هذه رواية إستخدام غاز السارين في سوريا

كشفت مصادر دبلوماسية في باريس أن "لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة والتي تعمل على إثبات إستخدام حكومة دمشق للسلاح الكيميائي ضد مسلحي المعارضة، انشأت لهذه الغاية لجنة فنية لفحص الأدلة المتوفرة بين يديها برئاسة قاض إيطالي عينته الأمم المتحدة في هذا المنصب".
وتضيف المصادر أنه وفور بدء اللجنة الفنية في تفحص الادلة والاستماع الى شهادات الشهود ومعاينة التوثيقات المصورة، بالإضافة الى تحليل نتائج عينات التربة التي استقدمت من سوريا تبين لهذه اللجنة الأممية بأن إستخدام غاز السارين قد حصل فعلياً من طرف جبهة النصرة وفي ٤ مناسبات مختلفة وقد جرى إثباتها بالدليل القاطع.
وتضيف المصادر أن "عضوين أميركيين في لجنة حقوق الإنسان التي تشرف على عمل اللجنة الفنية حاولا الضغط لتمييع هذا الإستنتاج، لكن القاضي الإيطالي كان لهم بالمرصاد، ورفض رفضاً قاطعاً محاولة التعتيم على نتائج التحقيق الذي توصلت اليه اللجنة التي يرأسها".
وهذه المعطيات بحسب المصادر في العاصمة الفرنسية "حصل عليها المسؤولون الروس، وهو ما دفعهم الى التحذير عبر مندوبهم الدائم في مجلس الأمن فيتالي تشوركين، من خطورة التلاعب بنتيجة الفحوص التي أجرتها اللجنة الفنية التابعة للأمم المتحدة".
وتتابع المصادر "كما وضع الروس كل ثقلهم لتحويل هذا الملف الى قضية تنظر بها المحكمة الجنائية الدولية خاصة بعدما ثبتت براءة السلطات السورية من استخدام غاز السارين"، وتروي المصادر في العاصمة الفرنسية تفاصيل وصول غاز السارين الى أيدي مقاتلي جبهة النصرة".
وتكشف المصادر أن ضابطين قطريين تابعين لجهاز إستخبارات هذا البلد أشرفا على نقل كميات من هذا الغاز الذي تم شراؤه من إحدى الدول الإشتراكية سابقاً، وتم نقله عبر طائرة قطرية خاصة الى تركيا حيث تولت الإستخبارات التركية، عبر ضباطها تدريب مقاتلين تابعين لجبهة النصرة بينهم أجانب وعرب على كيفية إستخدام هذا الغاز السام والمحرم دولياً ضد المناطق التابعة لسيطرة الجيش السوري".

كما تضيف المصادر فتقول: "يبدو بأن القطريين قد تسرعوا في تأمين غاز السارين لقوى ظهر بأنهم لن يستطيعوا السيطرة عليها، وإستباقا لهذا التورط خصوصا في حال وصلت كميات منه الى الخلايا الإرهابية في أوروبا وأميركا، فقامت قطر بتبدبير عملية إغتيال الضابطين القطريين اللذان اشرفا على نقل السارين الى مقاتلي المعارضة السورية".
وبحسب المصادر في العاصمة الفرنسية فقد جرت تلك العملية في العاصمة الصومالية مقاديشو حيث نفذت جماعات تمولها قطر محاولة تفجير إنتحارية قيل أنها إستهدفت موكب وزير الداخلية الصومالي أثناء نقله وفداً قطرياً، لكن ما لم يتم كشفه في الإعلام هو مقتل عقيد ورائد في الإستخبارات القطرية في العملية الإنتحارية المذكورة"، والضابطان المستهدفان هما نفسهما اللذان أشرفا على عملية نقل غاز السارين الى تركيا، لتزويد مسلحي المعارضة السورية به".
وكانت وسائل الإعلام تحدثت في وقت سابق عن مقتل ٨ أشخاص على الأقل، وإصابة نحو ٢٠ آخرين بجروح في هجوم بسيارة مفخخة قادها انتحاري، مستهدفا موكبا لوزير الداخلية الصومالي، وبصحبته وفد قطري كان يقوم بزيارة رسمية لمقديشو.
أما عن الدور التركي فأكدت المصادر الدبلوماسية في باريس ان "تركيا سارعت الى إعتقال ١٣ عنصراً قالت أنهم من "القاعدة"، وبأنهم يمتلكون كميات من غاز السارين، وقد أوعزت الأجهزة الأمنية التركية المتورطة لوسائل الإعلام لشن حملة تسويق لعملية إعتقال خلية القاعدة في تركيا، وهو بحسب المصادر ما يعتبر حجة للأتراك أمام اي تساؤل مستقبلاً عن علاقة أنقرة بالخلايا التي حصلت على دعم مالي ولوجستي من قطر، خصوصا وأن تركيا ترى في عملية اعتقال عناصر القاعدة محاولة لطمس التورط التركي في العملية التي قامت بها قطر".
وتختم المصادر: عندما تلجأ أي جهة الى سؤال الأتراك عن دورهم في العملية القطرية لنقل غاز السارين الى المعارضة السورية،فإنهم سيرفعون بوجهها ما يعتبرونه دليل براءتهم المفترض المتمثل بإعتقال "خلية القاعدة"، التي كانت بحوزتها كمية من غاز السارين".