التسوية.. بين النضوج ومحاولات العرقلة
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة السورية
صفحة 1 من اصل 1
التسوية.. بين النضوج ومحاولات العرقلة
د. ليلى نقولا الرحباني
لا شك أن التطورات المتسارعة في المنطقة تعكس ما يبدو أنه بداية نضوج تسوية ما بين الروس والأميركيين، بدأت مؤشراتها تبرز في أكثر من ملف إقليمي، خصوصاً في القضايا الملتهبة في المنطقة، كما تعكسها المحاولات الحثيثة لمجموعة الخاسرين لتوتير الأوضاع والدفع نحو العرقلة، أو على الأقل تأجيل التسوية والمماطلة فيها، ومن هذه المؤشرات التطورات الدالة على بدء مرحلة التسوية، ما يلي:
أ- من ناحية الحلف المقاوم:
- إعلان مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أنهم سيبدأون عملهم على الأراضي السورية في أقرب وقت ممكن، وعلى الأرجح خلال أيام، وهذا يعكس الجدية السورية والدولية في الموضوع، ومحاولات تبادل الثقة بين الطرفين، ويعكس رغبة سورية في تقديم مؤشرات إيجابية تتمثل في إرادة النظام السوري حسن تطبيق الاتفاق وإعطاء ضمانات جدية وحقيقية للتنفيذ.
- إعلان إيران عن إلغاء الحظر الأحادي الذي وضعته أوروبا على الملاحة البحرية الإيرانية و17 شركة أخرى، وعلى الرغم من أن الموضوع قد تمّ إخراجه بطريقة قضائية، إلا أنه من المعروف أنه لم يكن ليصدر قرار كهذا عن المحكمة لو لم تكن هناك رغبة أوروبية ودولية بالحلحلة وتخفيف العقوبات عن النظام الإيراني، علماً أن المبادرات الغربية الإيجابية تجاه إيران يتم مبادلتها بمبادرات إيجابية مقابلة من الجانب الإيراني، فقد أعلن رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيراني علي أكبر صالحي أن بلاده خفضت إلى حد كبير مخزونها من الأورانيوم المخصب، وبنسبة 20 في المئة، عن طريق تحويله إلى وقود للمفاعلات لأبحاث طبية، زد على ذلك سياسة الانفتاح والاعتدال التي يمارسها الإيرانيون، فقد رحبت إيران بالمبادرة الروسية وأيّدتها، كما يعتزم الإيرانيون استقبال رئيس البرلمان التركي هذا الأسبوع، وداخلياً، طلب الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني من حرس الثورة الإسلامية عدم التدخل في السياسة، بالإضافة إلى رفع الحظر عن مواقع التواصل الاجتماعي، حيث بات موقعا “فيس بوك” و”تويتر” متاحين بصورة كبيرة للمستخدمين الإيرانيين، وذلك بعد أربع سنوات من حجبهما في عام 2009 أثناء الاحتجاجات التي قامت ضد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.
ب- من ناحية الدول المتحالفة مع الغرب:
تُعتبر فرنسا وتركيا والسعوية من أكبر الخاسرين من تسوية مرتقبة في سورية، وقد لجأ هؤلاء إلى التصعيد المتعدد الجهات وذلك كما يلي:
- إسقاط الأتراك مروحية سورية دخلت الأراضي التركية خلال تعقّبها لمقاتلين دخلوا من الأراضي التركية لتنفيذ هجومات في الأراضي السورية، وقد قام الأتراك بقصف المروحية خلال عودتها، ما أدى إلى سقوطها داخل الأراضي السورية، وهذا التصعيد إن دلّ على شيء فهو يدل على رغبة تركية في التصعيد والصراخ، أملاً في مشكلة تغيّر التوجهات أو ثني الأميركيين عن الذهاب إلى التسوية.
- قيام المجموعات الموالية للممكلة العربية السعودية في لبنان، بتصعيد كبير عنوانه مجدداً “شبكة اتصالات حزب الله”، علماً أن التقارير تشير إلى أن شبكة الاتصالات تلك هي شبكة قديمة منجَزة منذ سنوات، وقيد التشغيل منذ ما قبل حرب تموز 2006، وذلك بعلم المراجع الأمنية والسياسية، وهكذا يكون لبنان قد عاد مجدداً إلى ساحة يتبادل فيها الأطراف الإقليميون الرسائل، ويحاولون ممارسة هواية توتير الأجواء الداخلية لإحراج “حزب الله”، ومحاولة عرقلة التسوية الإقليمية بطلب من المملكة السعودية، التي دخلت بقوة على خط الأزمة السورية، متعهدة القيام بتعديل موازين القوى، ولكنها فشلت.
- التصريحات التهديدية والعالية النبرة التي يطلقها الفرنسيون، خصوصاً التحذيرات التي أطلقها فابيوس، وحديثه عن قرار ملزم يصدر عن مجلس الأمن بموجب الفصل السابع، علماً أنه يدرك جيداً أن الروس لن يسمحوا بمرور قرار كهذا، وإن الاتفاق الروسي الأميركي لم يتضمن أي إشارة إلى قرار بفرض عقوبات أو إصدار قرار تحت الفصل السابع ضد سورية، أما إعلانه عن تنظيم لقاء دولي واسع لدعم المعارضة السورية وتقويتها تمهيداً للتفاوض بشأن حل سياسي في سورية، فيُعدّ تناقضاً بين تهديداته بالعقوبات القوية ودعوته إلى إنشاء معارضة قوية للذهاب إلى طاولة المفاوضات، وقد يكون هذا التوجّه الأخير هو ما دفع المعارضة السورية دفعاً إلى تسمية رئيس حكومة المعارضة، علماً أن هؤلاء يدركون جيداً أن تجربة غسان هيتو قبله لم تكن مشجِّعة، ولم تؤدِّ إلى أي تغيير في الموازين السورية، ولم تُلغِ الانقسامات بين المعارضات السورية، التي أعلن تقرير بريطاني أن عددها قد بلغ ألف مجموعة، يبلغ مجموع مقاتليها 100 ألف مقاتل، نصفهم من المتطرفين التكفيريين.
لا شك أن التطورات المتسارعة في المنطقة تعكس ما يبدو أنه بداية نضوج تسوية ما بين الروس والأميركيين، بدأت مؤشراتها تبرز في أكثر من ملف إقليمي، خصوصاً في القضايا الملتهبة في المنطقة، كما تعكسها المحاولات الحثيثة لمجموعة الخاسرين لتوتير الأوضاع والدفع نحو العرقلة، أو على الأقل تأجيل التسوية والمماطلة فيها، ومن هذه المؤشرات التطورات الدالة على بدء مرحلة التسوية، ما يلي:
أ- من ناحية الحلف المقاوم:
- إعلان مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أنهم سيبدأون عملهم على الأراضي السورية في أقرب وقت ممكن، وعلى الأرجح خلال أيام، وهذا يعكس الجدية السورية والدولية في الموضوع، ومحاولات تبادل الثقة بين الطرفين، ويعكس رغبة سورية في تقديم مؤشرات إيجابية تتمثل في إرادة النظام السوري حسن تطبيق الاتفاق وإعطاء ضمانات جدية وحقيقية للتنفيذ.
- إعلان إيران عن إلغاء الحظر الأحادي الذي وضعته أوروبا على الملاحة البحرية الإيرانية و17 شركة أخرى، وعلى الرغم من أن الموضوع قد تمّ إخراجه بطريقة قضائية، إلا أنه من المعروف أنه لم يكن ليصدر قرار كهذا عن المحكمة لو لم تكن هناك رغبة أوروبية ودولية بالحلحلة وتخفيف العقوبات عن النظام الإيراني، علماً أن المبادرات الغربية الإيجابية تجاه إيران يتم مبادلتها بمبادرات إيجابية مقابلة من الجانب الإيراني، فقد أعلن رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيراني علي أكبر صالحي أن بلاده خفضت إلى حد كبير مخزونها من الأورانيوم المخصب، وبنسبة 20 في المئة، عن طريق تحويله إلى وقود للمفاعلات لأبحاث طبية، زد على ذلك سياسة الانفتاح والاعتدال التي يمارسها الإيرانيون، فقد رحبت إيران بالمبادرة الروسية وأيّدتها، كما يعتزم الإيرانيون استقبال رئيس البرلمان التركي هذا الأسبوع، وداخلياً، طلب الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني من حرس الثورة الإسلامية عدم التدخل في السياسة، بالإضافة إلى رفع الحظر عن مواقع التواصل الاجتماعي، حيث بات موقعا “فيس بوك” و”تويتر” متاحين بصورة كبيرة للمستخدمين الإيرانيين، وذلك بعد أربع سنوات من حجبهما في عام 2009 أثناء الاحتجاجات التي قامت ضد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.
ب- من ناحية الدول المتحالفة مع الغرب:
تُعتبر فرنسا وتركيا والسعوية من أكبر الخاسرين من تسوية مرتقبة في سورية، وقد لجأ هؤلاء إلى التصعيد المتعدد الجهات وذلك كما يلي:
- إسقاط الأتراك مروحية سورية دخلت الأراضي التركية خلال تعقّبها لمقاتلين دخلوا من الأراضي التركية لتنفيذ هجومات في الأراضي السورية، وقد قام الأتراك بقصف المروحية خلال عودتها، ما أدى إلى سقوطها داخل الأراضي السورية، وهذا التصعيد إن دلّ على شيء فهو يدل على رغبة تركية في التصعيد والصراخ، أملاً في مشكلة تغيّر التوجهات أو ثني الأميركيين عن الذهاب إلى التسوية.
- قيام المجموعات الموالية للممكلة العربية السعودية في لبنان، بتصعيد كبير عنوانه مجدداً “شبكة اتصالات حزب الله”، علماً أن التقارير تشير إلى أن شبكة الاتصالات تلك هي شبكة قديمة منجَزة منذ سنوات، وقيد التشغيل منذ ما قبل حرب تموز 2006، وذلك بعلم المراجع الأمنية والسياسية، وهكذا يكون لبنان قد عاد مجدداً إلى ساحة يتبادل فيها الأطراف الإقليميون الرسائل، ويحاولون ممارسة هواية توتير الأجواء الداخلية لإحراج “حزب الله”، ومحاولة عرقلة التسوية الإقليمية بطلب من المملكة السعودية، التي دخلت بقوة على خط الأزمة السورية، متعهدة القيام بتعديل موازين القوى، ولكنها فشلت.
- التصريحات التهديدية والعالية النبرة التي يطلقها الفرنسيون، خصوصاً التحذيرات التي أطلقها فابيوس، وحديثه عن قرار ملزم يصدر عن مجلس الأمن بموجب الفصل السابع، علماً أنه يدرك جيداً أن الروس لن يسمحوا بمرور قرار كهذا، وإن الاتفاق الروسي الأميركي لم يتضمن أي إشارة إلى قرار بفرض عقوبات أو إصدار قرار تحت الفصل السابع ضد سورية، أما إعلانه عن تنظيم لقاء دولي واسع لدعم المعارضة السورية وتقويتها تمهيداً للتفاوض بشأن حل سياسي في سورية، فيُعدّ تناقضاً بين تهديداته بالعقوبات القوية ودعوته إلى إنشاء معارضة قوية للذهاب إلى طاولة المفاوضات، وقد يكون هذا التوجّه الأخير هو ما دفع المعارضة السورية دفعاً إلى تسمية رئيس حكومة المعارضة، علماً أن هؤلاء يدركون جيداً أن تجربة غسان هيتو قبله لم تكن مشجِّعة، ولم تؤدِّ إلى أي تغيير في الموازين السورية، ولم تُلغِ الانقسامات بين المعارضات السورية، التي أعلن تقرير بريطاني أن عددها قد بلغ ألف مجموعة، يبلغ مجموع مقاتليها 100 ألف مقاتل، نصفهم من المتطرفين التكفيريين.
larbi- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 32959
نقاط : 68034
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
مواضيع مماثلة
» العرقلة السعودية والأخطاء الأميركية
» الغرب ومحاولات استعادة المشهد
» أنباء عن وساطة مصرية ومحاولات غربية لإنقاذ الميليشيات
» عدرا ومحاولات قطع الطريق الدولي.. فشل خطط المسلحين ودفة التحكم بيد الجيش
» حلب ومحاولات تغيير الواقع العسكري.. الاوزبك والشيشانيون رأس حربة في المعركة الدائرة
» الغرب ومحاولات استعادة المشهد
» أنباء عن وساطة مصرية ومحاولات غربية لإنقاذ الميليشيات
» عدرا ومحاولات قطع الطريق الدولي.. فشل خطط المسلحين ودفة التحكم بيد الجيش
» حلب ومحاولات تغيير الواقع العسكري.. الاوزبك والشيشانيون رأس حربة في المعركة الدائرة
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة السورية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 3:51 pm من طرف منتجع التدريب الدولي ITR
» دورات تدريبية:دورة صيانة المنظومات الكهربائية - مستوى متقدم|الهندسة الكهربائية:مركزITR
اليوم في 3:48 pm من طرف منتجع التدريب الدولي ITR
» دورات تدريبية:دورة تشغيل وصيانة الشبكات الكهربائية|الهندسة الكهربائية:مركزITR
اليوم في 3:46 pm من طرف منتجع التدريب الدولي ITR
» الحكومة الليبية تفرض الحجاب وتمنع الموضة والإختلاط بين الجنسين وتعلن : لاحريات شخصية بدءا من اليوم
اليوم في 2:13 pm من طرف larbi
» حزب الله يستهدف عكا وكريات شمونة ومحيطها والاحتلال يعلن عن إصابات وأضرار في المباني
اليوم في 2:10 pm من طرف larbi
» كتاب عن النسوان ممنوع في جميع الدول العربية
اليوم في 11:23 am من طرف larbi
» الديانة الابراهيمية وحكم الردة في الاسلام - الشيخ محمد بن زايد نموذجا
اليوم في 11:21 am من طرف larbi
» مقاتلو حزب الله يوجّهون رسالة لأمينهم العام الجديد "نعيم قاسم"
اليوم في 11:18 am من طرف larbi
» الفصائل العراقية تقصف اهداف عسكرية في العمق الاسرائيلي
أمس في 9:09 pm من طرف larbi
» حزب الله يقصف قاعدة زوفولون للصناعات العسكرية ويكثف استهدافه لصفد ونهاريا وتجمع الكاريوت
أمس في 9:08 pm من طرف larbi