قطر متهمة بنقل غاز السارين من ليبيا الى سوريا

منذ أكثر من خمسة أعوام ، تواترت إتهامات لدولة قطر بنقل غازات سامة من ليبيا الى سوريا لوضعها بين أيدي الجماعات الإرهابية التابعة لها وخاصة جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في بلاد الشام ، غير أن تلك الإتهامات كانت تتعرض للتهميش والتجاهل لسبب أو لأخر ، خصوصا وأن الأدارة الأمريكية السابقة كانت متورطة في المخطط التي تزعمته قطر في المنطقة

وفي ابريل الماضي ، كشف تقرير استقصائي للصحفي الأمريكي الشهير سيمون هيرش عن تورط المخابرات القطرية، والقيادي السابق في الجماعة الليبية المقاتلة، عبدالحكيم بلحاج، ومليشيا الفاروق المتطرفة، تورطهم مغ قوى اقليمية ودولية في تهريب كميات من غاز السارين من ليبيا إلى سوريا.

وأشارالتقرير الى أن كميات من غاز السارين كانت مخزنة في منطقة صحراوية بليبيا، تم نقلها إلى سوريا عبر تركيا، لتسليمها لما يعرف بجبهة النصرة الإرهابية لاستخدامها ضد الجيش السوري أو ضد بعض قوى المعارضة وإتهام القوات النظامية بذلك

وأوضح هيرش أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما ووزيرة خارجيته السابقة هيلاري كلينتون مسئولان كانا على علم بما قامت به المخابرات القطرية

وكان الصحافي الأميركيّ إتهم في مقال له يعود تاريخه الى عام 2014، المخابرات القطرية ، وحليفها الأبرز في ليبيا الإرهابي عبدالحكيم بلحاج ، وميليشيا الفاروق في مصراتة بتهريب الأسلحة الكيميائية وغاز السارين من مخازن الجيش الليبي السابق في جنوب سرت الى سوريا وتسليح جبهة النصرة بها والتي استخدمتها ضد المدنيين السوريين لاتهام النظام السوري بها.

وتابع هيرش إن بلحاج وشركاءه حصلوا على مبالغ تزيد عن 900 مليون دولار . وذكر ان الأسلحة استخدمت في الغوطة الشرقية بدمشق وقتل خلالها اكثر من 900 مدني ،.

كما أشار هيرش إلي اتفاقية سرية تم إبرامها في 2012 بين إدارة أوباما ودول إقليمية من بينها قطر وتركيا تهدف إلي تنفيذ الهجوم الكيماوي في سوريا وإلقاء اللوم علي الأسد، لتمهيد الطريق أمام تدخل عسكري مباشر في سوريا للإطاحة بالنظام القائم في دمشق

ويقول هيرش في مقاله إنه »وفقا لبنود الاتفاقية، التمويل من تركيا (….) وقطر، في حين تتولي المخابرات الأمريكية سي آي إيه نقل السلاح من ترسانة القذافي في ليبيا إلي سوريا، وذلك بدعم من نظيرتها البريطانية إم آي 6«.

وكانت تقارير دولية مستقلة أخرى أكدت أن ليبيا لديها مخزون من غاز السارين ،وإن أطرافا أجنبية في بنغازي كانت تقوم بتشغيل خط لتهريب السلاح الذي تم الاستيلاء عليه من ترسانة القذافي ونقله إلي سوريا عبر تركيا.

وبحسب مراقبين ، فإن قطر نقلت عن طريق عملائها في ليبيا كميات من غاز السارين لدعم حلفائها في سوريا ، وخاصة من الجماعات الإرهابية ، التي كانت الدوحة تهيؤها للسيطرة على مقاليد الحكم في دمشق في حال الإطاحة بنظام الأسد

وكان بشار الجعفري، رئيس وفد الحكومة السورية إلى مفاوضات جنيف، أكد بدوره أن شحنة من غاز السارين وصلت إلى سوريا من ليبيا بتخطيط وتمويل من دولة قطر ، وأضاف الجعفري، بأن التحالف الدولي بالإضافة لإسرائيل يقومون بتقديم المساعدة المباشرة العسكرية للإرهابيين من تنظيمي "جبهة النصرة" و"داعش".

وقال الجعفري خلال جلسة مجلس الأمن الدولي للنظر في مشروع قرار يطلب من الحكومة السورية التعاون مع التحقيق الدولي في استخدام السلاح الكيميائي في بلدة خان شيخون أن شحنة من غاز السارين وصلت إلى سوريا من ليبيا عبر تركيا، مشيرا إلى أنه جرى تهريب ليترين من غاز السارين على طائرة مدنية من ليبيا إلى سوريا عبر تركيا عبر شخص سوري مجرم اسمه هيثم القصار.

وأضاف الجعفري: "كيف يمكن القبول باتهام أن الحكومة السورية استخدمت سلاح كيميائي هي لا تملكه واعترفت المنظمة الدولية بتدميره بالكامل".

وتابع المندوب السوري قائلا: "حكومة بلادي وفي مواجهة هذا التزوير وجهت رسالة إلى رئيس منظمة حظر السلاح الكيميائي لإرسال فريق تقصي والتوجه إلى سوريا وزيارة خان شيخون ومطار الشعيرات لأننا نريد أن نعرف من استخدم السلاح الكيميائي".

كما سبق أن أكد السياسي الليبي أحمد قذاف الدم ابن عم الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، استيلاء المتطرفين في ليبيا على غاز السارين القاتل، الذي كان موجوداً في مخازن بصحراء جنوب البلاد. وأضاف أن المتطرفين، ومنهم تنظيم داعش، قاموا بنقل كميات كبيرة من هذا الغاز المحرم دولياً إلى مدن الشمال، بما فيها طرابلس، مشيرا إلى أن الغاز جرى استخدامه بالفعل ، وأن دولاً غربية رصدت هذا الأمر وغضت الطرف عنه في حينه.

وتشير مصادر إستخباراتية الى أن النظام الليبي السابق كان يمتلك مخزونا من غاز السارين في منطقة صحراوية جنوب سرت ، وأن الميلشيات المتشددة الحليفة لقطر وضعت يدها على ذلك المخزون ، وتم نقل لترين منه الى الأراضي السورية في حين لا تزال كميات أخرى لدى جهات مرتبطة بتنظيم القاعدة ، وتشير ذات التقارير الى أن أطرافا اقليمية ودولية حذرت الميلشيات الليبية من إستعمال تلك الغازات السامة خشية أن تبرر بذلك أي تدخل خارجي للقضاء عليها

يذكر أن غاز السارين إكتشف ألمانيا في 1938، ويعتبر استنشاق هذا الغاز الفوسفوري العضوي أو حتى مجرد ملامسته للجلد سببا مباشرا في تعطيل حركة الأعصاب ويؤدي إلى الوفاة بتوقف القلب والجهاز التنفسي. والجرعة المميتة منه هي نصف مليغرام للكبار.

ويشكو الضحايا الذين يصابون به أولا من صداع شديد واتساع بؤبؤ العين، ثم تشنجات عصبية وتوقف التنفس ثم غيبوبة تسبق الموت.

ويمكن استخدام هذا الغاز بواسطة الرذاذات، وكذلك عبر تفجير ذخائر، كما يمكن استخدامه لتسميم المياه أو الغذاء، بحسب مركز المراقبة والوقاية من الأمراض في أطلانطا بالولايات المتحدة ،وعند ملامسة الملابس لبخار السارين بصورة متواصلة يمكن أن ينتقل التلوث إلى أشخاص آخرين خلال نصف ساعة بعد التعرض له، كما قال المركز نفسه الذي يشير إلى وجود مضادات له.

ويشير المختصون الى زن صنع السارين عملية معقدة، لكن علماء كيمياء ألمانا في شركة "أي جي فاربن" اكتشفوه عن طريق الصدفة في 1938 بينما كانوا يعملون على تحضير مبيدات جديدة للحشرات. وأخذ السارين اسمه من الأحرف الأولى لأسماء مخترعيه: شرادر وأمبروس وروديغر وفان در ليندي.

وبينما أكد النظام السوري أنه لا يمتلك هذا النوع من الغازات السامة ، توجهت إصابع الإتهام مباشرة الى قطر التي توصلت عبر عملائها في ليبيا الى إكتشاف مخزون من غاز السارين في الصحراء الليبية وقامت بنقل كمية منه عبر الأراضي الى داخل سوريا حيث قدمتها الى العصابات الإرهابية التابعة لها لاستعماله ضد العسكريين وكذلك ضد المدنيين ثم إتهام الدولة السورية بذلك لتسليط عقوبات دولية وتبرير أي تدخل خارجي ضدها وخاصة من قبل حلف الناتو

ويحسب مراقبين ، فإن نقل غاز السارين من ليبيا الى سوريا كان بالاتفاق مع الاستخبارات الأمريكية في عهد السابق باراك أوباما المعروف بقربه من قوى الاسلام السياسي في المنطقة

اللهم اجعل كيد من تآمر على الجماهيرية في نحره

دول الخليج كلها متهمة و بالادلة........لعنة الله عليهم.....