ما الذي يحصل على الحدود اليمنية السعودية؟

ماهر الخطيب

تمتد الحدود بين اليمن والسعودية بطول ألفي كيلومتر، وكانت موضع نزاع بين البلدين على مدى ستة عقود إلى أن أبرمت اتفاقية الحدود بينهما في 12 حزيران 2000، ووقع عليها الرئيس السابق علي عبد الله صالح، ونصت الاتفاقية الحدودية بين اليمن والسعودية على إقامة منطقة مشتركة بين البلدين بواقع أربعين كيلومتراً من الجهتين تخصص لتنقل مواطني الحدود من البدو الرحل.

الإشتباكات التي إندلعت بالقرب من علامة الترسيم رقم 702 القريبة من منطقة العناب الشعف التابعة لمديرية خب بمحافظة الجوف، ناتجة عن قيام السلطات السعودية ببناء جدار عازل، بعد أن كان رجال القبائل قد أبلغوا الشركة المكلفة وحرس الحدود السعودي بالتوقف عن أي استحداثات في الجدار، وأن أي استحداثات ستجعل معدات الشركة هدفاً مباشراً لهم، بحسب ما تؤكد مصادر مطلعة، التي تشير إلى أن الإتفاقية الموقعة بين البلدين لا تنص عليه.

وكانت السلطات السعودية بدأت بناء الجدار من جانب واحد قبل نحو عامين، لمنع عبور المهربين والمتسللين، لكن القبائل منعتها في آذار الماضي من استكماله.

لا علاقة للحوثيين بالإشتباكات

وعلى الرغم من إعتقاد الكثيرين أن ما حصل يتعلق بقضايا سابقة لها علاقة بالحوثيين، ما يؤشر إلى وجود صراع على النفوذ في المنطقة يراد منه أن تدفع السعودية ثمن تدخلها في الصراعات الإقليمية، ينفي رئيس ملتقى “شباب بكيل” وأحد مشايخ الجوف حسن أبو هدرة، في حديث لـ”النشرة” هذا الأمر على الإطلاق، ويؤكد أن ما يحصل ليس له علاقة بأي صراع سياسي، ويوضح أن القضية تتعلق بحقوق يراد اغتصابها من خلال بناء هذا الجدار.

ويشير أبو هدرة إلى أن القبائل تبادلت إطلاق نار مع قوات سعودية أثناء قيامها بمواصلة بناء الجدار، الأمر الذي تسبب بسقوط جريحين من قبائل ذو حسين واندلاع نيران كثيفة بإحدى حاويات الشركة المنفذة للجدار العازل، ما أدى إلى حالة من التوتر الشديد في المكان، حيث تبع ذلك تحليق مكثف للطيران السعودي، فيما توافد رجال القبائل إلى المنطقة على متن أطقم قبلية مسلحة.

الحكومة اليمنية تلتزم الصمت

وفي الوقت الذي نقلت فيه وسائل الإعلام اليمنية نفيها حصول أي إعتداء من قبل القوات السعودية على الحدود اليمنية، وتأكيدها بأن ما يحصل هو بايعاز من جهات خارجية، يؤكد أبو شردة أن المقصود من هذا الأمر هو الإشارة إلى الحوثيين، من أجل الحديث أن إيران هي من تقف وراء هذا الأمر، ويشدد على أن الحوثيين غير موجودين في المنطقة، في حين أن المراد هو إستعمال ايران كـ”فزاعة” من أجل الإستمرار في المشروع.

ويوضح أبو هردة أن القضية تتعلق بالنفط الموجود في المنطقة المشتركة، والسعودية تريد الإستحواذ على مسافة 20 كيلومترا مربعا من الأراضي بعد الذي أخذته في وقت سابق من أجل ذلك.

أما بالنسبة الى موقف الحكومة اليمنية، يشير أبو هردة إلى أنها تلتزم الصمت راهنا، ويعتبر أنها خاضعة للوصاية السعودية منذ عهود، ويكشف أن أحد المسؤولين السعوديين أبلغه بوجود تنسيق مع حرس الحدود اليمني من أجل القيام بهذه الأعمال.

مستعدون للمواجهة

أبو هردة الذي يؤكد أن السكان هم مجموعة من القبائل، ويعتبر أن ما يحصل هو حراك شعبي مطلبي بهدف الحفاظ على الحقوق، يحذر من أنه في حال لم تتم معالجة الوضع سريعاً، فإن القبائل مستعدة للمواجهة، ويشدد على أنها عبارة عن قنبلة موقوتة سوف تنفجر بوجه “المغتصبين”، ويشير إلى أنهم لن يسمحوا للسلطات السعودية بأي استحداث في الجدار أو في المنطقة المشتركة، وإلى أن لديهم خطة للتعامل مع ذلك، ويشدد على أنهم سيدافعون عن أراضيهم وسيستعيدون ما اغتصب منها.