المجازر الارهابية في سورية …و اهداف جديدة لن تتحقق
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة السورية
صفحة 1 من اصل 1
المجازر الارهابية في سورية …و اهداف جديدة لن تتحقق
العميد أمين حطيط
عندما انطلق الاخوان المسلمون في حركتهم للوصول الى السلطة في سورية تبين لهم ان الشعب السوري الذي يعرفهم و خبرهم طيلة عقود سابقة لم ينس تاريخهم و لن يخدع بالشعارات التي يطلقونها بعناوين اسلامية في الزمان و المكان و المفهوم، و مع احجام الشعب السوري عن الاستجابة الى ما ارادوه ، انتقلوا و بحرق المراحل الى العنف من اجل استدرار العطف و استدعاء التدخل الدولي في سورية ، بعد ان راحوا يروجوا لمقولة تزور الحقائق و يرددونها حتى اضحت مضغة يلوكها كل من اراد ان يتدخل في سورية ضد دولتها و موقعها و دورها الاستراتيجي المحوري ضد المشروع الصهيواميركي في المنطقة : مقولة ” النظام الذي يقتل شعبه ” عبارة ابتدعها و لفقها الاخوان و الانظمة العربية و الدولية الحاضنة لهم في سعيهم الى السلطة و تنفيذ الصفقة مع الغرب .
و بعد ان عسكروا “الحركة الشعبية المطلبية ” التي كانت الدولة السورية قد بدأت بالاستجابة لها بوضع الخطط لعملية اصلاح النظام السياسي و تطويره ، فقد سارع الاخوان المسلمون و وفقا لخطة مدروسة الى وضع العراقيل بوجه تلك العملية السياسية الاصلاحية و رفضوا اي نوع من انواع الاصلاح ان لم يكن منطلقا من محطة اساس تبدأ بالتنصل ممن اختاره الشعب رئيسا ، و لذلك كانت و لا زالت لديهم شروط ثابتة ي هذا الشأن حيث رفضوا و لا زالوا يرفضون الاحتكام للشعب و لصنديق الاقتراع ، رفضا قاطعا ينبئ بمعرفتهم لحجمهم الحقيقي في صفوف الشعب السوري الذي بغالبيته العظمى يعرفهم و يرفض تسليمهم زمام الامر في البلاد لا لشيء الا لانه يعرف نهجهم و فكرهم الالغائي الاقصائي ، و نزعتهم للعمل مع الاجنبي ضد المصالح الوطنية و القومية .
أ. حيال هذا الرفض لجأ الاخوان المسلمون الى العنف ، و لحق بهم في هذا الطريق من رفدهم من قوى و هيئات تكفيرية تعمل بالفكر الوهابي من قاعدة و جبهة نصرة و ما اليها ، ولجأوا الى ارتكاب المجازر بحق الشعب السوري ، ثم و بكل وقاحة و اجتراء على الحقيقة عملوا على الصاق المسؤولية عن هذه المجازر بالاجهزة الرسمية السورية لتحقيق اغراض ثلاثة :
1) شيطنة النظام و تصويره بانه نظام فتك و قتل ، ليصح معه قولهم ” النظام الذي يقتل شعبه ”
2) دفع المواطنيين السوريين الذين يرفضون الاخوان و التكفيرين ويؤيدون الحكومة الشرعية في البلاد ، دفعهم للانفكاك عن خياراتهم و العمل مع القوى المسماة “ثورية ” لتقديم الوقود البشري الذي يحتاجه الارهابيون.
3) اظهار “مظلومية الشعب السوري” امام الرأي العام العالمي من اجل تشكيل كتلة دولية حاضنة و داعمة لما اسموه ثورة حتى توفر للحركة المسلحة احتيجاتها تحت شعار الدفاع عن النفس .
و قد اعتمدت تلك الجماعات و من اجل النجاح في مسعاها على اعلام خارجي تلفيقي ذو قدرات عالية جدا ، حيث قدم لها كل ما تطلب في هذا المجال حتى و ان هذا الاعلام كان يخترع المجازر دون ان تكون قد حصلت و يستعير مشاهد سابقة من لبنان او العراق او افغانستان ، و هي المجازر التي ارتكبت بيد القوات الاطلسية او الاسرائيلية او القاعدة ، و يقدمها على اساس انها ارتكبت في سورية و بيد النظام .
ب. و هنا و بموضوعية نقول ان الهجمة التلفيقية و عملية التزوير تلك حققت كثيرا من اهدافها حيث وقع الكثير من الطبيبين و حسني النية ضحية تلك الحملة و صدقوا ما يلفق و اتخذوا مواقف مبنية على قاعدة معلومات كاذبة و وهمية ، و مع هذا النجاح انتقل المخطط للعدوان على سورية الى المرحلة الثانية من مراحل استخدام المجازر ، حيث انه اراد منها خدمة اغراض جديدة تضاف الى ما سبق و اهمها :
1) الانتقام من السوريين الذين رفضوا الانجرار وراء التضليل و تمسكوا بدولتهم و قيادتهم ، و استمروا في حياتهم الطبيعية عملا و انتاجا و اسلوب معيشة . و لهذا كانت السيارات المفخخة – الوسيلة الاسرع و الاسهل لارتكاب المجازر – توضع في الاحياء المدنية الامنة من اجل تعطيل دورة الحياة العادية خاصة في دمشق و حلب .
2) انتاج بيئة كئيبة ضاغطة ، لتوفير الظروف الملائمة للمخطط للعدوان على سورية من اجل استصدار قرار من مجلس الامن الدولي و من اي هيئة دولية تعنى بالامن و السلام الدوليين و بحقوق الانسان ، قرار يتوخى منه ان يكون ضد الحكم في السوري و لمصلحة ما اسمي “ثورة سورية “.
هنا نرى ان المجازر فشلت في تحقيق اغراضها الاساسية لكنها ادت و يا للاسف الى ازهاق ارواح الابرياء من الشعب السوري ، و الى تدمير ممتلكاتهم و التأثير المؤقت على دورة الحياة ، لكن الشعب السوري الذي كان محلا للانتقام ، ازداد تمسكا بدولته و بمن اختاره رئيسيا لها ، و كان ينفض الغبار بسرعة و يعود فينطلق مجددا ليعيد عجلة العمل الى مسارها بعد كل مجزرة او تفجير ، اما على الاتجاه الدولي ، و رغم ان المعتدي نجح في الحصول على بعض القرارات التي يريد من هذه الهيئة الدولية او تلك ، الا انه فشل في الاهم و الاساس و هو دفع مجلس الامن الى منحه التفويض للتدخل في سورية ، و كان الوعي الصيني – الروسي الذي ترجم فيتو مزدوج في المجلس ، كان كافيا لافشال دبلوماسية المجازر الصهيو اميركية ، و المنفذة بايد و اموال عربية و اسلامية و يا للاسف . و بالتالي يمكن القول بان المجازر في مرحلتها الثانية انتهت الى فشل في تحقيق الاهداف ، و كان الوعي و الحزم و الارادة في الداخل السوري ، كما و على صعيد اقليمي و دولي السبب في افشالهم .
ج. و الان يبدو ان المعتدي على سورية و بعد سلسلة الهزائم التي تلقاها في الاونة الاخيرة على يد الجيش العربي السوري و القوات الرديفة ، و بعد تنامي الوعي الشعبي السوري ، و بعد الانهيار الذي بدأ يضرب في منظومة حكم الاخوان المسلمين بدءا من مصر ، و بعد ان دخلت الازمة في سورية ” المرحلة السعودية ” بادارة استخباراتية سعودية مباشرة ، عادت منظومة العدوان الى المجازر و لكن يبدو انه بات لها وظيفة جديدة كما يستدل على ذلك من المجازر لتي ارتكبها الارهابيون الجناة مؤخرا و التي كان اخرها مجزرتي جرمانا و خان العسل التي اودت بحياة ما زاد عن مئتين من المدنيين و العسكريين ، خان العسل التي لها ايضا خصوصة معينة حيث نستطيع القول بان هذه المجزرة كانت من اجل تحقيق الاهداف التالية :
1) طمس جريمة استعمال الارهابيين للاسلحة الكيماوية في البلدة تلك منذ عدة اشهر ، و الحؤول دون تمكين اللجنة الدولية التي انتدبتها الامم المتحدة للتحقيق من تنفيذ ما جاءت من اجله . هذا التحقيق الذي طلبته الحكومة السورية و عطلته اميركا عندما ارادت ان تحرفه عن مساره لتنفذ عبره اهداف استخباراتية خاصة بها ، تذكر بما حصل في العراق قبل الغزو الاميركي عبر تسخير لجنة التفتيش عن اسلحة الدمار الشامل المزعومة ، تسخيرها للمصالح الاستعلامية الاميريكية . و لكن و بعد ان وقعت اميركا و من يتبعها و ينفذ سياستها الارهابية في سورية ، وقعت بالاحراج و الضيق اثر ما قامت به روسيا من تحقيق و كشف ، بعد ذلك ازاحت العراقيل من طريق التحقيق الدولي نظريا و لكنها امرت بمجزرة خان العسل حتى لا يصل المحققون الى الميدان الا و قد افسدت الادلة او عطلت او اخرجت منه .
2) نشر الرعب في صفوف المواطنين و العسكريين على السواء من اجل حملهم على الخروج من الميدان من غير القتال و هذا ما يذكر بالمقولة الصهيونية التي كانت تعمل الهاغاناه بموجبها : “اقتل شخصا ، تهجر عشرة و ترعب مئة و تفتح الطريق الى الهدف الذي تريد فتحتله من غير قتال ” . و لان الجماعات الارهابية العاملة في الشمال السوري تشعر بانها في المسألة العملانية الميدانية باتت في ضيق و حرج بعد ان امرتها السعودية – كما صرح مسؤولو هؤلاء الارهابيين – باحتلال مدينة حلب لتحقيق التوزان المطلوب في الميدان قبل اي عملية تفاوض حول حل سلمي للازمة ، و لان الوقت ضيق و المهمة صعبة فقد لجأ الارهابيون العمل بالنهج الصهيوني لجهة ارتكاب المجازر علهم يفتحون الطريق بسرعة الى حلب كما يشتهون .
و الان و رغم فظاعة المجزرة و حجم المأساة التي احدثتها ، فاننا نقول ان وظيفة المجازر الارهابية في مرحلتها الثالثة لن تكون افضل حالاً من نتائج المرحلة الثانية اي الفشل و الخزي للمجرمين ، فالشعب السوري كما الجيش و القوات الرديفة لن يقعوا فيما خطط له الارهابيون و اسيادهم خاصة في اميركا و السعودية لان ففي سورية شعب و جيش و حكم عقدوا العزم جميعا على متابعة المعركة الدفاعية حتى النصر الذي بات قريبا و لا يناقش به الا مكابر او جاهل .
و عن الادلة و جمعها فاننا نرى ان ما يمكن ان تقدمه الحكومة السورية و ما لدى الجهة الروسية و ما يمكن الوصول اليه في الميدان هو كافي لادانة الارهابيين باستخدام الاسلحة الكيماوية ، اما بالنسبة للاستثمار العملاني الميداني، فانه يكفي ان نقول بان حلب تنتظر الاسابيع القادمة من اجل تطهير بعض احيائها من رجس الارهابيين لتعيدها و تجمعها مع الاحياء التي تعيش حالياً في كنف الامن الشرعي السوري و ان التصورات التي تساور الارهبيين لجهة احتلال حلب و اقامة عاصمة الارهاب فيها ، ليست الا اضغاث احلام يائسة تتهاوى عند عنفوان الشعب السوري في حلب ، و ارادة الجيش العربي السوري الذي يتحضر لعملية سحق الارهاب و تطهير بعض احياء حلب منه في الاسابيع المقبلة كم فعل في القصير و حمص و سواهما .
السهم الناري- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي
مواضيع مماثلة
» الخوذ البيضاء الارهابية تعلن النفير في إدلب... وتنقل شحنات جديدة من الكلور إلى جسر الشغور
» المجموعات الارهابية في سورية تشتبك مع عناصر الجيش التركي بالاسلحة التي امنها جهاز المخابرات لها
» دلائل جديدة على انخراط “حماس” بدعم الإرهابيين في سورية
» داعش والغبراء حرب جديدة و سورية منتصرة بقوة الجيش والشعب
» سورية تجمع أوراق قوة جديدة.. وحلف أعدائها يصرخ قبل الطوفان
» المجموعات الارهابية في سورية تشتبك مع عناصر الجيش التركي بالاسلحة التي امنها جهاز المخابرات لها
» دلائل جديدة على انخراط “حماس” بدعم الإرهابيين في سورية
» داعش والغبراء حرب جديدة و سورية منتصرة بقوة الجيش والشعب
» سورية تجمع أوراق قوة جديدة.. وحلف أعدائها يصرخ قبل الطوفان
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة السورية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:32 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة سجلات الأعمال الإحصائية للبلدان العربية|قطاع التامين:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:31 pm من طرف ايمان محمد
» دورة إدارة وبرمجة وتخطيط وجدولة وضبط المشاريع بإستخدام الحاسب الالي MS Project و بريمافيرا:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:23 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة تخطيط وتطبيق مكاتب إدارة المشاريع والتحضير لشهادة مدير مشاريع محترف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:19 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة إدارة إتصالات ومخاطر وتوريدات المشاريع|إدارة المشاريع:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:16 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة تطبيقات الحوكمة فى القطاع المصرفى Governance|البنوك والمالية:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:07 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة مبادىء وإعداد القوائم المالية فى القطاع المصرفى|البنوك قطاع المصارف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:04 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة إدارة وتحصيل الإشتراكات التأمينية|البنوك قطاع المصارف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:02 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة استراتيجيات وتقنيات اعداد وادارة العقود والحد من المخاطر المالية والقانونيةالقانون والعقود:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 2:57 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة الأســـس الفنيـــة لصياغــــة عقـــود المقـــاولات الإنشائيـــــة|القانون والعقود:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 2:54 pm من طرف ايمان محمد