من الرفقة إلى الفرقة
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة الليبية
صفحة 1 من اصل 1
من الرفقة إلى الفرقة
لأننا كنا ( رفاق الدم ) تجمعنا صلة الرحم وعمق التاريخ ورقعة الجغرافيا .. لأننا كنا ( رفاق الحب ) تجمعنا رابطة القيم وزخم الموروث ومناهل الود ورغيف الخبز وذكريات الصبا وأحلام الشباب وبراءة الطفولة وحديث الحكمة . لأننا كنا ( رفاق الخلق ) يجمعنا روح التكافل وسواعد التعاون وعقيدة الإيثار وإستعداد التضحية .. لأننا كنا ( رفاق الهوية ) نحمل هموم الأمة وموروثها الناصع وقضاياها العادلة ومشاعر الإنتماء إليها .. لأننا كنا ( رفاق الكرامة ) تجمعنا عزة النفس وإرادة الفعل ورباطة الجأش وصدق الموقف ووثيقة العهد وحكمة القول ونبل المشاعر وسنابك الخيل وثرى الشهداء .. لأننا كنا ( رفاق الدين ) يجمعنا إيمان الله وخشوع الصلاة وخضوع الدعاء وحبل الإعتصام ورباط الثغور ..
لأننا كنا رفاق كانت ( الرفقة ) لها معنى . ولأن الرفقة كانت رباط مقدس نقف دونه ، نفي بإلتزاماته ، نحمل أمانته ، نحفظ عهده ، نشعر بقيمته .. تلك الرفقة التي لاتقيدها حدود ولا مسافات ولا جهات ولا أطياف ولا ألوان .. تلك الرفقة التي تجمعنا في خيمة فرح وحول مائدة ضيف ومع رحلة صديق وفي صلاة جماعة وفي صولات معركة وشراكة عمل وحديث عابر على ناصية شارع يضج بالفرح ، وعلى سهول أرياف تحكي سيرة الأولين .. كان لها وقع خاص في نفوسنا ، تنقش تفاصيلها في ذاكرتنا ، تشكل وعينا الجمعي .. تجعلنا نحن لذلك التراب مهما أرتحلنا .
ولأننا كنا نعرف قيمة تلك ( الرفقة ) كان ضروريا أن يكون ( العمر ) له قيمة بكل ذلك الرصيد والزخم من الحب والود والوفاء والوئام والقيم والأعراف والتقاليد والإيمان والمستقبل .. لذلك كنا ( رفاقة عمر ) .
فهل ضعنا عندما رمينا ( رفاقة عمر ) ونفضنا أيدينا من روابطنا المقدسة ، وأدرنا ظهورنا لقيمنا وأخلاقنا وديننا ، ولهثنا خلف الخارج طمعا وغباءا وسذاجة وكفرا ، وظننا أن المال يمكن أن يكون أهم من الرفقة ، وأن الأجنبي يمكن أن يكون أقرب من الأخ ، وأن أساطيل الصليب أكثر حماية وأمنا من الله ، والأحزاب أكثر تحضرا من لمة الحي ، وحنة الأصابع أكثر تقدما من شورى كل الناس ، والسلاح أكثر قوة من الحياء والوفاء ، والهامبورغر أكثر فائدة من قصعة البازين ، وربطة العنق أكثر شياكة من عباءة الهوية ، وصفة السيد أكثر لباقة من صفة الأخ ، وصفة الوزير أكثر دبلوماسية من صفة الأمين ..
من ( رفاقة عمر ) كالجسد الواحد إلى ( الفرقة شيعا وأحزابا ) كل حزب بمالديهم فرحون ، لم يعد تجمعنا قيم ولا أخلاق ولا دين ولا مصير ولا جغرافيا ولا تاريخ ولا قيادة .
الولاءات للخارج .. والأخلاق حسب المصلحة .. والدين حسب الهوى .. والجغرافيا مقسمة بين فيدرالية وخلافة وإمارة وقبيلة .. والقيادة بين رئيس ومرشد وأمير وخليفة وسفير .. والتاريخ بين معطيى الإحداثيات وحالمي الحوريات وتابعي الخارج .. فضاعت الرفقة وضاع العمر وأغتصب الوطن ...
لأننا كنا رفاق كانت ( الرفقة ) لها معنى . ولأن الرفقة كانت رباط مقدس نقف دونه ، نفي بإلتزاماته ، نحمل أمانته ، نحفظ عهده ، نشعر بقيمته .. تلك الرفقة التي لاتقيدها حدود ولا مسافات ولا جهات ولا أطياف ولا ألوان .. تلك الرفقة التي تجمعنا في خيمة فرح وحول مائدة ضيف ومع رحلة صديق وفي صلاة جماعة وفي صولات معركة وشراكة عمل وحديث عابر على ناصية شارع يضج بالفرح ، وعلى سهول أرياف تحكي سيرة الأولين .. كان لها وقع خاص في نفوسنا ، تنقش تفاصيلها في ذاكرتنا ، تشكل وعينا الجمعي .. تجعلنا نحن لذلك التراب مهما أرتحلنا .
ولأننا كنا نعرف قيمة تلك ( الرفقة ) كان ضروريا أن يكون ( العمر ) له قيمة بكل ذلك الرصيد والزخم من الحب والود والوفاء والوئام والقيم والأعراف والتقاليد والإيمان والمستقبل .. لذلك كنا ( رفاقة عمر ) .
فهل ضعنا عندما رمينا ( رفاقة عمر ) ونفضنا أيدينا من روابطنا المقدسة ، وأدرنا ظهورنا لقيمنا وأخلاقنا وديننا ، ولهثنا خلف الخارج طمعا وغباءا وسذاجة وكفرا ، وظننا أن المال يمكن أن يكون أهم من الرفقة ، وأن الأجنبي يمكن أن يكون أقرب من الأخ ، وأن أساطيل الصليب أكثر حماية وأمنا من الله ، والأحزاب أكثر تحضرا من لمة الحي ، وحنة الأصابع أكثر تقدما من شورى كل الناس ، والسلاح أكثر قوة من الحياء والوفاء ، والهامبورغر أكثر فائدة من قصعة البازين ، وربطة العنق أكثر شياكة من عباءة الهوية ، وصفة السيد أكثر لباقة من صفة الأخ ، وصفة الوزير أكثر دبلوماسية من صفة الأمين ..
من ( رفاقة عمر ) كالجسد الواحد إلى ( الفرقة شيعا وأحزابا ) كل حزب بمالديهم فرحون ، لم يعد تجمعنا قيم ولا أخلاق ولا دين ولا مصير ولا جغرافيا ولا تاريخ ولا قيادة .
الولاءات للخارج .. والأخلاق حسب المصلحة .. والدين حسب الهوى .. والجغرافيا مقسمة بين فيدرالية وخلافة وإمارة وقبيلة .. والقيادة بين رئيس ومرشد وأمير وخليفة وسفير .. والتاريخ بين معطيى الإحداثيات وحالمي الحوريات وتابعي الخارج .. فضاعت الرفقة وضاع العمر وأغتصب الوطن ...
الفارس- كاتب مجتهد
-
عدد المساهمات : 353
نقاط : 985
تاريخ التسجيل : 23/05/2013
مواضيع مماثلة
» من الرفقة إلى الفرقة.................الفارس
» هجوم وشيك لداعش على مقر «الفرقة 17»
» “الفرقة ١٦” تمهل “داعش” ٢٤ ساعة
» الفرقة 17 أم 17 فرقة ؟! كيف يُهزم جيش كهذا ؟
» قراءة عسكرية.. قصف إسرائيلي مكثف مع سحب الفرقة 36 من غزة
» هجوم وشيك لداعش على مقر «الفرقة 17»
» “الفرقة ١٦” تمهل “داعش” ٢٤ ساعة
» الفرقة 17 أم 17 فرقة ؟! كيف يُهزم جيش كهذا ؟
» قراءة عسكرية.. قصف إسرائيلي مكثف مع سحب الفرقة 36 من غزة
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة الليبية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 9:31 pm من طرف larbi
» الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 793 من عناصره ونحو 6 آلاف مصاب
أمس في 9:30 pm من طرف larbi
» إعلام إسرائيلي: انفجار مسيرة في قاعدة عسكرية بمنطقة إلياكيم ووقوع إصابات
أمس في 9:21 pm من طرف larbi
» مسيّرة لحزب الله تراوغ دفاعات إسرائيل وتسقط في إلياكيم
أمس في 9:20 pm من طرف larbi
» حزب الله يستهدف قاعدة بحرية إسرائيلية ومقاتلوها يواصلون اشتباكاتهم المباشرة في القطاع الغربي
أمس في 9:19 pm من طرف larbi
» النتن ياهو حزين وسموترتيش غاضب.. حزب الله يقتل 6 جنود من نخبة جيش الاحتلال
أمس في 9:18 pm من طرف larbi
» حزب الله: رسالة من الأمين العام نعيم قاسم إلى مقاتلي المقاومة الإسلامية
الأربعاء نوفمبر 13, 2024 11:13 pm من طرف larbi
» يوم نوعي لحزب الله.. مسيرات وصواريخ تصل إلى مشارف تل أبيب وحديث عن استهداف مقرات عسكرية
الأربعاء نوفمبر 13, 2024 8:01 pm من طرف larbi
» حزب الله يهاجم مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب
الأربعاء نوفمبر 13, 2024 7:59 pm من طرف larbi
» القسام تعرض مشاهد لمعارك مقاتليها في جباليا استهداف الجنود وتفجير الدبابات من مسافة الصفر
الأربعاء نوفمبر 13, 2024 3:07 pm من طرف larbi