ما وراء الأخبار.. الخبر الذي لم يسمعه حمد

لم يسمع حمد بن خليفة الخبر الذي كان يتمناه من غرفة العمليات السوداء، فاحتقن وجهه، واختلط أسوده بأزرقه، وغارت عيونه بين أوداجه المنتفخة.
حمد كان ينتظر هو ووزيره حمد بن جاسم، نبأ تمكن إرهابييه من اغتيال رئيس الوزراء السوري الدكتور وائل الحلقي عبر تفجير إرهابي، فخاب أمله، ونجا الدكتور الحلقي من هذا التفجير الإرهابي الذي أودى بحياة العديد من الأشخاص، وأصاب العشرات بينهم أطفال.
وقد بات السوريون وغيرهم يعرفون أن حمد هذا، المتسلط على قطر بقوة القواعد التي استأجرها هو للأميركيين على أرض قطر يدير في إطار مهامه كحاكم لهذه المشيخة- البؤرة غرفة عمليات لتنفيذ أعمال إرهابية في سورية وغيرها من البلدان العربية، ويدفع أموالاً طائلة للإرهابيين الذين ينفذون هذه العمليات ولمدربيهم، ويوفر لهم عبر الأجهزة الاستخبارية الغربية والإسرائيلية جوازات السفر المزورة ووسائل التنقل إلى سورية عبر تركيا وبتسهيلات مدفوعة الأجر أيضاً من شريكه في احتضان الإرهابيين أردوغان.
لذلك، فالسوريون على قناعة تامة أن حمد بن خليفة مسؤول بشكل مباشر أو غير مباشر عن الدماء التي تسيل على الأرض السورية، ولذلك يقسم السوريون ويجددون القسم كل يوم أنهم لن يغفروا ولن يسامحوا ولن ينسوا جرائم حمد، وأنهم سيردّون عليها بالطريقة المناسبة وفي الوقت المناسب، وبما يبكي الآخرين أكثر مما بكوا هم على ضحاياهم.
ولن يستطيع حمد وآل سعود وأردوغان الاستمرار في لعبة الموت على الأرض السورية، فقد استنفدوا كل ما لديهم من وسائل الإرهاب والقتل والتدمير، ولم يبق لديهم سوى بدء العضّ على الأصابع، وقد بدؤوا فعلاً مرحلة العضّ.
والقول إنهم بدؤوا مرحلة العضّ تؤكده الإنجازات التي حققتها وحدات الجيش العربي السوري على أرض الميدان في ملاحقة المجموعات الإرهابية والقضاء عليها. وهذا ما يعرفه حمد وأردوغان وآل سعود جيداً.
ومالا يعرفه أشباه الرجال هؤلاء هو أن الخطة الاستراتيجية التي وضعها الجيش العربي السوري للقضاء على المجموعات الإرهابية، وبدأ تنفيذها منذ شهر تقريباً تحقق نتائج مذهلة، ويقول متابعون عنها إنها ستنفذ بكاملها قبل الموعد المحدد لتنفيذها ويقولون كذلك: إن مرحلة الانهيارات الكبيرة بدأت تضرب المجموعات الإرهابية، وإن الآلاف من الإرهابيين يسلمون أنفسهم مع أسلحتهم لوحدات الجيش