( الهروب من شبح الأسد .. ) بقلم .. حسن مصطفى جمال الدين

الرئيس الأسد القائد ..
قائدٌ مدوي الانتصار على أرض بلاده التي عجز عن غزوها واحتلالها تتار العصر الجديد ، حتى لقد وصل الدوي الذي أحدثه الأسد الى كل اصقاع الأرض دون أن يستثني اصطخابه الآذان الصماء ، ذلك بعد أن عجز أعداء بلاده وهم كل الغرب تقريباً وجُلُ الشرق ، عجزوا عن دك أهم حصونها وأمنعها صلابة وأكثرها تعقيداً دفاعياً عرفه تاريخ القلاع والحصون ، الا وهو الشعب السوري العظيم والجيش السوري العظيم ...

انتصار الأسد القائد .. الغى كياسة المغلوب حتى من بارد عذره
وكان يقال : (لابد للمغلوب من بارد العذرِ) .. فكان الرد عالمياً ، وخصوصاً من قبل أهم وأرفع الدول سمعة ، والتي عرفناها راعية للديمقراطيات في العالم الافتراضي الأول
دولٌ مثل المانيا وفرنسا وبلجيكا وعلى رغم وجود السفارات العربية السورية فيها
كان الرد على دوي انتصار الأسد بإلغاء ومنع أهم مظاهر الديمقراطية التي تتشدق بها تلك الدول وتلوك وتجتر انجازاتها الرفيعة السلوك خلال مسيرتها فيها ، كان الرد هو منع اجراء الانتخابات الرئاسية السورية كاستحقاق دستوري ديمقراطي تحت عنوان وذريعة انها مسرحية يكتبها نظام الأسد ..
ناهيك عن دول ديمقراطية عالمية أخرى قد تم اغلاق السفارات العربية السورية فيها أصلاً ومنذ اندلاع الحرب العالمية في سوريا

أولئك رعاة ديمقراطيات ، والأسد دكتاتور متفرد ، وهذه فهمناها على رغم عللها العقلية الكثيرة ..
أما أن تقوم دول العربان في الخليج اليهودي - وعذراً من اخوتنا في بلاد فارس - فلا شرف لهم بوجود هكذا عوائل يهودية تحكم تلك البقاع أن يصروا على تسميته بالخليج الفارسي ، أن تقوم تلك الدويلات أو مثيلاتها من مماليك الآجار والاستئجار والاستثمار في عالمنا العربي
أن تقوم 12 اثنا عشرة دولة عربية مستبدة بلهاء ، لا مجالس نيابية في اغلبها ولا دستور في معظمها ولم تنتخب قط في حياتها ، بإلغاء اجراء الانتخابات العربية السورية على اراضيها تحت حجة أنها - تلك الانتخابات - مسرحية هزلية يقوم بها النظام السوري ، فان ذلك حقاً يستحق أن يطلق عليه لقب العجب العجاب ..

طيب ..
بحسبة بسيطة لا تحتاج الى عقل عبقري مدبر
نظام فاسد قاتل قد دمر البلاد واحرق النسل والحرث ، وقائدٌ قاتل لشعبه والأطفال
وعندكم جل السوريين الذين استأجرتم الكثيرين منهم وتاجرتم بالرخيص منهم ورخيص قضيتهم المزعومة
ولديكم مخيمات الذل والعار ، تلك التي اسميتموها زوراً بمخيمات العز ، مخيمات اللاجئين الهاربين من بطش النظام وهم بالملايين ما شاء الله ، وهم الشعب السوري الثائر ضد الأسد ونظام حكمه كما زعمتم ..

والعاقل .. ودون جهد تفكير ..
سيدرك أنه السقوط الذي كان ينتظره طويلاً للأسد وجيشه ونظام حكمه ، فكل هذه الملايين المزعومة ، في تركيا وفي الاردن وفي لبنان وفي العراق وفي مصر وووو
تلك الملايين لو اننا جعلنا مراقبين يكونون ضمن اللجان الحكومية في السفارات العربية السورية ، كشرط لإقامة الانتخابات على اراضينا ، لكانت كفيلة تلك الملايين اسقاط الاسد وكانت كفيلة بفضح مسرحيته الهزيلة التي يكتب ، وكنا طبلنا بالنتائج التي ستنكشف ونكشفها نحن سريعاً أمام العالم ، ودون حاجة لصرف المليارات من المال العربي والسلاح العربي وآلاف مرتزقة الطائفة والمذهب من هنا وهناك في العالم ، وكل أجهزة الاعلام التي لاكت واجترت كل مفردات الكون العلوي والسفلي وما بينهما وهي تصف اجرام الأسد ونظامه وطغيان حكمهم ..
ملايين السوريين الهاربين من بطش النظام في الخارج ، كانوا وحدهم هم جوكر اللعبة التي أرسينا قواعدها ، ولسنا بحاجة لأصوات المقموعين في الداخل ..

هكذا يقول العقل .. وهي الفرصة الذهبية التي لا يجود بها الزمان مرتين أبدا أبداً

أما وأن ملايين من السوريين في الخارج يستعدون لما يشبه عرس المحروم وهم يقضمون الأرض مشياً الى سفاراتهم في الخارج ، بين مطرودة السفير أو ملغاة العمل ، حاملين صور الأسد القائد وحاملين العلم الأخضر العينين في أكفهم وعلى أكتافهم والرقاب كما البيعة ، والهتاف يشق عنان السماء باسم الفتى القاتل لهم ولشعبهم ..
أما وأن الحال كذلك .. فهنا يتوقف حساب العقل والمنطق ، وهنا تخرس آلة الاعلام ، وهنا تفرط سبحة الشيطان
هنا وفي هذه الحالة .. نعم ، يجب غلق السفارات ويجب اسكات الأصوات ، ويستحب الكذب والنفاق استحباً واجباً ، ويستحب القفز على تاريخ الديمقراطية كله بما حمل أو سوف يحمل
هنا يجب طرد السوريين الذين تباكينا على مصائبهم حيناً من الدهر ، طردهم الى حيث بلدهم المدمر المهدم والى حيث حاكمهم القاتل الجائر (لأن اكتظاظنا الديموغرافي) لم يعد يسمح لنا باستقبال هذه القطعان الخانعة لجور الجزار ، على حد قول فريق لبناني مستأجر العقل والضمير واللسان ..
هنا يصبح السوريون المهجرون المظلومون المشردون محض ازلام نظام ، ولعنة على ما استهلكنا من حبر في ما مضى ، والف لعنة على تلك المنابر .
يا لك من نظام مهول التحكم والسيطرة على العقول الباطنة (والخارجة) يا لك من نظام اسطورة يا نظام الأسد ..!!

هذا ما جرى في خارج سوريا وهو ذرٌ من الرز في وجه عالم يهودي البخل والحقد
نحن أمام موعد عرس الأعراس في سوريا ، لدى أبناء الداخل المقاوم الذي رش الدم لكي تروى به الأرض من عطش حروريُ السنين
هناك .. لنا موعد آخرٌ سيحلو له الفخر رداءً وتشرأب له أعناق من صبروا
هناك في سوريا .. سوف نرى ماذا يعني أن تكون أنت الأسد ويكون سواك قطيعا من النعاج تنتظر الذبح ..!

نصر الأسد القائد ..
ليس نصراً فحسب ، بل انه فضيحة الفضائح ، وهو بعد ذلك ايضاً ، قد جمع أكبر نادٍ وتجمعٍ للعراة من كل شيء في الدنيا ، وقد قزم طوالاً بقاماتهم زيفاً بما يسحر العيون ونصر الأسد القائد ..
قد نفض الغبار والرماد عن مهمل عروبة لم يستخدمها أهلها منذ خمسين سنة إما جوراً وإما يأساً وتسليم لما هو لاحول ولا قوة ..
حتى لقد أخبرني أحد أصدقائي من الأردن الشريف أهله ، وها هو يقرأ ما اكتب
أخبرني بأنه قد ذهب لانتخاب الأسد في صناديق الانتخاب الفخرية التي أنشأتها السفارة العربية السورية هناك
ليس هو فحسب ، بل أن شيباً وشباباً ، نساء ورجال من أهلنا الشرفاء في الأردن ، كانوا يسعون مشياً الى سفارة العربية السورية هناك ليدلوا بأصواتهم للرئيس الأسد القائد

وقال لي صديقي العربي الأردني نصاً لن أنساه ما حييت :
(اليوم تجلّت لدي القومية العربية وعشتها بأبهى صورها.. لقد انتخبت زعيما عربيا من خارج قطري، متجاوزا حدود سايكس بيكو.. واضعا خارطة حدوده المصطنعة بدبره ومن ساعده من العرب ، زلزال جماهيري أم السفارة السوريه بعمان.. كانت حاله تبعث على الفرح والنشوة... ومما زاد فرحنا ونشوتنا واحساسنا بوحد الحال هو الادلاء بأصواتنا في الصندوق "الشرفي" للأردنيين.)

هذا ما صنعه نصر الرئيس الأسد القائد ..
فأروني ما صنعت أياديكم المغلولة .. ؟؟
هذا ما جعل العواصم تغلق السفارات العربية السورية في بلدانها
هذا الغيض الذي يدق أسفل أدباركم أيها المأبونين .. لهو ( غيضٌ ) من فيض سيأتي تباعاً ليدك ما تبقى من عروش خائنة ..
نعم .. لقد مكرتم ومكر الله ، والله خير الماكرين ، أردتم اطفاء جذوة سوريا المقاومة لأنسابكم وانتماءاتكم ليهوديتكم الذليلة وعمالاتكم الرخيصة لها أيها العربان ، فاذا بتلك الأم العربية اللحم والدم والشرف ، تفضح ما تسترتم عليه من عهر جماعي اللمة والمهرجان ..
الله الله يا عُرسنا العربي البهي .. الله الله يا أعراسنا القادمات الينا ترفل بالعز
الله الله يا سوريا الأبية .. مهداً كنت لكل حضارة ولكل مجد
وها أنت اليوم مقبرة لكل عار وكل شنار ..!!