منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول إذا كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام إلي أسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

إدارة المنتدي




انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول إذا كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام إلي أسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

إدارة المنتدي


منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنطقـة بيـن عقلانيـة إيـران وجنـون السعوديـة

اذهب الى الأسفل

المنطقـة بيـن عقلانيـة إيـران وجنـون السعوديـة Empty المنطقـة بيـن عقلانيـة إيـران وجنـون السعوديـة

مُساهمة من طرف larbi الإثنين يونيو 09, 2014 10:17 pm

المنطقـة بيـن عقلانيـة إيـران وجنـون السعوديـة

أحمد الشرقاوي

لن أخجل من نفسي إن أخطأت التقدير.. حينها، سأعتذر وأراجع قناعاتي. لأن من ينطلق من قناعة في التحليل، لا ينخدع بما تسوق له وسائل الإعلام من تضليل، خصوصا في ما له علاقة بقرب عقد إتفاق بين الغرب وإيران حول ملفها النووي، ما سينعكس إيجابا على المنطقة في ظل الوساطات القائمة على قدم وساق للتقريب بين السعودية وإيران، بهدف الوصول إلى تسوية لكل الملفات العالقة بين البلدين الجارين، وفق ما يروج لذلك الحالمون.
أمريكـا.. “الإتفـاق النـووي” مدخـل لإسقـاط النظـام

العقيدة التي أتحدث عنها تقوم على ثابتتين: الأولى، أن سعي الإدارة الأمريكية الحثيت للوصول إلى إتفاق بشأن النووي الإيراني ليس هدفا في حد ذاته، بل مجرد “خديعة” باعتباره تكتيكا مرحليا للنفوذ إلى الداخل الإيراني بغاية تغيير النظام.

وفي سبيل ذلك، تلعب الإدارة الأمريكية على مستووين: المستوى الرسمي المتمثل في حكومة روحاني “المعتدلة”، بحيث تقتضي الإستراتيجية تمكينها من بعض الأوراق كمنجزات تصرفها في الداخل ليقتنع الشعب الإيراني أن خلاصه يكمن في الإلتفاف حول “المعتدلين” ودعم سياساتهم المنفتحة على الغرب وإقتصاد السوق.

والمستوى الشعبي، من خلال التركيز على شريحة الشباب الإيراني الذي يمثل طاقة الأمة الحية، حيث تسوق له أمريكا وأدواتها في الحلف الأطلسي، بطرق غير مباشرة، مزايا وهم الحرية والديمقراطية ونعيم الليبرالية الأمريكية، تحضيرا له ليقوم بثورته الملونة حين تنضج الطبخة في الدهاليز المظلمة، لتنقض أمريكا وإسرائيل والسعودية على نظام “ولاية الفقيه”.

الثابتة الثانية، أن السلاح النووي الإيراني هو في حد ذاته كذبة ناجحة، اخترعها الكيان الصهيوني و ورط فيها أمريكا، وبعد ذلك سوقت السعودية لخطورتها على أمن الخليج بتنسيق تام مع أمريكا وإسرائيل، وهو نفس الأسلوب الذي اعتمد في العراق وسورية حين اتهم الأول بحيازة أسلحة الدمار الشامل، والثاني باستعمال الكيماوي ضد الشعب.

لأنه بالنسبة لإسرائيل، القلق الحقيقي يكمن في ما تمثله الثورة الإيرانية المجيدة من خطر وجودي على الكيان الصهيوني وأهدافه مشاريعه التخريبية في المنطقة، خصوصا بعد أن نجحت “إسرائيل” في ترويض مصر والأردن وتدجين السعودية ومشيخات الخليج واختراق عديد الأنظمة العربية والإسلامية، حيث تقيم معها تعاونا أمنيا سريا وتطبيعا إقتصاديا إلتفافيا عبر شركات “إسرائيلية” مسجلة في أوروبا وأمريكا.

وفي هذا الصدد، نشرت وكالة ‘فارس’ للإنباء السبت، مقتطفات من مقابلة خاصة أجرتها مع الكاتب والباحث الأمريكي البارز ‘غرت بورتر’، قال فيها “إن الإتفاق النووي ليس نهاية العداء الأمريكي لطهران”، وأكد أن الهدف الحقيقي من إثارة ملف إيران النووي من قبل إسرائيل في البداية، كان ولا يزال هو إسقاط النظام في طهران.

وكانت إدارة ‘أوباما’ قد أعلنت صراحة عند بداية المحادثات حول الملف النووي الإيراني، أن التوصل الى اتفاق نووي مع طهران لا يعني حل جميع القضايا العالقة معها، حيث ان اميركا تعتبر ايران “داعمة لإرهاب الدولة” و”عنصرا مثيرا للمشاكل في الشرق الاوسط”، وهما قضيتان متعلقتان بالامن القومي، وإن أي حكومة تأتي الى سدة الحكم في واشنطن تعتبر هاتين القضيتين من ضمن مصالحها السياسية وستواصل الضغط فيهما، كما يؤكد الباحث الأمريكي.

والباحث المذكور الذي ألف كتابا بعنوان “الأزمة المصطنعة.. القصة السرية للخوف من البرنامج النووي الإيراني”، إستنادا إلى مئات الساعات من المقابلات مع مسؤولين امنيين واستخباريين معنيين بالملف النووي، اعتبر “محاولة خلق بديل عن التهديد الذي كان يشكله الاتحاد السوفيتي السابق والعمل على تغيير النظام في الجمهورية الاسلامية الايرانية هو السبب الاساس لفبركة الوثائق من قبل اميركا و”اسرائيل” لاثارة ازمة مصطنعة إسمها “الخطر النووي الإيراني”.

ولعل أهم ما كشف عنه الكاتب، هو أنه بالرغم من الخلافات في وجهات النظر بين واشنطن وتل ابيب حول المفاوضات النووية مع ايران، الا ان “اسرائيل” مازالت تمتلك قدرة عالية على الاخلال بمسيرة المفاوضات و”نقض اي مقترح او حل معقول”. وهذا ما سبق أن استنتجناه بالتحليل عندما قلنا في مقالة سابقة أن أمريكا تفاوض إيران نيابة عن إسرائيل، وفرنسا تقوم بذات الدور نيابة عن السعودية، وأن ‘أوباما’ لا يستطيع تمرير مشروع الإتفاق في حال حصل إلا إذا أقره الكونجرس الأمريكي بعد موافقة “تل أبيب”.

هذه الحقيقة يعرفها العقل الإيراني، وقد سبق للإمام الخامنائي أن حذر في أكثر من مناسبة وخطاب من “الخديعة” الأمريكية، وقال أنه لا يثق في الإدارة الأمريكية ونواياها الخبيثة المبيتة التي تستهدف القضاء على تجربة الثورة الإيرانية المجيدة لتدمير مكامن القوة في الأمة، لكنه مع ذلك ترك فرصة المحاولة لحكومة ‘روحاني’، ليس لأن هذا الأخير قادر على صنع المعجزات، بل ليقتنع الشعب الإيراني عند لحظة الحقيقة أنه لا يمكن الوثوق بأمريكا وإسرائيل وأدواتهما في المنطقة وعلى رأسها مملكة الشر الوهابية، وهذه هي قمة الديمقراطية.

من هنا نفهم سبب إنتقاد المحافظين والحرس الثوري لإنفتاح ‘روحاني’ على الشيطان الأكبر، ومحاولته أخذ إيران نحو النموذج الليبرالي الإقتصادي الغربي، فيما ينصح القائد ‘خامنائي’ بالتمسك بنموذج الإقتصاد المقاوم الذي يحقق التوازن ويخلق أكبر شريحة من الطبقة الوسطى المنتجة في المجتمع، بدل تكديس الثروة في حسابات الأشخاص والشركات العملاقة العابرة للقارات على حساب إفقار الشعوب واستعبادها.

كما أن الظروف التي دفعت بالرئيس ‘روحاني’ للإنفتاح على الغرب تحت وطئة العقوبات الإقتصادية الظالمة قد تغيرت، ودخلت إيران في شراكة مع روسيا والصين والهند ودول البريكس في إنتظار إستكمال مؤسسات التجمع الأوراسي الجديد الذي سيضم إيران وسورية أيضا، وسيكون أكبر سوق تجارية في العالم، بعملة موحدة وسياسات إقتصادية منتجة وتكاملية. وهذا هو الخطر الحقيقي الذي يهدد النظام الرأسمالي الليبرالي الموحش بالسقوط وإمبراطورية روما الجديدة وأوروبا بالإنهيار والتفكك. وبالتالي، فإيران اليوم في موقع قوة، ومن حقها أن تفرض شروطها وتحمي أمنها القومي كما يؤكد لبيوم الحرس الثوري بصوت عالي لا يعجب ‘روحاني’.
إيــران – السعوديــة.. التوافــق المستحيــل

أما على مستوى العلاقات الإيرانية السعودية، فكما كنت أقول وأعيد وأؤكد دائما، أن تفاهما إيرانيا سعوديا لحل أزمات المنطقة وإدارة ملفات الأمن والإقتصاد والتعاون هو وهم مستحيل التحقق، بسبب العامل الإديولوجي الذي يحكم الصراع التاريخي بين الطرفين ويؤثر على طبيعة العلاقات بين البلدين لإختلاف أنموذجين ومشروعين ونهجين..

الأنموذج الأول عقلاني، وصل مستوى عال من التقدم العلمي والتكنولوجي فامتلك أسباب القوة التي تسمح له بالتحكم في قراره السيادي، ويفاوض الغرب بكرامة من موقع قوة دفاعا عن مصالح شعبه وأمته، ويحمل مشروع إحياء “الأمة” كما بشر بها القرآن، لا كما إختزلها الطغاة في الجغرافية الديموغرافية لأوطانهم، أو الجماعات السياسوية الإنتهازية في شرنقة تنظيماتهم، أو الوهابية البغيضة المجرمة تحت مظلة التطرف والتكفير.

الأنموذج الثاني رجعي وظلامي، يتصرف بمنطق لا يمث للعقل والعقلانية ولا للدين والإنسانية بصلة، ولا يحمل من مشروع لبلده وأمته غير التخلف والجهل، ويعمل ليل نهار على تشويه صورة الإسلام وتدميره من قواعده بالإرهاب والإجرام، وبهذا المعنى، لم يكن إختيار إسم “القاعدة” إعتباطيا. وتعتقد السعودية أنه بالمال الحرام، يمكن للجهل أن ينتصر على العلم، والكراهية على المحبة، والإنتقام على التسامح، وتصبح الأخلاق عملة لا تصرف في سوق السياسة، فيسود الظلام والقتل والخراب، ما يفشل أي محاولة من جانب إيران لتوحيد الأمة على كلمة سواء ضد عدوها الحقيقي “إسرائيل” لتعود كما كانت حرة، عزيزة، كريمة، فيصدق فيها قوله تعالى: (كنتم أحسن أمة أخرجت للناس).

وللإشارة، فمشروع إحياء “الأمة” هو أخطر على إسرائيل والغرب من مشروع القومية العربية الذي حاربته السعودية ونجحت في تحويله إلى جثة هامدة لم يبقى منها إلا ذكرى مواقف شجاعة وشعارات جميلة.

“إسرائيل” ومنذ أن زرعت في المنطقة، لا هم ولا شغل لها إلا العمل ليل نهار وبكل الوسائل والأساليب الممكنة والمتخيلة للحؤول دون حصول هذه الوحدة التي تنادي بها اليوم إيران، لما تمثله من خطر وجودي حقيقي عليها وعلى مصالح أمريكا. وعلينا أن نعترف، أن اليهود، وبخلاف العرب، يقرؤون التاريخ ويستخلصون منه الدروس، ويؤمنون بنبوءات الأحبار الذين زوروا التوراة وحولوها إلى أساطير وأوهام ما أنزل الله بها من سلطان، وهو ما مكنهم من إجراء عملية غسيل دماغ فظيعة ليهود العالم ساعدت على جلبهم من كل فج عميق ليدنسوا أرض فلسطين الطاهرة، بعد أن أقنعوهم بأن لا عاصم لهم اليوم من الأعداء سوى “الصهيونية” القومية العنصرية الحامية للخصوصية اليهودية، والتي هي أم الحركات الإجرامية التي عرفها العالم كالنازية والفاشية والماسونية والوهابية وغيرها.

وبالتالي، فمن سوء حظ الأمة، أنها ظلت مغيبة عن الأحداث وغائبة عن الوعي طوال عقود من الزمن، إلى أن إستفاقت اليوم لتجد نفسها أمام مفاهيم جديدة وعقيدة غريبة تقول، أن “إسرائيل” لم تعد عدوا، بل صديقا وحليفا في السياسة والأمن والإقتصاد، وأن لا عدو للعرب والمسلمين اليوم في المنطقة غير “إيران” الصفوية “الشيعية”، والتي يجب مواجهتها للحد من نفوذها في المنطقة العربية التي تحولت إلى ملكية مسجلة بإسم السعودية، الوجه الآخر للصهيونية. وبذلك يتم السكوت عن النفوذ الأمريكي والصهيوني الذي فرق الأمة وزرع بذور الفتنة بين مكوناتها لتظل منقسمة، ضعيفة، متصارعة، جاهلة، فقيرة ومتخلفة.

المتابع لتفاعل جمهور محور المقاومة وأنصاره في العالم العربي والمهجر مع هذا الواقع المرير اليوم، يخلص إلى معطى هام مؤداه، أن هناك توجه هو الغالب اليوم لدى الشباب المتحمس للخلاص، يرى أن أولوية الأولويات ليست في محاربة إسرائيل أو الإرهاب الذي لا ينتهي ما دامت مصانعه مفتوحة وينابيعه لا تجف من الإنفاق، ولنا في ما حدث ويحدث في سورية أكبر دليل وأوثق برهان، وبالتالي، فمن دون ضرب منبع الفكر التكفيري المنتج للحقد والكراهية والإجرام، والمفجر للفتن المتنقلة بهدف إشغال المقاومة عن محاربة “إسرائيل، سيستمر الوضع على ما هو عليه، ما دام من يعاني هو محور المقاومة وجمهوره، فيما ينعم محور المؤامرة بالراحة والإستجمام، فيشربون النبيذ طربا على دماء الأبرياء التي تسيل أنهارا إنتصارا لإسرائيل.

الإمام الخامنائي له فهم عميق لهذا الواقع وللشعور السائد لدى شباب الأمة، لذاك كان صريحا عندما قال لأمير الكويت، أن مشكلة الأمة هي ليست مع الإرهابيين فحسب، لأن هؤلاء وإن كانوا مجرمين، إلا أنهم ضحايا مغرر بهم من قبل من يروجون فكرا تكفيريا هداما. وحذر السعودية من أنها ستدفع ثمنا باهضا لنشرها الإرهاب في المنطقة والعالم.

وأهمية، بل وخطورة كلام الإمام ‘خامنائي’ الذي اعتبرته السعودية تهديدا صريحا لأمنها، تنبع من كونه لا يمكن فهمه إلا في إطار تغيير في إستراتيجية المواجهة بين محور المقاومة ومحور المؤامرة، بحيث بدأت بعض المؤشرات تبوج بقرب تغيير المعادلة من الدفاع ومقاتلة الإرهابيين في عقر الدار، إلى الهجوم من خلال إعادة تصدير هذا الشر لأصحابه، ليس عملا بسنة الإنتقام عند اليهود، والتي تقول “السن بالسن والعين بالعين”، بل وفقا لقاعدة (واعتدوا عليهم بمثل ما اعتدوا عليكم).

صحيح أننا هنا أمام مأزق أخلاقي، فمحور المقاومة لم يسبق في تاريخه أن نفذ أعمالا إرهابية ضد أية جهة كانت عربية، إسلامية أو غربية، باستثناء عمليات المقاومة التي تعتبرها أمريكا إرهابية، وهذا تعريفها الذي لا نتبناه ولا يلزمنا في شيىء.. لكن إعادة تصدير الشر إلى أصحابه الذين صنعوه هو الحل، لأن البديل سيكون الحرب لإنهاء حالة القتل والخراب والإستنزاف الذي طال حتى مل من صبر حلف المقاومة الصبر.

وها هي الأخبار تتحدث عن نشاط مكثف للإرهابيين السعوديين العائدين من سورية على الحدود اليمنية السعودية، حيث ينشطون في إدخال السلاح وتخزينه في الصحراء، وإعداد الخلايا في إنتظار رحيل “الأخ الأكبر” أو “ملك العرب” كما يحلو لـ’السيسي’ أن يناديه تيمنا ببركات الدولار.

اليوم هناك قناعة و وضوح رؤية لدى محور المقاومة عبر عنها سماحة السيد في إطلالته الأخيرة بالقول: ” الحل السياسي في سوريا يقوم على مقدمتين اساسيتين: أولا، الاخذ بنتائج الانتخابات والتعاطي على ان الحل السياسي طرفه الرئيس الاسد (به يبدأ ومعه ينتهي). وثانيا، وقف دعم الجماعات التكفيرية بما يساعد على وقف الحرب والقتال في سوريا، لأنه لا يكفي ان تقوم بعض الدول بوضع هذه الجماعات على لائحة الارهاب، لأن هناك دولا في المنطقة والاقليم وضعت وقد تضع هذه الجماعات على لائحة الارهاب ولكنها لا تزال تقدم لها الدعم المالي واللوجستي وغيره”. وهذا هو عين العبث الذي نتحدث عنه.

ما قاله سماحته، مضاف إليه ما قاله الإمام ‘خامنائي’ حول السعودية، يبوح بقلق عميق تشعر به القيادة في محور المقاومة، لكنها لا تفصح عنه حتى لا تغذي لدى جمهورها وأنصارها الشعور بالكراهية وحب الإنتقام، فيسقطوا في الفخ من حيث لا يحتسبون، ويتحقق حلم السعودية وإسرائيل بتفجير فتنة مذهبية ساحقة ماحقة تقضي على أية إمكانية لقيام وحدة قيم ومصالح بين مختلف مكونات الأمة.

لأن إحياء “الأمة” في التفكير الإيراني لا يعني إقامة دولة الخليفة أو ولاية الفقيه، لأن هذا النوع من النظام يستحيل أن يقيمه البشر، لأنه يلامس المدينة الفاضلة عند أفلاطون، لذلك قال إبن خلدون في العمران، أن السماء وحدها هي من تستطيع بعث من يقود الأمة ويقيم وحدتها الجغرافية والسياسية والإقتصادية وغيرها. إنما المطلوب في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الأمة هو الإلتفاف حول حبل الله المتين، وإتباع الحق، والصبر، وتوحيد القلوب وجمع العقول حول الثوابت والمبادىء والقيم والأخلاق والمصالح.. وهذا كثير إن تحقق بعضه ولو بعد سنين، حينها يخلق الله ما لا تعلمون.
السعوديــة تعلــن الحــرب علـى الشيعــة

وإذا كنا نعرف اليوم بالتجربة، أن الإرهاب لا حض له من النجاح إلا إذا وجد من يدعمه وبيئة حاضنة توفر له الغطاء، فإن العدو الواجب محاربته وفق العقيدة الأمريكية في الحرب على الإرهاب، وطبقا لمقتضيات الدفاع عن النفس سواء في القانون الدولي أو شرائع السماء، هو “السعودية” مصدر الفكر التكفيري وعراب الإرهاب في المنطقة والعالم.

والأمر هنا لا يتعلق بحكم قيمي مجحف أو بتحريض مذهبي مغرض ضد المسلمين سنة وشيعة، بل بضرورة إتخاذ ما يلزم من رد رادع ضد مملكة الخيانة والإجرام الوهابية، لأن الوقائع الخطيرة التي برزت هذا اللأسبوع، تحمل أكثر من دلالة حول حقيقة نوايا السعودية تجاه إيران ومحورها في المنطقة، بل والأمة الإسلامية جمعاء.

ذلك أنه في الوقت الذي كان يدور الحديث عن تقارب سعودي إيراني بعد الدعوة المشبوهة التي وجهها “الهزاز” ‘سعود الفيصل’ لنظيره ‘محمد ضريف’ ورفضتها إيران لمعرفتها أن الأمر لا يعدو أن يكون تسجيل موقف بروتوكولي من قبل الرياض، كانت الأخيرة تحضر في الخفاء لفتنة مذهبية طاحنة لتشعل المنطقة بحرائق لا أول ولا آخر لها.. كيف ذلك؟..

- حاولت حركة إرهابية موالية للسعودية قتل المرشح للرئاسة الأفغانية ‘عبد الله عبد الله’ الذي نجى بأعجوبة من تفجير إرهابي بكابول وقتل عدد من حراسه، فنددت طهران بالجريمة، وكأن التنديد سيوقف الإجرام السعودي عند حده.

- الحرب الخبيثة الدائرة ضد “شيعة” باكستان، حيث قتل ما يزيد عن ألف شيعي حتى الآن، في تصفية مذهبية هي الأكثر عنفا ودموية في باكستان. واليوم نفذ صبر هذه الطائفة الكريمة وعلقت صور شهدائها في شوارع حي عباس طاون بكراتشي، وتأجج الغضب فانقلب إلى إنتقام وحرب خفية ضد المتطرفين “السنة”. هذا علما أن الشيعة في باكستان يمثلون 20% من السكان، ويتهمهم “السنة” بأنهم يشوهون الإسلام، وفق زعمهم الذي يغذيه الفكر الوهابي التكفيري. و وفق وكالة الأنباء الفرنسية التي استجوبت شباب شيعة كما شباب من أحزاب أخرى بمن فيهم المنتمون للحزب الشيوعي الباكستاني، فإن الرغبة في الإنتقام لدى شباب الطائفة الشيعية منتشر بشكل مقلق ويزداد يوما بعد يوم.

- خطة شيطانية جهنمية حاولت جماعة “داعش” التي تديرها المخابرات السعودية والتركية والأردنية في العراق تنفيذها في مدينة سامراء يوم الخميس الماضي، حيث كانت المدينة والعالم الإسلامي على موعد مع تهديد خطير بتفجير مرقد الإمامين العسكريين، واللذان يعتبران من المقدسات الشيعية هناك.

ويجمع المراقبون على أنه في حال نجحت “داعش” ونفذت جريمتها، فلن يعود لصوت العقل من مكان، ولتراجع العقلاء إلى الخلف ليحتل الساحات شباب غاضب حاقد ثائر، لن يهدأ قبل أن يروي غليله من دم التكفيريين على إمتداد جغرافية المنطقة، والسعودية لن تنجوا بدورها مما وصف بـ”الإنفجار الكبير”. لكن الله لطف وشائت مشيئته أن يتدخل الجيش العراقي والإرهابيين على مرمى حجر من المرقدين، فأحبط مشروعهم الصهيو – وهابي. وهو التهديد الذي أعاد إلى الأذهان حادثة تفجير مرقد الإمامين التي اندلعت إثره أعمال عنف طائفية أغرقت العراق في حمام الدم، وسقط نتيجته آلاف الأبرياء في العديد من المناطق العراقية.

والسؤال الذي يطرح اليوم بإلحاح هو: – هل من سبيل لإيقاف هذا الجنون السعودي الذي تحول إلى شر مستطير يهدد العرب والمسلمين؟

أم أن الحل يكمن في إشعال جبهات المقاومة ضد “إسرائيل”، لأن فلسطين وحدها هي القادرة على جمع قلوب الأمة إلى قلبها، وتحريرها من الغبن والظلم الذي لحق بها، وفلسطين وحدها هي من ستطيح بعروش الحكام العملاء وكراسي السماسرة الخونة، لتعود الأمة كما كانت، أحسن أمة أخرجت للناس.
larbi
larbi
المراقب العام
المراقب العام

ذكر
عدد المساهمات : 32979
نقاط : 68094
تاريخ التسجيل : 04/05/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى