لماذا سوريا وليس السعودية يا تيريزا ؟

خلال جلسة طارئة عقدت بالبرلمان البريطاني بشأن العدوان على سوريا ، وبعد كلمة لرئيسة الوزراء تيريزا ماي المليئة بالاكاذيب ، تحدث رئيس حزب العمال البريطاني المعارض جيريمي كوربين قائلا ( إن الضربة في سورية تثير الكثير من التساؤلات القانونية ) ، ووجه سؤاله إلى رئيسة الوزراء تيريزا قائلا ( لماذا سوريا وليس السعودية ؟ ) ، ( ثلاثة منظمات دولية تؤكد أن الأزمة اليمنية هي أسوأ أزمة إنسانية في العالم فلماذا تواصل الحكومة البريطانية دعم السعودية ؟ ) ، ( أن بريطانيا تحركت في سورية لكنها لم تتحرك في اليمن التي تواجه كارثة إنسانية ) ، ( لا نرى في الواقع أنه تم ضرب أي بلدان أخرى ، ضرب منشآت في السعودية لا سيما أن المملكة تستخدم القنابل الفسفورية والذخائر المحظورة وفق تقرير نشرته المنظمة الإنسانية الشهر الماضي ) ، ( كيف يتوافق هذا مع مواصلة بريطانيا بيع الأسلحة إلى السعودية ؟ ) ، ( أن التحركات العسكرية في الأراضي السورية استبقت نتيجة تحقيق منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ) ، ( التحقيقات التي أجرتها منظمة حظر السلاح الكيماوي في 2017 أتبثت أنها لم تجد أي خروقات ، فهل رئيسة الوزراء تقول لنا عن أي تغيرات حصلت ) .
علما أن مشاركة بريطانيا في العدوان على سوريا تمت دون العودة للبرلمان ..
بالتأكيد حجج دامغة وأسئلة جوهرية طرحا كوربين ، ردت عليها تريزا بالكذب كالعادة ، كما لم يجرؤ أيا من أعضاء قمة شباشب البلاستيك في الظهران طرحها ، رغم أنها تقود مباشرة لمعرفة الحقيقة دون مراوغة ، وأيضا لم يجرؤ الإعلام المخادع من الجزيرة حتى العربية وأبوظبي للتوقف عندها ومناقشتها ، لأنها تنسف كل الحروب والشعارات والدموع التي يلتحف بها قادة الغرب

في جلسة بمجلس الأمن حول اليمن   ، لا تكاد تفرق بين ما قالته المندوبة البريطانية على الصواريخ اليمنية المقلقة للسلم العالمي مع ما قاله السيسي في الجامعة بغضبه على وصول تلك الصواريخ للأراضي السعودية ،، ولا تكاد تفرق بين ما قالته المندوبة الامريكية عن التهديد الإيراني وخرقه لحظر السلاح في اليمن مع ما قاله سلمان في الجامعة عن توجسه من النفوذ الإيراني ، وإتفاق الجميع أن الأزمة الأنسانية الكارثية في اليمن سببها الحوثيين وليس العدوان السافر لثلاث أعوام بكل الأسلحة الفتاكة بمافيها العنقودية المحرمة دوليا ، وبمشاركة الكيان الصهيوني بإعتراف وزير الحرب يعلون الذي قال سابقا نشارك في الحرب على اليمن بدون أن نعلن لكي لانحرج حلفائنا السعوديين ( موجود الإعتراف في اليوتيوب ) .
هل فعلا أصبحت رؤيتنا متطابقة مع رؤية الغرب من منطلق السلام المزعوم والمخاطر المفترضة والرؤية المستقبلية ، وهذا يجعلنا بالضرورة نتطابق مع تريزا بفخرها بمئوية وعد بلفور ، ومع ترامب في وعد القدس عاصمة صهيونية ، ومع ماكرون في أتفاقية سايكس بيكو ، كما تطابقت رؤية الجامعة العربية وبفتاوي إسلامية من الأزهر مرورا بالزيتونة حتى الحرم المكي مع الغرب في غزو العراق وقصف ليبيا وتدمير سوريا ،، والجهاد في أفغانستان والشيشان .