تحريــر فلسطيــن..بيـن نبـوءة الرسـول و رؤيـة سلمـان العـودة

أحمد الشرقاوي
*****************************
نقلت قناة (CNN)السبت الماضي، عن 'سلمان العودة'، قوله، إنه قد رأى الرسول محمد (ص) في منامه، فقال لنفسه قبل يقضته "إن هذا إيذان بزوال دولة الصهاينة وانتصار الإسلام".. لكن الداعية الوهابي العقيدة الإخوانيالهوى، لم يذكر إن كانت "داعش" و "النصرة" هما من سيزيلان دولة "إسرائيل" من فلسطين، أم أن جيوش "الناتو العربي" التي تأسست في إطار تحالف دول الإعتلال العربي ضد محور المقاومة هي من ستتولى ذلك نيابة عن المسلمين؟..

وتابع سلمان العودةالذي يشغل منصب نائب رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" الذي يترأسهمفتي الناتو'يوسف القرضاوي' المحسوب على جماعة "الإخوان المسلمين"، والصادرة في حقه مذكرة دولية بالإعتفال لدعمه الإرهاب وتحريضه على "الجهاد" في مصر، تابع يقول: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.. رأيت سحر هذا اليوم السبت الثامن والعشرين من شهر صفر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه خرجوا من قبورهم وهم بمكة (علما أن الرسول صلعم مدفون بالمدينة)، وحضرت الحلقة معهم ومشيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وسألته أسئلة وفهمت أجوبته وفي نيتي أن أسأله المزيد.. واستأذنته أن أنشرها فوافق على أن أعرضها عليه، وكنت في غاية السرور حتى إني أحدث في المنام كل من لقيت.. وكنت أقول في نفسي في المنام أيضا: هذا إيذان بزوال دولة الصهاينة وانتصار المسلمين والرؤيا طويلة هذه خلاصتها".

وبغض النظر عن هذا الهراء الذي لا يخفى على أحد أهدافه، في محاولة فاشلة لتسويق وهم تحرير فلسطين من قبل من يروج لهم الداعية 'العودة' بأنهم يمثلون الإسلام الصحيح، في ما شواهد الواقع تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن منرضع الجهلمن عقيدتهم الوهابية الفاسدة هم من باعوا فلسطين لأشقائهم اليهود "المساكين"، ولم نسمع له نداء لدعم المقاومة الإسلامية التي تقاتل "إسرائيل" في غزة لمدها بالمال ونصرتها بالدعاء والإعلام كما يفعل بالنسبة لسورية، ولم نسجل له موقفا شجاعا من تحالف "السعودية" مع "إسرائيل"، باستثناء بعض الإنتقادات السطحية حول أسلوب الحكم من باب الماركتينغ السياسي لتكثير الأتباع، في حين لا يوفر جهدا لنصرة "الدواعش" الذين يقتلون المسلمين سنة وشيعة ومسيحيين وغيرهم من الإثنيات والطوائف في سورية، ويدعو "المسلمين" لدعمهم بالمال والسلاح والدعاء والإعلام هو وأسياده وقبيله لأنهم يحاربون "الروافض" وفق قوله.

ففي إحدى تغريداته على موقع تويتر يقول: "يا قومنا أغيثوا سوريا، فهم والله الدرع الواقي-بعد الله- وهم الحزام الناسف للمدّ الصفوي الممتد من طهران إلى بغداد إلى دمشق إلى لبنان"..ويقول في تغريدة أخرى: "لن ينفع الصراخ: أغيثواسوريا..أليس ذبح الأطفال وتهجير القرى السنية هو أخطر ما تواجهه سوريا؟.. يجب الحديث صراحة عن عمل لوقف المشروع الرافضي" (كذا).. لكنه لم ينبش ببنت شفى لما حصل للمؤمنين المسيحيين في معلولا ولا ما حصل لغيرهم من الطوائف الكريمة من قبل دواعش الوهابية الذين يصرخ لنصرتهم.

وهذا غيض من فيض، فالرجل وإن كان ينكر أنه يدعو الشباب للجهاد في سورية ويفضل الدعم المالي وخلافه وترك مهمة القتال لمن يسميهم بـ"ثوار سورية"، إلا أن توقيعه على بيان القاهرة الشهير زمن مرسي الذي حث الشباب المسلم على النفرة للجهاد في سورية، بل وإشادته بالبيان، ورفض التعليق على من سألوه عن سبب ورود إسمه من ضمن الموقعين عليه بحكم موقعه في "إتحاد علماء المسلمين" إذا كان بالفعل ينصح الشباب بعدم الذهاب للقتال في سورية كما يدعي.. يؤكد أن الرجل يتعامل بوجهين، وجه يداهن به السلطات السعودية لأسباب سياسية معروفة، و وجه يداهن به الإخوان المسلمين ودواعش الوهابية لقناعة باطنية راسخة بوجوب قتال النظام "الطائفي" العلوي في سورية..

هذا علما أن مشكلة الوهابية لم تكن مع الطائفة العلوية زمن الرئيس حافظ الأسد رحمه الله والذي قال عنه الأمير بندر بن سلطان لبوعدانوف أنه كان رجلا حكيما، ولا مع الشيعة زمن شاه إيران شرطي المنطقة الذي كان أمراء السعودية يتجلفون رضاه على أعتاب قصره، وكانت راية "إسرائيل" مرفوعة ترفرف في سماء طهران..ما يؤكد أن السعودية حرصت دائما على إستغلال الدين في السياسة كلما دعت حاجة أمريكا و"إسرائل"لذلك.. وهذا قمة النفاق والإستهتار بدين السماء.

أما الذين يصفهم الشيخ بـ"الرافضة" ويكفرهم ويدعو المسلمين من "أهل السنة والجماعة" لمحاربتهم، فمن سخرية القدر أنهم هم من يحاربونإسرائيل بمعية الفصائل الفلسطينية المجاهدة في غزة.. وهؤلاء هم المرابطون في أرض الجهاد الذين بشر الرسول الأعظم (صلعم) بأن زوال الصهاينة سيكون على أياديهم الشريفة بعد أن يحصل لهم التمكين..

وبالمناسبة، أليس غريبا أن كل حروب أمريكا و"إسرائيل" و"السعودية" ركزت بشكل خاص على العراق، وحزب الله في لبنان، وسورية، واليوم ها هو الإرهاب الوهابي يستعر في اليمن لإفشال ثورة الشعب اليمني المجاهد بقيادة الحوثيين؟.. الجواب نجده في حديث الرسول الأعظم (صلعم) عن أجناد العراق وأجناد الشام وأجناد اليمن، هؤلاء هم رجال الله الذين تبنوا المقاومة خيارا والجهاد في سبيل الله طريقا لتحرير فلسطين.

وبالتالي، فتحرير بيت المقدس وأكناف بين المقدسلا يتحقق بالأحلام وتفسيراتها الخادعة، ولا بالتفريق بين المسلمين وتكفير المجاهدين الحقيقيين منهم، خصوصا في زمن العلم والمعرفة وثورة المعلومات حيث لم يعد ينفع الخداع والضحك على الذقون والتلاعب بالعقول بالخطابات التي لا تعني ما تقول، لأن الجهاد في التعريف القرآنييعني الدفاع عن الحق والوقوف في وجه الطغاة نصرة للمظلومين والمستضعفين من عباد الله المقهورين، لا مداهنة الحكام وتلبيس الباطل بالحق طلبا للغنيمة، والقتال وفق تعاليم السماء لا يكون في أرواح وأموال وأعراض المسلمين والمسيحيين وغيرهم من المواطنين الأبرياء المسالمين، بل ضد العدو الحقيقي الذي يتربص بالأمة شرا ويسعى في خرابها ويفسد في الأرض..

والجهاد الحقيقي كما أوصى به تعالى عابده المؤمنين هو المجاهدة بالعمل الصالح لخير الناس جميعا، أما القتالفي سبيله، فلا يكون إلى دفاعا عن النفس لا عدوانا، ولا يستقيم إلا بالنية الصادقة الخالصة لوجه الله، والعزيمة الثابتة التي تقدم التضحية والشهادة ثمنا للكرامة بدل الإستكانة للظلم والعيش في ذل وإهانة عظيمة، والإرادة الصلبة التي لا تلين ولا تنكسر،والإعداد الجيد لأسباب القوة الممهدة للإنتصار، والتخطيط الدقيق المدروس لموازين القوى ومعادلات السياسة، لأن القتال لا يعني الإنتحار، وذلك من منطلق عقيدة المقاومة التي عرفها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر رحمه الله في حديثه عن فلسطين بقوله: "ما أخد بالقوة لا يسترد إلا بالقوة".. فلا مفاوضات ولا تسويات ولا مؤتمرات سلام ولا تحالفات مشبوهة ولا من يحزنون، ونقطة أول السطر.

وبالمناسبة أيضا، نقول للمدعي سلمان العودة:أن تكون سعوديا..فذاك خيار لك أن تقبل به أو ترفضه وتتمرد عليه لتغيره، لأن "السعودية" كيان لا أصل ولا فصل له من الجغرافيا العربية.. وأن تكون وهابي العقيدة أو إخواني الهوى أو هما معا، فذاك شأن يعينيك، لكن لا يحق لك الإدعاء بأن ما تعتقده يمثل الإسلام الصحيح، لأنه شتان بين الحقيقة المطلقة التي يمثلها دين السماء وبين فهمك الخاصللدين والذي لا يعدو أن يكون فهما نسبيا موروثا ومجترا من ثقافة القبور خلف عن سلف لم يكن كله صالحا.

كما وأن الإسلام المشوه الذي تروج له لا علاقة له بإسلام القرآن الذي إرتضاه الله دينا للعالمين من نوح صعودا إلى محمد هبوطا مرورا بإبراهيم وموسى وعيسى وما نعرف ولا نعرف من رسل وأمم عليهم السلام جميعا كما أخبرنا القرآن، وبالتالي، فرب المؤمنين باختلاف الرسل والرسالات هو إله المحبة والجمال والسلام، ورسالته للعالمين أساسها التقوى والعمل الصالح لفائدة الإنسان الذي فضله الله على الملائكة وخلق الكون جميعا وسخره لسعادته، ورسله هم رسل سلام ومحبة ورحمة، لأن رحمته سبقت غضبه و وسعت كل شيىء دون إستثناء، وبهذا المعنى، ليست هناك فرقة ناجية وما سواها في ضلال، هذا حديث مزور إبتدعه سلف غير صالح على سنة اليهود في التلمود، الهدف منه تدجين الأتباع وإختزال دين الله في معتقل الجماعة والله يقول أنه رب العالمين جميعا لا رب الجماعة فحسب.

أما من رأيته في منامك أيها المدعي يغر علم.. فيستحيل أن يكون النبي الأكرم، لأن محمد (صلعم) لا يظهر لمن يحرضون المؤمنين على قتال إخوانهم المؤمنين، وقد ترك في الناس كتاب الله الذي هو تبيان لكل شيىء كاملا غير منقوص، ولا يحتاج لفقهاء الوهابية لشرحه، لأن لا رهبانية في الإسلام، والقرآن كتاب الله لجميع خلقه فردا فردا، والطريق إليه وإن كانت بعدد أنفاس الخلائق فإنها تمر حتما عبر الإتصال المباشر به من خلال تلاوة آياته والفصل بين أحرفه وكلماته، وهذه هي الطريقة الوحيدة ليتلقى المتعلم في مدرسة الله أنوار الوحي مباشرة منه لا من الفقهاء والسماسرة والوسطاء، لأنه هو من عليه بيانه كما قال في قرآنه، والعبرة ليست باللغة (أأعربي أو أعجمي؟..)، بل بالتقوى والصلاة التي تعني الإتصال بالله والتلاوة والدعاء، وإلا لما سماه الله وحيا، ولما أوحى للبشر والنمل والنحل والحجر والشجر ولمن يشاء من خلقه..

وبهذا المعنى، لا يمكن أن تعتبر الوهابية عقيدة إسلامية صحيحة، ولا علاقة لها من قريب أو بعيد برسالة محمد التي هي تكملة لرسالة عيسى ورسالة موسى وإبراهيم صاحب العهد عليه السلام جميعا..

أما من تحرض على قتالهم في سورية، فاعلم أنه لكي تكون سوريا فذاك شرف عظيم لا يناله إلا من إجتباهم تعالى من عباده وخطأسمائهم وقدرهمالعظيمفي أم الكتاب، ولا حول لك ولا قدرة على تغييره بالتحريض على إراقة الدماء الطاهرة الزكية التي تزيد السوريين إيمانا بقدرهم وإصرارا على المقاومة، لقول الرسول الأعظم (ص)، طوبى لأهل الشام.. طوبى لأهل الشام.. طوبى لأهل الشام.. وعندما سألوه عن السبب قال لهم، لأن أرض الشام أرض رباط وجهاد ومحشر ومنشر.. وعندما سألوه عن أرضهم (نجد اليمامة) قال لهم: (ألا إن الفتنة ها هنا، ألا إن الفتنة هاهنا، ألا إن الفتنة هاهنا، من حيث يطلع قرن الشيطان) رواه الشيخان. وفي رواية لمسلم (ألا إن رأس الكفر من هاهنا)، فاعرف مقامك وموقعك وراجع نفسك وعقيدتك لتستفيق من دوختك وتطرد من عقلك المظلم أوهام الشياطين.

وها هي شواهد التاريخ الحديث وأحداث الواقع تؤكد اليوم لكل ذي بصر وبصيرة أن قرن الشيطان هو "النبي" الدجال 'محمد بن عبد الوهاب'، وأن آل سعود الذين ينحدرون من أصول يهودية، ما وفروا جهدا ولا مالا منذ أن أقاموا مملكتهم الوهابية لإشعال نار الفتن في بلاد العرب والمسلمين، فأشاعوا الفساد والظلم والإستبداد ونشروا الإرهاب والقتل والدمار يفسدون في الأرض ولا يصلحون.. وهو ما يؤكد صحة نبوءة المصطفى (صلعم) عندما قال عن نجد اليمامة (ألا إن الفتنة ها هنا) فتأمــل يا هذا..

أما عن الفرق بين السوري والشامي لتخصيص الرسول الأكرم الشامي بالحديث دون السوري، فاعلم أنه في التعريف اللغوي، السوري هو الشامي في الأصل من حيث التاريخ والجغرافيا، ولا فرق بين الإثنين من حيث الإنتماء، وإن كان الخطأ في التعريف قد وقع زمن اليونانيين بسبب الخلط في التسمية بين الأجناس والأعراق التي كانت تعيش في المنطقة التي اصطلح على تسميتها بـ"المشرق" في اللغات الأوروبية القديمة.

لكن هذا الخطأ في الجغرافيا تكرس كواقع جديد زمن الفتح الإسلامي، حين اتخذ له معنى دينيا صرفا، فكان إسم "السوري" يعني النصراني، فيما "الشامي" يعني المسلم، ثم عاد إستعمال إسم "سورية" - وليس "سوريا" الذي لا أصل له في اللغة العربية بالمطلق - بالمعنى الجغرافي بعد إتفاقية "سايكس وبيكو" التي قسمت بلاد الشام إلى كيانات هجينة عبارة عن كوكتيل من العرقيات والقوميات والطوائف والمذاهب، فظهرت لأول مرة دول مثل سورية ولبنان والأردن، وتفجرتكيانات كفلسطين التاريخية (الضفة الغربية، وقطاع غزة وجزء من سيناء، والأراضي التي اُنشئت عليها "إسرائيل"سنة 1948)، ونهبت أراض وضمت لتركيا (الأقاليم السورية الشمالية)، بالإضافة إلى لواء الإسكندرون وقيليقية وجنوب تركية وصولا إلى جبال طوروس..

ولأن الله أرادها أن تكون منبع الحضارات ومهد الرسالات وأرض القيامة الكبرى، فقد تحولت إلى منطقة حروب وصراعات منذ ما قبل التدوين مرورا بصراع الإمبراطوريات القديمة، فالفتح الإسلامي زمن البيزنطيين (معركة اليرموك) وفتح القدس زمن عمر بن الخطاب (ر) وصولا إلى فتح شمال إفريقيا فالأندلس، ثم الحروب الصليبية زمن صلاح الدين الأيوبي، فالإمبراطورية العثمانية، وإنتهاء بالجغرافيا السياسية التي سطرت من قبل الإستعمار البريطاني والفرنسي بعد إنهيار الدولة العثمانية الإستبدادية التي لم تكن خلافة إسلامية إلا من حيث التسمية،فإستعمار دول المنطقة، فحروب التحرير وقيام الدويلات الوطنية الصورية كما نعرفها اليوم..

لكن كل هذا التاريخ الدموي الطويل والمرير لم يغير من مكانة الشام وأهل الشام ورسالة الشام للبشرية شيئا.. ففي الشام لا زال التعايش بين الإثنيات والقوميات والطوائف والمذاهب شأنا مقدسا، ولا زال المسيحي والدرزي والكردي والأرميني والشركسي والماروني والسني والشيعي وغيرهم... يتعايشون كإخوان على قلب رجل واحد في وعاء الوطن الذي يسع الجميع، ويضمن حقوق الجميع، ولا يفرق بين أحد منهم، متجانسين كما كانوا زمن الأندلس في أجمل وأزهى وأروع تجربة عرفها الحكم الإسلامي، ولا تزال مستمرة إلى اليوم في سورية تحت حكم الرئيس 'الأسد' بشهادة الجميع، ومن حمى المسيحيين هو النظام السوري القائم اليوم، ومن هجرهم من المشرق هي أمريكا و"إسرائيل" بأداة الإرهاب الوهابية، هؤلاء هم كفروا بالإنسان وبقيم الإنسانية واعتنقوا الفكر الفاسد المدمر، وقرروا الأنخراط في مؤامرة تدمير هذا النموذج الراقي للقيم السامية الذي تمثله سورية اليوم، في محاولة خبيثة لإجهاض نبوءة الرسول الكريم (صلعم) حول قيامة الشام في يوم الله الأكبر.. بدليل أن كل الخراب الذي يحصل في المنطقة عموما وفي سورية بوجه خاص هو لحماية "إسرائيل" من وعد الله الآتي.

ولأن من لا يستفيد من دروس التاريخ يستدعي من حيث يدري أو لا يدري هذا التاريخ ليكرر نفسه، فإن ما تعرفه بلاد الشام اليوم هو إمتداد وتكرار لنفس الحروب الدينية القديمة وإن إختلفت المسميات وتضاربت المصالح وتعددت الإستراتيجيات والأهداف، وجوهرها كما أصبح واضحا لكل ذي عقل وفهم صحيح هو فلسطين، ما بين الرؤية اليهودية – المسيحية التي تتبناها الصهيونية الغربية وانخرطت فيها الصهيونية العربية، والرؤية الإسلامية التي يتبناها محور المقاومة من إيران إلى لبنان مرورا بالعراق وسورية، وليس عبثا أن يضاف إلى هذا المحور الرباني المجاهد اليوم أهل اليمن، لتكتمل نبوءة الرسول الأكرم (صلعم) الذي تحدث عن أجناد الشام وأجناد العراق وأجناد اليمن، وعن عمود النور فوق دمشق، وعن ملائكة الله باسطة أجنحتها على أرض الإيمان التي هي بلاد الشام، وأوصى المسلمين إذا وقعت الفتنأن يهبوا للإنخراط في معركة الوجود والمصير حيث قال لهم في أكثر من حديث ورواية، عليكم بالشام، فقد تكفل الله لي بها وبأهلها، ولم يقل لهم أن يهبوا من كل أصقاع الأرض لقتل أهلها وتقسيمها خدمة لمشروع أمريكا و"إسرائيل"، كما تدعو اليوم المهلكة "السعودية" وفقهاء الزيت الدائرين في فلكها..

من هنا وجب التمييز بين مشروعين ونهجين وخيارين في معركة الحق ضد الباطل وصراع الخير ضد الشر، ومن يعتقد أن الحرب إلى جانب الدواعش المجرمين والوحوش القتلة هي من أجل الحق وتحرير فلسطين كما يوحي المدعي 'سلمان العودة' إستنادا إلى رؤيته للشيطان محمد بن عبد الوهاب في المنام، فخير له أن ينتحر على أن يلقى الله ويداه ملطختان بدماء المسلمين وإخوانهم المسيحيين، فيخسر الدنيا والآخرة ولن يجد له عاصما من الله ولا شفيعا يوم الدين.

اللهــم إنــي قــد بلغــت.. اللهــم فاشهــد.. المجد لك في الأعالي وعلى الأرض السلام وفي قلوب الناس المسرة..