عذرا يا ريّس.. انها غزة

ميلاد عمر المزوغي

نعلم انكم جئتم الى الحكم بأصوات ملايين الناخبين,ندرك انك رئيس اكبر دولة عربية,قد كانت في يوم من الايام تقود امتها نحو التحرر وتكوين كيان عربي ونذكر عبد الرحمن عزام وحرصه على فلسطين وجهوده في سبيل تحرير الدول التي لم تتحرر حينها,ندرك جسامة الامور التي تمر بها مصر بفعل الربيع العربي الذي زار مصر وكان ضيفا ثقيلا على اهلها.

عندما انتخبت رأينا فيك شباب وحيوية عبد الناصر وتدفق دماء عروبية جديدة لاستنهاض الهمم العربية التي خنعت او اجبرت على الخنوع لسنوات,فظن الجميع ان مصر اصبحت في الطرف الاخر المعادي للأمة.نجدك اليوم تعادي احد القوى الفلسطينية المقاومة للاستيطان ان لم نقل اكبرها وأوجعها لكيان العدو, المقاومة الفلسطينية التي قال عنها الزعيم عبد الناصر انها انبل ظاهرة في التاريخ العربي المعاصر,والتي دفع حياته من اجلها عقب محاولة تصفية المقاومة على يد النظام الاردني المنبطح,مجازر ايلول الاسود حيث جمع العرب لقمة بشان المقاومة غادر الرؤساء العرب القاهرة وغادر هو ايضا الى عالم اخر,كيف انتقل فذاك امر نتركه للتاريخ الذي ولا شك لن يطول سكوته.

ان كنت تضع يدك في السعودية,فنحن نعلم بان ذلك لمصلحتها الشخصية في ان لا تكون للإخوان دولة على اعتاب ابوابها وهي اعجز عن مقاومة الاخوان,وتخشاهم على حكمها من الافول ,السعودية اليست هي التي دعمت ولا تزال تدعم افصائل الاخوانية المسلحة في سوريا وقد سقط العديد من الابرياء على مدار الثلاث سنوات, ورغم ذلك نراكم تقبلون ايديهم وتسعون الى ارضائهم والفوز بعطاياهم,الم تقف السعودية في وجهكم ابان مساعدة اليمن في التحرر من حكم القبلية المتعفنة في ستينات القرن الماضي .

الاعمال الاجرامية التي قام بها اخوان مصر لا تبرر لك ان تدير ظهرك للمقاومة ولحماس التي تشكل العمود الفقري لها,كل العرب اخطئوا بحق المقاومة,اخطاؤهم كانت قاتلة ا لم يسلموا في الارض الفلسطينية وقدموا للعدو ما لم يكن يتوقعه من الحكام الخانعين,تنازلوا عن اغلب فلسطين بل رضوا بان تقسم القدس,وذهبوا ابعد من ذلك, القبول بدولة فلسطينية على مساحة تقل كثيرا عن تلك التي اعترفت بها الامم المتحدة,من خلال الارض مقابل السلام,لا نتمنى لك ان تكون شارونا اخر,تضيق الخناق على قطاع غزة,الذي يفتقد الى ابسط سبل العيش.

لقد ضحى المقاومون بأنفسهم وأبنائهم وقوتهم المحدود في سبل الوطن استطاعوا ورغم الظروف ان يطوروا ما تحصلوا عليه من اسلحة وعتاد من اخوة الدم والمصير, واستطاعوا ان يضربوا مغتصبات العدو التي لم يسطع العرب الوصول اليها في كل حروبهم,وان يقضوا مضاجع المحتلين وان يوقفوا حركة الطيران المدني ولو لفترة محدودة,ماذا فعل السادات والذين جاءوا بعده لمصر ؟اين الصناعات الحربية التي كنا نسمع عنها ؟اين انفقت الاموال التي تعطى لمصر كهبات من الدول المانحة,بالتأكيد ذهبت هدرا ويبدوا انكم تعتبرون كيان العدو مسلّمة يجب التعامل معها وتتناسون ما يفعله الكيان بالفلسطينيين.

نعلم ان حماس قد تعاونت مع نظام مرسي,انها حركة مقاومة تسعى الى ان تكون لها حظوة مع نظام تتوافق معه فكريا,لا شك في انها اخطأت ولكن ذلك وبما لا يدع مجالا للشك انه من اجل فلسطين كل فلسطين وبعد ان كان نظام حسني مبارك يستخدم المعابر لتحقيق نوع من الضغط على الصهاينة لكي يكون شريكا في اي اتفاق بين المقاومة والكيان الصهيوني,المقاومة بمن فيهم حماس لا ينكرون الدور الريادي الذي لعبته وتلعبه مصر وان كان في بعض مراحله قاس على سكان القطاع,لقد انفردت مصر بالاتفاق مع كيان العدو,ارجعت سيناء ولكنها منقوصة السيادة ونعلم انك سيادة الرئيس مكبل باتفاقيات كامب دايفيد المذلة التي مزقت الامة العربية وأخرجت مصر من دائرة الصراع مع العدو .اليوم وفي ذكرى ثورة 23 يوليو تشكر السادات الذي

فعل اكبر جريمة بحق العروبة, الاعتراف بالعدو ومن ثم مهادنته وإقامة علاقات معه وكأن شيئا لم يكن,ام انك تنظر اليه على انه انسان وطني؟ لقد اتضح جليا ان حرب اكتوبر 73 لم تكن لأجل التحرير بل لتحريك الامور وبدء المفاوضات .

اعلامك الرسمي والخاص, المقروء والمسموع والمرئي ما نفك يهاجم حماس بل وصل الامر بالبعض بان تمنى ان ينتصر كيان العدو على المقاومين,فهل هذه مصر التي نعرفها؟,لقد بلغ اعلامكم درجة من التبجح بعبارات تنم عن سوء ضمير وانحطاط اخلاق لم يسبق له نظير,يخجل اعلام العدو من التفوه به ,يبدو اننا كقوى عروبية قد خدعنا بك,ولحسن الحظ من اول الطريق.

اتمنى يا سي سي الا تكون تسي تسي بعوضة تقتات على(تمتص) ما تبقى من الدم الفلسطيني الذي يسيل يوميا بفعل همجية العدو الذي لا يفرق بين مدني اعزل وآخر مقاوم, من لم يخطئ فليلقي حماس في البحر,وبالتأكيد ستكونون انتم ومن تصاحبون من العرب في مقدمة من يلقى بهم في البحر,لان اعمالكم فاقت كل تصور,ومن حاد عن خط المقاومة فليس له حق الحياة.

ستبقى حماس رغم اختلافنا معها في بعض الامور, مع الفصائل الاخرى المقاومة الدرع الحصين والسد المتين لشعب فلسطين بفعل عزيمة مجاهديها ومساعدة اخرين من عرب وعجم, وتبقى القدس وكل فلسطين البوصلة التي تقود المناضلين والشرفاء من العرب والمسلمين.غزة ستسقط العملاء والخونة اجمعين.