مـاذا كـان يفعـل حـزب الله فـي الجـولان؟..
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
مـاذا كـان يفعـل حـزب الله فـي الجـولان؟..
أحمد الشرقاوي
.. هذا هو السؤال المفتاح الذي تطرحه اليوم ‘تل أبيب’، لأنه يختزل في مكنونه صراع الوجود والمصير بين المقاومة و”إسرائيل”، بعد أن لم يعد الصراع عربيا – إسرائيليا وتحول بفضل منظومة الاعتلال والخيانة العربية إلى صراع فلسطيني – إسرائيلي يحل بمعرفة الولايات المتحدة بعيدا عن مجلس الأمن..
والجواب عن هذا السؤال اللغز، جاء على لسان سماحة السيد بشكل عرضي قبل العدوان، وذلك في ثنايا الكلام خلال حوار العام الذي خص به قناة الميادين حيث قال: “المقاومة في المنطقة جبهة واحدة.. وقد يأتي يوم نقاتل فيه جميعا إسرائيل”..
هذه رؤيا إستراتيجية بعيدة المدى، تشير إلى تطور نوعي يثير الكثير من الرعب والخوف في الأوساط الأمنية والعسكرية والسياسية الصهيونية والأمريكية التي تتتابع باهتمام شديد ما يخطط له الحزب ومحور المقاومة في المدى المنظور والمتوسط والبعيد، وفق قراءة خطية لتاريخ المقاومة اللبنانية تقول:
إن حزب الله بدأ مطلع ثمانينيات القرن الماضي كمجموعة من الشباب المتحمس بعقيدة إسلامية راسخة وأسلحة بسيطة لمقاومة الإحتلال، ثم نجح الحزب عام 2000 في دحر الإحتلال وطرده من جنوب لبنان، ثم أصبحت المقاومة معادلة صعبة في المشهد اللبناني تفوق قدراتها قوة الجيش النظامي، فتدخلت “إسرائيل” بقرار أمريكي ودعم مالي ومعنوي عربي لاجتثاتها عام 2006، لكن الوقت كان قد فات، وتفاجأ العالم بانتصارها على ما كان يعتقد أنه جيش لا يقهر في المنطقة، ليتبين وكما قال سماحة السيد، أنها هي أهون من بيت العنكبوت، بنى عليه العرب بيتا من الإسمنت المسلح لإخفاء حقيقته..
ثم بدأ الحزب يفرض معادلات جديدة للردع مع “إسرائيل”، بدأت بالتهديد بقصف تل أبيب وما بعد تل أبيب، تطورت بمعادلة ميناء مقابل ميناء ومطار مقابل مطار، ثم جاءت معادلة نقل الحرب إلى داخل فلسطين المحتلة والتهديد باجتياح الجليل، خصوصا بعد أن دخل الحزب أتون الحرب في سورية، فتحول إلى قوة إقليمية وازنة بعد أن اكتسب رجاله خبرات قتالية ميدانية تتيح لهم خوض حروب القرى والمدن والاستيلاء على مناطق واسعة في فلسطين المحتلة، وبذلك، تحول الحزب من قوة دفاع إلى قوة هجوم، الأمر الذي غير من معادلة الردع القديمة، ثم أخيرا ها هو سماحة السيد يتحدث في حواره الأخير عن ما بعد الجليل، وعن سلاح كاسر للتوازن في البر والبحر والجو.. وعن سقف مفتوح للتسلح، ما يجعل كل يوم يمر من دون حرب يزيد الحزب قوة واقتدارا.. ثم ماذا بعد؟..
لم يبقى إذن سوى أن يخرج سماحة السيد بعد حين، ربما في بضع سنين، ليضع معادلة جديدة تقول بتحرير القدس، وهذا هو ما يحضر له محور المقاومة من خلال إستراتيجية توحيد الجبهات بين غزة والضفة وجنوب لبنان والجولان، وهذا هو معنى قوله: “قد يأتي يوم نقاتل جميعا إسرائيل”.. هذا اليوم سيكون يوم الله الأكبر الذي تتوقعه “إسرائيل” حيث سيكون هدف القتال هو إنهاء الإحتلال عن كامل فلسطين وتحرير القدس التي جعلته إيران هدفا لثورتها على المدى البعيد، كما هو هدف كل الشرفاء العرب والمسلمين.
وإذا كان حزب الله بمساعدة إيران وسورية قد نجح في تسليح قطاع غزة ووفر لها نوع من الاكتفاء الذاتي حين نقل لها تكنولوجيا صناعة الصواريخ الموجهة وغيرها من الأسلحة والتكتيكات الحربية الجديدة..
وإذا كان الإمام خامنئي سبق وأن أمر رجاله بتسليح الضفة الغربية لتكون في نفس مستوى قطاع غزة وتمر إلى مرحلة المقاومة المسلحة..
وإذا كان الرئيس الأسد قد أعلن سنة 2013 بأن سورية أصبحت دولة مقاومة وليست ممانعة فحسب..
وإذا كانت أمريكا وحلفائها وأدواتها قد فشلوا خلال أربع سنوات في إسقاط سورية، الحلقة المركزية في محور المقاومة والممانعة في أفق تفكيك بقية الفصائل التي استنسختها إيران في المنطقة، وفق ما أعلن أوباما نفسه، ونزع عن حركات المقاومة الشرعية القانونية حين صنفها كمنظمات إرهابية وحذت حذوه أوروبا ودول الاعتلال العربي وعلى رأسها السعودية، تحضيرا لاجتثاتها، كما يخططون..
فمن سيكون لـ”إسرائيل” غذا إلا نفسها؟.. وإلى متى الانتظار والتعويل على وعود رئيس أمريكي ضعيف ومتردد يريد أن يدخل التاريخ من بوابة النووي الإيراني ويترك “إسرائيل” لهولوكوست جديد يحضر لها في الأفق؟..
هذه القراءة الإستراتيجية من وجهة نظر الكيان الصهيوني المحتل لا تترك له خيارات يبني عليها، فإما الحرب اليوم لأن كل يوم يمضي تزداد فيه المقاومة قوة، أو الاطمئنان للوعود الأمريكية المعسولة وانتظار الكارثة..
وهذا لعمري هو الذي يفسر إقدام “النتن ياهو” بالتنسيق مع المستوى الأمني والعسكري في “إسرائيل” وفي واشنطن للإقدام على مغامرة استهداف رجال الله في الجولان، خصوصا وأن المعلومات التي توفرت للكيان الصهيوني في حينه كانت تؤشر لصيد ثمين من حيث الرمزية، تمثل في الشهيد جهاد عماد مغنية ورفاقه، بالإضافة للشهيد الإيراني الذي هو ضابط كبير في الحرس الثوري، حيث كانوا في مهمة متابعة التحضيرات التي تقوم بها المقاومة السورية في المنطقة، والتي تم تشكيلها على غرار حزب الله اللبناني لتكون جاهزة ساعة يتقرر فيها فتح جميع الجبهات على “إسرائيل”، وتحدثت معلومات قديمة عن أن عديد المقاومة السورية وفق الأرقام الأولية كان في حدود 100 ألف مجاهد.
وهذا هو معنى السؤال الذي طرحته “إسرائيل” بعد العدوان “ماذا كان يفعل حزب الله في الجولان؟..”.. لكنا لا تريد أن تجيب عن سؤالها بسؤال جوهري يقول، لماذا تدعم “إسرائيل” الإرهاب في سورية وفي الجولان المحتل والمحرر؟..
لكن استشهاد القائد الإيراني الكبير بالمناسبة، كان رسالة إسرائيلية واضحة لـ’أوباما’ مفادها، أنك إذا كنت ترغب في عقد صفقة مع الإيراني، فها هي إيران على حدود فلسطين المحتلة تحضر لمشروع زوال “إسرائيل”.
وصلت الرسالة، وتبين وفق التسريبات من جنيف وبروكسل وباريس، أن السداسية غير مستعدة لتوقيع اتفاق مع إيران حول ملفها النووي إلا بشروط ثلاث، أن يتم خفض التخصيب إلى الحد الأدنى، أن لا ترفع كل العقوبات عند الاتفاق النهائي، أن يتم جدولة رفع العقوبات خلال عشر سنوات كحد أدنى، لمراقبة تصرفات إيران في المنطقة، وانتظار رحيل الإمام خامنئي (أطال الله عمره) واستبداله بقيادة أكثر مرونة تغير من نهج إيران، خصوصا لجهة دعم حركات المقاومة..
وبموازاة هذه الشروط، تطالب أمريكا بمناقشة كافة ملفات المنطقة من تحت الطاولة، من سورية إلى اليمن مرورا بالعراق فلبنان والبحرين، ووضع إطار اتفاق مبدئي عام يتم تنفيذه على مراحل بعد الاتفاق النووي بحضور الأطراف المعنية، وهو ما ترفضه إيران جملة وتفصيلا، الأمر الذي يؤشر إلى فشل يلوح في الأفق دون شك، ليتضح أن أوباما لا يستطيع أن يقرر بشأن القضايا الإستراتيجية الكبرى التي تهم الأمن القومي الأمريكي، وأن خطته هي إشغال إيران بالمفاوضات لكسب الوقت في انتظار تحقيق بعض من أهداف إستراتيجيته الخبيثة.
وعودة للعدوان الصهيوني الغاشم على المجاهدين الشهداء في القنيطرة، والذين يصنفهم إعلام الزيت في خانة “القتلى” ولم نسمع إدانة أو تنديد أو استنكار من أية جهة عربية أو دولية، في حين سارع الحكام الخونة وجامعتهم العبرية للتعاطف مع من تطاولوا على نبي الرحمة في باريس، وهم يعلمون أن الإرهاب الذي قتلهم هو إرهاب المخابرات والإرهاب الوهابي الذي يستعمل كأداة ويستثمر فيه من أجل تشويه الإسلام والمسلمين وتنفيذ خططهم الإستعمارية البغيضة في منطقتنا العربية.
والسؤال الذي يطرحه الصهاينة اليوم ليس هل سيرد حزب الله أم لا، لأن الرد مسألة حتمية غير قابلة للنقاش، بل ما يرغبون في معرفته هو كيف سيرد حزب الله وأين ومتى؟.. وهل في حال رد يتوجب على “إسرائيل” الرد على الرد ما سيتدحرج لحرب مفتوحة قد تحرق المنطقة؟..
إلى هنا وقف حمار الشيخ في العقبة، وكلمة السر لا يعلمها إلا الله وحزبه، وكل تقدير في هذا الباب هو من قبيل المجازفة الخيالية، لأن الحزب وحده يعلم إذا ما كانت “إسرائيل” بعدوانها عازمة على استدراجه لحرب مفتوحة بشروطها و وفق مخطط يتبلور في إطار الحرب الدولية على الإرهاب بعد أحداث باريس، أم أنها ستستوعب الرد وتصمت؟..
المعلومات تتحدث عن أن قوات أمريكية دربت مجموعات كبيرة من المقاتلين داخل “إسرائيل”، لتكون جاهزة ساعة اندلاع المواجهة للهجوم على دمشق والسيطرة على القصر الجمهوري، وتقتضي الخطة أن يتم إشغال حزب الله بالإرهاب في الداخل وبالعدوان الإسرائيلي على الجبهة اللبنانية لإبعاده عن المشاركة في جبهة الجولان، حيث تسعى “إسرائيل” لإقامة منطقة عازلة على طول الجبهة اللبنانية والسورية محصنة بالإرهابيين (جبهة النصرة وأخواتها)، ليقفوا سدا منيعا في وجه أية محاولة لدخول رجال الله الجولان المحتل أو الجليل.
التحضيرات التي أعدتها “إسرائيل” في الشمال على طول الجبهة اللبنانية والسورية تؤشر، إلى أنها استعدت لدخول حرب تعتقد أنها لن تكون في مصلحة حزب الله في هذا التوقيت بالذات، وفق قراءة الصهاينة..
لكننا على يقين أن قراءة حزب الله تفوق قراءة الصهاينة وتوقعاتهم، وأن المفاجأة التي أعدت لهم ستربك كل حساباتهم.. علما أن الرد هذه المرة سيكون قراره على مستوى محور المقاومة ككل، ونحن على يقين أن حزب الله وحده سيكون في مقدوره هزيمة الصهاينة، وقد.. نقول وقد.. يغير رجال الله وجه المنطقة كما قال سماحة السيد ذات خطاب، في حال تطور الأمر وأخذت الأمور بعدا يتجاوز الساحة السورية، حيث وقع العدوان ويفترض أن يكون الرد.
السهم الناري- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي
مواضيع مماثلة
» حـزب الله هـنـا ،،، هـل لـديـه خـيـارات أُخـرى ؟
» حـزب العـداله والبنـاء ليس له علاقه نهائيا بجماعة الاخوان المسلمين
» للـتعميم - هـام جدا : مـاذا استـفدنا مـن تـحرك الـمقاومة ؟
» مـصالـحة أم حـسم عـسكري ؟؟ بـيت سـحم مـاذا بعد !!؟
» مقال مهم : مـاذا لو كانـت الولايـات المتحـدة ضـد ثورتهـم حقـاً ؟
» حـزب العـداله والبنـاء ليس له علاقه نهائيا بجماعة الاخوان المسلمين
» للـتعميم - هـام جدا : مـاذا استـفدنا مـن تـحرك الـمقاومة ؟
» مـصالـحة أم حـسم عـسكري ؟؟ بـيت سـحم مـاذا بعد !!؟
» مقال مهم : مـاذا لو كانـت الولايـات المتحـدة ضـد ثورتهـم حقـاً ؟
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 9:31 pm من طرف larbi
» الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 793 من عناصره ونحو 6 آلاف مصاب
أمس في 9:30 pm من طرف larbi
» إعلام إسرائيلي: انفجار مسيرة في قاعدة عسكرية بمنطقة إلياكيم ووقوع إصابات
أمس في 9:21 pm من طرف larbi
» مسيّرة لحزب الله تراوغ دفاعات إسرائيل وتسقط في إلياكيم
أمس في 9:20 pm من طرف larbi
» حزب الله يستهدف قاعدة بحرية إسرائيلية ومقاتلوها يواصلون اشتباكاتهم المباشرة في القطاع الغربي
أمس في 9:19 pm من طرف larbi
» النتن ياهو حزين وسموترتيش غاضب.. حزب الله يقتل 6 جنود من نخبة جيش الاحتلال
أمس في 9:18 pm من طرف larbi
» حزب الله: رسالة من الأمين العام نعيم قاسم إلى مقاتلي المقاومة الإسلامية
الأربعاء نوفمبر 13, 2024 11:13 pm من طرف larbi
» يوم نوعي لحزب الله.. مسيرات وصواريخ تصل إلى مشارف تل أبيب وحديث عن استهداف مقرات عسكرية
الأربعاء نوفمبر 13, 2024 8:01 pm من طرف larbi
» حزب الله يهاجم مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب
الأربعاء نوفمبر 13, 2024 7:59 pm من طرف larbi
» القسام تعرض مشاهد لمعارك مقاتليها في جباليا استهداف الجنود وتفجير الدبابات من مسافة الصفر
الأربعاء نوفمبر 13, 2024 3:07 pm من طرف larbi