الحروب القذرة .. أم " الحروب المقدسة "
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
الحروب القذرة .. أم " الحروب المقدسة "
ميشيل كلاغاصي
أكثر من عام ٍ و لايزال تنظيم ” داعش ” الإرهابي يتصدر عناوين كبريات الصحف العالمية , و كافة وسائل الإعلام .. و التي تتناوله عبر قصص النشوء منذ عام 2004 وصولا ً الى عام 2013 , عام دخوله على خط المواجهة المباشرة في سورية و من ثم العراق .. و إعلان ” دولة الخلافة ” على أراضيهما .
اجتماعات و مبايعات و أسماء قادة تبدأ من أسامة بن لادن و الظواهري و الزرقاوي و أبو عمر البغدادي و أبو بكر البغدادي و الجولاني و الشيشاني …… و تكاد لا تنتهي .
هل نحن أمام شخصيات قررت تغيير العالم و رسم خرائطه الجديدة في المنطقة الأشهر للصراعات و الحروب عبر التاريخ ..؟ و على مرأى و مسمع و بدعم بعض دول العالم .. و ما يترتب عليه نظريا ً من تعطّل و إنهاء مصالح البعض , و القضاء على الأحلام التاريخية للبعض الاّخر .
هل يريد أحد ٌ في العالم أن يقنعنا أن تنظيم ” داعش ” هو كيان ٌ منفصل بحد ذاته .. و يحمل من الأفكار و الطموحات و الأحلام لتأسيس دولته الخاصة في هذه المنطقة الساخنة من العالم .
لا بد لنا من مقاربة الموضوع من زوايا أكثر جدية و أهمية و نحاول البحث عن الحقيقة عبر التحليل الدقيق و ربط المعلومات و استنتاج الحلقات الخفية عن طريق العودة الى تاريخ المنطقة و صراعاتها التاريخية ..
ويكفي أن نطرح سؤالاً ليصبح دخولنا الى الموضوع مقنعا ً ..
هل تطابقت – كليا ً أو جزئيا ً – أحلام مئات و اّلاف السنين لمن أطلقوا على أنفسهم ” شعب الله المختار ” مع أحلام ” داعش ” ..!؟.
وهل تخلى اليهود عن أحلامهم في إقامة ” اسرائيل الكبرى ” لصالح الاّخرين و المفترض أنهم أشد المعادين .!؟.
أي أحلام ٍ تنتظر المنطقة .. هل هي أحلام الصهاينة ؟ أم أحلام الدواعش ؟ . و ماذا عنّا نحن دول و شعوب المنطقة .؟.
لقد اجتهد الصهاينة على مر ّ العصور لإيجاد جذور ٍ دينية تسمح لهم بالسعي لتحقيق أحلامهم .. و خاضوا من أجلها الحروب ” المقدسة ” عبر تشويه العهد القديم و تاريخ البشرية و نبوءات الأنبياء و سيرهم ..
فما هو الجذر الديني لدولة ” داعش ” ؟؟ ذاك الذي رفضه أيمن الظواهري مؤخرا ً و اعتبر على أساسه ” دولة داعش ” غير شرعية !!؟؟.
فمن السذاجة بمكان اعتقاد أن القصة بدأت فصولها منذ أحداث أيلول 2001 عندما قام تنظيم القاعدة بتفجير برجي التجارة العالميين .. و الذي اتخذ من الدين عنوانا ً و التمس فيه عباءة ً و غطاءا ً .. و أطلق على مجرميه اسم ” مجاهدين ” .
لقد أعطى هؤلاء الإرهابيون الرئيس الأمريكي جورج بوش الذريعة أو شرارة البدء لحروب ٍ تبدو في ظاهرها معاصرة الغايات و الأهداف , فيما حقيقتها ترجع الى اّلاف السنين عبر مخطط ٍ كبير تم رسمه بدقة و احكام في صحراء سيناء .. حيث تاه فيها ووراء كثبانها يهود ٌ عرفوا أن المال وحده لا يحمي الرؤوس و لا بد من الحصول على الأرض بأي وسيلة و أي ثمن مستفيدين من دروس ماض ٍ أكّد لهم أن جمع المال و شراء الأرض لصالح فرعون مصر غير مجد ٍ .. و أن الإقطاع و رأس المال قادر ٌ على شراء الجند و الأسلحة .
لقد خططوا لسرقة الأرض بعد أن وقع اختيارهم على فلسطين , إذ استفادوا من الأساطير و الروايات و ما اختلقوه من أكاذيب و من تحريف ٍ للعهد القديم فأوجدوا تلمودا ً يبرر لهم سلب الأرض و امتلاكها , و تحقيق حلم إقامة دولتهم المنشودة كدولة يهودية ثنائية الأبعاد .. بعد ٌ ديني و اّخر عرقي .
إن تحقيق هكذا حلم هو المستحيل بعينه .. لذلك تطلب العمل لأجله الوقت الطويل و العمل الدؤوب على مدى أكثر من 3000 عام .
كان لابد من جمع المال و السلاح و التأييد .. هم يعرفون أن المال بحوزة الإقطاع و الملوك هو الذي مكنهم من إقامة الإمبراطوريات , فكان لا بد من اسقاطهم عبر ثورات شعبية ينشد فيها الناس ” حريتهم و كرامتهم ” كعناوين مزيفة .. فكانت الثورات في أوروبا كخطوة أولى لإزاحة الإقطاع و بعثرة ماله .. و من ثم سرقتها عبر وسائلهم الخاصة .
لقد دعموا حركات التحرر في أوروبا , كما دعموا الأفكار العلمانية التي تبعد الناس عن الحاكم .. و تقضي على نصف قوته , أما نصفه الاّخر فمال ٌ ُيسرق و يجمع في خزائنهم .
إن قناعتهم بأهمية الحامل العمودي دفعهم الى تحريف الأديان و ضرب الفضيلة , و انشاء أجيال ٍ فاسدة مهترئة , فسعوا لإقامة دور القمار و استخدموا الدعارة و الجنس أبشع استخدام .
أرادوا أن يخوضوا حروبا ً دينية مدعومة ً من الله ( خاصتهم ) .. مع أعداء من غير دعم ٍ إلهي .. ليحافظوا على تفوقهم .. أرادوها حربا ً ” مقدسة ” مع أعداء ملحدين أو كافرين أو علمانيين – سمهم ما شئت – .
لقد حركوا العالم كما يشاؤون و جرّوه الى حروب ٍ عديدة و حروب ٍ عالمية أولى و ثانية .. أفضت بالنتيجة الى اندحار الخصوم و اضعاف الجميع .
إن اتجاههم نحو القارة الجديدة بعد أن اكتشفها كريستوف كولومبس ليس إلاّ بدافع جمع المزيد من المال و ضمان القوة و امكانية دخول الحروب الطويلة .. فكان لهم ما أرادوا و غدت أمريكا القوية و الثرية خاتما ً في أيديهم و قاعدة ً ينطلقون منها للإنقضاض على العالم ….
لقد تمردوا على الله و حرّفوا كتبه و قتلوا أنبياؤه .. و حولوا الدين اليهودي الى حركة ٍ صهيونية .. و سرقوا الأنبياء و تكنّوا بأسمائهم ( النبي اسرائيل ) , و مزّقوا العالم بالحروب و رسموا الخرائط له فكانت سايكس- بيكو للعهد الجديد .. التي أضعفت المنطقة و شعوبها عبر الإستعمار الفرنسي و البريطاني … و الإسرائيلي , مضافا ً اليها التاّمر العربي – العربي بفضل من وظفوه و جندوه عميلا ً و خائنا ً .
لقد قاموا خلال مئات السنين بتحريف و تشويه الأديان فحصلوا على نسختهم من المسيحيين المتصهينين .. اللذين لم يتوانوا في تبني مشاريعهم و أحلامهم , كذلك فعلوا للحصول على نسختهم من الإسلاميين المتصهينين .
و جاء عام 2000 و حمل معه عنوانا ً كبيرا ً رفعته الولايات المتحدة الأمريكية ” الحروب الدينية و التغيير ” .
إذ كان لا بد من تحويل الأحداث الى العالم العربي أكثر فأكثر .. فسمحوا لنسخهم المنحولة أن تظهر الى العلن و تقود حربا ً أطلقها الرئيس جورج بوش الأب .. بعد أحداث 11\ 9 \ 2001 .
لقد قالها صراحة ً ” إنها حرب ٌ صليبية ” , ” هي حرب ٌ على الإسلام ” .. و فتح الباب لإشاعة المناخ المذهبي و الطائفي .. و لم تستطع أمريكا كحامل ٍ للواء الصهيونية – الماسونية أن تنفذ مشروعها الجديد في الشرق الأوسط و العالم عبر حرب ٍ عالمية ثالثة , فهي أضعف من مجرد التفكير بالفوز و النصر بها .. فاستعاضت عنها بالربيع العربي المزور .. بالإعتماد على النسخ الإسلامية المنحولة , فكان الفكر الإخواني و الوهابي أدوات ٌ مميزة ٌ فيه .
أرادوه ربيعا ً داميا ً ناقما ً منتقما ً لأزمنة قديمة ُطردوا فيها الى بابل ( الملك نايوكو الثاني 585 ق . م ) .. وقصة السبي الشهيرة على يد الملك البابلي نبوخذ نصر .. لقد أرادوا الإنتقام من العراق أرضا ً و شعبا ً و تاريخا ً .. ” داعش ” .
لقد حرّكوا الشارع العربي تحت ذريعة الدين و تطبيق شرع الله .. فكان التطرف سيد الموقف و الإرهابيون جاهزون لملىء البيوت و الشوارع و المدن بالدماء .. سبيلا ً لإكمال المخطط ..
لقد سارت عجلات الربيع في اليمن و تونس و ليبيا و مصر أما في سورية فتعطلت تماما ً .. لقد حصل ما لم يكن بحسبانهم .. أنها حرب ٌ مقدسة بامتياز .. فقد أظهر السوريون ايمانا ً بأنفسهم ووطنهم و جيشهم .. استلهموه و استمدوه من ايمانهم بالله تعالى اله الحق .
ايمان ًٌ كان أقوى من تطرفهم و تحريفهم و فكرهم الإخواني والوهابي المظلم .. ايمان ٌ ارتكز على تنوعهم و نسيجهم الفسيفسائي الفريد .. فوقفوا مسلمين و مسيحيين وقفة رجل ٍ سوري يملك ثنائية فاجئتهم أي مفاجئة .
ايمان ٌ بالله و بالوطن وضع حدا ً لحروبهم القذرة و الممتدة نحو العالم .
لقد دفعوا باّلات بطشهم و بتنظيماتهم الإرهابية للمواجهة تحت مسميات مختلفة فتارة ً كانوا ” جيشا ً حرا ً و تارة ً أخرى جبهة ً اسلامية و جبهة نصرة ” و أخيرا ً ما سموه ” داعش ” .
لا تصدق أخي القارىء أنهم حلفاء أو شركاء أو حتى أعداء .. أنهم وجه واحد لعملة ٍ واحدة و قطع ٌ نقدية في جيب الماسونية تصرفها بالشكل و الزمان و المكان الذي تريد .
نعم هي ” حرب ٌ مقدسة ” حتى بالنسبة لنا .. فعلم سورية و ترابها و حرية قرارها و سيادتها و أمن شعبها أمور ٌ لا تهاون ولا جدال فيها .. نعم نقدس سورية و نملك منظومتنا المقدسة ” الشعب – الجيش – الرئيس ” القادرة على حسم الحرب القذرة و تطهير أرضنا من رجس الإرهاب .
النصر لسورية .. و الخزي و العار للخونة و الهلاك للأعداء
السهم الناري- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي
مواضيع مماثلة
» قطع المياة والغذاء والسيولة هي اساليب القذرة من اساليب المخابرات البريطانية الاسرائيلية والخليجية القذرة .
» المعركة الواجبة المقدسة::
» رسالة من المدينة المقدسة الى شقيقتها دمشق
» رسالة من المدينة المقدسة الى شقيقتها طرابلس الغرب
» رسالة من المدينة المقدسة الى شقيقتها دمشق .. بقلم: حسن عجوة
» المعركة الواجبة المقدسة::
» رسالة من المدينة المقدسة الى شقيقتها دمشق
» رسالة من المدينة المقدسة الى شقيقتها طرابلس الغرب
» رسالة من المدينة المقدسة الى شقيقتها دمشق .. بقلم: حسن عجوة
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:32 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة سجلات الأعمال الإحصائية للبلدان العربية|قطاع التامين:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:31 pm من طرف ايمان محمد
» دورة إدارة وبرمجة وتخطيط وجدولة وضبط المشاريع بإستخدام الحاسب الالي MS Project و بريمافيرا:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:23 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة تخطيط وتطبيق مكاتب إدارة المشاريع والتحضير لشهادة مدير مشاريع محترف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:19 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة إدارة إتصالات ومخاطر وتوريدات المشاريع|إدارة المشاريع:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:16 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة تطبيقات الحوكمة فى القطاع المصرفى Governance|البنوك والمالية:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:07 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة مبادىء وإعداد القوائم المالية فى القطاع المصرفى|البنوك قطاع المصارف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:04 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة إدارة وتحصيل الإشتراكات التأمينية|البنوك قطاع المصارف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:02 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة استراتيجيات وتقنيات اعداد وادارة العقود والحد من المخاطر المالية والقانونيةالقانون والعقود:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 2:57 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة الأســـس الفنيـــة لصياغــــة عقـــود المقـــاولات الإنشائيـــــة|القانون والعقود:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 2:54 pm من طرف ايمان محمد