الحلقة 15: محمية قطر.. الدور والهدف.. قطر ــــ السعودية.. سباق المسافات الطويلة على طريق العمالة.. قطر الفائزة بجائزة العميل الأميركي الأكبر تنبري للفوز بجائزة تقسيم العرب

السعودية.. مثـال للقـادم من الأيـام - العـراق فيما سبـق– السودان فيما بينهما والحبل على الجرار.. والآتي أعظم

حكام الدوحة يخططون لتقسيم السعودية وحشر آل سعود في دويلة مكة والمدينة وكذلك اقتلاع جزء من المملكة على حدود الأردن لتوطين اللاجئين الفلسطينيين ..وأميركا لن تبقي على وحدة السعودية وهي جهزت قطر لتكون مخلباً في الجسد العربي والخليجي بشكل خاص.. وهو ما يؤشر إلى أن الفوضى قادمة إلى دول مجلس التعاون.. الأمر لم يعد يقتصر على قطر فقط بل أيضاً من يسير معها في الطريق نفسه من الأمراء السعوديين بتعليمات أميركية.. يضاف الى ماسبق العلاقات الأمنية المتقدمة بين مسؤولين سعوديين وإسرائيليين يخططون معاً ضد عروبة المنطقة وضد سورية وفلسطين وكذلك لدفع السعودية كرأس حربة في عدوان أميركي – إسرائيلي ضد إيران.
مَنْ منا يستطيع إنكار سباق القرن الماضي والحالي حول الوصول إلى المرتبة الأولى في قائمة عملاء أميركا في المنطقة وطبعاً تحصيل حاصل (إسرائيل).
لا أحد يستطيع أن يتجاهل ذاك السباق المحموم، سباق المسافات الطويلة على طريق العمالة الخليجية عموماً وسباق قطر- السعودية خصوصاً حول الوصول إلى المرتبة الأولى على قائمة عملاء أميركا في المنطقة
بالتأكيد واشنطن ليست من الغباء بأن تجعل من هؤلاء العملاء صفحة يستطيع من هبّ ودبّ الدخول إليها وتبيان عوامل العمالة والارتهان.. فسياستها في المنطقة اعتمدت على مبدأ زراعة الفطر التي لا تنجح إلا في الظل أو العتمة إن صح التعبير.. لكن النتائج تتحدث خاصة عند الحديث عن تسابق الأغبياء في إرضاء صاحب القرار، وغرفة عمليات الأطراف كافة تُفضح.
ما يهمنا في هذه العجالة طرفان كانا الأكثر تعبيراً عما سبق ذكره.. وتآمرهما على بعضهما والمنطقة لم يعد في عالم الظن والتخمين بل بات واقعاً تتحدث عنه الألسن والصحافة على المكشوف.. ومسؤولو البلدين كانوا في تصريحاتهم وتسريباتهم دقيقين في فضح ما يحاك في الدوحة والرياض والارتباط بغرفة العمليات في واشنطن.
وإن يكن الطرف القطري أكثر انكشافاً في السير بعيداً في تنفيذ المشروع الأميركي – الإسرائيلي في التآمر على السعودية وتقسيمها فإن للرياض أيضاً نصيبها وإن اختلفت المسميات وأدوات التعاطي في الرد.
آخر مستجدات التآمر القطري على السعودية والمنطقة – الكشف عن تسجيلات صوتية خطرة جداً لما يسمى أمير قطر حمد بن خليفة ووزير خارجيته حمد بن جاسم وهما بصدد التآمر على المملكة السعودية ونظامها وبدا أن الرئيس الليبي السابق معمر القذافي هو الطرف الآخر للاتصال الهاتفي قام بتسجيل سري للمحادثات عقب زيارة سرية قام بها حمد بن خليفة إلى ليبيا ما يدل على أن القذافي لم يكن يثق بأمير قطر... وطول زمن الشريط كان يسمع صوت الحمدين وهما يتحدثان بإسهاب عن السعودية ونظامها الآيل للسقوط ويقسمان بالله أن السعودية منتهية على يديهما وأن قطر موجودة وستدخل يوماً إلى القطيف والشرقية وأن الملك عبد الله مسكين ومجرد واجهة وأن الحاكم الفعلي هو سعود الفيصل وأنه منتهٍ وستقسم بعده السعودية إلى عدة مناطق.
وجاء في الشريط بالصوت القطري: إن أميركا وبريطانيا طلبتا منها تقريراً عن الوضع في السعودية وأعربتا عن نيتهما بالإطاحة بالنظام الملكي هناك إلا أنهما تتخوفان من البديل الذي سيكون إسلامياً غير مرغوب فيه، ليؤكد الجانب القطري أن قطر سحبت من السعودية التميز في المنطقة عن طريق نقل أميركا لجنودها من السعودية إلى قواعد قطرية وأنهم استطاعوا شيئاً فشيئاً كسر الهيمنة السعودية على المنطقة وأن تفرض قطر نفسها في الساحة العربية كما أكد وزير خارجية قطر أن الدوحة تعمل على ضرب نظام السعودية اقتصادياً وسياسياً وأن السعودية موشكة على ثورة شعبية.
ليس هذا دليلاً وحيداً على تآمر حكام قطر على السعودية لكن ثمة تساؤل في العمق عن سر التحالف القطري – السعودي ضد سورية.. ماهيته وأسبابه والدافع الذي جعل الرياض تهرع من الصفوف الخلفية لتلتحق بقطر في الصف الأمامي للمتآمرين على سورية، هل الخلاصة تكمن في أن الموقف السعودي من سورية يأتي ربما كثمن تدفعه الرياض لواشنطن لإبعاد التآمر ضد نظامها؟.

مخطط قطري- صهيوني لتقسيم السعودية وضرب سورية

لنذكر بما كشفه الأمير طلال بن عبد العزيز شقيق الملك عبد الله من أن بلاده مقبلة على صراعات حادة داخل العائلة وقد تكون دموية من أجل الوصول إلى الحكم مشيراً إلى وجود مخطط قطري – صهيوني لتقسيم السعودية وضرب سورية خدمة (لإسرائيل).
بالتأكيد الأمير طلال لا يستند في معطياته على ذاك الشريط ما بين القذافي والحمدين فلديه معطيات أكثر ووثائق ملموسة على الواقع ليبادر إلى التحذير من خطورة الدور القطري، مشيراً إلى تورط حكام الدوحة في مرحلة لاحقة بمحاولة تقسيم السعودية وحشر آل سعود في دويلة مكة والمدينة، وكذلك اقتلاع جزء من المملكة على حدود الأردن لتوطين اللاجئين الفلسطينيين وقال الأمير طلال: إن أميركا لن تبقي على وحدة السعودية وإنها جهزت قطر لتكون مخلباً في الجسد العربي والخليجي بشكل خاص.. وهو ما يؤشر إلى أن الفوضى قادمة إلى دول مجلس التعاون الخليجي.. مضيفاً: إن الأمر لم يعد يقتصر على قطر فقط بل أيضاً من يسير معها في الطريق نفسه من الأمراء السعوديين بتعليمات أميركية.. كاشفاً عن علاقات أمنية متقدمة بين مسؤولين سعوديين وإسرائيليين يخططون معاً ضد عروبة المنطقة وضد سورية وفلسطين وكذلك لدفع السعودية كرأس حربة في عدوان أميركي – إسرائيلي ضد إيران.
ثمة من فسر التحالف السعودي – القطري ضد سورية.. بتحالف المصالح والمخاوف.. مصالح إرضاء السيد الأميركي.. ومخاوف من بعضهما من إمكانية نجاح الآخر ما يعني خسارة الآخر أيضاً، أي عدنا إلى سباق التآمر.. وهناك مثل صيني يقول: «عندما تتعارك الفيلة العشب هو الخاسر الأكبر»، تتعارك أميركا مع مشروعها لتقسيم المنطقة ويتعارك العملاء فيما بينهم لتقديم الخدمة لأصحاب المشروع فتخرج الأوطان هي الخاسرة ولو بشكل مؤقت.. وتتعارك العائلة المالكة فيما بينها ليكون مشروع التقسيم أسهل الشرور مع استبدال كبار هذه العائلة من الحرس القديم بجيل من الأمراء الشباب الذين يعيدون كرّة القول: إن أميركا هي الولي والحامي.. و«إسرائيل» «الصديق الوفي».
إذاً قطر الباحثة عن شراء أدوار تفوق حجمها كان نصيب أدوار التخريب والفوضى في مقدمة هذا البحث.. حصلت على صفقات عديدة خلال الأعوام الأخيرة ولاسيما في موجة ما سمي (الربيع) حيث لم يسلم الحكام ولا السائرون معها ولا الثائرون ضد حكام ارتضوا أن يكونوا مطية للأميركي والإسرائيلي.. ومؤخراً بدت أحلام آل ثاني ترتسم على مقاس نفوذ آل سعود ولتكون بديلاً منه.
لقد تناولت مجلة (فانتي فاير) الأميركية، في مقالة تحت عنوان (حدود على الرمال)، رؤية دبلوماسيين ومحللين سياسيين لمستقبل الشرق الأوسط وجميعهم كانوا مع تقسيم السعودية والأداة قطر وهذه من علامات تورمها الطارئ ودورها غير المسبوق...
لقد اقترح الكاتبان الأميركيان في المجلة مايكل ديفي ورالف بيتيريز في مقال لهما تقسيم السعودية إلى عدة دويلات الأمر الذي سيدمر احتكار السعودية لتصدير النفط.. سيساعد على التحكم بالمنافسين الاستراتيجيين للولايات المتحدة.

انتفاخ قطري في «الربيع» المزعوم

من يتذكر مرحلة ما بعد 11 ايلول.. وإعلان عضوين أميركيين في مجلس الشيوخ عن احتمال تورط السعودية في الأحداث.. يقول الكاتبان: بإمكان أميركا استخدام قطر الباحثة عن دور يزيد من علائم تورمها المصطنع ودورها الموظف ووظيفتها المعادية للعروبة.. الدولة المجهرية التي أثبتت نشاطها وبرهنت عمالتها في الإطاحة بمعمر القذافي وفتح ليبيا على المجهول الأمني والاقتصادي وتبذل جهوداً كبيرة لإسقاط الدولة السورية ولإضعاف السعودية وبالأخص بعد ظهور معلومات حول الفيديو المذكور سابقاً، ويقول فيه حمد إن النظام السعودي سيقع حتمياً بأيدي القطريين ويضيف الكاتبان بالإضافة إلى ذلك يتم اليوم تأكيد أن حكومة الولايات المتحدة وبريطانيا طلبت منه عرض تقرير مفصل حول الوضع في السعودية معربين عن رغبتهما بالإطاحة بالنظام الحاكم.. قد يكون هذا تضليل من أحد الأطراف المهتمة لكن وبمقارنة بسيطة مع الأحداث وتقاطعها نخرج بنتيجة لا شكوك فيها أن قطر تعد من أهم ممولي (الربيع العربي) وهنا ينتهي الاقتباس للقول: إن السبب الرئيسي لهذا الانتفاخ القطري هو العزة بالإثم من دون ريبة وشك غداة تكليفها بأن تكون رأس حربة العمالة الأميركية – الإسرائيلية أولاً وثانياً الدور المنوط بقطر كصندوق بريد سريع يفضح الحقيقة القطرية البعيدة كل البعد عن كل تسويف وتجميل سواء عبر الأنامل (الحمدية) أو بلسان (الجزيرة) وشهود عيانها الزور.. ليضيف إلى هذه الحقائق الكاتب والدبلوماسي الصهيوني سامي ريفيل مدير مكتب المصالح الإسرائيلية في الدوحة حقائق داعمة بقوله: لقد تحولت قطر إلى خادمة للمصالح الإسرائيلية على حساب العرب.. هو حلم الأسرلة القطري.. المدعوم بأسباب اقتصادية لها علاقة بالغاز والنفط كما بحالة التبعية للولايات المتحدة وقواعدها العسكرية المنتشرة في الدوحة.. ناهيك عن غياب اللاعب السعودي عن مسرح الأحداث العربية الأخيرة وحصره في دور سعودي متآمر على سورية.. لإسقاطها بسبب المخاوف من انهيار سعودي على أيدي الحمدين.
ثمة من يعطي عذراً لواشنطن والدوحة بالإسراع بتقسيم السعودية رأفة بها وبالعائلة المالكة أي استبعاد نظرية المؤامرة من هذه المعادلة باتجاه القول: إن التقسيمات والانقسامات الحادة التي ظهرت في العائلة الحاكمة ستكون السبب المباشر للتقسيم، هناك كلام عن مغادرة كثير من الأمراء السعودية وكلام عن تصفيات جسدية تعتري هذه العائلة.. ترى هل ما شهدناه من وفيات متواترة بين أفراد العائلة المالكة مرده إلى كبر سن وشيخوخة معظمهم أم إلى مرحلة تمهيدية ستفضي إلى فكرة التقسيم تلقائياً من دون إقحام المؤامرة القطرية – الأميركية – الإسرائيلية في التنفيذ؟ وأميركا عندما تجد أن هذه نفسها منقسمة إلى هذه الدرجة ولا تستطيع أن تحكم سيطرتها على هذه الأرض الواسعة التي تسمى زوراً السعودية.. أكثر من مليونين وأربعمئة ألف كلم 2 فلا بأس أن تقسم لهذه العائلة أو الجزء منها لسهولة حفظ مصالحها.. بينما تتحكم بالأجزاء الأخرى عبر مجموعات أخرى من هذه العائلة.. ماتكشف ومن دوائر أمريكية في شهر أيار 2011 ونشرت بعضه صحيفة الواشنطن بوست من دون تفاصيل فاضحة عن مخطط أمريكي لتقسيم السعودية إلى دول ثلاث إحداها الدولة «الدينية» في مكة والمدينة وما حولها تتولى الحكم فيها العائلة السعودية بعد تقليص نفوذها واستبدل كبار هذه العائلة من الحرس القديم بجيل من الشباب الذين يرون أمريكا الولي والحامي ناهيك بدور قطري – أمريكي وبعد إشعال الفوضى في سورية وإلهائها عن القضية الأساس فلسطين بتصفية مشكلة اللاجئين باقتطاع جزء من الشمال السعودي لجعله مقاماً يؤسس لدولة فلسطينية بديلة بعد أن عز تمرير مؤامرة الأردن كوطن بديل للفلسطينيين على أنها الحل والدولة معاً.

أساسات تغرق في الرمال

ترى إلى أين وصلت عمومية جنون الرشوة القطري للسيطرة على الدول العربية عبر تآمرها ووضع يدها في أيدي الأعداء وتجنيدهم لمصلحة الإمارة المنتفخة وتكون النتيجة النهائية لمصلحة أمريكا و«إسرائيل» حصراً, هل يفيد هنا التذكير بما قاله فيليب كراولي المتحدث السابق باسم الخارجية الأميركية في توضيحه الخطاب الذي ألقته وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون في الدوحة قائلة: «إن الأساسات في المنطقة تغرق في الرمال وأن على المنطقة أن تجري إصلاحات اقتصادية واجتماعية وسياسية جذرية».. معتبراً أن أحداً لم يظن أن الأمور كانت ستتغير بالسرعة أو بالشكل الذي حدثت فيه.. بعد عشرة أشهر تعرف أن الوضع القائم سيتغير ويأخذ منعطفات مختلفة وردود أفعال الحكومات تختلف وعلى كل لاعب في المنطقة أن يتصرف بناء على التغييرات الحاصلة مضيفاً: إن الولايات المتحدة أدركت أن الوضع القائم يجب أن يتغير لكن ما كان غريباً للولايات المتحدة هو سرعة التغيير هذه ودهشتها من الدور الذي لعبته وتلعبه الجامعة العربية وبمساعدة أصدقائنا «قطر» التي تغير دورها السابق الذي يترك الأمور الداخلية لكل دولة.. فخرجت النتيجة وهي البحث عن الكتل الكبيرة والدول المؤثرة والتي قد تعيد تشكيل موقفها الممانع للمشروع الأمريكي ليتم تفتيتها وبعثرة قرارها.. ما يفضي إلى سهولة في استكمال البقية..
ولا ضير هنا من استكمال الآتي: السياسة القطرية لم تخلق أعداءها في ليبيا – مصر- سورية أو تونس والسعودية فحسب بل كان أعداؤها هم أقرب الناس لها في الخليج العربي.. فمنذ عام 1996 وقطر تصنع دورها خارج السرب الخليجي ولوقت طويل إلى أن حان اليوم الذي انضمت قطر للسرب ولكن لتقوده في مناطق أو تغض الطرف عن مواقف معينة داخل السرب لتمسكها بمصالح أعلى..

من الأسر السياسي السعودي إلى التآمر عليه

ومنذ أن أطاح الابن حمد بأبيه خليفة.. والابن يحمل عبء ليس الخروج من الأسر السياسي السعودي، بل التآمر عليه وتحجيمه.. حيث كانت هندسة هذا الخروج مثيرة إذ اخترع القطريون قصة الخلاف الحدودي، ولم يكن بالتأكيد الهدف أن تنزاح البراميل مسافة الأمتار التي رغب فيها القطريون، أو أن تُعاد إلى الوراء، بل كان الهدف هو الإعلان للعرب والعالم أن قطر خرجت من تبعيتها السياسية للمواقف السعودية، بل تقف منفردة بتأييد أمريكي هندسه السفير القطري في واشنطن حينها حمد بن جاسم وبموافقة وترحيب أمريكيين..
صحفي سعودي فضّل عدم ذكر اسمه وفي مقابلة على موقع «سبلة عُمان» قال: القطريون يراهنون على ضعف حكم العائلة السعودية وتلاشي قوتها على الأطراف وبعمالتها المفرطة لأمريكا تستعد جيداً للعب دور قوي كبديل لآل سعود.. وتقسيم بلادهم.. وبدأت، أي البنية التحتية للإمارة بسيطرتها على العمل الإخواني عبر ضم يوسف القرضاوي لآلتها الدينية والسياسية، واليوم تقوم باقتحام ساحة الإسلاميين السلفيين، وقامت بتحالف قوي مع الشيخ سلمان العودة.. وفرضه كطرف قوي في حل نزاعات تفتعلها قطر لزعزعة الاستقرار وتحييد كلمة آل سعود..!!
ليس ضيراً بما أن الشيء بالشيء يذكر التعريج على أمر من ماضي هذه المشيخة لمزيد من إيضاح عمالتها ودورها ووظيفتها في منطقة بات يطلق عليها حقيقة الخليج الأطلسي أو الأميركي وخجلاً الخليج العربي... يذكر أن قطر قاطعت إحدى اجتماعات الجامعة العربية زمن الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر... فقال الأخير ما حرفيته: (خيمتين وعنزة حيقاطعوا مصر) لم تكن قطر منفردة بالعداء للخط القومي العروبي لعبد الناصر بل هي منظومة خليجية كاملة عادت المشروع القومي تحت شعار ديني.. وفي مرحلة لاحقة استدرج هذا العداء المبطن بصراع ديني – ديني فكانت السعودية في الواجهة... وفي خضم الصراع على الحدود وترسيمها استغلت الولايات المتحدة هذا الخلاف ليصبح صراعاً على الدور الأكبر في المنطقة لخدمة المصالح الأميركية – الصهيونية وفي مناسبات كثيرة طغى هذا الخلاف والصراع على السطح لكن في النهاية كان لمصلحة الدور القطري وهذا يبين ما لعبته قطر من تآمر وغدر في الجارة الخلفية لها خاصة بعد أن لعبت قطر وبدفع أميركي.. إسرائيلي على أكثر الأوتار حساسية في المنطقة وهو وتر الصراع العربي - الصهيوني وارتدت لباس «الوطنية والقومية» في أكثر من مناسبة مقابل تراجع أي اندفاعة سعودية في هذا الإطار رغم تساوق الطرفين السعودي والقطري في التآمر على القضية الفلسطينية لكن على ما يبدو كان لقطر دور السبق في تقديم ما يمكن أن يكرس المشروع الأميركي – الصهيوني وهذا ما جعلها تصبح «دولة» عملاقة الوظيفة رغم قزميتها الحجمية والتاريخية.

صواريخ السيلية لقصف لبنان!

ولنا في تجربة شيخ هذه المشيخة مع زيارته المشبوهة ما سميت بالعلامة الفارقة في العدوان الصهيوني على لبنان عام 2006 ما يؤكد الدور القطري ليس في تقسيم السعودية فقط بل في تقسيم المنطقة كلها.. من منا نسي المواقف القطرية حينها والتي أعمت البصر ومشروعها في «إعادة إعمار لبنان وقراه الجنوبية» وتلك الزيارة الشهيرة التي قام بها حمد والذي وقف فيها بين أشرف الناس وأمام كاميرات العالم رداً على (شكراً قطر) ليقول: «إن كل ما دفعناه من مال لا يساوي قطرة دم من مقاوم»، فكان هذا التصريح وكأنه تأشيرة دخول لقلب كل شريف على امتداد الوطن العربي رغم أن الكل يعرف أن بعض الصواريخ التي هوت وأحرقت ودمرت في الجنوب كان مصدرها قاعدة السيلية في قطر.. هو مقطع يذكر لمعرفة هذا الكم الهائل من المراوغة والتآمر، والسعودية في مقدمة المرصودين وليست الوحيدة التي تتقطع اليوم أمام من غرز مخالبه في الجسد العربي والخليجي بشكل خاص.

محاولات لشراء نوبل

ثمة من يقول ولديه الوثائق والتسريبات ومن كواليس مكاتب لجنة (نوبل للسلام) تؤكد أن شيوخ الدوحة رصدوا المليارات للحصول على هذه الجائزة نظراً لتفانيهم في خدمة أميركا و(إسرائيل) وهما نافذتان داخل لجنة نوبل المشرفة، والشرط فوق هذه المليارات هو الإسراع بتقسيم السعودية والانتقال إلى غيرها من الدول... لكن ثمة عقبة اعترضت المسألة وهي: أي من الحمدين سيحصل على هذه الجائزة وزير المشيخة أم شيخها؟... ولأن هذه العائلة مجبولة على الغش والخداع والغدر فإن أحد الحمدين لابد أن يطيح بالآخر ليتلقف الجائزة وحده... فهل يدفع هذا التصارع وبدعم استخباراتي أميركي للإطاحة بالاثنين وبروز طرف ثالث أكثر عمالة وبيعاً للكرامة العربية والاصطفاف في خندق النذالة والمهانة خاصة أن الحمدين أصبحا مستهلكين ولابد من إلقائهما قشوراً في مكب النفايات...!
في مجمل القول ليس العملاء ومن يستأجرهم بهذا الغباء ليتركوا الكثير من الوثائق التي تفضح نياتهم المبيتة، لكن القليل منها كان يكفي ومنها لم يعد خافياً على السعودية، لفضح المؤامرات التي تحوكها قطر للإيقاع بها والفوز بنفوذها ووزنها السياسي ومما لا شك فيه أن التناحر السعودي - القطري ما زال يدور في الغرف الخليجية المغلقة إلى أن يأذن الأميركي بخروج الصراع إلى العلن مطيحاً بواحد من أقرب عملائه في المنطقة فلمن ترجح كفة البقاء للإيغال في تأمين مصالح أميركا و(إسرائيلها)؟ الآتي بانتظار الأيام فلربما يسقط الاثنان معاً..