ﻋﻴﺪ ﺍﻟﺠﻼء ﻭﺻﺎﻧﻌﻪ...........ﻋﻤﺎﺭ_ﺍﻷﺷﻮﻝ , ﺍﻟﻴﻤﻦ

ﻋﻴﺪ ﺍﻟﺠﻼء ﻭﺻﺎﻧﻌﻪ...........ﻋﻤﺎﺭ_ﺍﻷﺷﻮﻝ , ﺍﻟﻴﻤﻦ
============================
ﻓﻜﹽﺮ ﺑﺎﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﻋﻤﺮﻩ ﺳﺒﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣﺎ، ﻭﻧﻔﺬﻫﺎ ﻭﻋﻤﺮﻩ ﺳﺒﻌﺔ ﻭﻋﺸﺮﻭﻥ، ﻭﺑﺄﻗﻞ ﻣﻦ ﻋﺎﻡ ﻭﺍﺣﺪ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ؛ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 11/ 6 / 1970ﻡ ﺃﻋﻠﻦ ﺍﻟﺠﻼء ،، ﻭﻛﺒﹽﺮ ﻭﺍﻧﺘﺼﺮ .

ﺧﻤﺲ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺃﺟﻨﺒﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﺎﺛﻤﺔ ﺑﻘﻮﺓ ﻋﻠﻰ ﺑﻼﺩﻩ، ﻭﻟﻢ ﻳﺠﺮﺅ ﺃﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺑﺎﻹﻗﺘﺮﺍﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﻖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻟﻮ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ، ﻭﺣﺪﻩ ﻣﻌﻤﺮ ﺍﻟﻘﺬﺍﻓﻲ .. ﻣﻦ ﺣﻜﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﻮﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ، ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺭﺣﻠﺖ ﺣﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﻣﻴﻦ، ﺗﺎﺭﻛﺔ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﺗﺮﻛﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻹﺳﺘﻐﻼﻝ ﻭﺍﻟﻀﻴﺎﻉ .

ﻟﻢ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻣﻬﻤﺔ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻫﻨﺎ؛ ﻓﻘﺪ ﻛﻠﹽﻒ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻤﻬﻤﺔ ﺗﻄﻬﻴﺮ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻣﻦ ﻣﺨﻠﻔﺎﺕ ﺍﻹﺳﺘﻌﻤﺎﺭ، ﺗﻄﻬﻴﺮ ﻓﻜﺮﻱ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺎﺩﻱ، ﻭﺗﻨﻘﻴﺢ ﻭﻃﻨﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻧﻮﺍﺣﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻣﻨﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻮﻃﻦ؛ ﻟﻴﺘﻘﺪﻡ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺑﺴﺘﺔ ﺃﻋﻮﺍﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ، ﻣﺴﻠﹽﻤﺎ ﻟﻪ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ، ﻣﻌﻠﻨﺎ ﻗﻴﺎﻡ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﻓﻲ 2 ﻣﺎﺭﺱ ﻋﺎﻡ 1977ﻡ، ﻟﺘﺼﺒﺢ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺩﻭﻟﺔ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮﻳﺔ؛ ﻭﻫﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻭﻝ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ .

ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺃﺳﻤﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺑﺎﻟﺴﺒﻊ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰﺓ؛ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺜﺎﺋﺮ ﻣﻌﻤﺮ ﺍﻟﻘﺬﺍﻓﻲ؛ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺜﻮﺭﺓ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﹹﺰﻫﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﻄﺮﺓ ﺩﻡ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﻟﻴﻨﺘﻘﻞ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺣﺸﺪ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﺗﺤﺮﻳﻀﻬﻢ ﺿﺪ ﺍﻟﺘﻮﺍﺟﺪ ﺍﻷﺟﻨﺒﻲ، ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﺎﻭﺽ ﺍﻟﻤﺤﺘﻞ ﺑﻴﺪﻩ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ؛ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻳﻮﻗﺪ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻓﻲ ﺻﺪﻭﺭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﺑﻴﺪﻩ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ، ﻣﻤﺎ ﺷﻜﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﺭﻋﺐ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ؛ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﺗﺘﺠﻪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺣﺪﺏ ﻭﺻﻮﺏ ﻷﻗﺘﺤﺎﻡ ﻗﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ، ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻭﻗﹽﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺭﺣﻴﻠﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻠﺘﻬﻤﻪ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﺍﻟﻐﺎﺿﺒﺔ ﺩﻭﻥ ﻃﻬﻲ .

ﺍﻟﻴﻮﻡ .. ﻭﺑﻌﺪ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﺃﺭﺑﻌﻮﻥ ﻋﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ؛ ﻳﻠﻬﺚ ﺍﻷﻏﺒﻴﺎء ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺳﻂ ﺩﻣﺎء ﺍﻷﺑﺮﻳﺎء، ﻭﻧﺴﻮﺍ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺃﺿﺎﻋﻮﻫﺎ ﻓﻲ ﺩﻫﺎﻟﻴﺰ ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ ﻭﺩﻭﺍﻭﻳﻦ ﻗﻄﺮ، ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻣﺎﺯﻟﺖ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﺗﻨﻌﻢ ﺑﻈﻼﻝ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺗﻮﺕ ﺃﺷﺠﺎﺭﻫﺎ ﺑﺪﻣﺎء ﺍﻟﺸﻬﺪﺍء، ﻭﻣﺎﻫﻲ ﺇﻻ ﺃﻳﺎﻡ ﻗﻠﻴﻠﺔ .. ﺣﺘﻰ ﻳﻘﻄﻒ ﺍﻟﺸﺮﻓﺎء ﺛﻤﺎﺭﻫﺎ، ﻭﻧﺸﻬﺪ ﻋﻴﺪ ﺟﻼء ﺁﺧﺮ، ﻭﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻧﺤﺘﻔﻞ ﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ؛ ﺳﻨﺤﺘﻔﻞ ﺑﺈﺫﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺮﺗﻴﻦ ،، ﻋﻴﺪﻛﻢ ﻣﺒﺎﺭﻙ .

ﻋﻤﺎﺭ ﺍﻷﺷﻮﻝ , 10 / 6 / 2014ﻡ