إمارات ودويلات...قواعد القاعدة وآفاق الدور المرسوم لها
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
إمارات ودويلات...قواعد القاعدة وآفاق الدور المرسوم لها
حين نلقي نظرةً إجماليةً سريعةً على ما يحدث في العالم العربي والإسلامي , نكتشف أن تنظيم « القاعدة » بات يتحوّل بسرعة إلى « قواعد
, وأنّ هذه القواعد يمكن أن تتحوّل بسرعة أيضاً إلى « دويلات » تحت تسمية « إمارات » مما يهدّد وحدة الدول التي تتواجد فيها . لكن المشكلة لا تتوقف في الواقع عند هذا الحد , ذلك أن « دويلات القواعد « المتناثرة ستقوم بأحد دورين :
إما أن تقوم بتصدير الإرهاب إلى كل البلدان المحيطة بها .
وإما أن تتخذ ذريعة لجلب الاحتلال الأجنبي المباشر .
وفي الحالتين , نحن لسنا أمام ظاهرة تهدّد الوطن العربيّ وحده , بل أمام ظاهرة تهدّد العالم الإسلامي في عمقيه الآسيوي والإفريقي , وقد يمتدُّ تأثيرها ليطال دولاً هي ليست جزءاً من العالم الإسلامي .
إذا نحن وضعنا جانباً المركز الافتراضي الرئيسي لتنظيم القاعدة على جانبي الحدود الأفغانية – الباكستانية , وتجاوزنا أدوار القاعدة في الجزائر والبلقان والشيشان والعراق , فإن التمركز الأهم للقاعدة كان في الصومال حيث قوّضت مؤسسات السلطة ولم تنجح في بناء سلطة بديلة , فبات نهباً للفوضى . وخلال الأشهر القليلة الماضية , باتت القاعدة جزءاً من التركيبة المسلحة التي هيمنت على ليبيا . ولقد توجّه جزء من عناصر القاعدة في ليبيا إلى البلدان المحيطة بسورية للتسلل إلى داخل الأراضي السورية , بينما تسلل جزء ثان إلى مالي عبر الأراضي الجزائرية . ومن المؤكد أن جزءاً من هذه العناصر بقي في ليبيا نفسها . وبشكل مواز , فقد جرى إرسال جزء من عناصر القاعدة من السعودية إلى سورية بينما جرى تجهيز ونقل عناصر أخرى وخاصة صومالية إلى اليمن , حيث تمركز جزء منها في جنوب اليمن وجزء آخر في شماله . وبينما فشلت العناصر التي توجهت إلى سورية في خلق قاعدة لها في سورية , فقد نجحت هذه العناصر في السيطرة على جزء من جنوب اليمن , وعلى منطقة أزواد الواقعة شمالي مالي . وعلى الفور بدأ الحديث عن دولة « إمارة » القاعدة في اليمن والسعي إلى توسيعها , وعن دولة « إمارة » القاعدة في أزواد . ونحن نميل إلى الاعتقاد بأن الفشل في إقامة « إمارة القاعدة » في باباعمرو أو إدلب لا يعني التخلي عن محاولة بناء هذه الإمارة في بلاد الشام سواء تعلق الأمر بلبنان أو العراق أو الأردن بعد الفشل في سورية . كما أن المنطق الذي تسير عليه الأمور يرجح سعي القاعدة لأن توجد لنفسها دولة « إمارة » في ليبيا خارج إطار الدولة الليبية الموحدة بحيث يتهيأ لها موقع للحراك في مواجهة مصر والسودان وتشاد وتونس والجزائر . ولعل المعلومات المتواترة عن أنشطة سرية قطرية في دول خليجية مثل السعودية والإمارات تشير إلى كون مشيخة قطر تمثل – ولو بشكل سرّي – قاعدة للقاعدة في منطقة الخليج .
إن نظرة سريعة على مواقع القواعد التي تستهدف « القاعدة » إقامتها تبيّن أنه من المطلوب إيجاد قواعد في أماكن معينة تسمح بممارسة الإرهاب في كل الاتجاهات . فمن الصومال تعمل القاعدة على ممارسة الإرهاب في شرق إفريقيا , ومن أزواد تعمل على ممارسة الإرهاب في شمال وغرب ووسط إفريقيا , ومن ليبيا تعمل على ممارسة الإرهاب في البلدان المحيطة , وهكذا من قواعدها في اليمن وبلاد الشام. وإذا كان الموقع الأفغاني – الباكستاني يشير إلى المنطقة المستهدفة في آسيا , فإن أيّ تحليل منطقي لسير الأمور لا بدّ وأن يرجح محاولة إيجاد قاعدة في القوقاز يجري استغلالها في ممارسة الإرهاب في تلك المنطقة ومحيطها وتكون بديلاً للقاعدة التي أخفقت في الشيشان .
لعل السؤال الجوهري الذي يطرح نفسه في أعقاب هذا التحليل : هل يعقل أن تنجح القاعدة في التحوّل إلى قواعد وبؤر لممارسة الإرهاب ضدّ الدول دون أن يكون بوسع الدول المهددة سحق الظاهرة ؟ .
في الإجابة على هذا السؤال لا بدّ وأن نلاحظ أمرين :
الأول : أن الغرب الذي يدّعي محاربة إرهاب القاعدة بات يبسط ستار الحماية عليها عملياً ويؤمن لها إمكانات ممارسة الإرهاب سواء تم ذلك مباشرة أو عبر الأنظمة العميلة له في المنطقة . وهو يحاول تحت شعارات الحرية وحقوق الإنسان حمايتها حتى داخل الدول التي تمارس إرهابها فيها . وهو أمر رأيناه في ليبيا وتكرر في سورية . ثم إنه يقدم حماية إضافية باعتراض حق الدول المستهدفة في مطاردة القاعدة داخل الأقاليم التي تعتبر تابعة لدول أخرى .
- والثاني : أن الغرب يتخذ من وجود القاعدة ودورها ذريعة للتدخل حين يرى أن من مصلحته التدخل , فيستولي على الأرض بدعوى محاربة الإرهاب الذي تمارسه القاعدة. وحيث أن استفحال إرهاب القاعدة يمهّد لتبرير هذه الخطوة , فإن الغرب يؤثر ترك هذا الإرهاب يستفحل قبل أن يدّعي أنه يتحرّك بهدف قمعه بينما هو يستغل الدور الذي أدته القاعدة ليتخذ منه مبرراً للاحتلال .
وعلى هذا النحو نستطيع أن نستنتج أن «القاعدة» الآن تلعب دور مخلب القط في خدمة حلف الناتو . فإذا شاء الحلف أن يجعل منها بؤرة مؤقتة أو دائمة لإثارة التوتر في البلدان المحيطة بأماكن تمركزها فعلاً , وإن أراد احتلال المواقع الاستراتيجية التي تسبقه إلى احتلالها بدعوى تخليصها من إرهاب القاعدة فعل , وإن أراد التدخل بذريعة حماية المدنيين أو حماية الاستثمارات المهددة فعلاً . أي أن خيارات الناتو ستكون مفتوحة , وستكون « قواعد القاعدة» هي الذرائع التي يستند إليها في تحديد تلك الخيارات .
, وأنّ هذه القواعد يمكن أن تتحوّل بسرعة أيضاً إلى « دويلات » تحت تسمية « إمارات » مما يهدّد وحدة الدول التي تتواجد فيها . لكن المشكلة لا تتوقف في الواقع عند هذا الحد , ذلك أن « دويلات القواعد « المتناثرة ستقوم بأحد دورين :
إما أن تقوم بتصدير الإرهاب إلى كل البلدان المحيطة بها .
وإما أن تتخذ ذريعة لجلب الاحتلال الأجنبي المباشر .
وفي الحالتين , نحن لسنا أمام ظاهرة تهدّد الوطن العربيّ وحده , بل أمام ظاهرة تهدّد العالم الإسلامي في عمقيه الآسيوي والإفريقي , وقد يمتدُّ تأثيرها ليطال دولاً هي ليست جزءاً من العالم الإسلامي .
إذا نحن وضعنا جانباً المركز الافتراضي الرئيسي لتنظيم القاعدة على جانبي الحدود الأفغانية – الباكستانية , وتجاوزنا أدوار القاعدة في الجزائر والبلقان والشيشان والعراق , فإن التمركز الأهم للقاعدة كان في الصومال حيث قوّضت مؤسسات السلطة ولم تنجح في بناء سلطة بديلة , فبات نهباً للفوضى . وخلال الأشهر القليلة الماضية , باتت القاعدة جزءاً من التركيبة المسلحة التي هيمنت على ليبيا . ولقد توجّه جزء من عناصر القاعدة في ليبيا إلى البلدان المحيطة بسورية للتسلل إلى داخل الأراضي السورية , بينما تسلل جزء ثان إلى مالي عبر الأراضي الجزائرية . ومن المؤكد أن جزءاً من هذه العناصر بقي في ليبيا نفسها . وبشكل مواز , فقد جرى إرسال جزء من عناصر القاعدة من السعودية إلى سورية بينما جرى تجهيز ونقل عناصر أخرى وخاصة صومالية إلى اليمن , حيث تمركز جزء منها في جنوب اليمن وجزء آخر في شماله . وبينما فشلت العناصر التي توجهت إلى سورية في خلق قاعدة لها في سورية , فقد نجحت هذه العناصر في السيطرة على جزء من جنوب اليمن , وعلى منطقة أزواد الواقعة شمالي مالي . وعلى الفور بدأ الحديث عن دولة « إمارة » القاعدة في اليمن والسعي إلى توسيعها , وعن دولة « إمارة » القاعدة في أزواد . ونحن نميل إلى الاعتقاد بأن الفشل في إقامة « إمارة القاعدة » في باباعمرو أو إدلب لا يعني التخلي عن محاولة بناء هذه الإمارة في بلاد الشام سواء تعلق الأمر بلبنان أو العراق أو الأردن بعد الفشل في سورية . كما أن المنطق الذي تسير عليه الأمور يرجح سعي القاعدة لأن توجد لنفسها دولة « إمارة » في ليبيا خارج إطار الدولة الليبية الموحدة بحيث يتهيأ لها موقع للحراك في مواجهة مصر والسودان وتشاد وتونس والجزائر . ولعل المعلومات المتواترة عن أنشطة سرية قطرية في دول خليجية مثل السعودية والإمارات تشير إلى كون مشيخة قطر تمثل – ولو بشكل سرّي – قاعدة للقاعدة في منطقة الخليج .
إن نظرة سريعة على مواقع القواعد التي تستهدف « القاعدة » إقامتها تبيّن أنه من المطلوب إيجاد قواعد في أماكن معينة تسمح بممارسة الإرهاب في كل الاتجاهات . فمن الصومال تعمل القاعدة على ممارسة الإرهاب في شرق إفريقيا , ومن أزواد تعمل على ممارسة الإرهاب في شمال وغرب ووسط إفريقيا , ومن ليبيا تعمل على ممارسة الإرهاب في البلدان المحيطة , وهكذا من قواعدها في اليمن وبلاد الشام. وإذا كان الموقع الأفغاني – الباكستاني يشير إلى المنطقة المستهدفة في آسيا , فإن أيّ تحليل منطقي لسير الأمور لا بدّ وأن يرجح محاولة إيجاد قاعدة في القوقاز يجري استغلالها في ممارسة الإرهاب في تلك المنطقة ومحيطها وتكون بديلاً للقاعدة التي أخفقت في الشيشان .
لعل السؤال الجوهري الذي يطرح نفسه في أعقاب هذا التحليل : هل يعقل أن تنجح القاعدة في التحوّل إلى قواعد وبؤر لممارسة الإرهاب ضدّ الدول دون أن يكون بوسع الدول المهددة سحق الظاهرة ؟ .
في الإجابة على هذا السؤال لا بدّ وأن نلاحظ أمرين :
الأول : أن الغرب الذي يدّعي محاربة إرهاب القاعدة بات يبسط ستار الحماية عليها عملياً ويؤمن لها إمكانات ممارسة الإرهاب سواء تم ذلك مباشرة أو عبر الأنظمة العميلة له في المنطقة . وهو يحاول تحت شعارات الحرية وحقوق الإنسان حمايتها حتى داخل الدول التي تمارس إرهابها فيها . وهو أمر رأيناه في ليبيا وتكرر في سورية . ثم إنه يقدم حماية إضافية باعتراض حق الدول المستهدفة في مطاردة القاعدة داخل الأقاليم التي تعتبر تابعة لدول أخرى .
- والثاني : أن الغرب يتخذ من وجود القاعدة ودورها ذريعة للتدخل حين يرى أن من مصلحته التدخل , فيستولي على الأرض بدعوى محاربة الإرهاب الذي تمارسه القاعدة. وحيث أن استفحال إرهاب القاعدة يمهّد لتبرير هذه الخطوة , فإن الغرب يؤثر ترك هذا الإرهاب يستفحل قبل أن يدّعي أنه يتحرّك بهدف قمعه بينما هو يستغل الدور الذي أدته القاعدة ليتخذ منه مبرراً للاحتلال .
وعلى هذا النحو نستطيع أن نستنتج أن «القاعدة» الآن تلعب دور مخلب القط في خدمة حلف الناتو . فإذا شاء الحلف أن يجعل منها بؤرة مؤقتة أو دائمة لإثارة التوتر في البلدان المحيطة بأماكن تمركزها فعلاً , وإن أراد احتلال المواقع الاستراتيجية التي تسبقه إلى احتلالها بدعوى تخليصها من إرهاب القاعدة فعل , وإن أراد التدخل بذريعة حماية المدنيين أو حماية الاستثمارات المهددة فعلاً . أي أن خيارات الناتو ستكون مفتوحة , وستكون « قواعد القاعدة» هي الذرائع التي يستند إليها في تحديد تلك الخيارات .
السهم الناري- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي
مواضيع مماثلة
» الحلقة 14: محمية قطر.. الدور والهدف.. قطر.. القفاز الاستعماري الجديد.. السودان أولاً واليمن لاحقاً دول تتمزق ودويلات على الطريق و«إسرائيل» تظفر بالغنائم
» الحلقة 16: محمية قطر.. الدور والهدف.. هل في مستطاع الدوحة تغيير قواعد الاشتباك في الصراع العربي- الصهيوني؟ أين تقع استباحة الأقصى من تفريط قطر بمكانة خطوط 4 حزيران 1967؟
» الحلقة 13: محمية قطر.. الدور والهدف.. الدور القطري في الأزمة اليمنية تمويـل وتحـريض وتـآمر على وحدة البلاد
» الحلقة 2.. محمية قطر.. الدور والهدف نشأة قطر.. العائلة ـــ الدور ـــ المحيط الإقليمي.. من التبعية العثمانية ـ البريطانية إلى التبعية الأميركية ـ الإسرائيلية
» بن جدو: متشدّدين خططوا لتقسيم البلاد إلى 3 إمارات إسلامية
» الحلقة 16: محمية قطر.. الدور والهدف.. هل في مستطاع الدوحة تغيير قواعد الاشتباك في الصراع العربي- الصهيوني؟ أين تقع استباحة الأقصى من تفريط قطر بمكانة خطوط 4 حزيران 1967؟
» الحلقة 13: محمية قطر.. الدور والهدف.. الدور القطري في الأزمة اليمنية تمويـل وتحـريض وتـآمر على وحدة البلاد
» الحلقة 2.. محمية قطر.. الدور والهدف نشأة قطر.. العائلة ـــ الدور ـــ المحيط الإقليمي.. من التبعية العثمانية ـ البريطانية إلى التبعية الأميركية ـ الإسرائيلية
» بن جدو: متشدّدين خططوا لتقسيم البلاد إلى 3 إمارات إسلامية
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:32 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة سجلات الأعمال الإحصائية للبلدان العربية|قطاع التامين:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:31 pm من طرف ايمان محمد
» دورة إدارة وبرمجة وتخطيط وجدولة وضبط المشاريع بإستخدام الحاسب الالي MS Project و بريمافيرا:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:23 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة تخطيط وتطبيق مكاتب إدارة المشاريع والتحضير لشهادة مدير مشاريع محترف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:19 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة إدارة إتصالات ومخاطر وتوريدات المشاريع|إدارة المشاريع:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:16 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة تطبيقات الحوكمة فى القطاع المصرفى Governance|البنوك والمالية:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:07 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة مبادىء وإعداد القوائم المالية فى القطاع المصرفى|البنوك قطاع المصارف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:04 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة إدارة وتحصيل الإشتراكات التأمينية|البنوك قطاع المصارف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:02 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة استراتيجيات وتقنيات اعداد وادارة العقود والحد من المخاطر المالية والقانونيةالقانون والعقود:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 2:57 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة الأســـس الفنيـــة لصياغــــة عقـــود المقـــاولات الإنشائيـــــة|القانون والعقود:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 2:54 pm من طرف ايمان محمد