إرهاب يستهدف الجميع.. والصمت مريب!!

محمد ح. الحاج
دعوة صادقة ومخلصة أطلقناها لتشكيل تحالف عالمي لمكافحة الوهابية المجرمة بعد أن تأكد للجميع أنّ هذا التنظيم خرج على كلّ مقوّمات الأخلاق والإنسانية وقد طال حتى من أوجده وموّله ودرّبه وأوعز بتمويله وأقصد الولايات المتحدة الأميركية التي اعتقدت إدارتها أنّ الوحش الذي أبدعته لن ينشب مخالبه في جسدها وأنه سيكون سلاحها الأمضى والبديل عن الغزو العسكري واستهداف الشعوب الإرهاب الذي اقتصر في الماضي على جماعات خارجة عن القانون انقلب إلى تنظيم عالمي مدعوم دولياً وله مصادر تمويله ومراكز التدريب والمأوى البعيد عن متناول القانون بل وأصبح له إعلامه وأرضية سياسية مخدوعة تعتقد كما اعتقد الأميركان أنه سيكون في الخدمة.
الإرهاب في خدمة المشروع الصهيوني
يضرب الإرهاب اليوم في طول الأرض السورية وعرضها مستهدفاً البشر والحجر ودور العلم ومؤونة الشعب ومصادر النور والدفء وكلّ شيء إرهاب يعمل على إعادة الشعب السوري إلى عصور الجهالة وحكم الأمراء والجواري والخصيان يحارب التطوّر الاجتماعي ومقوّمات الحضارة وها هو يضرب أيام الجمعة عشوائياً في كلّ مكان فيسقط الأبرياء يجزّ الرؤوس ويقطع الأوصال ليدبّ الذعر في قلوب البسطاء فينقادون لمشيئته ويدعمون مسيرته.. فإلى أين المطاف
الإرهاب الذي امتطى صهوة الوهابية الصهيونية يقدم القرابين من أرواح العامة ولا تقدم القرابين البشرية إلا إلى إله الحرب رب الجنود دماء إنسانية من كلّ لون ومذهب إلا اليهود ففي مركز التجارة العالمي لم يسقط يهودي ولا تستهدف العمليات الإرهابية.. قتلاً وتفجيراً إلا بلاد الأبرياء من الوطنيين وكلّ ذلك تحت شعار محاربة الكفر والإلحاد وما من كافر وملحد وخارج عن الدين إلا هؤلاء الذين يطلقون على أنفسهم وتنظيماتهم أسماء وشعارات الصحابة والإسلام وهو منهم براء ولا يظننّ أحد أنّ هذا الإرهاب قد يستثني من يقفون داعمين له عندما يكون استهدافهم أو بعضهم موظفاً لإشعال حريق يطال أمن وسلامة البشر المستهدفين ولا حاجة مطلقاً لتقديم أدلة أو براهين فبعضهم يقتل أهله في سبيل غايته ثم ليصبح ولي دم يطلب الثأر من أبرياء.
ما يحصل على ساحة المشرق عجيب غريب لا يندرج في أدبيات السلوك الإنساني ولا المعتقد الديني على اختلاف مسمّياته ولا مذاهبه ولا يتطابق إلا مع الخطاب التلمودي وإذا قلنا أنّ محمد بن عبد الوهاب استمدّ معظم أركان مذهبه من اليهودي البريطاني الماسوني هيمفر فنحن لم نأتِ بجديد بل هذا ما ورد في تاريخ بن عبد الوهاب وتاريخ آل سعود ومسيرتهم التي تغاضى عن التعرّض لها بحاثة التاريخ أو تمّ طمس ما ذكروه وكتبوه إما قسراً أو ببذل المال الكثير ولعب إعلام الغرب دوره الأكبر في التضليل والتغطية على جرائمهم عبر تاريخ امتدّ من العام 1733 حتى اليوم.
توظيف العمليات الإرهابية في الشأن السياسي الداخلي يأخذ أبعاداً غير معهودة في تصفية الحسابات أو توظيفه لغايات تخدم مشاريع أكبر بكثير مما هو معروف ويمكن الانتباه إلى ما يصرّح به كبار قادة العدو الصهيوني ومضمونه أنّ الأوضاع على ساحة العالم العربي تشكل لحظة استراتيجية هي الأكثر راحة لكيانهم وأنه لا بدّ من استثمارها الاستثمار الأمثل..! فما هو هذا الاستثمار؟
الكيان الصهيوني لم يخفِ أبداً أهدافه في استكمال عملية طرد السكان الأصليين من كلّ فلسطين التاريخية وهدم رموز الديانتين الإسلاميتين المسيحية والمحمدية وإقامة الهيكل المزعوم وهو يعلن عن مطالبته العالم الاعتراف بيهودية الدولة وهذه رغبة لا يمكن تطبيقها من دون تفتيت المحيط على نفس القاعدة التي يعلم الجميع تفاصيلها ويبقى أنّ ما تشكله المقاومة الوطنية اللبنانية الفلسطينية السورية هو العائق الأساس في طريق تحقيق الأهداف الصهيونية وهذا يفهمه كلّ محلل محايد يقرأ الأحداث ويربطها بعضها ببعض بصدق وأمانة.
الغاية تبرر الوسيلة!
عندما كان مطلوباً إخراج سورية من لبنان لاستفراد المقاومة جرى اغتيال المرحوم رفيق الحريري وما كان لسورية مصلحة في ذلك واستكمالاً لتحقيق الغاية الصهيونية جرى اغتيال أو محاولة اغتيال آخرين للغاية نفسها وترافق ذلك بحملة إعلامية مضللة شارك فيها البعض من الداخل اللبناني إما عمالة وتوظيفاً متهمين سورية أو عن طريق التضليل وإثارة النعرات المذهبية وبما أن القاعدة لم تتبدل والغايات الصهيونية هي ذاتها يوظف الإرهاب في تخريب سورية والعراق ومصر حديثاً ومطلوب إشعال الحريق على ساحة لبنان الذي تذوّق شعبه مرارة الحرب الداخلية وهذه الحرب وحدها تستهدف النيل من المقاومة والتحريض عليها بعدما تمّ توظيف مجموعات في الداخل ودول من الخارج لهذا الإرهاب وجاءت عملية اغتيال الدكتور محمد شطح في هذا السياق وهو الشخصية السياسية الاجتماعية العلمية المنفتحة ومعروف عنه اعتداله وقدرته على الحوار ولأنّ موقعه كمستشار لرئيس الوزراء السابق سعد الحريري قد يشكل استهدافه إثارة يمكن توظيفها في زيادة التحريض على المقاومة حصل هذا الاستهداف ولا يمكن استبعاد المصادفة إنْ وقعت فالتفجيرات بحدّ ذاتها على الساحة اللبنانية لها نفس البصمات لمثيلاتها على ساحة الشام والعراق ومصر وغيرها من الدول المحيطة بفلسطين المحتلة.
التوظيف المرفوض
الوعي المطلوب المفقود – بعامل التحريض الديني المذهبي وتوظيفه سياسياً في كلّ الساحات يستدعي وقفة صادقة وإعمال تفكير وليس إطلاق اتهامات جاهزة كما فعل سعد الحريري مستبقاً التحقيقات والوقائع متجاوزاً الموضوعية في استقراء الغاية والهدف من هكذا عملية ومقارنتها بما هو حاصل ويحصل وسيستمرّ في الحصول طالما يؤدي الدور المطلوب وقراءة متأنية لما صرّح به يعطي انطباعاً أكيداً إما أنه مطلوب منه أن يصرّح بما أعلنه كوظيفة أو أنه ما زال يعاني من طفولة سياسية متهوّرة ينتفي معها الأخذ بالحسبان مصلحة الوطن والشعب الذي يعاني وأنّ غايته إما أن يكون على رأس الهرم أو فليحلّ الخراب.
الدعوة إلى تحالف وطني على ساحة الأمة من العراق شرقاً وحتى المتوسط مروراً بالشام ولبنان وجنوباً حتى مصر لمكافحة الإرهاب وتجفيف مصادره والقضاء على وجوده جذرياً نكرّرها بصدق حرصاً على مصالح مجتمع الأمة وأمنه وأمانه وثروته ومنجزاته الحضارية لينطلق مُجارياً ركب الحضارة العالمية لا متراجعاً إلى عصور الجهالة والتخلف وشريعة الغاب في الغزو والسبي التي حاربها الإسلام الحق برسالتيه المسيحية والمحمدية مبرهِناً للبشرية أنه القدوة في التسامح والمحبة والجنوح إلى السلم غير متنازل عن حقه في الحياة والعيش بكرامة.