النقيب بحاررمضان الجبو ـ فرنسا 28 أغسطس 2014

بيان للاتحاد الاوربي يعترف فيه بمجلس النواب كممثل شرعي ويطالب المجلس بتشكيل حكومة شاملة لتحقيق الأمن في ليبيا . خبر بصحيفة الوطن الليبية بتاريخ 26 أغسطس 2014 .
ـــــــــــــــــــــــــ
وهذا تعقيب مني على الموضوع :
يا سادة رواد صحيفة الوطن الليبية من متابعين بالتعليقات . قرأت التعليقات جميعها على هذا الموضوع وهذا ما دفعني إلى المشاركة وليس الخبر المنقول فأقول :
أنا لا أدعي بأني أعبر عن أي أحد غير نفسي , وأنا من الرافضين للغزو الذي تنكر تحت إسم الناتو ودعوى حماية المدنيين , وأعتبر بأن 17 فبراير 2011 مجرد خطوته الأولى وعصيان مسلح كان على رجال وسيدات الجيش الليبي وقوات الأمن أن يتصدوا له في إطار واجب حمايتهم لوطنهم وبذلك لا يجوز لأي سلطة قامت بعد تحقيق الغزاة والعصيان المسلح لهدفهم الذي قدموا بأساطيلهم البحرية والجوية وقوات إسنادها الأرضي من أجل تحقيقه وهو قتل زعيم البلد وتدمير جيشه وتشتيت شعبه في الداخل وفي جميع أصقاع الأرض وتبديد أمواله على مليشيات العصيان المسلح .
أقمتم إنتخابات لمجلس مائتين أطلقتم عليه المجلس الآنتقالي وقلتم بأنها شرعية . إنتخابات لم يصل المشاركين فيها غير أقل من 20% من الليبيين والليبيات وكان برنامجكم هو أن تقبضوا على مفاصل الدولة وتحقق لكم ذلك بتزييف إنتخاباتكم التي فضحتكم فيها الأنتخابات التي أجريتموها هذه السنة والتي لم تتغير فيها نسبة المشاركين من الرجال والنساء بل وربما قلت عن 20% وأفرزت مجلس نواب حسب البرنامج الأوربي الأمريكي لليبيا . وهلل العالم وإعترف به كسلطة وحيدة في ليبيا وتمثل جميع الليبيين . ومع ذلك لا يعجبكم العجب يا أصحاب العصيان المسلح . حملتم السلاح وإنطلقتم في تدمير طرابلس وبنغازي وتشريد أهاليها الذين أعطوا فرصة لمجلس مائتيكم الذي فشل فشلاً كاملاً ليس به أي نقص في أن يحقق قيد أنملة من ما إدعيتموه في عصيانكم من أهداف , بل حققتم الدمار والخراب والقتل والتنكيل بالناس . هذا ما أسفرت عنه فترة حكمكم منذ عصيانكم المسلح ضد الدولة ومؤسساتها .
والآن ها أنتم أصبحتم دوليًا إرهابيين رغم أنني شخصيًا كنت أعرف بأنكم لن تكونوا غير ناهبين للسلطة والثروة والسلاح ومرتمين في أحضان الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وقطر وتركيا . أخذتم فرصتكم طوال أكثر من ثلاث سنوات ونصف وخسرتم كل شيء . خسرتم الأنتخابات القزمية الجديدة فلماذا لا تقبلون بنتائجها وتعتبرونها نجاح لعصيانكم المسلح وتحالفكم مع أصحاب الأساطيل . خسّرتم الليبيين والليبيات بأعداد مأهولة من الضحايا في الأرواح وتهديم البيوت وتدهور الأقتصاد , فماذا تريدون ؟
أنا شخصيًا أعتبر مجلس النواب الذي يرأسه حاليًا الأستاذ عقيلة صالح مجلسٌ غير مكتمل الشرعية . وعذري في ذلك واضح وجلي وهو أن الأنتخابات لا تكون ديموقراطية مع وجود قانون لعزل الناس عن ممارسة حقهم في إدارة شؤون وطنهم . مليونين وأكثر من نصف مهجرين بسبب إجرام مليشياتكم وهدم البيوت على ساكنيها والنشل وسرقة المصارف والأغتيالات لمنتسبي الجيش والشرطة والأمن والمحامين والقضاة والأعلاميين , وحتى من ساروا في مظاهرات ضد إجرامكم مما جعل العالم يصنفكم كإرهابيين بإمتياز .
ومع ذلك أنا أرحب بمجلس النواب غير مكتمل الشرعية لأن وجود شرعية غير مكتملة إفضل من عدم وجودها
وأساند بصوتي جهود أعضاء المجلس لأني أؤمن بأنهم سيقومون عاجلاً أو آجلاً بإلغاء جميع قوانين أسباب فشلكم وحماقاتكم ودكتاتوريتكم التي أردتم فرضها على الناس بقوة السلاح والأرهاب الذي لا زلتم ترتكبونه إن هم لديهم العزيمة الوطنية وقادرين على الفصل بين نوازعهم الخاصة والعامة . وما حدث لكم هو بعدكم عن الحضارة والتحضر وإقدامكم على العصيان المسلح وتحالفكم مع الغزاة وتهليلكم وزغاريدكم لقادة أساطيلهم لم يكن إلاّ بسبب بغضكم وحقدكم المشحونة به أبدانكم . أنتم كالمرء الذي يقدم على القفز في اليم وهو لا يجيد السباحة يرتبك ويموت من الغرق رغم أنه لو تمالكه الهدوء وملأ في هدوء رئتيه بالهواء لأصبح يطفو وينجومن الغرق . هذا ما حدث لكم في القفز إلى بحر السياسة وها هي تضعكم على قائمة الأرهاب .
أنتم لم ولن تدركوا بأن مجتمعكم مجتمع متخلف وعشوائي وفوضوي لأنه مجتمع غير منظم كالشعوب التي سلحت نفسها بالنظام والأنضباطية القانونية وطورت أساطيلها ووسائل دمارها وجائت لغزو بلادكم وقرصنت على سفينتك وقتلت ربانها وبأياديكم ووسط مشهدٍ جعلهم يصفونكم بأنكم معتوهين . أنتم لا تعرفون بأن مواطنكم ليس له عنوان بريدي , ويتهافت على المقتنيات التقنية ولا يعي مؤثراتها في تركيبة شخصيته لأنه يتسابق إليها كما يتسابق الطفل لألعابه . مواطنكم هذا هو الذي يصبح القاضي والضابط والموظف والشرطي وهو ذاته المواطن الذي يحفظ الكتاب ويترقى بقدرة قادر إلى خطيب في الجامع ليقرأ عليكم المواعظ والأرشادات , وهو الذي يحفظ الكتاب عن ظهر قلب ولا يعي منه جملة واحدة وتفتخرون به , وهو نفس المواطن الذي يعشق الأثارة ويحمل السلاح ويقتل به كل من هم حوله ولا إعتبار عنده لأي قيم وأخلاق , وأصبح كائن منفلت لا رادع له , وهو نفس المواطن الذي يولد في العبث ويعيش في الفوضى ويموت في المأساة بفضل عصيانكم ضد مؤسسات دولتكم وإرتكابكم الأثم الوطني الذي لا خلاص لكم منه .
هدمتم المؤسسات التكوينية بدلاً من أن تطوروها , قفزتم إلى بحر السياسة كأطفال فإرتبكتم وتحقق لكم شيء واحد وهو الفشل الذريع وأصبحتم غارقين في مصائبكم التي لن ينقذكم منها السلاح الذي تحتمون به وتنشرون به الموت في كل مكان . قتلتم من سعى لخير بلادكم وقلتم الله أكبر , وقتلتم أهالي سرت وقلتم ’’الله أكبر’’ , طاردتم أهالي تاورغاء من مدينتهم وأراضيهم وبيوتهم وقلتم ’’الله أكبر’’ , توجهتم بأسلحتكم إلى بني وليد لتقتلوا الأطفال والنساء وقلتم ’’الله أكبر’’ , تقتلون أهالي بنغازي ودرنة وطرابلس وتقولون ’’الله أكبر’’ , تهدمون بيوت الناس وتقولون ’’الله أكبر’’ , وحصدت طائرات وبوارج أبدان إخوتكم في جيشكم الوطني وقلتم ’’ الله أكبر’’ .
أنا لا أعرف كيف يستجيب الله لتكبيركم إن لم يكن لغير دماركم , فالداعي بالموت والدمار للآخرين يرتد عليه دعاؤه وها هو دعاؤكم يرتد عليكم .
مثقفيكم وكتابكم ومعلقيكم الذين يمدحون عصيانكم الفبراري المسلح غائصون في ململتهم وما عادوا يعرفون ما يكتبون , يلوكون كلمة الديموقراطية والثورة ووووو...... من دون أن ينظروا في أنفسهم لأنهم يخشون من رؤية ما بها عباطة وعنجهية وعنف كاره باغض حاقد , تعيشون على بغضكم لصورة الشهيد معمر القذافي التي شيطنها في ذاكرتكم الأعلام الغربي والعربي ومالكم أي خلاص منها بل ستؤلمكم لتوقد النار في جماجمكم لتقضي عليكم , إلاّ أن تسامحتم مع صورته في أذهانكم .
فليكتب كل واحد عن رأيه ونظرته لما حدث ويحدث من دون أن يشمل الآخرين ويتحدث بإسمه . لماذا تسلطون أقلامكم وأسلحتكم على مجلس النواب المنعقد في طبرق ؟ سينجح المجلس إن ألغى قوانينكم المشؤومة وتمكن من أن يقبل بمجلس أعلى لشيوخ القبائل والمدن , وإعتمد وجهة نظر الحركة الوطنية الشعبية الليبية في المصالحة المجتمعية لأطفاء النار التي ستأكل المستقبل مثلما هي مشتعلة في الحاضر .
مع أطيب المنى .
النقيب بحاررمضان الجبو ـ فرنسا 28 أغسطس 2014