أشرف الشرباتي.. حارس الأقصى "المرابط"

من صغره تربى وترعرع ولعب وصلى داخل ساحات المسجد الأقصى.. استنشق عبق تاريخه في كل مراحل حياته.. درس الابتدائية في مدرسة الأقصى، ودرس الإعدادية في مدرسة الأيتام بجوار المسجد.. فهو عاش حياته "مرابطاً ومدافعاً عن الأقصى".. هكذا اختصر "أشرف محمد عمران الشرباتي 38 عاماً" من سكان بلدة الطور في القدس المحتلة تاريخ حياته.

يتحدث أشرف، واصفا رحلته في حراسة الأقصى، لـ" المركز الفلسطيني للإعلام" قائلاً: "منذ تسع سنوات وأنا أعمل بوظيفة حارس للمسجد الأقصى، وبداخل ساحاته تعرضت خلال التسع سنوات للعديد من الاعتداءات من قبل قوات الاحتلال والوحدات الخاصة والمستوطنين المقتحمين لساحاته".

اعتداءات الاحتلال
ويستذكر الشرباتي أول اعتداء عليه كان في أول أيام عيد الأضحى المبارك في عام 2006، ويتحدث عن ذلك بالقول: "اعتدت القوات الخاصة وشرطة الاحتلال علي في ساحات المسجد الأقصى، واعتقلوني لمدة 24 ساعة، بذريعة "إدخال شعارات ولافتات للحركة الإسلامية إلى داخل المسجد الأقصى، وتم إبعادي عن المسجد 15 يوماً".

أما الاعتداء الثاني الذي تعرض له الشرباتي، فكان قبل نحو أربع سنوات، وتزامن ذلك في فترة الأعياد اليهودية وزيادة عدد المستوطنين المقتحمين لساحات المسجد الأقصى.

يتحدث الشرباتي عن هذا الاعتداء بالقول: "كنت واقفاً عند باب حطة، وبدأت القوات الخاصة بالاعتداء وضرب إحدى المرابطات، فاقتربت لأخلص المرأة من بين أيدي القوات الخاصة وتمكنت من تخليصها، إلا أنهم انهالوا علي بالضرب المبرح، ما أدى إلى كسر في أسناني الأمامية ورضوض في كافة أنحاء جسمي".

ويتابع حديثه بوصف الاعتداءات التي تعرض لها، "أما في عام 2008 كان المسجد الأقصى يشهد اقتحامات للمستوطنين ومنع للمصلين من دخول المسجد الأقصى، كانت هناك جنازة لمتوفى يريد المشيعون الدخول بجثمانه إلى المسجد الأقصى من باب حطة، فأمسكت بنعش الجنازة، وفجأة وبدون سابق إنذار سحبتني القوات الخاصة من مقدمة الجنازة وانهالوا علي بالضرب، ما استدعى نقلي إلى المستشفى".

مشيراً إلى أن الفحوصات الطبية أظهرت وقتها حدوث "كسر خفيف في قدمي ورضوض جسيمة في كافة أنحاء جسمي، ما اضطرني للتغيب شهر عن عملي في المسجد الأقصى".

ويضيف بالقول: "بعد عودتي إلى رأس عملي في المسجد الأقصى، اتجه إلي ضابط المسجد الأقصى وهددني بشكل واضح وصريح، قائلا: "الاعتقال والضرب في الحادثة الأولى لم تكف ولن تكفي، والضرب قادم في الأيام والأشهر القادمة".

معاناة حراس الأقصى
أما عن طبيعة ما يعانيه حراس الأقصى، فيوضح الشرباتي بالقول، إنهم يتعرضون لاعتداءات دائمة ومتكررة ومستفزة خاصة من قبل المستوطنين الذين يقتحمون الأقصى، موضحا أنهم دائما يتهمون الحراس بالتلفظ عليهم بكلمات نابية، وذلك بهدف إعاقة عمل الحراس أو تعريضهم للملاحقة من قبل قوات الاحتلال.

ويوضح أنه إحدى المواقف المتكررة والدائمة وقعت قبل أسبوع، حيث كان في مكان عمله عند باب الرحمة، اتهمني المستوطنون بإفراغ الأتربة من سيارة تنظيف المسجد الأقصى بذلك المكان.

وفي موقف آخر مع عضو حزب الليكود في الكنيست المتطرف "يهودا غليك"، والذي يقتحم ساحات المسجد الأقصى يوميا ولأكثر من مرة، يستذكر الشرباتي أنه حصلت مناوشات كلامية شديدة في ظل منع المصلين من دخول المسجد الأقصى، ولم يكن يتواجد إلا حراس المسجد الأقصى داخل الساحات، فطلب من القوات الخاصة المرافقة له بإبعادنا من ساحات الأقصى، واصفا إيانا بـ"الكلاب".

ويوضح الشرباتي أن حراس الأقصى باتوا يتعرضون في الآونة الأخيرة إلى اعتداءات متكررة وواضحة وصريحة، تشمل جميع حراس المسجد الأقصى وتصعيدات وخطوات تجاههم.

ومن بين السياسات المتبعة بحقهم، قال: "هناك سياسية إبعاد، واستدعاءات للتحقيق، والاعتداء والضرب".

وفي ظل تصاعد الاعتداءات من قبل الاحتلال على المسجد الأقصى، يشير الشرباتي إلى أن المسجد الأقصى يحتاج منا الكثير، فمن يستطيع التواجد في المسجد الأقصى عليه أن يأتي، فالأقصى غالي على قلوبنا، ويستشعر بغلاوته من يتواجد فيه باستمرار.