بريطانيا تطالب قطر بعدم تمويل الإرهاب

بدأ المسؤولون عن ملف الجمعيات الخيرية في المملكة المتحدة تحقيقات رسمية بشأن منظمات الإغاثة البريطانية، بسبب مخاوف من ارتباطهم بالإرهابيين في سوريا والعراق، بحسب ما أفادت صحيفة “تلغراف” البريطانية.

وتضم حملة اللجنة الخيرية البريطانية تحقيقات بشأن 86 منظمة خيرية، يعتقد أن لها صلات بالتطرف، من ضمنها المنظمة التي عينت عامل الإغاثة آلان هانينغ، والذي اختطف وقتل بأيدي إرهابيي تنظيم داعش.

يذكر أن عدد الحالات المرتبطة بالإرهاب التي تحقق فيها اللجنة تضاعف منذ فبراير(شباط) الماضي، بسبب ازدياد المخاوف من علاقة هذه الجمعيات بداعش.

تحقيق جدي

وقال رئيس اللجنة، ويليام شوكروس: “رغم أن حالات ارتباط متطرفين وإرهابيين بالجمعيات الخيرية نادرة، إلا أنه عندها حدوثها فإنها تؤدي إلى ضرر كبير جداً في ثقة المجتمع بهذه الجمعيات، ولهذا نأخذ التحقيق على محمل الجد تماماً”.

وأشارت الصحيفة إلى حملتها بعنوان “أوقفوا تمويل الإرهاب”، والتي حصلت على دعم كبير في البرلمان البريطاني وحتى عبر العالم، والتي تنادي بقطع تمويل الإرهابيين.

بيئة متسامحة مع الإرهاب

وبينما عملت هذه اللجنة البريطانية سابقاً مع حكومات كل من قطر والكويت والسعودية لتقوية أنظمتها المسنَّة لقوانين الجمعيات الخيرية، إلا أن الولايات المتحدة حذرت قريباً من أن قطر والكويت لا تزالان تشكلان بيئة “متسامحة” لممولي الإرهاب.

ويتخوف المحللون من أن ملايين الدولارات التي تدفع لجمعيات خيرية مزعومة، في قطر والكويت، تستخدم لشراء أسلحة لجهاديي العراق وسوريا.

كما اتضح أن قريب وزير الخارجية القطري، عبدالعزيز بن خليفة العطية، أدين بتمويل الإرهاب الدولي، غيابياً، في محكمة لبنانية، بتشكيل قنوات دعم لتنظيم القاعدة.

محادثات شديدة اللهجة

وكانت وزيرة الدولة البريطانية، المكلفة بشؤون الهجرة وحقوق الإنسان بوزارة الخارجية، البارونة جويس أنيلاي، وعدت بإجراء محادثات “شديدة اللهجة” مع قطر، فيما نادت لاتخاذ إجراءات أشد لإيقاف تمويل الإرهاب.

وكان رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، أشار، الأربعاء الماضي، إلى مخاوف من فشل الحكومة القطرية في اتخاذ إجراءات ضد ممولي الإرهاب المقيمين في البلاد.

وفي محادثات خاصة مع أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، حثّ كاميرون الدوحة على معالجة هذه القضية.

مؤسسات خيرية مزعومة

وأكد رئيس اللجنة الخيرية البريطانية، شوكروس، أنه “في حال العثور على أدلة على حدوث تمويل للإرهاب عبر جمعية خيرية أو أخرى، سنتابع الأمر بحزم، بتعاون مع الشرطة، والجهات الأمنية الأخرى”، لافتاً إلى أن التركيز سيكون على “العدد الكبير من المؤسسات الخيرية الجديدة الصغيرة التي تزعم أنها تجمع المال لضحايا الأزمة السورية”.

وأضاف: “أعتقد أن هناك 500 منظمة خيرية بريطانية تدعي العمل في سوريا، بطريقة أو بأخرى، وتم تسجيل حوالي 200 منهم منذ بدء الأزمة هناك، وبالتالي فإن بعضهم لا خبرة لديه، وأكثر عرضة للاستغلال والفساد من المنظمات الأكبر حجماً وخبرة”.

ولفت شوكروس إلى أن “معظم الجمعيات الخيرية التابعة لمسلمين يديرها أناس طيبون، وهم أكثر تخوفاً من أي شخص آخر بأن تتعرض هذه الجمعيات للإسلاميين”.

ويركز التحقيق على “منظمة الفاتحة العالمية”، والتي كان يعمل فيها الضحية آلان هانينغ، إبان اختطافه، إلى جانب مؤسسة “تشيلدرن إن دين(أطفال في الدين)”، و”آيد كونفوي(قافلة المساعدات)”، و”سيريا آيد(مساعدة سوريا)”.

أسباب التحقيق

وأطلقت الهيئة الخيرية تحقيقها بشأن “منظمة الفاتحة” بعد أن تم تصوير أحد قادتها لافاً ذراعيه حول مقاتلين ملثمين، يحملان أسلحة رشاشة.

وبدأ التحقيق في شأن “تشيلدرن ان دين” في أبريل(نيسان) المااضي، عندما اتضح أن أحد العاملين في المؤسسة، عبد الوحيد مجيد(41 عاماً)، أصبح أول انتحاري بريطاني في سوريا، وتسبب في قتل عشرات المدنيين، عندما ساق حافلة مليئة بالمتفجرات وصدم سجن حلب بواسطتها، مطلقاً سراح مئات السجناء.

وبدأت التحقيق بشأن “إيد كونفوي” و”سيريا آيد” بعد مخاوف حول الطرق التي تستخدم فيها الأموال التي تجمعها المنظمتان، في سوريا.

المصدر – ميديا 24