منظمة "التحرير" وانكشاف المستور

ميلاد عمر المزوغي

كانت فلسطين بوصلة العرب, حكاما ومحكومين مع مرور الوقت خذلها الحكام وانشغل عنها العربي بسبب متاعب الحياة وقسوتها,لم يستمر قادة الفصائل في المقاومة بل يبدو أنهم كالزعماء العرب جنحوا إلى السلم رغم أن العدو لم يجنح ,القوا بالبندقية جانبا فصدئت,رفعوا غصن الزيتون شعارا لعلهم ينالون رضا الغرب ومن والاهم من أبناء يعرب فما كان من الصهاينة إلا أن استخدموا الجرافات لاقتلاع أشجار الزيتون من جذورها لئلا يجد حكام فلسطين شيئا يرفعونه ولو مجموعة عصي يمكنهم أن يدافعوا بها عن أنفسهم.ولسان حال السلطة يقول:

مرحى أبناء عمومتنا …………..فيثرب أرضكم وتهامة
شجر الزيتون اقتلعوه…………..ما عـــاد للسلم عــلامة

استحدثت أجهزة استخبارات ودرك فلسطيني ليس هدفها سلامة المواطن بل حماية الكيان الصهيوني والتبليغ عن كل “مجرم” يحاول المساس بالصديق الحميم الجديد,حكومة رام الله تنفذ أجندات الدول التي توفر لها الرواتب والمزايا لمستخدميها,حكومة بلا وطن,شعب مشتت,عمليات الاستيطان في تزايد مستمر,أوضاع الفلسطينيين تزداد سوءا,يغتال المقاومين بوشاية السلطة,يودع البعض في غياهب السجون,إن صادف وأفرج عن عدد من النزلاء دخلت بدلها أعداد,سجون الاحتلال يجب ألا تظل مقفلة لأن هناك فلسطينيون لا يستحقون الحرية,يسببون مشاكل للسلطة الوليدة التي أصبحت عتيدة,أما عن انجازاتها فهي لا تحصى ولا تعد لصالح كيان العدو بالطبع.

تم تغيير الميثاق الوطني الفلسطيني,اسقط الكفاح المسلح,لم يعد العدو عدوا,بل صديق حميم وتوأم روح لبعض القادة الفلسطينيين,هذا ما آلت إليه منظمة”التحرير” التي اعتبرت الممثل الشرعي والوحيد للشعب,وكبرى فصائلها فتح التي تستحوذ على كل مراكز اتخاذ القرار في المنظمة,وصل الأمر بالقادة إلى القول بان لا بديل عن التفاوض مع العدو ولو استمر مائة عام ,المفاوضات لم تحقق شيئا ,ونجزم جميعنا بأنها كانت مفاوضات عبثية لتعطي العدو المزيد من الوقت للاستيلاء قدر المستطاع على أراض فلسطينية جديدة.

السلطة المتواطئة كانت تلوح باللجوء إلى هيئات الأمم المتحدة إن لم يتم تطبيق المراحل من اتفاق أوسلو وهي تدرك جيدا أن الغرب وبالأخص أمريكا لن تسمح بذلك,لملمت السلطة أوراقها وأجرت تعديلاتها المناسبة في سبيل إرضاء الغرب تنازلت عن حق العودة واعتبرت القدس عاصمة للدولتين,وكان المنتظر من مجلس الأمن استخدم العم سام حق النقض,قررت السلطة الطلب بالانضمام إلى الهيئات الدولية ومنها محكمة العدل الدولية التي يؤمّل أن تبث في المجازر التي ارتكبها العدو بحق المدنيين خلال الأعوام اللاحقة لاتفاق أوسلو,تدرك السلطة أن قرارات المحكمة غير ملزمة,ولكن وكما تقول بان تضع العالم أمام مسؤولياته التاريخية.

تدرك سلطة رام الله كما نحن,بان بقاءها صار مستحيلا, فقط وقف الإمدادات المادية عن مؤسسات السلطة ويعود كل شيء إلى سابق عهده, وتصبح السلطة في خبر كان,لا شك أن من تربعوا على كراسي السلطة المزعومة وقادوا عمليات التفاوض المشبوهة قد ملئوا حساباتهم المتعددة بمختلف بنوك العالم وقاموا بتوفير الأموال اللازمة لأبنائهم المتواجدين بالخارج ليضمنوا مستقبلهم, فهؤلاء يحملون جنسيات دول غربية معروفة بمعاداتها لقيام الدولة الفلسطينية,فلسطين لا تعنيهم وسيتركونها عند أول فرصة,لقد اتخذ العديد من القادة الفلسطينيين المنظمة وسيلة للارتزاق والكسب غير المشروع. ليس صدفة أن يتم الإعلان عن وأد القضية الفلسطينية في ذكرى انطلاقة كبرى حركاتها التحررية “فتح” في الأول من يناير العام 1965,بل يدل ذلك على أن هناك تواطؤ بين الساسة المرتمون في أحضان الغرب والعدو الصهيوني,لقد انكشف المستور.

على الشرفاء من بقية الفصائل التي تنضوي تحت منظمة “التحرير”أن تبادر فورا بالانسحاب منها بدلا من الإعلان عن عدم رضاها عما تقوم به المنظمة, وإلا فإنهم يعتبرون جميعهم سواسية في وأد القضية الفلسطينية وقضم الأراضي,وليتركوا الأمر للمجاهدين الذين لم يبرحوا ارض الوطن رغم الشدائد والمحن,استرجاع القدس وبقية المقدسات ليس بالأمر المستحيل,من استطاع تحمل نيران العدو المكثفة لأكثر من شهر,قادر على تقديم المزيد من العطاء وإيلام العدو.