عندما قال الأسد...كش ملك
3 مشترك
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة السورية
صفحة 1 من اصل 1
عندما قال الأسد...كش ملك
“من أجل تحسين مستوى اللعبة الخاصة بك ، يجب عليك دراسة النهايات قبل أي شيء آخر” .. هذه كلمات بطل الشطرنج الكوبي خوسيه راؤول كابابلانكا .. سيقول البعض كيف لنا ان ندرس النهايات و النهايات مستقبل لم يأت بعد؟ .. يا سادتي من لا يرى النهايات منذ البداية لا يصل إليها بنجاح إلا بمحض الصدف ..
و على سيرة النهايات ، يعتقد البعض خطأً بأن الوجهة النهائية لمخطط الربيع العربي كما يسمونه هو سورية أو إيران .. لكن ماذا لو قلت لكم أن الخطة كانت أبعد من ذلك بكثير؟ .. كان المطلوب أن تتم تهيئة الشرق بشكل كامل لدولة الخلافة الجديدة التي يقوم الغرب هذه المرة بتصنيعها لتقديمها للمسلمين كوجبة جاهزة كاملة الدسم .. على غرار وجبات ماكدونالدز و كنتاكي .. ادفع ثمن الوجبة .. تمتع بالسموم .. و شكراً لك على دفع ثمن رصاص المعركة القادمة ضدك ..
خلال السنوات العشر الأخيرة بدت ملامح المنطقة و كأنها تخضع لعمل جراحي استخباراتي غربي معقد .. فالنهضة الوهابية لم تكن مسبوقة و النهضة الاخوانية لم تكن مسبوقة و التعصب الديني و المذهبي و الطائفي بلغا حد الذروة .. و السبب بسيط .. الجميع قطعان وديعة تنساق بهدوء إلى مقتلها خلف خلافات لو أراد المسلمون الاتفاق على نفيها من تاريخهم لنفوها و احتلوا العالم .. لكن أمة اقرأ لم تقرأ ..
كان المطلوب غربياً أن يكون رجب طيب اردوغان حاكماً على الشرق .. سلطاناً يدين له مسلمو الشرق بالولاء .. أحبوه بعد مسرحية دافوس و قدّسوه لأنه رفض العدوان الإسرائيلي على غزة .. تناسوا تماماً أن الرجل ملتزم بالاتفاقيات العسكرية مع جيش الاحتلال الاسرائيلي .. و أنه لم يجرؤ على المطالبة بدم مواطنيه الذين استشهدوا على سفينة مرمرة .. تجاهلوا بغباء أن الرجل لم يدعم يوماً فصيلاً فلسطينياً مقاوماً واحداً بالسلاح .. و لم يجرؤ على إلغاء اتفاقية واحدة تربط بلده مع الكيان الصهيوني .. كانت الحملة مركزة و طغت على التاريخ السافل للسلطان الجديد .. فالدعاية للأسف تؤتي ثمرها في عقول العرب .. حتى لو كانت سخيفة و تافهة ..
طوال عامين لم يتوقف السلطان التركي عن توجيه الاتهامات و التهديدات لسورية، لم يتوقف عن توجيه الكلام الجارح المغلّف بعناوين النصائح للرئيس الأسد .. طوال عامين .. كان أردوغان يحلم بأنه سيصبح سلطان الشرق و أنه سيتربع على عرش الشرق .. أخذته الأحلام بعيداً .. و انشغل بالكلام .. ثرثرة الليل التي تطلقها عاهرة لم يروي فحلها ظمأ الشوق .. كان أشبه براقصة تعرٍّ في ملهى ليلي في لاس فيجاس .. يدور حول عمود من الأحلام يتسلقه تارة و يتعلق به أخرى .. سحر الأضواء يعمي البصر .. فتغفل النفس التي تنازع السكرات عن كل شيء سوى الأضواء ..
اعتقد أردوغان أن الوضع الآن سيخدم أحلامه .. سيفرش له طريق المجد ليعيد أمجاد السلطنة .. ربما لم يكن ينقصه في هذه الليلة الحمراء كوب نبيذ فاخر من الدم السوري الذي ملأ به كأسه المقدسة على مذبح بني ماسون .. كل مراسم التنصيب قد اكتملت تقريباً .. إلا أن ريح الربيع الجنوبية داهمت حفلته .. على غير ميعاد ..
أكثر المحللين تفاؤلاً لم يكن يتوقع أن تحترق أوراق اردوغان التي كان يحضّرها لمؤتمر جنيف 2 في وجه الأسد بعد أقل من 24 ساعة من كلام الرئيس السوري فقط .. أكثر المحللين تفاؤلاً اعتقد بأن المعركة الأخيرة بين الأسد و أردوغان ستجري في حلب .. لم يتوقع أحد أن تبدأ المعركة لأجل حلب في عقر دار لص حلب ..
اليوم، كيفما خرج اردوغان من محنته سيخرج على عكازة مكسورة .. أوراقه تبعثرت .. نقاط قوته تعرضت لكم من اللكمات و الركلات تكفي لافقاده قدراته على التبجح كسلطان .. الحصان التركي سقط .. باختصار :
ـ طوال سنين كانت عملية تحضير اردوغان لمنصب خليفة المسلمين تتم بهدوء و عناية و في السنتين الأخيرتين تم وضع اللمسات الأخيرة على الجغرافيا السياسية في المنطقة بحيث يكون الطريق ممهداً أمامه لاعتلاء عرش السلطنة الإسلامية في الشرق .. اليوم إن استمر تطور الحراك الشعبي في تركيا فإنه يحرق حلم أردوغان و صحبه حرقاً .. و يقضي على المشروع الغربي لإدخال المسلمين في خلافة مزورة ..
ـ اضطراب الوضع الداخلي في تركيا يجعل من أي محاولة لحكومة اردوغان بالزحف (المقدّس) جنوباً أمراً أكثر تعقيداً من قبل .. فحين كان الوضع في كل العالم و ليس فقط في تركيا مناسباً لم يجرؤ على إطلاق رصاصة واحدة رداً على إسقاط الجيش العربي السوري لطائرته الحربية الشهيرة .. فكيف به اليوم؟
ـ صورة أردوغان اليوم أصبحت مهزوزة لدرجة تمنعه أن يفرض أي شروط أو حتى أن يتحدث بلغة الواثق من نفسه. فبدل أن يذهب اردوغان إلى مؤتمر جنيف كسلطان الشرق الذي يحمل صولجاناً من ذهب يبدو أنه سيذهب كمن يستجدي التفاوض بدفع بعض أوراقه ضد سورية إلى المحرقة مقابل تسوية تضمن له إعادة الهدوء لتركيا .. هذا يعني أن على نزلاء فندق اسطنبول من المعارضين السوريين إيجاد ملاذ آمن لهم قبل تقديمهم كوجبة دسمة على طاولة عشاء الأسد ..
ـ الحراك التركي الحالي و مهما كانت نتائجه فإنه قد أكد بما لا يترك مجالاً للشك أن سورية هي مفتاح الاستقرار في المنطقة كلها و هذه الخلاصة ستدفع كثيرين في الغرب لإعادة قراءة المشهد السوري و ربما كما أراده الأسد ..
اليوم ، انتهت معركة القصير .. و ربما محاسن الصدف قضت بأن يكون أول الأعداء المعترفين بالهزيمة هي القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي .. و من سيعلم نتيجة المعركة أكثر من أصحابها؟ .. انتهت معركة القصير و لم يترك الجيش العربي السوري المجال لاستغاثة أخرى يطلقها المهرّج سليم إدريس .. انتهت معركة القصير و أصبحت ملامح الشمال تتحضر لدخول غرفة العمليات .. ربما كان لا بد من تهيئة الوضع في أرض الخصم أولاً .. هذا ما لم يحسب أحد من خصوم الأسد حسابه .. فالأسد انتصر في معركة الشمال قبل أن يخوضها .. انتصر بها على أرض الخصم .. و هذه قمة الانتصار ..
من يعتقد أن الغرب غبي و أنه يتصرف بغباء هو شخص لديه مشكلة عقلية بلا شك .. لأن تسخيف الخصم أول خطوات الهزيمة .. فالغرب قرأ كتب المسلمين أكثر منهم و فهم كتب المسلمين أكثر منهم .. فأراد هذه المرة أن يفصّل لهم خليفة و يلبسهم إياه .. كما تلبس المصائب .. هذا الغرب يجيد لعب الشطرنج على رقع الجغرافيا .. و يعلم أنه ببعض الدعاية سيتمكن حصانه التركي من القفز فوق حواجز التاريخ .. التاريخ الذي لا يتعلم منه المستعربون أبدا ..
المشهد اليوم يحملني عبر الزمن إلى العقود الأولى من القرن العشرين .. فذات يوم لعب تارتاكوفر خطته الشهيرة المعروفة باسم فخ تارتاكوفر و فاز بها على أليخين وبوجوليوبوف ببراعة … لكنه حين أراد متابعتها مع الكوبي العظيم خوسيه راؤول كابابلانكا لم يبتلع الأخير الطعم الذي قدمه له تارتاكوفر وانما قام بتمزيق وضع تارتاكوفر بنقلة واحدة مهدت الطريق لانتصار كابلانكا على تارتاكوفر عام 1924 في نيويورك ..اليوم هذه النقلة التي كسرت ظهر الخصم يمكن أن نسميها نقلة الأسد ..
ربما يظن الناس كذلك أن بطل العالم في الشطرنج غاري كاسباروف كان الرجل الوحيد الذي قارع ثلاثين منافساً له في وقت واحد .. فإسقاط الرقعة المربعة على بساط الجغرافيا أمر ليس سهلاً على الإطلاق .. و إذا ما تم بدقة .. سيشهد العالم كله أن في سورية رجلاً يستحق أن ينال لقب المجد بلا منازع في لعبة استمرت حتى اللحظة سنتين و نيّف .. وقف فيها صامداً ضد مئتي لاعب بكل ما يملكونه من قدرات و قوة و من انحياز التحكيم العربي لجانب من اعتقدوا انه اللاعب الأقوى .. لجانب الغرب .. للأسف ..
أخيراً، في لعبة الشطرنج التي تسمى اليوم ببطولة الربيع العربي أراد الغرب التهام الأسد بخطة (نابليون) المخادعة بداية ثم بتموضع (تارتاكوفر) الذي يعرف باسم فخ التفريع .. لكن الأسد انتصر لأنه قرأ خصمه جيداً و لم بيتلع الطعم فبنى دفاعه أولاً (على خطة دفاع برلين التي هزم بها فلاديمير كرامنيك البطل العالمي الشهير غاري كاسباروف عام 2000) ثم جر خصومه إلى مناطق مكشوفة غير محمية بشكل كامل و انتقل بعدها من الدفاع المركز إلى الهجوم الخاطف .. السيطرة على الوسط ثم الانتشار .. نصب الكمائن .. التهام نقاط قوة الخصم .. ثم .. فجأة .. و حين اكتملت كماشة (كاناي) بين (هانيبعل) و (صدربعل) و (ماهربعل) .. صاح بوجههم “كش ملك ” ..
ملاحظات على هامش الشطرنج :
ـ في التاسع من شهر أيلول سبتمبر عام 1978، و بينما كان السادات عالقاً في براثن وايزمان محاولاً إيجاد مخرج يقتضي أقل الخسائر لمصر من المستنقع الذي أوقعها فيه، كان مناحيم بيغن و زبينغيو بريجينسكي يلعبان الشطرنج في غرفة مجاورة .. لم يجلس رئيس الوزراء الصهيوني يومها لمشاهدة التلفاز أو الاستمتاع بالاغاني .. كان يعلم تماماً أن عليه أن يشغل نفسه برياضة فكرية تجعل عقله في عمل دائم و نشاط تحسباً لأي تطورات قد تغير مجريات كامب ديفيد .. على عكسنا نحن العرب تماماً .. للأسف ..
ـ و بمناسبة الشطرنج، لا تزال نتيجة المباراة التي لعبها رئيس الاتحاد الدولي للشطرنج كيرسان اليومجينوف مع الشهيد معمر القذافي في طرابلس في حزيران يونيو من عام 2011 مجهولة .. فالجميع اكتفى بذكر متعة الجولة التي بث التلفزيون الليبي صوراً عنها يومها دون الحديث عن نتائجها .. لكن السؤال يبقى ما كانت مناسبة تلك اللعبة؟ هل كان المطلوب هو قياس هدوء القذافي و حنكته قبل المراهنة على دعم ليبيا في وجه الناتو و خوض معركة عالمية لأجله؟
السهم الناري- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي
رد: عندما قال الأسد...كش ملك
"من المهم نقل حقيقة ما يجري في سورية للرأي العام العالمي في مواجهة حملات التضليل وتشويه الحقائق التي تمارسها أطراف إقليمية ودولية."
الرئيس الأسد خلال لقائه وفداً يضم نشطاء وخبراء سلام دوليين برئاسة العالِم ليو غابرييل - 6 حزيران 2013.
الرئيس الأسد خلال لقائه وفداً يضم نشطاء وخبراء سلام دوليين برئاسة العالِم ليو غابرييل - 6 حزيران 2013.
larbi- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 32999
نقاط : 68136
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
رد: عندما قال الأسد...كش ملك
قال كش للكل الخونة والعملاء والمتآمرون ولمن راهن على امريكا واوروبا والكيان الصهيوني وتركيا ونفط الخليج
بيت الصمود- عضو فعال
-
عدد المساهمات : 2494
نقاط : 4934
تاريخ التسجيل : 06/05/2013
مواضيع مماثلة
» روسيا و إيران عندما تبيعان الأسد .
» الرئيس الأسد عندما يخاطب أنصاف الرجال
» عندما صرخ أردوغان في وجه سعود الفيصل .. الرئيس الأسد الرابح الأكبر من انقلاب مصر
» مسئول روسى: أمريكا تتصرف بوقاحة عندما تطالب برحيل بشار الأسد
» الرئيس الأسد خلال استقباله والسيدة أسماء الأسد لبنات وأبناء الشهداء
» الرئيس الأسد عندما يخاطب أنصاف الرجال
» عندما صرخ أردوغان في وجه سعود الفيصل .. الرئيس الأسد الرابح الأكبر من انقلاب مصر
» مسئول روسى: أمريكا تتصرف بوقاحة عندما تطالب برحيل بشار الأسد
» الرئيس الأسد خلال استقباله والسيدة أسماء الأسد لبنات وأبناء الشهداء
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة السورية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 9:34 pm من طرف larbi
» نكبة بلد المشاعر
أمس في 4:41 pm من طرف عبد الله ضراب
» صلاح الدين الايوبي
الخميس نوفمبر 21, 2024 10:36 pm من طرف larbi
» جنائية الدولية تصدر أمري اعتقال ضد نتنياهو وغالانت
الخميس نوفمبر 21, 2024 4:06 pm من طرف larbi
» الى فرسان اليمن
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:52 pm من طرف larbi
» كلمة مندوب الجزائر في مجلس الأمن بعد الفيتو الأميركي ضد قرار وقف الحرب على غزة
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:34 pm من طرف larbi
» كلمة الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:32 pm من طرف larbi
» مقتل جندي و إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك جنوب لبنان
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 7:00 pm من طرف larbi
» مقتل جندي إسرائيلي و جرحى من لواء غولاني بمعارك جنوب لبنان
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:48 pm من طرف larbi
» بيان المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع بشأن استهداف سفينة في البحر الأحمر
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:37 pm من طرف larbi