عندما كان للمرأة الليبية رجل .

معمر القذافي لم يكن ينام الليل مطلقاً ، طيلة ساعات الليل كان يقرأ الكتب تارة ويراجع بعد التقارير تارة اخري ، واحيانا يضع على الطاولة امامه جهاز اللاسلكي المربوطة بالغرفة الرئيسية لكل الدوريات الأمنية .

ذات ليلة كان العقيد يقرأ كتاب نهاية التاريخ ويضع على الطاولة جهاز لاسلكي طلب في تلك الليلة من احد الحراسات ان يظل مفتوح .

ورد بلاغ من احد الدوريات ان مرأة ليبية مع ابنها وابنتها تقف امام مركز شرطة غوط الشعال فطلب الضابط المناوب في الغرفة من الدورية ان يسألها عن سبب تواجدها في هذا الوقت المتأخر امام مركز الشرطة .

كان معمر القذافي يستمع للبلاغ الذي ورد من الدورية للغرفة الرئيسية ولكنه ظل يقرأ في كتابه وهو في انتظار الاجابة التي طلبها الضابط المناوب .

بعد دقائق عاودت الدورية الأتصال بالضابط المناوب لتخبره بأن المرأة قد ضربها زوجها وقام بطردها من بيتها هي وابنائهـا ،

رد الضابط المناوب على الدورية ولماذا لم تفتح محضر بالواقعة في مركز الشرطة ، ردت الدورية يا افندي قالت لنا ان زوجها ضابط برتبة عقيد في الجيش والجميع يخاف من نفوذه في مركز الشرطة لهذا رفضوا ان يقبلوا منها شكوي ضده .

من هنا بدات الليلة ترك معمر القذافي كتابه وذهب الي الهاتف وطلب من القلم المناوب ان يتابع موضوع المرأة التي تقف امام مركز شرطة غوط الشعال وان يتصل بالشرطة العسكرية والاستخبارات العسكرية للقبض فوراً على زوجها وكيف له ان يستغل نفوذه على الشرطة .

الي هنا حسم الأمر الموضوع داخل ضمن توجيهات القيادة العاجلة ولابد من انجازه فوراً

امام بيت الضابط في السراج وصلت سيارات ادارة الاستخبارات والشرطة العسكرية وسيارة من كتيبة امحمد ، اتصل الضابط من بيته بأقاربه وبالجنود والضباط العاملين معه لمعرفة ما حدث في المعسكر الذي يخضع لإمرته ،

بعد دقائق حضر اقاربه وبعض الجنود وعندما وجدوا سيارات الشرطة العسكرية والاستخبارات كلهم عادوا بسرعة الي الوراء فهذا النوع من القبض يعني ان هناك مؤامرة او انقلاب عسكري ومن يجرؤ على مساعدة خائن انداك .

وصل العقيد المقبوض عليه الي سجن الشرطة العسكرية وهناك تفاجأ بأن رئيس السجن في انتظاره وهو يقسم بأنه لا علم له بشيء ولم يشارك في اي مؤامرة ضد الثورة .

لا آمر السجن كان يعرف لما تم القبض على هذا الضابط ولا من قبضوا عليه كانوا يعرفون لماذا صدرت توجيهات من القيادة بالقاء القبض عليه .

الدورية التي وجدت المرأة امام المركز صدرت لهم التعليمات بأعادة المرأة واطفالها الي بيتها .

في ظهيرة اليوم التالي طلب معمر القذافي الفريق مصطفي الخروبي وقص عليه ما حدث للمرأة واطفالها وكيف استغل ضابط عسكري نفوذه لكي يظلمها ويرميها في الشارع ويمنعها من ان تشتكي ضده في مركز الشرطة .

قال العقيد للخروبي اسمع يا مصطفي انا لم أموت لكي تحدث هذه الخروقات في جيش يفترض انه يدافع عن بلد واذا بضباطه الكبار لا يدافعون حتي على بيوتهم .

هذا الضابط يجب ان يحال الي مجلس تأديبي ويفصل من الشعب المسلح ، رد الخروبي على القائد سنجري تحقيق معه بمعرفة الاستخبارات ونستدعي ضابط التحقيق في مركز الشرطة لنتأكد من خلفيات الموضوع بالكامل .

فقال العقيد وصلني ما يفيد بان الواقعة صحيحة وان الشرطة رفضت ان تقبل من المرأة الشكوى التي تقدمت بها خوفاً من نفوذ زوجها .

عندما علم الضابط بحقيقة الواقعة وان القائد قد سمعها في اللاسلكي اصيب بحالة من الهذيان والبكاء وقال انا مستعد ان اعتذر لزوجتي الان امامكم جميعا وان اكتب البيت بأسمها واتعهد بعدم تكرار ذلك طوال حياتي .

بعد اسبوع اطلق سراح الضابط من سجن الشرطة العسكرية وتمت احالته الي الخدمة المدنية وعادت أسرته الي البيت .

كانت هذه الواقعة درس قاسي لكل من يعتقد ان نفوذه في الدولة قد يمكنه من ظلم الاخرين بما في ذلك عائلته .

من شعر بمرارة فقدان معمر القذافي هم الكادحين والبسطاء رجال ونساء الذين لا يجدوا اليوم رجل مثله ينتصر لهم عندما يجور عليهم الزمن بأقزامـه

سيدة النافورة لو جلست وكشفت عن راسها في وجود معمر القذافي لكانت الكراسي التي ستقلب فوق رؤوس من يجلسون عليها اكثر من كل حرف تنطقه وهي تصرخ سحقاً للخنوع سحـقاً لزمـن غاب عنه سـيد الرجال.

#الموسيقار_الموسيقار

ﻓﻲ ﻋﺮﻑ ﺍﻟﺒﺪﻭ ﺑﻌﺪ ﺗﻄﻠﻊ ﺍﻟﻤﺮأﺓ ﻭﺗﻌﺮﻱ ﺭﺍﺳﻬﺎ ﻗﺪﺍﻡ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﻣﺎﻓﻴﺶ ﺗﺮﻳﺲ ﻟﻠﻌﻠﻢ