من محاصَرْ الى محاصِرْ .. كماشة الجيش السوري تقترب من اطباقها في حلب

.خالد_اسكيف
بعد عامين من دخول المسلحين الى حلب وحصارهم للاحياء الغربية الخاضعة لسيطرة الجيش السوري , تنقلب اليوم الصورة رأسا على عقب من محاصَر الى محاصِرْ لصالح الجيش السوري ,يقتحم ابواب ريف حلب الشمالي مباغتا الجماعات المسلحة ويقترب هو وعناصر النخبة من فرض الطوق الكامل على المدينة ,الخطة وضعت والعملية دقيقة الهدف منها السيطرة على التلال الحاكمة للمنطقة المحيطة بسجن حلب المركزي وتأمين محيط المدينة الصناعية ومنها توسيع الطوق الامني على حلب بالكامل .
ساعة الصفر قد حانت , بدأت العملية بتقدم عناصر النخبة ليلا من سجن حلب المركزي على شكل مجموعات تتمركز بالقرب من المسلحين دون اطلاق رصاصة! الى تلة حندرات والتي تصل اطلالتها على طريق الكاستلو ومخيم حندرات جنوبا وكفر حمرة من جهة الشمال والغرب ليلتف ورائهم ويصنع الكماشة ويطبق عليهم ناريا بالتزامن مع انطلاق مجموعة اخرى الى تلة جبيلة وسيفات, صنع منها خطين يواجه فيها المسلحين ناريّا ميمنة وميسرة مخترقا صفوف المسلحين ليحقق اكبر الخسائر في صفوف المسلحين , التقدم ترجم على الارض وفي وقت قصير, الجيش السوري في مواقعه الجديدة ,التثبيت والتركيز مهم في هذه المرحلة , والمناطق التي سيطر عليها حديثا يفرض سيطرة نارية على محيطها (جبيلة ومعاملها ومخيم حندرات ) ما ييمهد بسقوطها سريعا , 3 ايام وسجلت انهيار كامل في دفاعات المسلحين وانسحابهم الى الخطوط الخلفية بعد خسائرها نتيجة الخناق الذي فرضه الجيش السوري وقوات النخبة من تلك التلال , احد العناصر في الجيش السوري: "اننا رأيناهم ينسحبون وسط نيراننا على انسحاباهم حتى ان احدى المجموعات تاهت ودخلت الى تل صغير الخاضعة لسيطرتنا بالخطأ وعددهم 15 " , .. المناطق المحيطة تسقط تباعا ,اللافت بالامر ما عثر عليه الجيش السوري في احد المناطق , غرفة عمليات للمسلحين كانت تدار من تلك المناطق عمليات المسلحين , اجهزة بث لاسلكي وبث فضائي وغيرها, اضافة لاسر عدد من المسلحين بينهم افغاني واسرائيلي من اصول المانية والقضاء على اخرين ..
ايام من الحصار على طرفي النار استعاد الجيش سيطرته على جبيلة والمسلمية وتلة المضافة "المطلة على باشكوي" ومعملي الزجاج والاسمنت والتي اكملت العملية الى حدا الان مراحلها الاولى , قطع خطوط امداد المسلحين من والى المدينة وعزل الريف عن المدينة والتوجه للمرحلة الثانية لتحرير مدينتي نبل والزهراء المحاصرتين منذ 3 اعوام .
عدة كيلو مترات تفصل حلب نهائيا وتخرج من دائرة الصراع العسكري ان كان الاطباق الكامل على المدينة او التوجه الى مدينتي نبّل والزهراء مايجعل هذه المرحلة مفصلية للمدينة التي عانت كثيرا من ويلات الحرب , حصار غذاء وماء.. لكن المرحلة المقبلة لها مؤشرات ايجابية لصالح الجيش السوري وابناء حلب ومدينتي نبّل والزهراء باستعادة السيطرة على حلب بالكامل وينتهي الكابوس الذي يعيشه اهالي محافظة #حلب منذ عامين .