منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول إذا كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام إلي أسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

إدارة المنتدي




انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول إذا كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام إلي أسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

إدارة المنتدي


منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عقدة أردوغان وعقدة بني مخزوم والاسكندر الجديد

اذهب الى الأسفل

عقدة أردوغان وعقدة بني مخزوم والاسكندر الجديد Empty عقدة أردوغان وعقدة بني مخزوم والاسكندر الجديد

مُساهمة من طرف السهم الناري السبت يونيو 08, 2013 6:04 am


عقدة أردوغان وعقدة بني مخزوم والاسكندر الجديد 548116

أوديب قتلَ والِدَهُ دونَ أن يدري وتزوّجَ والدتهُ دونَ علمٍ أيضاً والتي شنقت نفسها عندما علمت أنّ مَن تزوجها وأنجبَ منها لم يكن سوى ابنَها , وفقأَ هو عينيهِ وأخذَ ابنتهُ التي هي أختَهُ هائماَ على وجههِ في ظلماتِ البؤسِ والشقاء .

لكنّ أردوغان وجّهَ سهامَ غدرهِ وخيانتهِ إلى قلبِ أبيهِ ومُعلّمهِ نجم الدين أربكان عن سابِقِ إصرارٍ وتصميم , واغتصبَ أمّهُ ( حزب الفضيلة ) بكاملِ وعيهِ وإدراكهِ في مُعسكرات الناتو وأقبيةِ السي آي إي وأنفاق الموساد , ولم يكتفِ بل سافحَ ابنتهُ منها ( حزب العدالة والتنمية ) على رؤوسِ الأشهاد ودعا إليها كلَّ طغاةِ الأرضِ وزناتِها وفُسّاقِها وفجّارِها لتَلِدَ لهُ جيشاً من أبناء الزنى والسفاح تحدّر من كلّ حدبٍ وصوب ومن كلّ عرقٍ ولونٍ ولسان طُبِعت جيناتهم بأختام القتلة والمجرمين والسفّاحين والأفّاكين وقطّاع الطرق وشُذّاذِ الآفاق .

عرّاف أوديب حذّرَهُ ممّا ينتظرهُ ونهاهُ عن مرادِهِ الذي يحمل حتفَهُ , لكنّ عرّاف أردوغان وعرّابُ شرورِه ورزاياه شجّعهُ ودفعهُ دفعاً للِقاء قدَرِه الأسود , العرّاف ذو القناع والمنجلِ الشيطانيّ والعصا تعلوها الجمجمة على عظمتيها والقلنسوة السوداء بنجمتها السداسيّة والصليبِ المعقوف ذي النصلِ الحادّ المُتدلّي على الصدر أعلى الوشاح الدمويّ المعقود على السرّة , هذا العرّاف المتلفّعُ بظلماتِ الحقد والحسد والكِبَر والكراهية والشرور لم يكتفِ برعايةِ أردوغان وتدريبهِ منذُ الصغر ومتابعتهِ طوراً طورا وحسب بل وكانَ حريصاً على إظهارهِ بعكسِ كلّ ما هيّأهُ وأعدّهُ لهُ وجعلَهُ يتبنّى نقيضَ ما أوكلَ له القيامَ بتنفيذِهِ حتّى يحينَ حينهُ وترتفعَ لهُ راياتُ جهادِ النكاحِ قُبُلاً ودُبُراً , ذكراناً وإناثاً , وأحياءاً وأمواتاً وحدانا وزرافات , وتُسرَجَ المفاسدُ إلى نيلِ المنافع ويُقتَلَ الثلثُ ليعيشَ الثلثان ومالو يا أردوغان , وليَكُن هذا هو دينكم يا مسلمين وصراطكم إلى يوم الدين فكونوا لخليفتكم طائعين وبهِ مُقتَدين ثمّ إلى حيثُ يقودكم مزمار الناتو غيرَ مأسوفٍ عليكم يا جماعةَ الإخوان يا قواعد الشيطان ويا جرذانَ حمَد وأردوغان .

أراحَ أوديبُ أهلَ بلدَتهِ من طائرِ السفينيكس ذلك الكائنُ المخيف بجسم أسدٍ مهيب وجناحين عظيمين والذي كان يُلقي ألغازَهُ على الناس ومن لا يحلّها يقتلهُ , ولكنّ أردوغان ذلك العبد المأمور جاءَ بلغزِ عرّابهِ وسيّدهِ المعقود على شاكلتهِ ليلقيَهُ على أسدِ العرين صاحبِ السيفِ الدمشقيّ الذي حلّ بهِ الإسكندرُ الكبير عقدةَ غورديون في فريجيا ( أنقرة حالياً ) وملكَ بهِ الشرق والغرب .

لغز السيفينكس الذي حلّهُ أوديب كانَ عنِ الحيوانِ الذي يمشي على أربعٍ صباحاً وعلى اثنتينِ نهاراً وعلى ثلاثٍ ليلاً , فكان لغزهُ عن الإنسان أي كانَ يسأل الإنسان عن نفسهِ إذ يحبو على أربعٍ طفلاً ويمشي على اثنتين حين يشبّ ويستعينُ بالعصا حين يشيخ , أمّا لغز أردوغان الشهير ( صفر مشاكل ) الذي لقّنهُ إيّاهُ عرّابهُ فقد حلّهُ الأسد ببساطة إذ أنّ العرّاب قد وضعَ أردوغان نفسَهُ في هذا اللغز بين الصفر وبينَ المشاكل بعلامة يساوي أي صفر سياسة وصفر رؤية وصفر أصدقاء وصفر مصداقيّة وصفر أخلاق أصفار بكلّ الاتجاهات ما عدا صفر مشاكل , أي مشاكل في كلّ الاتجاهات أي فوضى عارمة يبني منها عرّابُهُ نظامَهُ الجديد ويحقّق حلمهُ بغرسِ ظلمتهِ الأبديّة في قلبِ الشرق .

أردوغان فجّرَ نفسهُ في الريحانيّة بعد أن حلّ أسدُ الشام عقدةَ أصفارِهِ واحترقت أشلاؤهُ في ساحةِ تقسيم باسطنبول وأودى به جسر السلطان سليم إلى جهنّم البؤس والشقاء واللعنة الأبديّة .

خلالَ الساعاتِ الأولى من بدءِ الاحتجاجات الشعبيّة بوجهِ أردوغان حصلت كاميرات الصحفيّين ووسائل الإعلام على حصادٍ وفير من صور القمع ومشاهد العنف الهمجي البربريّ حتّى القتل التي مارستهُ قوات أردوغان ضدّ المتظاهرين الأتراك على مرأى ومسمع العالم أجمع والذي أغمض عينيهِ وكأنّهُ لا يرى , فيما تكالبت تلكَ الكاميرات ووسائل الإعلام والجوّلات المسعورة أشهراً طويلة لالتقاطِ صورَةٍ أو مشهدٍ يتيم لشرطيّ أو رجل أمن سوري يعتدي على المتظاهرين الذين لم يوفّروا وسيلةً للاستفزاز إلاّ واستخدموها وأفرطوا خروجاً من كلّ خلُق وشرف وعرف ودين , ولكنّهم حصّلوا على صور ومشاهدَ لهمجٍ متوحّشين لا ينتمون إلى أيٍّ من فصائلِ الجنسِ البشري يعتدون بالسكاكين والحجارة على رجال الشرطة السورية العزّل من السلاح إلا من هراواتِهم ووطنهم الذي يبكي في قلوبهم وجراحهم النازفة , وعندما يئسوا من الصبرِ السوريّ وحكمةِ الأسد أخرجوا السلاح وبدؤوا تنفيذ بنود التلمود ومسرحيّات النعوش المزيّفة وكومبارس القتلى وصلاة الميت التي شهدتها ساحات دوما وشهدت على قرود الشريعة وخنازير الكبائر .

ربّما استطاعَ العالم سيجموند فرويد إنشاء مفهومهِ الخاصّ من أسطورة أوديب في تشخيصِ وعلاج إحدى العُقدِ النفسيّة التي تصيبُ بعضَ البشر وتقودهم إلى ارتكاب المحارم , لكنّ عقدة أردوغان خاصّة بالحمقى المغرورين المُتَكبرين وهي وإن تمكنَّ من تشخيصها عالمٌ ما فإنّهُ حتماً لن يجدَ لها علاجاً بعد أن عجزَ السيّد المسيح عن شفائها فهي عقدةٌ دونَ أطراف على دواليب عربة السيّد الأمريكي الصهيوني وليسَ لها إلا السيف الدمشقيّ بيدِ الأسد ليحلّها ويفصمها عن إطارِها .

كثيرةٌ هي العُقَد الكأداء التي مرّت في التاريخ كالعقدة النمروديّة والعقدة السامريّة والعقدة الفرعونيّة والعقدة الفريسيّة اليهوذيّة وغيرها , غيرَ أنّني أودّ أن أتناولَ نوعاً آخر من العُقَد بعيدة المدى والأثر والتي تبدأ صغيرةً وقد تمتدّ آثارُهُا وتداعياتها آجالاً طويلة وتسافرُ جيناتها ومورّثاتها لأجيالٍ وقرون عديدة وربّما لآلاف السنين بسبب قربِها واتّصالِها زمانيّاً ومكانيّاً من مراكز التحوّلات الكبرى في التاريخ البشريّ , وإليكم عقدةُ بني مخزوم مثالاً إذ يروي الرواة أنّ أبا جهلٍ وهو من بني مخزوم اتفقَ مع مشركي قريش بأن يريحَهم من النبيّ محمّد بن عبد الله (ص) على أن يكونوا لهُ درعاً من بني هاشم إذا طلبوا ثأرَهم , وكمَن للنبيّ عندَ الكعبة وبمتناولهِ حجرٌ ضخم حتّى إذا جاءَ النبيّ يُصلّي يرمي بالحجر على رأسهِ وهو ساجد ويقتلهُ , وجلست قريشُ في أنديتها تنتظرُ ما سيكون , وحين جاء النبيّ وشرعَ في صلاته وسجوده تقدّم أبو جهل وبيدهِ الحجر ولكنّهُ سرعانَ ما ألقاهُ ورجعَ إليهم مضطرباً خائفاً , فقالوا لهُ ما لكَ يا أبا جهل ؟! فقال لمّا هممتُ بإلقاءِ الحجر عرَضَ لي دونَهُ فحلٌ من الإبلِ ما رأيتُ مثلَ هامتهِ ولا أنيابهِ فحلاً قطّ قد أقبلَ عليّ وهمّ أن يأكلني ففررتُ منهُ , ولمّا خلا إليهِ أحدُ قومهِ سألهُ : أفيكون محمّدٌ على حقٍّ ؟! فأجابهُ أبو جهلٍ حانِقاً غاضباً : إذا كانتِ السيادةُ في بني هاشم والسدانةُ والرفادة والسقايةُ في بني هاشم !! والنبوّةُ أيضاً !! ماذا يبقى إذاً لبني مخزوم ؟؟؟!!

عقدةُ بني مخزوم هذه ما زالت مسافرة في جينات ومورّثات أحفادِ أبي جهل وبقاياهُ وأمثالِهِ في أعرابِ اليوم ومنافقيهم , ولسانُ حالهم يقول : فإذا كانَ الأسد وحلفهِ المقاوم هو مَن حاربَ الصهاينة وانتصرَ في تشرين 1973 , وفي أيّار 2000 حرّرَ جنوب لبنان وألحقَ بإسرائيل شرّ هزيمة في تمّوز 2006 , وقهرها في عدوانها على غزة عام 2008 وإذا كان هذا الحلف اليوم يحضّر لتحرير باقي الأراضي المحتلّة واقتلاعِ سرطان الشرّ والرذيلة من الجسد العربيّ فماذا سيكونُ لنا إذاً وما هو مصيرنا بعدَ اقتلاعِ صنمنا الصهيونيّ الذي نحنُ لهُ عاكفون ؟؟!! , بالطبع هم يعرفون الجواب فلن يكون لهم إلا ما كان لأبي جهل وأمثاله .

عقدةٌ أخرى ربّما تكونُ أشرّ وأدهى وهي عقدةُ بني العباس , فالعباس ولِدَ لعبد المطّلب من جاريةٍ تزوّجها وكانت مملوكةً لزوجتهِ والدةِ عبدِ الله والدِ النبيّ المصطفى (ص) فأبى باقي أخوتهِ أن يعاملوهُ إلا عبداً لهم لأنّهُ ابن عبدةٍ مملوكةٍ لوالدتهم خوفاً من أن يقاسمهم ملكَ أبيهم , ولكنّ عبد المطّلب تمنّى عليهم أن يعاملوهُ كأخٍ لهم على أن لا يقاسمهم شيئاً من الملك , ونمَت عقدةُ النقصِ هذهِ عندَ العبّاس فلم يلتحِق بالنبيّ حتّى فتح مكّة , وظهرت بوادرُ عقدتهِ يوماً حين أسرَهُ النبيّ فيمَن أسرَ من قريش قبلَ الفتح وعرضَ عليهِ أن يفدي نفسَهُ وبعضَ أقاربه , فادّعى أنّهُ مسلمٌ والقوم استكرهوه , فقالَ لهُ الرسول : اللهُ أعلم بإسلامك إن يكن ما تذكر حقّاً فالله يجزيك بهِ , ثمّ ادّعى نقصَ المال فأخبرهُ الرسول (ص) عن حديثٍ جرى بينهُ وبينَ زوجهِ قبل الخروج من مكّة لا يعلمهُ أحدٌ سواهما وعن المال الذي أوصاها به لكلّ ولدٍ من أبنائه في حال أُصيبَ في سفره , فبدا حرَجهُ وفدى نفسهُ وأقرباءَهُ , ثمّ انتقلت هذهِ العُقدة إلى أبنائهِ وأحفادهِ وكانت دولةُ بني العباس شاهداً أكبر على تلك العقدة والتي لم تكن بأفضل حالاً من عقدةِ طُلَقاء الفتح المُتوَلّدة عن عقدة بني عبد شمس إذ شاءت الأقدار أن يكون عبد شمس شقيقاً توأما لهاشم الجدّ الأكبر لخاتم الأنبياء والمرسلين وريثِ عهد سيّدنا إبراهيم الخليل أبو الأنبياء , فقد ولِدِ عبد شمس بعدَ هاشم وعقبهُ مُتّصلٌ بعقبهِ ممّا اضطرَّ القابلة أن تفصل بينهما بسكّين فقيلَ يومَ ذاك : أنّ هذين سيحصل بينهما من التقاطع مالم يكن بينَ أحدٍ من الناس , وهذا ما حصلَ فعلاً إذ أنّ أبناء عبد شمس نافسوا أبناء هاشم على سدانة الكعبة التي ارتبطت بها زعامةُ المكّيين والعرب وكانَ الحقّ والفوز إلى جانب عبد المطلب جدّ النبيّ المصطفى .

تلكَ العُقَد وما في حُكمها هي أساسُ كلّ الشرور التي أصابتنا نحن البشر منذُ أن أبلسَ عزازيلُ من رحمةِ الله فسُمّيَ إبليساً وكانَ العجَبُ والكِبَرُ والغرور داءَهُ القاتل الذي جعلهُ يعصي أمرَ الله , لقدِ ادّعى إبليس أنّ النّارَ أفضلُ من الطين ليُبرّرَ رفضهُ السجود والطاعة حيثُ أمرَ الله , ولو كانَ قد خلقَهُ الله من الطين وخلقَ آدم من مارجٍ من نار لادَّعى أنّ الطينَ أفضلُ من النارِ , فإبليسُ لا يقبلُ من اللهِ أن يُفضّلَ أحداً عليهِ كائناً مَن يكون , وهذا معدنُ كلّ طغاةِ الأرضِ وفراعنةِ الدهورُ , وأحسَبني لا أجدُ الشجرةَ التي نهانا اللهُ عن أكلها إلا شجَرةَ الكبَر والعجب المُنجبة للغيرة والحسد والتي تنمو على أغصانها وفروعها كلّ أنواعِ الشرور وعُقدِ النقص وعلل النقائص والعيوب وهي ليست من فطرةِ الإنسان السويّ ولا من أساسِ تكوين النوع الآدميّ وإنّما تُكتَسب اكتساباً قَدَريّاً بمعادَلاتٍ ومُحصّلاتٍ غاية في الدقّة في موازين القسط تزينُها يدُ الرحمةِ الإلهيّة التي وسِعَت كلّ شيء لاحتسابِ الأعمال في دارِ الامتحانِ والبلاء والاختبار درجت عليها تبِعَاتُ الاستحقاق بما جُبِلت عليهِ الطبيعة الآدميّة وأودعهُ الله فيها من هبةِ التعقّل والتفكير وإرادةِ الاختيار وحبّ الاكتشاف والتعلّم ونزعةِ الفضول وغريزةِ التقليد .

والعقدةُ الأمّ لجميع تلك العُقَد في عالمنا هذا منذُ الهبوط الأوّل على هذهِ الأرض هي العقدةُ القابيلية التي صارت الأرضُ بسببها ميداناً للصراعِ بينَ الخير والشرّ , بينَ الحقّ والباطل , وكانت بادِئَ ذي بدء بينَ ابنَي آدم هابيل وقابيل , بينَ هابيل الذي هابَ أمرَ الله وخافَ مقامَ ربّهِ ونهى النفسَ عنِ الهوى مُتّبِعاَ الهدى الإلهيّ بطاعةِ أبيهِ آدم , وبينَ قابيل الذي وقَبَ في ظلمةِ الاعتراض والشكّ وأخذتهُ حميّةُ الكبَر والغيرة والحسد طمعاً بما ليسَ لهُ بطلبهِ ما لأخيهِ هابيلَ ورفضَ هدى الرحمن وطاعة أبيهِ مُتّبعاً نفسهُ الأمّارة بالسوءِ على خطا إبليس معدن الخطايا والشرور .

الصراع في جوهرهِ ليسَ بين أديان أو طوائف أو مذاهب , ولا هو على مبادئ سياسيّة , وليسَ اقتصادياً وإن كان العاملُ الاقتصاديّ هو الأساس الذي يبني عليه أطراف الصراعِ جُلَّ تحالفاتهم وتصوّراتهم ويخوضون جميعَ معاركِهم في ضوء اعتباراتهِ المختلفة من ربح وخسارة وسيطرة واحتكار وما إلى ذلك من نفوذ يضمن التفرّد والتحكّم , كلّ ذلك في نظري ما هو إلا أثوابٌ يرتديها الصراع وقشورٌ يظهرُ بها بينما حقيقتهُ وجوهرهُ في مكان آخر حيثُ العلّةُ الأولى .

هذهِ الجولة من الصراع القديم الجديد بينَ الحقّ والباطل لا تُشبهُ أيّاً من سابِقاتها لعدّة أمور أبرزها :

أولاً : أنّ كلّ العصور اجتمعت شاخصةً في الميدان بمساقطَ وإحداثيّاتٍ تكادُ لا تغادرُ نوعاً من أنواعِ الصراعات التي مرّت عبرَ التاريخ إلاّ استحضرتهُ وأقامت لهُ مثالاً تحتَ عنوانٍ جديد أو بالعناوين القديمةِ ذاتها .

ثانياً : أنّ هذهِ الجولة متابَعةٌ من جميعِ أممِ الأرض وشعوبها وبكلّ لغةٍ ولسان على مدار الساعة من أقصى المشرقِِ إلى أقصى المغرب وما بينهما شمالاً وجنوباً ولا مكانَ للحياد فتحالَفوا وتعادَوا بناءاً على موقفهم من طرفي الصراع الذي شاءتِ الأقدارُ أن يكون في البقعة ذاتها التي نشأ بها الصراع الأوّل وقريباً من المغارةِ التي تحملُ توقيعَ الدمِ الأوّل الذي سُفِكَ ظلماً وعدواناً , وقد شاءَ الله على ما يبدو أن يحسمَ هذا الصراع في هذهِ المعركة الكونيّة التي حشَدَ لها كلّ طرَفٍ ما لم يحشدهُ من قبل , وأنّ قاسيون الشاهد الأوّل على ما جرى بينَ هابيل وقابيل والذي يحملُ في أحشائهِ مغارة الدم الهابيلي سيبقى الشاهد الأبديّ على نهايةِ هذا الصراع على أرض سوريّا المباركة أرض الشمس المشرقة على الكائنات منذُ أوّلِ شعاعٍ التهمَ دموعَ التوبةِ والاستغفار من على وجنتيّ أبينا آدم وتقبّلَ قربانَ هابيل حتّى آخرِ شعاعٍ منَ الشُهبِ الثواقبِ التي أعدَّها الله سبحانَهُ ليفقأَ بها عينَ الشرّ والظلام أعلى الهرَمِ القابيليّ المبني من عظام وجماجم المسحوقين والمضطهدين عبرَ العصور , ويبدو أنَّ انتصارَ الحقّ على الباطلِ في هذهِ المعركة الحاسمة سيُعلَنُ باللغةِ ذاتها التي صدحَ بها الحقّ منذُ أوّلِ حرفٍ منَ الكلمة التي كانت في البدء وبأبجديّةٍ سوريّة وحتى آخر حرفٍ يصدحُ بالحقّ ويدكُّ طبولَ آذانِ الجبابرة المُتَكبّرين .

سيّدة الشرّ والظلام القابعة وراء البحار دفعَت بجميعِ وحوشهِا وخفافيشهِا في معركتهِا الكبرى لنشرِ الفوضى وتعميم الظلمِ والفسادِ فاحترقوا بأشعّة سوريّا شمس الشرق وقلبهِ وروحهِ وسحقوا سحقاً تحت أقدام رجال الشمس الحاملين على أكتافهم عرش الضياء حيثُ تتكئُ النجوم ونسورُ الفلك الدائر , فضاقت عليهِا الحِيَل وامتنعت الخيارات فلا هي قادرةٌ على تفادي مصير وحوشهِا التي زوّدتها بكلّ قوّتهِا ولن يكونَ مصيرُها أفضلَ فيما لو فكّرَت بالقتالِ وجها لوجه أمامَ أسدِ الشمسِ , أو أنّهُا ستخضعُ مكسورَةَ الشوكةِ والهيبة أي إمّا الاحتراق بنور الشمس وشعاعِ سيفها الدمشقيّ أو بنار حنقهِا وغيظها .

سيّدة الشرّ والظلام التي حاولت أن تلاعبَ القدَر في الحادي عشر من أيلول على رأسِ الألفيّة الثالثة , كانت على موعدٍ غيرِ محسوب في قواعد بياناتها وأنظمة تشغيل حواسيبها مع المكرِ الإلهيّ المبارك وخبيئات أقدارِهِ العجائبيّة , هذا الموعد الذي بدأ يترصّدها قل ذلك بستٍّ وثلاثين عاما وتحديدا في الحادي عشر من أيلول عامَ 1965م يومَ استقبلَ الأسدُ المجنّحُ بشارةَ ولادةِ شبلهِ البشار حاملِ سرّهِ المقدّس وأقدارهِ العجائبيّة , فالأسد المجنّح أيضاً ولِدَ في يومٍ رصدتهُ الأقدارِ لكسرِ قرني الشيطان بينَ النيلِ والفرات وتحطيمِ أسطورةِ خنزيره البريّ الصهيونيّ المتوحّش فكان يومُ السادس من تشرين الأوّل موعِداً أوّلاً لانكسارِ شوكةِ الجبابرة والطغاة .

يروقني كثيراً أن أستعيدَ كلماتِ مندوب الأسد في مجلس الأمن الدكتور بشار الجعفري وتسري في جسدي قشعريرةُ المجد والعزة والفخار وأهتزّ طرباً على وقعِ كلماته التي تتفلّتُ من بينِ شفتيهِ كخيولِ آلهةِ الحربِ الإغريقيّة تعتليها فرسان المجد الطالعة كالأقمار من تلفّتِ عينيهِ مسربلةً بالضياء وسيوف الفجر , وأستحضرُ بمنتهى الاستمتاعِ والروعة مشاهدَ مندوبي أمريكا وفرنسا وبريطانيا وكلابَهم وقططَهم البريّة وجمالَهم الجرباء ونعاجَهم الحمقاء مُنَكّسي الرؤوس سودَ الوجوه علتها غبرة الذلّ والانكسار وقترة الرهق .

حينَ دوّى زئير الأسد فجرَ الخامسِ من حزيران 2013م علا الصراخُ والعواءُ والعويلُ في واشنطن وتلّ أبيب ولندن وباريس وأنديتهم وحبست الأنفاس في أنقرة والدوحة والرياض وارتعدت الفرائص , اجتمعَ مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان وتداعت حكومة نتنياهو الأمنية للصراخ والنحيب مرّةً تلوَ أخرى وانعقد مجلسُ النعاج وتعلّقوا جميعاً بحبلِ جنيف , ولكنّ حبل التسوية السياسيّة في جنيف (1) تحوّلَ إلى قشّةٍ في جنيف (2) تتراقصُ بخفّة ورشاقة على ظهر التسونامي الذي صدّهُ الأسد وأدارهُ إلى الاتجاه المعاكس , والأيدي التي تتدافعُ إليها تلوّحُ للرئيس بوتين بصكّ تبرُّئها من أكلَةِ لحوم البشر , ووثيقةٍ تثبتُ أنّها أخذت اللقاح المضادّ من واقعةِ القصير , وابتسامة بوتين الساخرة تقول لهم بلسانٍ سوريٍّ مبين لا مناصَ لكم من أخذِ توقيع الأسد سيّد الشرق .

لم أعد أجدُ للخامسِ من حزيران ذلك الطعمُ المرّ , وما عدتُ أفكّرُ بالرجوعِ إلى حدود الرابعِ منهُ , ولا أجدُ ضيراً بالعودة قرابةَ المئة عام إلى الوراء من جذورِ قرنيّ الاسكندر الجديد ثم لأُطلَّ من شرفتِهِ المسوّرة بعرائشِ الياسمين على عالَمٍ لا صهاينةَ فيه ولا أثرَ فيه لأحفادِ أبي جهل

ولا أحسبني وأصحابي إلاّ وقد نمتُ يوماً أو بعضَ يوم ونهضنا بالسرّ الذي خلفَ به الأسد والدَهُ الذي قالَ يوماً بلسانِ القضاء اللازم والقدر المحتوم : (لا خوف على المستقبل , فنحن أقوى من الجميع لأنّنا مع الحقّ ) وحسبي أن أردّد كلمات الأسد

الثلاث على اليقين الذي لا يشوبهُ شكّ
السهم الناري
السهم الناري
المراقب العام
المراقب العام

ذكر
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى