تصفية الحسابات .. في بازار خاشقجي

ترامب أراد تحقيق أنتصارات بإذلال السعودية ( الحلقة الاضعف ) وأجبارها على الدفع وتأمين وظائف للأمريكيين .. والدولة العميقة بأمريكا التي لاتخفى عدائها لترامب ، والأوربيين المغتاظين من سياسات ترامب ، وحتى الصين وروسيا التي تقع عليها العقوبات الأقتصادية الأمريكية ، وتركيا التي تعاني من أنهيار العملة وعجز الأقتصاد ، وقطر التي تتصيد أي سقطة لأبن سلمان ، ونهاية بإيران والدول العربية التي كانت ضحية الحروب الأمريكية ، كلها أستغلت أغتيال خاشقجي وإذلال السعودية وإظهار وحشيتها ، لإحراج ترامب وأدارته ورهاناته ، وحتى شعاراته التي سقطت في دفاعه عن بن سلمان في الوقت الذي يشتغل كل العالم لكشف كل التفاصيل ..
السعودية بغباء مطلق ، أحرقت كل سفن النجاة ، وحطمت جسور التحالف مع الجميع بالرهان على جواد ترامب ، كإرتكابها جريمة الأغتيال التي صنفت كأغبى حادثة في العالم .. ووضعت نفسها في موقع ( الحمار المربوط ) ، الذي يضربه ترامب لإظهار فشل الأدارات السابقة ، ويضربه الأخرين للإنتقام من ترامب .
ولا أعتقد أن الجريمة قابلة للتسوية بأي صفقة .. فترامب بعقلية التاجر لن يدفع للجميع لقبول رواية السعودية الغبية ، كما أن كل مراكز الضغط العالمي لن تفوت فرصة توجيه صفعة لتاجر واشنطن .
لدا .. فالجدل بكل مافيه من تسريبات وتهديدات ومتاجرة بالقيم والشعارات ليس بحث عن الحقيقة بقدر ماهو واجهة لبزار تصفية الحسابات بين الجميع ..
خاصة البرغماتي أردوغان ، ومن خلفه التيارات الإسلامية من الأخوان حتى داعش ، وبعد ممارسة حرب نفسية مركزة بتسريبات أوصلت السعودية للإعتراف .
صرح بأنه سيكشف كل التفاصيل في خطابه غدا أمام الكتلة البرلمانية ، وقبل قليل محلل تركي على الجزيرة يقول القضية أنتهت ونحن نملك كل الأدلة والتفاصيل بما فيها مايتعلق بجثة خاشقجي وهي عند أردوغان الان .. وبعد تصريح أردوغان سارع ترامب لإجراء أتصال مع أردوغان ( الذي يملك كل الأدلة ) ومع ماكرون ( الأقرب أوربيا للتماهي مع ترامب ) .. ولكن أستمرار إعلانات إنسحابات كبريات المؤسسات العالمية من مؤتمر السعودية للاسثتمار ، وأستمرار الحملة التي تقودها كبريات الصحف والقنوات العالمية لإدانة بن سلمان وفريقه ، مع التهديد المباشر داخل الكونغرس الامريكي ، والتلويح بقانون ماغينيسكي الذي يجعل أرصدة السعودية وأسثتماراتها في خطر ، مما قد يسيل لعاب ترامب لكسب المال وتهدئة الحملة عليه مقابل بيع ( الحمار المربوط ) ، وإستبدال القيادة بالحرس القديم ، خاصة مع تسريبات عن تكليف أبنة بندر بن سلطان سفيرة في واشنطن محل أبن سلمان ، كل ذلك يجعل التسوية أو على الأقل تبرئة بن سلمان بعيدة المنال ..

كل ماقيل أقليميا ودوليا في أغتيال خاشقجي كوم ، وبيانات عباس فلسطين وهادي اليمن وعقيلة ليبيا ، لتأييد السعودية والوقوف معها ضد أتهامها والحملة الإعلامية عليها كوم ثاني ..
الأول محاصر في مكتب برام الله ، والثاني نزيل غرفة بفندق بالرياض ، والثالث لايحكم في مزرعة بالقبة ، ويعتقدون أن بياناتهم للتأييد أو التنديد يهتز لها عرش هرقل الروم وكسرى الفرس ، بينما لايراهم العالم إلا من خلال تقارير مبعوثي غوتيرس . بدون شك أن البلغاري ميلادينوف ، والبريطاني غريفيث ، واللبناني سلامة ، يقهقهون حد الهستيريا ..
شفتوا النكسة !!! .. شر البلية مايضحك ...

وتتوالى الصفعات ..
وكالة رويترز تقول أن مستشار ولي العهد السعودي سعود القحطاني هو من أدار عملية قتل الصحفي السعودي ​جمال خاشقجي​ من خلال اتصال عبر سكايب.
وتضيف أنه نقلاً عن ثمانية مصادر دبلوماسية سعودية ، عربية ، ودولية ان سعود القحطاني أشرف على استجواب وإهانة وضرب رئيس الوزراء سعد الحريري عام 2017 خلال احتجازه في المملكة العربية السعودية وأرغمه على الاستقالة .. حيث قام القحطاني بأستقبال سعد الحريري في غرفة وأمر فريقه بضربه وشتمه .
وأشارت الوكالة إلى تغريدة القحطاني في أغسطس 2017 : ( وتعتقد أني أقدح من رأسي دون توجيه ؟ أنا موظف ومنفذ أمين لأوامر سيدي الملك وسمو سيدي ولي العهد الأمين ) .
...
وبعضنا يعتبر لبنان بنظام المحاصصة بين عائلات الحرب الأهلية ومليشياتها الطائفية ، هي نموذج يحتذى للأزمة الليبية .. وأن الطائف السعودي الذي أرسى هذا النموذج المفخخ نموذج يمكن أن يكون حل في ليبيا .. وأن غسان سلامة القادم من ذلك الطائف الملغوم يمكن أن يقدم حل ومخرج لليبيا .. لكن الواقع كل يوم يصفع المراهنين على الوهم .. كما يصفع محور مايسمى الإعتدال العربي وأدواته الرخيصة .. بين حكام عملاء بثمن الحماية .. وأخرين مهانين بالضرب والشتم ..