموعات تكفيرية تصارعت فيما بينها للسيطرة على أماكن ذات طابع اقتصادي، كدير الزور، حيث آبار النفط، وعلى مناطق حدودية قرب تركيا، خصوصاً بين “داعش” و”النصرة”.
هذا الواقع رفع مستوى الاستشعار بالخطر لدى الأتراك والغرب عموماً خوفاً من قيام دويلة قرب تركيا والعراق، يضاف إلى ذلك واقع المعارضة السورية في الخارج، والتي لم تستطع توحيد وبلورة موقف ورؤية وأجندة واحدة، فالخلافات عاصفة وعميقة إلى الجذور.
من هنا نشأت التسوية الروسية – الأميركية على خلفية استخدام السلاح الكيميائي في غوطة دمشق من قبل الجهات الإرهابية، وهذه التسوية ساهمت إلى حد كبير في حماية النظام وإعطاء الجيش السوري فرصة أخرى للقضاء على المجموعات المسلحة التي ارتكبت خطيئتها القاتلة في الريف الدمشقي، لكن المسار التسووي أدى إلى انزعاج وغضب عارم لدى حلفاء الولايات المتحدة، وفي مقدمهم السعودية وتركيا، ثم جاءت إشارة إيجابية مصدرها محادثات إيران مع مجموعة “5+1″، لتفرز واقعاً أكثر ليونة بالتعاطي مع المجموعة الإسلامية التي عززت منطقها بالعمل الدبلوماسي والسياسي وقوة التأثير لديها لإخماد نيران الأزمة السورية التي امتدت إلى دول الجوار، وسبّبت لها مشاكل معقَّدة.
مجمل هذه الوقائع تشير إلى أن الأطراف الدولية والإقليمية صارت أكثر ميلاً واقتناعاً بفشل الخيار العسكري، وبضرورة الولوج سريعاً بالحل السياسي، للحد من الخسائر، وتحصيل ما أمكن من المكاسب.
إذاً، جنيف الثاني صار على الأبواب، لكن المؤتمر يحتاج إلى أرضية صالحة لنجاحه، تعمل الجهات الدافعة له على تأمينها، وفي ذات الوقت ثمة عقبات ما تزال موضوعة أمامه، أهمها استمرار عناد الدول المتضررة من الحوار في سورية، ويمكن القول إن السعودية ستبقى الوحيدة التي تصرخ في الوادي لوحدها دون أن يسمعها أحد، لأن دولاً مثل تركيا وقطر بدأتا بالانعطاف لناحية الحل السياسي، بعدما فعلت كل ما بوسهعا ولم تحصل على شيء، أما الجماعات المقاتلة فما زالت حتى اللحظة تعاني من انعدام القيادة الموحَّدة القادرة على التفاوُض.
في المقابل، تتظافر جهود دولية وإقليمية مكثفة للدفع باتجاه إطلاق العملية السياسية للتوصل إلى اتفاق حقيقي يوقف الحرب والنزف الذي تشير الأرقام إلى مستويات مخيفة.
لم تعد دول كبيرة على تحمل تداعيات الحرب المستمرة منذ عامين ونصف فكيف بدول الجوار التي بالفعل صارت الأوضاع لديها كارثية كما هي الحال في لبنان والأردن والعراق .
التسوية المقبلة من الممكن جداً أن تتوصل إلى حل مقبول، فمن غير المقبول أن تستمر الحرب في منطقتنا فقط لأن هناك دولة غاضبة لم تحقق أي مكسب، وهي تعرف أنها غير مؤهَّلة للدخول إلى حلبة لعبة الأمم
تتحرك الأمور في المنطقة على وقع مسار واحد هو مسار التسوية في سورية، والتي صارت من البديهيات المؤكدة كما يراها الكثيرون، خصوصاً في دوائر صنع القرار الدولي والإقليمي، وهو ما جزم به السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير يوم الاثنين الماضي، عندما نصح معارضي الحل السياسي في سورية باغتنام هذه الفرصة التي قد لا تبدو سانحة لهم في المستقبل، فالزمن الآتي ليس لمصلحتهم.
بعد مرور عام ونصف على مؤتمر جنيف الأول، وما حملته تلك المدة من تطورات بالغة على الصعيدين السياسي والحربي في سورية، أُعلن عن موعد مبدئي في الثالث والعشرين من تشرين الثاني الجاري لانعقاد المؤتمر الأول، لكن ماهي العوامل التي ساعدت في حصول هذه التطورات الهامّة؟ وما هي فرص نجاح جنيف الثاني الذي ستشارك فيه حوالي ثلاثين دولة، بعدما اقتصر جنيف الأول على تسع دول فقط؟
المجموعات الإرهابية التي وصل عددها إلى أكثر من ألف فصيل عاثت في الأرض خراباً، تتقاتل وتتناحر على أبسط الأمور، ثم إن “الجيش الحر” فشل في السيطرة الميدانية وترؤُّس المجموعات المسلحة، بالرغم من الدعم الهائل له من دول غربية وعربية عوّلت عليه ليكون رأس الحربة لإسقاط النظام. إضافة إلى ذلك، ظهرت مجموعات تكفيرية تصارعت فيما بينها للسيطرة على أماكن ذات طابع اقتصادي، كدير الزور، حيث آبار النفط، وعلى مناطق حدودية قرب تركيا، خصوصاً بين “داعش” و”النصرة”.
هذا الواقع رفع مستوى الاستشعار بالخطر لدى الأتراك والغرب عموماً خوفاً من قيام دويلة قرب تركيا والعراق، يضاف إلى ذلك واقع المعارضة السورية في الخارج، والتي لم تستطع توحيد وبلورة موقف ورؤية وأجندة واحدة، فالخلافات عاصفة وعميقة إلى الجذور.
من هنا نشأت التسوية الروسية – الأميركية على خلفية استخدام السلاح الكيميائي في غوطة دمشق من قبل الجهات الإرهابية، وهذه التسوية ساهمت إلى حد كبير في حماية النظام وإعطاء الجيش السوري فرصة أخرى للقضاء على المجموعات المسلحة التي ارتكبت خطيئتها القاتلة في الريف الدمشقي، لكن المسار التسووي أدى إلى انزعاج وغضب عارم لدى حلفاء الولايات المتحدة، وفي مقدمهم السعودية وتركيا، ثم جاءت إشارة إيجابية مصدرها محادثات إيران مع مجموعة “5+1″، لتفرز واقعاً أكثر ليونة بالتعاطي مع المجموعة الإسلامية التي عززت منطقها بالعمل الدبلوماسي والسياسي وقوة التأثير لديها لإخماد نيران الأزمة السورية التي امتدت إلى دول الجوار، وسبّبت لها مشاكل معقَّدة.
مجمل هذه الوقائع تشير إلى أن الأطراف الدولية والإقليمية صارت أكثر ميلاً واقتناعاً بفشل الخيار العسكري، وبضرورة الولوج سريعاً بالحل السياسي، للحد من الخسائر، وتحصيل ما أمكن من المكاسب.
إذاً، جنيف الثاني صار على الأبواب، لكن المؤتمر يحتاج إلى أرضية صالحة لنجاحه، تعمل الجهات الدافعة له على تأمينها، وفي ذات الوقت ثمة عقبات ما تزال موضوعة أمامه، أهمها استمرار عناد الدول المتضررة من الحوار في سورية، ويمكن القول إن السعودية ستبقى الوحيدة التي تصرخ في الوادي لوحدها دون أن يسمعها أحد، لأن دولاً مثل تركيا وقطر بدأتا بالانعطاف لناحية الحل السياسي، بعدما فعلت كل ما بوسهعا ولم تحصل على شيء، أما الجماعات المقاتلة فما زالت حتى اللحظة تعاني من انعدام القيادة الموحَّدة القادرة على التفاوُض.
في المقابل، تتظافر جهود دولية وإقليمية مكثفة للدفع باتجاه إطلاق العملية السياسية للتوصل إلى اتفاق حقيقي يوقف الحرب والنزف الذي تشير الأرقام إلى مستويات مخيفة.
لم تعد دول كبيرة على تحمل تداعيات الحرب المستمرة منذ عامين ونصف فكيف بدول الجوار التي بالفعل صارت الأوضاع لديها كارثية كما هي الحال في لبنان والأردن والعراق .
التسوية المقبلة من الممكن جداً أن تتوصل إلى حل مقبول، فمن غير المقبول أن تستمر الحرب في منطقتنا فقط لأن هناك دولة غاضبة لم تحقق أي مكسب، وهي تعرف أنها غير مؤهَّلة للدخول إلى حلبة لعبة الأمم
larbi- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 32946
نقاط : 67999
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
مواضيع مماثلة
» ماذا قال الجولاني في جنيف وأهل جنيف؟
» الطريق إلى «جنيف 2»: هل تحترق «الطبخة»؟
» محمد ابوسدرة يدخل غرفة العناية الفائقة بعد تعرضه للضرب المبرح من قبل الجماهير الغاضبة
» «جنيف السوري» يُهدّد «جنيف الإيراني» بالفشل
» خيوط اللعبة | «جنيف 1» + «مونترو» + «جنيف 2» = صفر اتفاق
» الطريق إلى «جنيف 2»: هل تحترق «الطبخة»؟
» محمد ابوسدرة يدخل غرفة العناية الفائقة بعد تعرضه للضرب المبرح من قبل الجماهير الغاضبة
» «جنيف السوري» يُهدّد «جنيف الإيراني» بالفشل
» خيوط اللعبة | «جنيف 1» + «مونترو» + «جنيف 2» = صفر اتفاق
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة السورية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:32 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة سجلات الأعمال الإحصائية للبلدان العربية|قطاع التامين:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:31 pm من طرف ايمان محمد
» دورة إدارة وبرمجة وتخطيط وجدولة وضبط المشاريع بإستخدام الحاسب الالي MS Project و بريمافيرا:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:23 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة تخطيط وتطبيق مكاتب إدارة المشاريع والتحضير لشهادة مدير مشاريع محترف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:19 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة إدارة إتصالات ومخاطر وتوريدات المشاريع|إدارة المشاريع:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:16 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة تطبيقات الحوكمة فى القطاع المصرفى Governance|البنوك والمالية:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:07 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة مبادىء وإعداد القوائم المالية فى القطاع المصرفى|البنوك قطاع المصارف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:04 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة إدارة وتحصيل الإشتراكات التأمينية|البنوك قطاع المصارف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:02 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة استراتيجيات وتقنيات اعداد وادارة العقود والحد من المخاطر المالية والقانونيةالقانون والعقود:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 2:57 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة الأســـس الفنيـــة لصياغــــة عقـــود المقـــاولات الإنشائيـــــة|القانون والعقود:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 2:54 pm من طرف ايمان محمد