منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول إذا كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام إلي أسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

إدارة المنتدي




انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول إذا كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام إلي أسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

إدارة المنتدي


منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

العــد العكــسي لتقسيــم سوريــة.. بـــدأ

اذهب الى الأسفل

 العــد العكــسي لتقسيــم سوريــة.. بـــدأ  Empty العــد العكــسي لتقسيــم سوريــة.. بـــدأ

مُساهمة من طرف السهم الناري السبت ديسمبر 20, 2014 4:35 pm


أحمد الشرقاوي

خلال زيارته للولايات المتحدة الأمريكية أواخر شهر تشرين الأول/أكتوبر 2014، قال وزير الدفاع الصهيوني حينها ‘موشي يعلون’ لقناة إعلامية أمريكية: (NPR) “سيتم تغيير حدود الشرق الأوسط قطعا”..

لم يكن ‘يعلون’ حينها يتحدث من فراغ، بل من منطلق إستراتيجية واضحة بأهداف محددة بلورها هو نفسه وتبناها الرئيس الأمريكي بعد ذلك، حيث أصبحت تعرف اليوم بـ”إستراتيجية أوباما لمنطقة الشرق الأوسط”، بناء على خطــة ‘أعديد يعنون’ التي وضعها الجاسوس الصهيوني في شباط فبراير سنة 1982، وتحدثنا عن بعض مفاصلها في مقالتنا السابقة بعنوان (السعودية.. وخطة ‘أديد يعنون’).

و وفق ما أكده البروفيسور ‘ألفريدو خليفة رحمة’ أستاذ العلوم السياسية في جامعة المكسيك في مقالة له نشرت بصحيفة “لاخورنادا” المكسيكية بالإسبانية ونشرها موقع فولتير مترجمة للعربية، يقول ‘موشي يعلون': “هناك دول لديها تاريخ حقيقيّ، وهناك دول أخرى سُطّرت حدودها بشكل عفويّ سنة 1916 من طرف فرنسا وبريطانيا، في إطار اتفاقات ‘سايكس – بيكو’ التي كانت تهدف إلى تقسيم بقايا الإمبراطورية العثمانية”..

متسائلا بسخرية وإزدراء في قلب لافت للحقائق التاريخية والجغرافية: “أو ليست ليبيا إلاّ مجرد إبداع حديث، إبداع نتيجة للحرب العالمية الأولى؟”.. مضيفا: “أما مصر فستبقى مصر”.. وهو ما يفسر حاجة أمريكا و “إسرائيل” وأداتهما السعودية لمصر من مدخل عودتها المشبوهة للعب ما اصطلح على تسميته بدورها “القومي”، خصوصا في مرحلة بلقنة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي بدأت بسقوط ليبيا، وما يحضر له في فلسطين والعراق وسورية ولبنان واليمن والجزائر..

ويتجلى الدور المصري الجديد في سورية تحديدا، فيما ذكرته تقارير موثوقة عربية وغربية، من أن الرئيس ‘باراك أوباما’ لم يتخلى عن هدف إسقاط الرئيس ‘الأسد’، بل كل ما في الأمر، أنه وبسبب فشل “المعارضة المسلحة” و”الإرهاب” معا في المهمة الموكولة إليهما، قبل بخطة جديدة قدمها الأردن بدعم مصري وتحفظ سعودي إسرائيلي، تقول بتجنب إسقاط النظام وإجتثات حزب البعث في سورية كي لا يتكرر إستنساخ تجربة العراق، وتقتضي الخطة الجديدة القبول بمرحلة إنتقالية تنتهي بمغادرة الرئيس ‘بشار الأسد’ شخصيا مع عائلته بعد إنتهاء ولايته..

ومصر تلعب اليوم دورا موازيا إن لم يكن منافسا للدور الروسي في محاولة منها لإستقطاب المعارضة السورية في الخارج، لكن بأهداف لا تتوافق بالضرورة مع الأهداف الروسية في ما له علاقة بمصير الأسد بعد الولاية الحالية، وإن كانت لا تفصح عن هذا التوجه، كما لا يجب أن يفوتنا ما كشفه الإعلام عن دور مصر في الضغط على حماس بطلب من السعودية كي لا تعود للحضن الإيراني مقابل رفع الحصار عنها، وهو ما رفضته حماس وحسمت خيارها لتعود لمحور المقاومة.

ومن يتحدثون اليوم عن إنعطافة إيجابية في الموقف المصري تجاه سورية بسبب زيارة إبن عم الرئيس ‘الأسد’ لمصر، لا يدركون أبعاد اللعبة، ولا يريدون أن يفهموا أن نظام ‘السيسي’ يقفز كالبطة العرجاء وسط حقل من الألغام، ولنا في ما حدث ويحدث في غزة أحسن مثال على خضوع مصر لإملاءات السعودية وشروط “إسرائيل”.. فـ”إسرائيل” والسعودية اللتان ساهمتا في وصول ‘السيسي’ إلى عرش المحروسة بالمال والإعلام، لن يسمحوا له بإعادة العلاقات الديبلوماسية مع دمشق، وزيستحيل أن تلعب مصر أي دور إيجابي في الأزمة السورية من دون أن تمر أولا من بوابة طهران، هذه من أبجديات الفهم السياسي.

ووتكفي الإشارة هنا إلى أن الأمير الأزرق بندر بن سلطان مشتشار العاهل السعودي لشؤون الأمن، سبق وأن هدد ‘السيسي’ بمنتهى الوقاحة في إتصال هاتفي له بوزير الخارجية المصري تعليقا على زيارة قام بها الأخير للعراق دون إذن من السعودية، وعبر فيها عن رفض مصر لإستقلال إقليم كردستان عن العارق ورغبة القاهرة في بيع السلاح لحكومة بغداد، فقال له الأمير ‘بندر’ بلحن ساخر ومستهزىء: “إن التحولات الأخيرة خلال العامين الماضيين في مصر فيها من العبرة ما يكفي لأن يتعض بها السيسي”، وهو ما يعني بالعربي الفصيح، أن من جاء بـ’السيسي’ إلى سدة الحكم قادر على الإتيان بغيره، وأن على ‘السيسي’ معرفة قدره والتزام حدوده وأن لا يتصرف في المنطقة دون إذن مسبق من الرياض.. (راجع ما أوردته الصحافة الخليجية والمواقع العربية بتاريخ 6 آب/أغسطس 2014، تحت عنوان “بندر بن سلطان يهدد السيسي”.

وعلى المطبلون والمزمرون الذين يروجون لدور مصري مستقل اليوم أن يجيبوا على سؤال يعتبر من أبجديات الفهم السياسي: – هل يمكن لدولة مرتهنة إقتصادياً للسعودية والإمارات أن تبني سياسة خارجية مستقلة؟.. وما حدود هامش الإستقلالية لهذا الدور الخارجي بعيدا عن الإطار الذي رسمته له السعودية بإملاءات أمريكية وتعليمات إسرائيلية؟..

وعودة لتصريح ‘يعلون’ للإعلام الأمريكي فيما له علاقة بتقسيم سورية والعراق، يخلص هذا الصهيوني إلى النتيجية التي أراد تسويقها للمجتمع الأمريكي بالقول: “نفس الأمر فيما يخص سوريا والعراق، فهما دولتين قوميتين مصطنعتين، وما نشاهده حاليا ما هو إلاّ انهيار لمفهوم الغرب”، في إشارة لحدود “سايكس – بيكو” التي كانت خطأ جسيما إرتكبه الغرب في المنطقة وفق رؤيته الإستراتيجية التي تعتبر تقسيم العراق وسورية أحد مفاصلها المهمة، وكأن إنتزاع أراضي شاشعة مع لواء الإسكندرون وتهجير السكان الأرمن في الشمال، وإقتطاع الأردن وفلسطين في الجنوب ولبنان في الغرب من بلاد الشام التاريخية لم يكن كافيا.

وطبعا هو لا يعتبر الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين الذي تم وضع خرائطه من قبل الغرب بعد الحرب العالمية الأولى كيانا مصطنعا، بل دولة يهودية عريقة ومتجذرة في المنطقة بشهادة رؤيــة ‘التلمـود’ المزورة التي تقول، بعودة المسيــح عليه السلام إلى القدس لنصرة شعب الله المختار في حربه ضد أعدائه العرب والمسلمين بعد بناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى، في حين تتحدث الرؤية الإسلامية وفق التراث، عن عودة المخلص إلى دمشق عاصمة بلاد الشام التاريخية.

وخلاصة ما تقترح تطبيقه إستراتيجية البلقنــة لـ’يعلون’ على الأرض السورية، هو إقامة منطقة كردية في الشمال على شاكلة ‘كانتون’ يتمتع بحكم ذاتي عاصمته المؤقتة ‘كوباني’ التي تحولت إلى أسطورة ورمز للتحرير في العالم أجمع بما حضيت به من تغطية إعلامية مركزة ومكثفة بشكل مدروس، كخطوة أولى، على أن تنضم لاحقا مع محافظة الحسكة إلى إقليم كردستان العراق لإقامة “دولة الأكراد العظيمة” برئاسة ‘مسعود البرزاني’.. في إطار ما أصبح يعرف بتكتيك “السوفت لاندينغ” أو “الهبوط الآمن” لنظام الأسد بعد الانفجار الشعبي الذي واجهه خلال السنوات الأربع الماضية، ومن دون حاجة لتدخل عسكري مباشر كما حدث في ليبيا.

أما ما يقال عن الخلافات القائمة بين الأحزاب الكردية في سورية والعراق، فالأمر لا بعدو أن يكون خلافات سياسية تكتيكية تذوب عندما يتعلق الأمر بمشروع الدولة الكردية التي تمثل حلم الأكراد جميعا، وفي هذا الشأن، يؤكد مراقبون أن هناك وحدة في الموقف وراء الزعيم ‘مسعود بارازاني’ الذي يعمل مع أمريكا وأوروبا و”إسرائيل” على تنفيذ هذا المخطط الإنتحاري، والذي سيكون خطأ تاريخيا جسيما، لن يمر في بلاد الشام بسبب إصرار الدولة السورية على إجهاضه بالقوة العسكرية إن إقتضى الأمر.

ويستدلون في مواجهة من يقولون أن أكراد سورية لن يقبلوا بـ’مسعود البرزاني’ زعيما موحدا لأكراد سورية والعراق بالقول، إن ‘صالح مسلم’ نفسه متأكد أن ‘البرزاني’ يمثل ضمير الأمة الكردية والقرار القومي الكردي المستقل، ولو رضخ ‘البرزاني’ لضغوط تركيا لامتنع عن توجيه الدعوة لحزب ‘صالح مسلم’ لزيارة إقليم كردستان العراق وإبرام اتفاقية ‘هولير’ الشهيرة، ولرفض إفساح المجال لأي من أعضاء حزبه للمرور والإقامة في كردستان سورية ومساعدة المقاتلين في ‘عين العرب’ في مواجهة “داعش”، ولـ’البرزاني’ وفق ما يؤكدون، قاعدة شعبية كبيرة في كردستان سوريا، لأنه في الوقت الذي كان ‘صالح مسلم’ يكيل الاتهامات الصورية لـ’مسعود البرزاني’ ليظهر نوع من الإستقلالية عن كردستان العراق من باب التعمية والتضليل، كانت مظاهرات شبابية، ومن مختلف فئات وشرائح أكراد سورية إعتبرت الأضخم في تاريخ المظاهرات بالمنطقة، تُسيّر في عدد من أحياء ‘القامشلي’ وخاصة ‘قدوربك’ و’العنترية’ ومدن ‘ديريك’ و’جل أغا’ وغيرها… رافعين صور الرئيس ‘مسعود البارزاني’ ومنادين بإسقاط النظام في دمشق.

هذا وقد عرفت منطقة الأكراد في الشمال السوري خلال الأسابيع الأخيرة زيارات مكوكية مكثفة لوفود أمريكية وممثلين عن الإتحاد الأوروبي بالإضافة لمبعث إيطالي وفرنسي على وجه الخصوص، حيث عهد للصهيوني وزير خارجية فرنسا السابق ‘برنار كوشنير’ الذي يعرف برجل ‘جورج بوش’ في بلاده، لأنه الوحيد في فريق الحكومة الفرنسية الذي أيد حرب العراق، وصديق حميم للصهيوني ‘برنار هنري ليفي’، حيث يقال أنه أخذ دوره في هذه المرحلة بعد أن إحترقت ورقة الأول في ليبيا وتونس، لينسق بين الأكراد إنطلاقا من مدينة ‘القامشلي’ ويحول تجربة الإدارة الذاتية التي أعلنها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، بقيادة ‘صالح مسلم’، بالتنسيق مع دمشق أمنياً وعسكريا واقتصاديا، إلى نواة للكانتون الكردي الجديد، بعد أن تعهد ‘صالح مسلم’ رسميا، وفق معلومات موثوقة، للأمريكي بإنهاء التعاون والتنسيق مع النظام في دمشق مقابل مساعدات عسكرية ودعم سياسي أمريكي لا محدود.

وهذا ما يفسر عدم حسم أمريكا للحرب في ‘عين العرب’ أو (كوباني) طوال أزيد من ثلاثة أشهر من القصف المسرحي الذي نال إنتقادات واسعة من العربان ومن المراقبين الأمريكيين أيضا، مع تزايد تركيز “داعش” على مهاجمة المدينة دون إسقاطها، لممارسة الضغط النفسي على أكراد سورية للقبول بالمشروع الصهيو – – أمريكي في المنطقة، وإلا ستذبحم “داعش” التي تتحرك بالريموت كونترول الأمريكي لتنفسذ مشروع البلقنة.. لأنه في الوقت الذي تراجع حلفاء أمريكيا العرب عن المشاركة المكثفة في الحملة على “داعش” في سورية بذريعة أنها تخدم النظام السوري، أكدت مصادر عسكرية أمريكية الإثنين، أن “المسألة هي مسألة أهداف”، والأهداف هنا تعني ممارسة أقصى الضغط على الأكراد للقبول بالشروط الأمريكية، وهذا ما لم تفهمه عقلية البعير الخليجية.

وكان الصهيوني ‘برنار كوشنير’ قد قال خلال إحدى زياراته للأكراد في ‘القامشلي': “أنا أعرف الشعب الكردي منذ 45 سنة، وأنا صديق للأكراد”، وأضاف موضحاً ما فهمه من تجربة الإدارة الذاتية الكردية في سوريا مخاطباً المسؤولين الأكراد في المنطقة: “الآن أستطيع التحدث عن الوضع هنا، أنتم لا تقاتلون فقط أسوأ تنظيم في العالم، بل إنكم تسعون إلى تأسيس نظام ديمقراطي”.. والديمقراطية من وجهة نظر ‘كوشنير’ تعني تأسيس ‘كانتون’ كردي على مساحة تبلغ ضعف مساحة لبنان كما يفاخر بذلك حزب ‘صلاح مسلم’.

وكان ‘كوشنير’ هو من أشرف شخصيا على إنشاء منطقة الحكم الذاتي بالتنسيق مع دمشق بعد إنسحاب الجيش العربي السوري وترك المكان لقوات الحماية الكردية وفق إتفاق رسمي موقع بين الجانبين (السوري والكردي)، وها هو الصهيوني ‘كوشنير’ يعود اليوم للمنطقة ليقيم نواة الدولة الكردية المركزية على إمتداد الشريط الشمالي، مستندا في ذلك إلى قومية ومذهب واحد، دون إستفتاء شعبي يأخذ بعين الإعتبار وجهة نظر العرب والسريان والأرمن وسواهم من أهل المنطقة.

ومن المؤسف أن نسمع اليوم بعض السوريين الذين يتصدرون الشاشات كمحللين إستراتيجيين، يقولون أن ما تقوم به أمريكا في الشمال السوري هو مجرد ورقة سياسية تنوي إستعمالها للضغط في مفاوضات التسوية القادمة مع الحكومة السورية، لأنها بحاجة لخلق نوع من التغيير في موازين القوة على الأرض.. هذا القول ينم فعلا عن جهل عميق وفظيع بما يحصل اليوم في سورية.. وطبعا نحن على يقين أن القيادة السورية والقادة في محور المقاومة مدركين بشكل دقيق لخطورة المخطط، ويعملون على إفشاله وقلب المعادلات بالكامل في المنطقة وليس في سورية فحسب، أي المرور من الدفاع وردّات الفعل الموضعية إلى الهجوم الساحق من بوابة الجنوب حين يحين الوقت لإجتثات جبهة النصرة من منطقة الجولان المحرر وعلى الحدود مع الأردن، لما ستمثله هذه المرحلة الحاسمة من صدام متوقع مع الصهاينة، وربما الأردن أيضا.

ذلك، أن إستراتيجية ‘يعلون’ لا تقتصر على الشمال ومنطقة حلب وإدلب ودير الزور، لأنه في مرتفعات الجولان وعلى الحدود مع الأردن، حيث تلعب “إسرائيل” والعاهل الأردني ورقة “جبهة النصرة”، يقتضي المشروع إقامة دويلة درزية في الجولان المحتل تضم دروز سورية ولبنان، نظرا لرهان الصهاينة على بعض الدروز الذين خبروهم في العمل بجيش العدوان الصهيوني، ويثقون فيهم أكثر من غيرهم من الغرباء بما في ذلك فلسطينيو الداخل.. ويُعتبر الضابط الدرزي الذي قتل الوزير الشهيد ‘زياد أبو عين’ نموذجا صارخا لهذا التدجين، باستثناء فئات واسعة في الجولان المحتل ودروز لبنان الذين يعلنون أنهم متمسكين بأوطانهم ويرفضون منطق الدويلات الطائفية.

ولا يفوتنا هنا الربط بين مواقف الزعيم الدرزي اللبناني المخضرم والمثير للجدل ‘وليد جنبلاط’، والذي بسبب عدائه الشديد للرئيس بشار الأسد من جهة، وخوفه على مستقبل الدروز في المنطقة وإن كان خوفا مشروعا، إلا أنه لا يبرر إقدامه على الطلب من دروز الجولان المحرر والمحتل الإنضمام إلى “المعارضة السورية المسلحة” في قتالها ضد النظام السوري، وهو ما رفضه دروز سورية الشرفاء، معلنين تمسكهم بالدولة السورية الأم.. كما وأن إعلان ‘جنبلاط’ بأن “جبهة النصرة” ليست منظمة إرهابية، وإرساله لوزيره ‘أبو فاعور’ للتنسيق معها في قضية العسكريين اللبنانيين المخطوفين من وراء ظهر الحكومة، حاملا لها أزيد من ربع مليون دولار وفق مصادر صحفية لبنانية، إعتبر استثمارا مشبوها يصب في صلب مشروع الدويلة الصهيو – درزية في الجولان.

وهو الأمر الذي يؤشر وبقوة إلى أن ‘جنبلاط’ قد يكون في صورة مخطط ‘يعنون’ وإستراتيجية ‘يعلون’، نظرا لصداقته الحميمية مع الصهيوني ‘جيفري فيلتمان’ صاحب فكرة تجميد القتال في ‘حلب’، وهذا إستنتاج تفرضه المعطيات وتطورات الأحداث، خصوصا وأن الأمر يتعلق برجل مجازي شديد التقلب، متمسك بوهم إسقاط الأسد إنتقاما لمقتل والده الشهيد ‘كمال جنبلاط’ كما يدعي دون بيّنــة، وله مصلحة في تقسيم سورية للحفاظ على الطائفة الدرزية ودخول التاريخ كأول زعيم لدويلة درزية برعاية “إسرائيلية” على حساب مبادىء القومية العربية التي كان ينادي بها والده رحمه الله، والوحدة الإسلامية التي يرفع شعارها مشايخ الطائفة الدرزية الكريمة في لبنان وسورية.

وبالنسبة للأقليم السني الذي كان يروج له المبعوث الأممي ‘دي ميستورا’ بمبادرة مسمومة من مدخل تجميد القتال في ‘حلب’ أولا، فيذكر أن الرئيس الأسد عند أول مقابلة معه قال له: “لدينا معلومات تقول أنها مبادرة أمريكية”.. فحاول الرجل تعويم الجواب من باب التعتيم، لكن تبين بعد ذلك أنها بالفعل مبادرة أمريكية من إقتراح الصهيوني ‘جيفري فيلتمان’، وأن الهدف منها هو تأمين عاصمة للإقليم السني بقرار أممي تحت الفصل السابع يقضي بدخول قوات أممية بمشاركة الجيش المصري بطلب من أمريكا ودول أوروبية على رأسها فرنسا وبريطانيا، وفق ما أفادت مصادر لقناة الميادين، وهو ما رفضه الرئيس الأسد جملة وتفصيلا، وإشترط أن تتولى الدولة السورية الأمن وإدارة الخدمات في المنطقة الشرقية للمدينة، وأن ينزع سلاح المليشيات المقاتلة، ويخرج الدخلاء الأجانب منها.. ومنذ أن أعلن ‘دي ميستورا’ عن مبادرته لأول مرة، كتبنا مقالا بعنوان “سوريـة.. بيـن وهـم التسويـة وخيـار الحسـم”، فنذنا فيها الإدعاءات التي كانت تروج حينها إلى قرب التسوية السياسية في سورية، وحذرنا من الدور المصري المشبوه الذي يخدم أهداف “إسرائيل” ومصالح السعودية.. ألم يقترح ‘السيسي’ قبل أيام إرسال جيشه للضفة الغربية لقمع أي إنتفاظة ثالثة محتملة وضمان أمن “إسرائيل”؟.. (فتأمّــل).

ويشار بالمناسبة أيضا، وفق معلومات متقاطعة، أن مبادرة ‘دي ميستورا’ كانت تطبخ على نار هادئة بين واشنطن والأردن والقاهرة والسعودية، وكان التنسيق قائما على قدم وساق بين الأردن ومصر و”إسرائيل”، ليس بالنسبة لسورية فحسب، بل والعراق أيضا، لما يعتزم القيام به عاهل الأردن في الأنبار مستغلا في ذلك علاقات مخابراته بالعشائر “السنية” هناك، واليوم إشترطت الإدارة الأمريكية على الحكومة العراقية أن تسمح لها للعمل في الأنبار بدون قيد أو شرط، ومن دون المرور ببغداد لتسليح العشائر وتدريبهم في الأنبار مباشرة لمحاربة “داعش” التي تحولت إلى حصان طروادة لفرض التقسيم في سورية والعراق.

ويصب مشروع إقتطاع إقليم الأنبار بالإضافة لمنطقة الحدود مع الأردن التي تحتله اليوم جبهة النصرة بدعم من عمان، في صلب مشروع المملكة الأردنية الموسعة، ليكون وطنا بديلا للفلسطينيين سواء اللاجئين في دول الجوار أو “المقيمين” في أراضي 48، وفق التوصيف الإسرائيلي، على أن ينضم ما تبقى من الضفة الغربية إلى المملكة الجديدة ليصل تعداد سكانها إلى 25 مليون نسمة..

وقد رفض السيد المالكي إقتطاع أراضي عراقية لإقامة هذا المشروع، فكلفه الأمر منصبه برغم نيل حزبه للغالبية البرلمانية، وأطيح به لإعتبارات سياسية.. وكان سماحة السيد حسن نصر الله أول من كشف حقيقة ما جرى عقب لقائه بالسيد المالكي في بيروت مؤخرا، لكن الإعلام الخليجي، وبعض الإعلام المنتسب للمقاومة أيضا، ركز على مسألة الطائفية التي كانت السعودية تشعل نارها في كل وقت وحين وتحرض سنة الأنبار على التظاهر ضد “النظام الطائفي” في بغداد، وتتهم المالكي بإقصائهم. ونحن بهذا لا ننكر أن السيد المالكي إرتكب أخطاء سياسية كثيرة، لكنه كان رجلا وطنيا حريصا على العراق والعراقيين، غير أن المؤامرة كانت أقوى منه ومن قدرته على التحمل والمواجهة.

وربطا بما سلف، نستطيع فهم سبب رفض “إسرائيل” لمشروع إنهاء الإحتلال الذي قدمه ‘محمود عباس’ للأمم المتحدة الأربعاء من باب رفع العتب، رغم علاته ومصيدة اللغة التي سقط فيها عند الحديث عن “القدس عاصمة لدولتين” من دون تحديد أي جزء أو منطقة أو جهة من القدس يقصد بمشروع قراره، ما فتح باب التأويل على مصراعيه كما أشار إلى ذلك بعض الغيورين الفلسطينيين، ولم يضمن المشروع لا حدود الدولة ولا قضية عودة اللاجئين.. وهو تنازل مذل من دون مقابل، ومع ذلك، ورغم كل ذلك، يقول مسؤولون صهاينة كبار، أن لا وجود لشيىء إسمه “دولة فلسطين” وأن هناك فقط “دولة يهودية” للشعب الإسرائيلي على كامل أراضي فلسطين التاريخية عاصمتها “القدس”.

هذا هو الوجه الحقيقي للصراع، وحيث تريد أن تنتهي “إسرائيل” يفترض أن يبدأ محور المقاومة.. ونقصد بهذا أن لا حل في المنطقة إلا بتفجير حرب وجود ومصير مع الكيان الصهيوني المحتل لخلط الأوراق برمتها، لأن الحلول الترقيعية التي نراها إلى الآن، لن تنجح في إنهاء الصراع، وحتى إذا نجحت في دحر الإرهاب، فإنها حتما ستصطدم بواقع التقسيم “الناعم على الأرض في العراق وسورية، لأنه قائم على قدم وساق.

وحدها الحرب ضد إسرائيل من شأنها إعادة الوعي للأمة لتتكاثف في المنطقة، بل وفي العالم أجمع وراء محور المقاومة.. غير ذلك، تُعتبر “داعش” الحل والملاذ لشباب الأمة الضائع واليائس والمتمرد، بعد أن سقطت أحلام الشعوب في التغيير السلمي على مذبح الربيع العربي الذي حولته أمريكا وإسرائيل والسعودية إلى شتاء عاصف دامي..

قد يكون الحلف الجديد الذي تشكل مؤخرا في طهران هو العنوان، وإن كنا نعتقد أنه سيلتزم بسياسة الدفاع عن النفس في إنتظار أول خطأ سترتكبه “إسرائيل”، فلننتظر قليلا لنسمع الجواب العملي على الأرض، لأن المسألة تتجاوز اليوم حزب الله وسورية والعراق وإيران، لتشمل التنسيق مع روسية والصين ومنظمة شانغهاي ودول البريكس، لأن قرار الحرب له تداعيات إقليمية ودولية كارثية، وهي قد تنفجر في فلسطين، لكن لا أحد يعرف أين ومتى ستنتهي.

ولم يكن من قبيل المزايدة السياسية أن تحذر خمس شخصيات من حاملي جائزة نوبل قبل يومين، من أن الشروط والظروف لحرب عالمية ثالثة أصبحت قائمة، وأن هناك خوف حقيقي في الغرب من أن يسقط الكبار في فخ الرهان على القوة، فتدفع الشعوب المستضعفة ثمن ذلك غاليا.. لأن التاريخ يقول، أن التغييرات الكبرى في العالم لا تتم بالسياسة بل بالحروب والخراب.. ذلك أن البشرية لا تزال متخلفة ولم تنضج بعد، رغم دخولها عصر العلم والمعرفة وثورة المعلومات..


السهم الناري
السهم الناري
المراقب العام
المراقب العام

ذكر
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى