أسرار التواصل الأميركي-الإيراني.. ماذا طلب روحاني ثمنا للصورة مع أوباما؟
2 مشترك
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
أسرار التواصل الأميركي-الإيراني.. ماذا طلب روحاني ثمنا للصورة مع أوباما؟
عباس ضاهر
تبدو ايران منهمكة هذه الايام بتقييم طبيعة التواصل الجديد بين طهران وواشنطن. لم يستسغ معظم الشعب الإيراني “الانقلاب السريع” في العلاقة مع الادارة الاميركية. تحضر في الجمهورية الاسلامية أسئلة عن كيفية التكيف مع المرحلة الجديدة، بعدما اعتاد الإيرانيون على ترداد عبارة “الموت لأميركا” طيلة أربعين عاما. من هنا تبدو مهمة الرئيس الإيراني الجديد ليست سهلة داخل ايران، لكن مساندة المرشد السيد علي الخامنئي لسياسة الشيخ حسن روحاني كفيلة وحدها بتأمين التغطية لخطواته الانفتاحية.
يعترف مصدر دبلوماسي إيراني لـ”النشرة” بوجود تباينات في الرأي داخل الجمهورية الاسلامية حول سياسة روحاني، وحين يتم سؤاله عما قصده الخامنئي بإنتقاده لبعض ما حصل في نيويورك يقول المصدر: اعتقد انه قصد الاتصال بين الرئيس الأميركي باراك أوباما وروحاني. فما هي تفاصيل الاتصال؟ وكيف حصل؟ ولماذا انتقده المرشد الإيراني؟
يبدأ المصدر الإيراني بسرد بداية القصة. بدأت دوائر البيت الابيض إجراء إتصالات مع طهران قبل وصول روحاني الى نيويورك. ويقول ان خمس اتصالات أجراها الأميركيون يطلبون فيها لقاء بين الرئيسين لكن طهران لم تعط الموافقة، وبعد خمس دقائق فقط من وصول روحاني الى الفندق في نيويورك، اتصل البيت الابيض. كان الرد من روحاني: لماذا نلتقي؟ مضى أربعون عاما لم يجر فيها أي لقاء، فما هو ثمن اللقاء اليوم؟ كان الجواب الأميركي يرتكز على فتح صفحة جديدة، لكن الإيرانيين يريدون البحث في الجوهر لا الإكتفاء في شكل اللقاء.
يضيف المصدر الإيراني عبر “النشرة” لقد وصل الأمر بالأميركيين لطلب لقاء الدقيقة الواحدة على طاولة الغداء من أجل الصورة وترحيب أوباما بوجود روحاني على أرض الولايات المتحدة. لكن الثاني رفض ولم يحضر الى مائدة الغداء التي جمعت رؤساء شاركوا في إجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة.
حاول البيت الابيض استمالة الرئيس الايراني من خلال القول للوفد المرافق له: انتم اعتداليون، لماذا لا تترجمون ذلك باللقاء؟ بعد رفض الإيرانيين لجأ فرق الرئيس الأميركي الى إرسال إشارات عن نية إجراء إتصال بين أوباما وروحاني، لم يعلق حينها الرئيس الإيراني لا سلبا ولا إيجابا.
يقول المصدر الإيراني ان البيت الأبيض بادر الى الإتصال بهاتف السفير الإيراني في نيويورك الذي كان يرافق روحاني في الطريق الى المطار وقال له: الرئيس على الخط يريد مكالمة روحاني لمدة قصيرة. رد روحاني على أوباما فوجه له الرئيس الأميركي تحية ترحيبية لوجوده في نيويورك واعتذر عن وجود زحمة سير في هذه الولاية المكتظة بالسكان. تحدثا بالانكليزية -روحاني يجيد التحدث بها بطلاقة نتيجة دراسته في جامعات بريطانيا- فأكد الرئيس الإيراني كما يقول المصدر على حق بلاده في الملف النووي السلمي ودعا الى مفاوضات تقوم على اساس الإعتراف بهذا الحق. على الفور كان رد أوباما: اعلم ذلك فالسيد خامنئي أصدر فتوى حرم خلالها السلاح الكيميائي.
لم يكن الحديث طويلا لان روحاني قال لأوباما: إذا كنتم جادين بالحل فلتبدأ المفاوضات العملية فورا بين وزيري خارجيتنا، انا أفوض ظريف من جهتنا فكلفوا كيري انتم. وافق أوباما فورا وودع روحاني بعبارة باللغة الفارسية تعني: بأمان الله.
تم اللقاء بين كيري وظريف لاحقا بحضور وزراء خارجية دول اخرى اجمعوا على الإشادة بالخطوة . اللقاء بين وزيري خارجية البلدين دام أربعين دقيقة. باشر ظريف خلالها بالقول: اجتماعاتنا لا تعني اعترافنا بقرارات جائرة بحقنا-قصد طبعا العقوبات بحق ايران- وطرح ظريف مفاوضات واضحة ضمن فترة محددة أقصاها سنة. وهنا أراد الأميركيون توسيع دائرة التفاوض لتشمل ملفات إقليمية، حيث بدا انهم كانوا يريدون ضمانات لأمن اسرائيل. فرد ظريف: نريد التفاوض وفق خطوة تليها أخرى، وحين يتم الاتفاق حول الملف النووي ننتقل الى باقي الملفات بتدرج. لاحظ الإيرانيون ان الأميركيين يستعجلون بت كل الملفات، لكن ظريف أصر على طرح بلاده ضمن معادلة واضحة: شفافية ايران في الملف الإيراني مقابل رفع العقوبات عنها.
من خلال النقاش والإيجابية الاميركية في الشكل يقول المصدر الإيراني المطلع ان ظريف ابلغ كيري بإختصار: أعطونا ما لديكم، أعطونا إقتراحات جديدة حول النووي.
تم الاتفاق على لقاءات جديدة، لكن القلق ظهر في تل أبيب والتساؤلات بدأت في طهران.
لاحظ الإيرانيون ان الإسرائيليين أصيبوا بالذعر، وحط بعدها بنيامين نتانياهو في واشنطن والتقى نائب الرئيس الأميركي جو بايدن. وصلت رسالة الى طهران تفيد ان نتانياهو لم ينجح في تحريضه ضد الإيرانيين، لذلك صعّد في هجومه على روحاني شخصيا و قال انه مخادع ويشبه سلفه محمود احمدي نجاد. لم يكن نتانياهو موفقا لاعتبارات عدة منها طبيعة التصريحات الدبلوماسية للرئيس الإيراني، وتوق الأميركيين الى حل القضية، وسعي أوباما لتحقيق إنجاز تاريخي على هذا الصعيد.
اما الجمهورية الاسلامية الإيرانية كانت تعيش انقلابا في المشهد الذي اعتاد عليه جيل الثورة. لذلك يلمح المصدر نفسه الى الحاجة لتحضير الرأي العام الإيراني، ويرى المصدر ان خطاب الخامنئي يأتي في جزء منه ضمن هذا السياق. علما ان المرشد تكلم امام الحرس الثوري المعروف بأنه الأكثر تشددا تجاه واشنطن.
اهمية خطاب الخامنئي انه استند الى كتاب ترجمه شخصيا، يتناول الامام الحسن بن علي بن ابي طالب تحت عنوان “سلام الامام الحسن” ويشير من خلاله الى “الليونة البطولية” التي تجنّب الحرب وتحافظ على الثوابت. هنا تبدو الاشارة من خلال العنوان ومضمون الكتاب. لذلك تتصرف طهران من منطلق القوة وتترجمها بدبلوماسية فائقة للحفاظ من جهة على مكتسباتها ورفع العقوبات من جهة ثانية.
تبدو ايران اكثر ارتياحا خصوصا بعد تجاوز حليفها النظام السوري “قطوع” الازمة، وتتمسك على حل تلك القضية بالسياسة، لا مانع لديها من الاتفاق مع السعودية، كما قال المصدر نفسه، لا بل تصر على حسن سير العلاقات مع الرياض. لكنها تتمسك بمعادلة لا تراجع فيها: الشعب السوري يقرر من خلال الانتخابات من يريد والرئيس بشار الاسد سيترشح العام المقبل. هنا يشير المصدر الى ما يريده الأميركيون فقط بعدم ترشح الاسد، بعدما أجرت الولايات المتحدة استطلاعا علميا ودراسة كاملة استنتجت من خلالها ان الاسد
سيفوز بنسبة 70 في المئة. ويختم المصدر قوله انها المرحلة الجديدة ولن تكون المفاوضات حول سوريا كما لو كانت خلال الأشهر الماضية، النظام بات اكثر ارتياحا ميدانيا وسياسيا.
السهم الناري- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي
رد: أسرار التواصل الأميركي-الإيراني.. ماذا طلب روحاني ثمنا للصورة مع أوباما؟
حلفاء واعداء العرب نعرف ذلك جيدا
بنت خويلد- مشرفة منتدي الأخبار الليبية العاجلة
-
عدد المساهمات : 1498
نقاط : 1562
تاريخ التسجيل : 26/05/2013
مواضيع مماثلة
» هل بدأت ترجمة التوافق الأميركي ـــ الإيراني؟!
» تصادم الاستراتيجية الأميركية بالردع الإيراني.. لهذا علق أوباما الضربة الامريكية
» د. فرانكلين لامب: هل يستطيع ثنائي “كلينتون” تخريب التقارب الأميركي- الإيراني ؟
» أسرار خطِرة في قمّة أوباما – عبدالله
» نتنياهو قبل لقاء أوباما في 30 أيلول: 4 خطوات لوقف النووي الإيراني
» تصادم الاستراتيجية الأميركية بالردع الإيراني.. لهذا علق أوباما الضربة الامريكية
» د. فرانكلين لامب: هل يستطيع ثنائي “كلينتون” تخريب التقارب الأميركي- الإيراني ؟
» أسرار خطِرة في قمّة أوباما – عبدالله
» نتنياهو قبل لقاء أوباما في 30 أيلول: 4 خطوات لوقف النووي الإيراني
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 12:48 am من طرف larbi
» بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ترحب بإعلان النتائج الأولية للانتخابات البلدية
الإثنين نوفمبر 25, 2024 10:47 am من طرف larbi
» مراسل التلفزوين العربي: 4 ملايين إسرائيلي يدخلون الملاجئ وحيفا تتحول لمدينة أشباح
الأحد نوفمبر 24, 2024 10:23 pm من طرف larbi
» يوم كئيب في تل أبيب» حزب الله يقصف إسرائيل 5 مرات متوالية و4 ملايين في الملاجئ.
الأحد نوفمبر 24, 2024 10:14 pm من طرف larbi
» عصبة العز وثلة الهوان
الأحد نوفمبر 24, 2024 6:40 pm من طرف عبد الله ضراب
» الاهبل محمد بن سلمان يحاصر الكعبة الشريفة بالدسكوهات و الملاهي الليلية
السبت نوفمبر 23, 2024 9:34 pm من طرف larbi
» نكبة بلد المشاعر
السبت نوفمبر 23, 2024 4:41 pm من طرف عبد الله ضراب
» صلاح الدين الايوبي
الخميس نوفمبر 21, 2024 10:36 pm من طرف larbi
» جنائية الدولية تصدر أمري اعتقال ضد نتنياهو وغالانت
الخميس نوفمبر 21, 2024 4:06 pm من طرف larbi
» الى فرسان اليمن
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:52 pm من طرف larbi